أسلحة أميركية للجيش.. وحزب الله يستعدّ لمعركة «السلسلة»
معالجة إشكال ساحة النور في طرابلس.. وجنبلاط لعدم حصر التفاهم الرئاسي بالمسيحيين
بقي موضوع الأمن والاستقرار في رأس أولويات الدول الداعمة للبنان. فبعد أن أبلغ وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الرئيس تمام سلام، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، أن الشحنة الأولى من الأسلحة الفرنسية التي تم التعاقد عليها في إطار الهبة السعودية للجيش اللبناني بقيمة ثلاثة مليارات دولار، ستصل إلى لبنان في الأسبوع الأول من نيسان المقبل، تسلمت قيادة الجيش من السلطات الأميركية أمس 72 مدفعاً من نوع هاوتزر M198 وحوالى 26 مليون طلقة ذخيرة ومدفعية من مختلف الأعيرة، بما في ذلك المدفعية الثقيلة.
وأشار السفير الأميركي في بيروت ديفيد هيل إلى أن هذه الأسلحة ستستخدم «من أجل هزيمة الإرهاب والتطرّف القادم من سوريا».
وقدرت قيمة الأسلحة الأميركية بنحو 25 مليون دولار.
ولفت هيل الىأن لبنان هو خامس أكبر متلقي للمساعدات العسكرية الأميركية.
وأشارت مصادر أميركية إلى أن مجموع الأسلحة التي قدّمت للبنان في السنوات العشر الماضية قاربت المليار دولار.
وأتت دفعة الأسلحة المتطورة والتي سبق لقيادة الجيش أن طلبتها من الولايات المتحدة، في وقت عزّز فيه الائتلاف الدولي لمواجهة «داعش» خطواته، ويتجه لتنفيذ حرب برية على الأرض يمكن للبنان أن يستفيد منها لتعزيز دفاعاته عند حدود السلسلة الشرقية التي تفصل لبنان عن سوريا.
وكشف ديبلوماسي أوروبي لـ«اللواء» أن هناك سباقاً بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للتعاون مع لبنان في ما خصّ الحرب الدائرة في سوريا، ولمنع «المجموعات الإرهابية» من تحقيق خرق على الأرض بعد أسر الجنود اللبنانيين.
ومن هذه الوجهة بالذات، أبلغت الحكومة الفرنسية الرئيس سلام أن الدفعة الأولى من الأسلحة الفرنسية للبنان في إطار الهبة السعودية ستبدأ تسليمها في نيسان المقبل وتتضمن هذه الدفعة مروحيات قتالية ووسائل نقل وآليات مدرعة ومدفعية ثقيلة وسفن دورية مسلّحة ووسائل اتصالات ومراقبة، ومنها طائرات من دون طيار من نوع سي د.ت.ي.
وكشف المتحدث باسم «الكي دو دورسيه» أن فابيوس وسلام تحدثا عن الفراغ السياسي بسبب عجز مجلس النواب عن التوصل الى تسوية تتيح انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فضلاً عن ضرورة زيادة مساعدة الاتحاد الأوروبي للبنان على الصعيد الإنساني لمساعدته على صعيد تدفق اللاجئين السوريين.
وقال ديبلوماسي فرنسي أن الاتحاد الأوروبي سيفرج عن مليار يورو خلال سنتين لمواجهة الأزمات في سوريا والعراق، وتهديدات تنظيم «داعش»، وستوزع هذه الأموال لمساعدة نازحين في لبنان والأردن وتركيا.
الحزب والسلسلة الشرقية والخطة الأمنية
وفي سياق تعزيز الدفاعات الأمنية في مواجهة المجموعات المسلحة في السلسلة الشرقية، أشارت معلومات لـ«اللواء» (راجع ص 4) أن «حزب الله» يدرس إغلاق السلسلة الشرقية نهائياً على غرار ما حدث في القلمون، وذلك عبر إنشاء مجسمات لتسييج كامل للسلسلة ببوابات حديدية ومكعبات اسمنتية ضخمة، وإقفال كل منافذ التهريب بعد أن اقتنعت العشائر أن هذه الخطوة لا بدّ منها، لحماية الحدود.
وتتحدث مصادر المعلومات نفسها أن هذه الخطوة مرتبطة بالاستعدادات الجارية إلى إبعاد الجماعات المسلحة عن السلسلة الشرقية بعملية أمنية جراحية.
في هذه الأجواء، يعقد مجلس الوزراء جلسته الأسبوعية الخميس المقبل، وستكون نتائج محادثات الرئيس سلام في ميونيخ في صدارة مداولات الوزراء، خصوصاً على الصعيدين الامني والاستحقاق الرئاسي، إلى جانب جدول اعمال مؤلف من حوالى 50 بنداً، تغيب عنها الملفات الخلافية، في حين أن موضوع تعديل آلية العمل الحكومي سيخضع للتشاور بين الرئيس سلام، الذي عاد مساء أمس إلى بيروت، والوزراء.
وفي هذا السياق، أكّد وزير الشباب والرياضة عبدالمطلب حناوي لـ «اللواء» انه ينتظر الاجتماع مع الرئيس سلام لبحث هذا الموضوع مع ميله الشخصي إلى الالتزام بالنصاب الدستوري الملائم في ما يتعلق بالقضايا المطروحة لناحية الحاجة في اقرارها إلى النصف زائداً واحداً، مشيراً إلى أن رئيس الحكومة الذي تحدث في موضوع تعديل الآلية في الجلسة السابقة للحكومة سيجري مشاورات مع الكتل الوزارية، مكرراً تأكيده ان لا خوف على الحكومة.
