Site icon IMLebanon

الوفد الروسي يُعيد فتح طريق بعبدا – بيت الوسط

الوفد الروسي يُعيد فتح طريق بعبدا – بيت الوسط
الحريري يتّفق مع عون على تكثيف اللقاءات.. والحاج حسن يبدأ تطبيع العلاقات مع سوريا
صحّ ما اشارت إليه «اللواء» أمس من ان الرئيس المكلف سيزور القصر الجمهوري، ويبحث مع الرئيس ميشال عون جملة من النقاط، ذات الصلة بالعقد التي قال الرئيس الحريري غداة خروجه من الاجتماع ان بعضها «تحلحل»، والبعض الآخر قيد المعالجة، وهي تتعلق بتأليف الحكومة، أو نقاط أخرى، تتعلق بالتفاهم على تأليف الجانب اللبناني من اللجنة اللبنانية – الروسية المتعلقة بعودة النازحين السوريين، حيث يصل الوفد الروسي إلى مطار رفيق الحريري الدولي، آتياً من عمان، عند الواحدة بعد الظهر، ويستقبله مستشار الرئيس الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان، مع مسؤولين آخرين، على ان يعقد اجتماع لبناني – روسي عند الواحدة والنصف برئاسة الحريري وحضور وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، ومستشار الرئيس الحريري لشؤون النازحين السوريين وشعبان.
ولم يستبعد مصدر ان يُشارك في الاجتماع المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.
ويقيم الرئيس الحريري مأدبة غداء على شرف الوفد الرئاسي الروسي بعد الاجتماع في بيت الوسط.
وعلمت «اللواء» ان البحث تناول توزيع الحقائب على الكتل، في ضوء تُصوّر اولي اقترحه الرئيس المكلف، لكن المصادر تحفظت على الخوض في التفاصيل، مكتفية بالتأكيد أن «تقدماً طفيفاً قد تحقق»..
الا ان هذه المصادر لم تنفِ ما إذا كان الرئيس الحريري قد وضع في عهدة الرئيس عون مسودة لتوزيع الحقائب تحاكي ما هو قائم في حكومة تصريف الأعمال.
على أن المتفق عيه، لدى الأوساط السياسية أن زيارة الموفد الرئاسي الروسي شرّعت زيارة الحريري إلى بعبدا، وفتحت الطريق مجدداً بين القصر الرئاسي وبيت الوسط.
لقاء عون – الحريري
اما زيارة الرئيس الحريري لقصر بعبدا، بعد انقطاع استمر 27 يوماً، فلم تحمل جديداً على صعيد حسم مسألة تأليف الحكومة، مثلما كان تردّد سابقاً، باستثناء ايجابيتين:
الاولى: نفي وجود خلاف بين الرئيسين عون والحريري في قاموس الرجلين وإنما هو موجود في الإعلام فقط، على حدّ تعبير الرئيس المكلف.
والثانية: الاتفاق على عودة التواصل، من خلال زيارات شبه يومية أو أسبوعية سيقوم بها الحريري، بما يعني ضمناً بأنه كانت هناك أجواء ملبدة بين الرئيسين، ونجحت الزيارة المستأخرة في تبديدها.
وفي تقدير مصادر مطلعة، انه على الرغم من أجواء التفاؤل التي دأب الرئيس المكلف على اشاعتها، وجاراه في ذلك قصر بعبدا (أمس) حول احتمال ولادة الحكومة قبل عيد الجيش في الأوّل من آب، فإن المعلومات التي تملكها هذه المصادر تؤكد صعوبة الاتفاق على تأليف الحكومة، قبل فترة ليست قصيرة، ويمكن لاتصالات حلحلة العقد المستعصية على الصعيدين المسيحي والدرزي ان تأخذ وقتاً إلى ما بعد أو قبل عيد الأضحى الذي يصادف في الثلث الأخير من شهر آب.
وكان الرئيس الحريري أوضح بعد اللقاء مع الرئيس عون الذي استغرق قرابة الساعة ونصف الساعة، ان هناك بعض العقد في مسار تشكيل الحكومة بدأت تشهد حلولاً، وانه اتفق مع الرئيس عون على الإسراع للوصول إلى حل، وانه سيبقى على تواصل معه، وسيزور قصر بعبدا بشكل متواصل كي نجد الحلول في أسرع وقت ممكن، مشيراً إلى انه اليوم أكثر تفاولاً، لكنه حمّل الإعلام مسؤولية المحافظة على الجو الإيجابي الموجود والا يمارس دورا سلبياً في هذا الإطار، مثل محاولة الايقاع بين الرئاستين الأولى والثالثة، على حدّ تعبير الحريري، وكأن الإعلام بات مسؤولاً عن تعقيد الأمور عندما ينقل مواقف السياسيين وليس السياسيون أنفسهم.
ولم يشأ الحريري، تأكيد أو نفي ان يكون حمل معه إلى بعبدا مسودة تشكيلة حكومية جديدة، علماً انه كان يحمل معه مغلفاً أبيض لدى دخوله إلى مكتب عون، إلا انه أكّد ان الأمور إيجابية وأصبحت أكثر وضوحاً، وان الساحة السياسية تشهد هدوءاً، متسائلاً عن أسباب الوقوف فقط عند ما صدر عن الوزير جبران باسيل من انه «نفذ صبره»، لافتاً إلى ان هناك من تحدث عنه بشكل أقسى وأساء أيضاً لرئاسة الحكومة، مثل الكلام الذي قاله اللواء جميل السيّد «الذي يريد ان يعلمني الأخلاق، ولست مضطراً للرد على شخص مثله».
الى ذلك، علمت «اللواء» من مصادر مطلعة على لقاء بعبدا ان الرئيس الحريري حمل معه الى الرئيس عون صيغة حكومية جديدة وصفتها المصادر «بالمقبولة والمعقولة» حول حل عقدتي التمثيل المسيحي والدرزي، لكنها لا تتضمن توزيعا للحقائب والاسماء، بل توزيعا لحصص القوى السياسية، وجرى نقاش واخذ ورد حولها بين الرئيسين واستعراض بعض البدائل المحدودة الممكن ادخالها على التشكيلة والتي سيُجري الحريري التفاوض حولها اليوم مع القوى السياسية لنيل موافقتها على البدائل المقترحة.
واوضحت المصادر انه حصل تقدم واضح في الامور، وان الرئيس عون كان هذه المرة اكثر ارتياحا من المرات السابقة لما عرضه الحريري، ومن المفروض ان تتبلور الامور يوم غد الجمعة في ضوء اتصالات الحريري مع الاطراف المعنية، وقد يحصل تقدم سريع اذا وافقت الاطراف السياسية المعنية على البدائل التي عرضها عون.
وأشارت المصادر السياسية لـ«اللواء» إلى ان جو اللقاء اتسم بالارتياح، علماً أنه جاء بعد أقل من شهر الا 3 أيام من لقائهما الأخير، وهذا الارتياح قطع، وفق المصادر، أي تأويل عن علاقة متشنجة، كاشفة عن حلحلة في الملف الحكومي، وان اتصالات سيستكملها الحريري لبعض النقاط والامر ينطبق على العقدتين المسيحية والدرزية اقله.
وكشفت ان الرئيس الحريري قدم للرئيس عون اكثر من صيغة مع البدائل لافتة الى ان الجو الذي كان مقفلا لم يعد موجودا وأن الرئيسين مرتاحان. واوضحت ان هناك تكتما على ما تم عرضه من صيغ تخوفا من اي خربطة. وهنا اكدت المصادر ان العدد لا يزال ثلاتينيا. وتحدثت عن حلحلة في العقدة المسيحية من دون معرفة ما يمكن ان تشهده العقدة الدرزية التي ما تزال الاكبر.
وعلم ان الرئيس الحريري سيعرض ملاحظات الرئيس عون على الأطراف المعنية، واشارت الى انه اذا سارت الامور كما يجب فإن الحريري قد يحضر الجمعة ويقدم صيغة شبه نهائية كما انه اذا حصلت الحلحلة المطلوبة فان الحكومة قد تبصر النور قبل الاول من اب المقبل اي قبل عيد الجيش اللبناني الذي يحضر احتفاله الرؤساء الثلاثة.