اما وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، فرأى أن الخلل الحكومي الأصلي هو في وجودها وليس بعملها، فهي تجاوزت مرحلتها وتدابيرها المؤقتة، وهي معرضة للتصدّع في حال طالت أكثر، في إشارة إلى ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية.
واستبعد درباس أن يتم حالياً أي تعديل في عمل الحكومة لأن لا مؤشرات تدل على ذلك، مشيراً إلى أن كل القضايا السياسية الكبيرة تأخذ مناقشة نصف ساعة أو أكثر، في حين أن القضايا الصغيرة والبسيطة المتعلقة بحياة الناس ومعيشتهم تتطلب منا مناقشات طويلة، نظراً للاتفاق الضمني بيننا لتحاشي المواجهات.
الخطة الأمنية
وبطبيعة الحال، فان الخطة الأمنية في البقاع ستحضر على طاولة مجلس الوزراء، في حين أدّت الاتصالات التي جرت بين وزير الداخلية نهاد المشنوق وهيئة العلماء المسلمين، إلى إبقاء الوضع على حاله في ساحة النور (عبدالحميد كرامي سابقاً) في طرابلس، وهو الأمر الذي أدى الى فض اعتصام وتجمع الحركات السلفية رفضاً لإزالة الرايات الإسلامية ولفظة الجلالة من الساحة.
وقال مصدر إسلامي أن القرار أتى لإزالة الرايات الحزبية والسياسية، لكن لفظ الجلالة يرمز إلى كل المسلمين ويجله ويحترمه كل مسلم، وبالتالي لا حاجة للخلط بين الشعارات الحزبية والسياسية والرايات الدينية، وفقاً لبيان «الجماعة الاسلامية».
ووصفت الهيئة، في بيان، بأن ما جرى بالأمس في جنح الظلم أمر خطير كاد أن يجر البلد إلى «فتنة عمياء».
وأعرب مصدر شمالي بارز لـ «اللواء» عن تفهمه للاعتراض الطرابلسي خشية أن تتطور الأمور إلى نزع لفظ الجلالة، وأن خطأ حصل لجهة عدم التفريق بين الرايات الحزبية والرايات الدينية.
وكشف المصدر أن اتفاقاً حصل بين «حزب الله» و«المستقبل» على طاولة الحوار بنزع الصور والشعارات الحزبية من دون الخوض في الشعارات الدينية، لافتاً إلى حساسية الوضع في لبنان والمنطقة، ونحن نلمس كل يوم حجم الاستنفار الأمني والطائفي في كل شيء.
الاستحقاق الرئاسي
وبقدر ما حضر الفراغ الرئاسي في محادثات الرئيس سلام، على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ مع كل من الوزير فايبوس ووزير الخارجية الإيراني محمّد جواد ظريف، وفقاً لما أعلن رسمياً، فان النتائج التي آلت إليها مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان فرنسوا جيرو لا تزال تتفاعل في الأوساط اللبنانية والصديقة للبنان، قبل ان يلتقي جيرو اليوم بالبطريرك الماروني بشارة الراعي في روما ويتداول معه في ما آلت إليه المساعي الفرنسية على هذا الصعيد.
ووفقاً لمعلومات جرى تداولها في بيروت فإن جيرو أبلغ محادثيه اللبنانيين ان الأبواب والنوافذ الخارجية لانتاج مقفلة حتى الآن، وأن الخرق الممكن لا يمكن ان يحصل إلا عبر اتفاق لبناني.
وفي المعلومات أيضاً، ان جيرو فوجئ بمدى ارتياح النائب ميشال عون على وضعه، وعندما أثار موضوع الرئاسة مع مسؤول العلاقات الخارجية في «حزب الله» عمار الموسوي سمع منه الثوابت التالية تجاه الاستحقاق الرئاسي.
1- ان انتخاب رئيس الجممهورية منذ الاستقلال إلى اليوم يقوم على الاتفاق على اسم الرئيس قبل الدخول إلى مجلس النواب، حيث يضع النواب الاسم على الورقة وتعلن النتيجة.
2- ان «حزب الله» يدعم النائب عون للرئاسة الأولى، اما إذا قرر هو التخلي عن هذا الترشيح لمصلحة شخص آخر، فالحزب لا يمانع.
3- ان التفاهم على اسم الرئيس يحتاج إلى جهد إضافي في مرحلة حساسة من تاريخ لبنان.
وفي هذا الاطار برز تطوران جديدان في المواقف من الاستحقاق الرئاسي، أولهما ما أعلنه رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمّد رعد في بلدة الدوير من ان الفراغ الرئاسي «لن يملأ قبل أن يتفاهم اللبنانيون على العقلية والمنهجية التي سيلتزمها الحكم مع العدو الصهيوني والإرهاب التكفيري».
وثانيهما: موقف رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط والذي دعا إلى عدم حصر التفاهم الرئاسي بالمسيحيين داعياً الأطراف السياسية إلى الإقرار بأن لا مفر من التسوية الرئاسية وعدم انتظار التفاهمات الخارجية، محذراً من خطورة إنتاج أعراف جديدة في مجلس الوزراء توحي ان لا حاجة لانتخاب رئيس وتقضم الصلاحيات الرئاسية تدريجياً.