ملف النازحين
وفي المعلومات، انه جرى أيضاً في لقاء الرئيسين عون والحريري، بحث مستفيض في موضوع الاتفاق الروسي – الأميركي لمعالجة موضوع النازحين السوريين، والموقف اللبناني الموحد الذي سيتم ابلاغه الى الوفد الروسي الرفيع المستوى الذي يزور لبنان اليوم، ويضم 13 شخصا، برئاسة الموفد الخاص للرئيس الروسي بوتين الكسندر لافراتييف ويضم ايضا نائب وزير الخارجية سيرغاي بيرشيمين وعددا من الجنرالات والدبلوماسيين المساعدين. والذي سيلتقي الرئيس الحريري بشكل اساسي للبحث معه في تفاصيل تشكيل اللجنة المشتركة وطبيعة عملها وآلية تنفيذ ما يتم التوصل اليه لنقل النازحين الى سوريا تباعا.
الا ان مصادر بعبدا، أكدت ان الوفد الروسي سيزور قصر بعبدا عصر اليوم، حيث سيعقد اجتماع روسي – لبناني، لبحث ملف النازحين، وسيترأسه عن الجانب اللبناني الرئيس عون ويضم الرئيس الحريري ووزير الدفاع يعقوب الصرّاف، ويخصص لمعرفة الطرح الروسي من الملف، والآلية التي سيتم الاتفاق عليها لمواكبة الخطة الروسية، بعدما اتفق الرئيسان عون والحريري على موقف واحد من هذا الموضوع.
وأوضح الحريري انه سيتم اليوم الاطلاع من الوفد الروسي على صيغة المخرج التي وضعها الروس والاميركيون لهذا الملف، مشيراً إلى ان وجود الموفد الروسي هو بهدف استيضاح ما تمّ اقتراحه من قبلهم.
وقال: نحن نعلم ما تمّ اقتراحه للاردن، ونأمل ان تكون عودة النازحين إلى سوريا عودة آمنة ومضمونة، من قبل الروس والاميركيين والأمم المتحدة. وهذا ما سنبحثه اليوم، ونتمكن بعد ذلك من تحديد ما اذا كانت اللجنة ستكون سياسية أو أمنية.
ولفت الانتباه في السياق، زيارة للمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى قصر بعبدا، بعيداً عن الإعلام، الا ان مصادر القصر اشارت إلى ان الزيارة لا علاقة لها بملف تشكيل الحكومة، ولا بملف النازحين، وإنما بمهمة كلف بها، تتعلق باستعادة أموال لتجار لبنانيين في العراق، بعد الاتفاق الذي اجراه في هذا الشأن وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني مع المسؤولين العراقيين.
وقال اللواء إبراهيم للصحافيين رداً على سؤال عن زيارته إلى العراق: «بعد أسبوعين نأكل المن والسلوى».
إلى ذلك وصف وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي المبادرة الروسية بشأن إنشاء مركز لتنسيق عودة اللاجئين السوريين «بالجيدة جدا»، معتبراً انها تضمن أمن وأمان الأخوة السوريين، ولفت في حديث لـ«اللواء»، إلى ان «المهم مما سمعناه من الجانب الروسي هو عودة السوريين إلى أماكن سكنهم، مما يعني ان التغيير الديموغرافي الذي كان يحاول بشار الأسد القيام به مع النظام الإيراني قد فشل».
برّي
وعلى ضفة المجلس النيابي، شهد لقاء الأربعاء النيابي، أمس تدفقاً لنواب تكتل «لبنان القوي» على غير عادتهم ونواب لتكتل «الجمهورية القوية»، فيما جدد الرئيس نبيه برّي تأكيده امامهم على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة «نظرا الى أهمية وجودها في ظل الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية الصعبة التي تمر بها البلاد، ولتمكين لبنان من القيام بالتزاماته الدولية مثل ما يتعلق بمؤتمر (سيدر-1)»، إلا ان النواب نقلوا عنه انه ليس لديه معطيات جديدة عن عملية تأليف الحكومة، «عسى ان يحمل لقاء اليوم (امس بين الرئيسين عون والحريري) بشائر الخير».
وقال رئيس المجلس ان «ما يواجهه اللبنانيون اليوم من ازمات إجتماعية وخدماتية ناتج من أسباب عديدة أبرزها عدم تطبيق القوانين، لأن تطبيقها يشكل المدخل الاساسي لمكافحة الفساد».
كما وضع النواب في اجواء اقتراحات القوانين التي ستكون على جدول اعمال المجلس في المرحلة المقبلة، والمتعلقة بإنشاء مجالس إنمائية في عكار والبقاع.
وعن تشريع زراعة الحشيشة لاستعمالات طبية، نقل النواب عن بري انه تسلم عددا من الدراسات واطروحات الدكتوراه تتعلق بهذا الموضوع، على ان يتابع درسه وربطه ايضا بإنشاء ادارة على غرار ادارة حصر التبغ والتنباك.
الحاج حسن في دمشق
وحضر ملف النازحين أيضاً، في الزيارة التي بدأها وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال حسين الحاج حسن إلى العاصمة السورية دمشق، تلبية لدعوة من نظيره السوري محمد مازن علي يوسف للمشاركة في معرض لإعادة اعمار سوريا سيفتتح اليوم بالتزامن مع مؤتمر لرجال الأعمال.
وأوضح الحاج حسن، الذي استقبله رئيس الحكومة السورية، ووزير النقل السوري ايضاً «ان الزيارة للبحث في الامور الاقتصادية ولتطوير العلاقات على مختلف الصعد التجارية والتبادل وحركة النقل والبحث في مسألة اعادة اعمار سوريا ومشاركة اللبنانيين فيها، خصوصا ان سوريا استعادت معظم الاراضي وانتصرت على الارهاب». وقال: «انها فرصة لا بد ان يغتنمها اللبنانيون ايضا لتهنئة سوريا على هذا الانتصار والبحث في مجالات اعادة الاعمار ومشاركة لبنان فيها والبحث ايضا في مسائل تخص الاقتصاد ومسائل وقضايا مشتركة، منها التجارة والعلاقات على صعيد فتح الحدود البرية بين سوريا والاردن، الامر الذي يتيح الفرصة امام تشجيع وتفعيل التصدير اللبناني عبر سوريا الى الاردن ومنها الى دول الخليج».
إضراب النقل
تزامناً، نفذت اتحادات ونقابات النقل البري الإضراب السلمي الذي دعت إليه. وأعلن رئيس ​اتحاد النقل البري​​ بسام طليس​ أن ​«الإضراب​ تحذيري»، ودعا المسؤولين «إلى الاستماع الى مطالب الناس والتزام تنفيذ الاتفاقات التي وُعدوا بها في إطار النقل البري». وذكّر بأن أبرز مطالبهم يتمثل بـإلغاء المعاينة الميكانيكية – قمع المخالفات تطبيقاً للقانون – المزاحمة غير المشروعة (اللوحات المزوّرة، خصوصاً في العاصمة بيروت) – وقف تسجيل الآليات والصهاريج خلافاً للقانون.
وستعود الاتحادات إلى الاجتماع اليوم لتقرير الخطوة التصعيدية المقبلة التي هددوا باتخاذها يوم الأربعاء المقبل، على الرغم من دعوة وزير الاشغال والنقل يوسف فنيانوس لهم بتأجيل الإضراب إلى حين تشكيل الحكومة الجديدة.
تشييع قتلى الحمودية
أمنياً، وفيما شيّعت بلدة الحمودية قبل ظهر أمس القتلى الخمسة من أبنائها الذين قضوا في الاشتباكات أثناء تنفيذ الجيش مداهمات في البلدة، بعيداً عن الإعلام، أوضحت قيادة الجيش في بيان جديد ان القتلى الثمانية الذين قضوا أثناء تنفيذ العملية كان بسبب رفضهم الاستسلام للقوة المداهمة، واطلاقهم النار بواسطة أسلحة فردية ومتوسطة باتجاه عناصرها رغم انذارهم مرات عدّة.
وأورد البيان لائحة بالافعال الجرمية للقتلى الثمانية وهم: علي زيد إسماعيل المطلوب بما يزيد عن 3000 ملاحقة قضائية ومذكرات توقيف، وشقيقه محمّد المطلوب للقضاء بموجب 416 ملاحقة قضائية، وأحمد علي إسماعيل، ويحيى احمد إسماعيل وبول جان نعمان، المقرب من علي والسوري حسين علي المطر المرافق الشخصي له وسائقه، والسوري ركان حسن الشمالي، وجميعهم مطلوبون للقضاء بأعمال جرمية وتخريبية. اما والدة القتيل علي زينب محمّد إسماعيل فقد كانت موجودة مع المجموعة المسلحة.
يذكر ان التشييع شمل خمسة من القتلى، باستثناء نعمان والسوريين المطر والشمالي، بمشاركة حشد من الأهالي، وام الصلاة على الجثامين امام البلدة الشيخ حنظل المظلوم، قبل ان يواروا الثرى في جبانة البلدة.