Site icon IMLebanon

حوار المستقبل – حزب الله اليوم يضع سقفاً للتصعيد السياسي

حوار المستقبل – حزب الله اليوم يضع سقفاً للتصعيد السياسي

 عون يسحب الثقة من وزير الدفاع وينتقد قهوجي.. ويسعى للقاء قريب مع الحريري

رمى النائب ميشال عون قنبلة دخانية على جسد الحكومة المترهل، وكان قصده إصابة وزير الدفاع سمير مقبل، اعتراضاً على القرارات التي اصدرها بصفته الوزارية بتأخير تسريح ضباط من الجيش اللبناني، متهماً اياه بتجاوز قانون الدفاع الوطني المتعلق بتقاعد هؤلاء نظراً للحاجة الملحة إليهم، ملمحاً إلى هبوط في معنويات الضباط بسبب عدم احترام القوانين، بدءاً من التمديد لأمين عام مجلس الدفاع اللواء محمّد خير ستة أشهر، امتداداً إلى مدير المخابرات ادمون فاضل، وهو الأمر الذي سينعكس بالتمديد للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص، وصولاً إلى قائد الجيش العماد جان قهوجي في تشرين الأوّل، وكذلك الأمر رئيس الأركان.

واعتبر عون في موقفه ان وزير الدفاع تجاوز صلاحياته، داعياً مجلس الوزراء إلى تصحيح ما وصفه «بالاخطاء»، معرباً عن خشيته من ان يصيب التمديد كل الحكومة، واصفاً الدولة بأنها «تأكل مؤسساتها»، والحكومة بأنها «مستعارة»، محذراً من تفكك الدولة.

ومع أن الوزير مقبل نفى اتهامات عون، مؤكداً انه استند إلى المادة 55 من قانون الدفاع التي تجيز تأجيل التسريح، وانه استعمل صلاحياته في ذلك، فإن موقف عون أتى ليزيد من الصعوبات المتراكمة امام الحكومة التي تعلن جميع الأطراف عن تمسكها بها.

وقد حضرت أزمة توقف اجتماعات الحكومة خلال اجتماع كتلة المستقبل النيابية برئاسة الرئيس سعد الحريري، من نقطتين:

الاولى: ضرورة استئناف جلسات مجلس الوزراء وعدم شل عمل الحكومة التي تضطلع بكامل مسؤولياتها السلطة التنفيذية (الحكومة + رئاسة الجمهورية) في مرحلة تحتاج إلى تضافر الجهود لحماية البلاد من أية انزلاقات خطيرة مع اشتداد أو استعار الحرب في سوريا.

والثانية: الابتعاد عمّا يجري تداوله من آليات يمكن ادراجها تحت وصف سوابق واعراف خارجة عن الدستور، وتزيد من التعقيدات وتربك عمل المؤسسات.

وفي محاولة لتذليل العقبات، اجتمع الرئيس تمام سلام مع وزير الاتصالات بطرس حرب الذي يمتنع عن توقيع المراسيم المتعلقة بوزير التربية الياس بو صعب ووزير الخارجية جبران باسيل المحسوبين على التيار العوني، وهما يبادلانه الموقف بالامتناع عن توقيع المراسيم المتعلقة بوزارة الاتصالات.

وكشف حرب بعد اللقاء ان لا مجلس وزراء هذا الأسبوع، وأن الرئيس سلام ماض في لقاءاته الجانبية مع الوزراء لإيجاد الحل المناسب وحلحلة العقد التي تحول دون الدعوة إلى استئناف عمل الحكومة.

وأوضح مصدر وزاري لـ «اللواء» ان الوزير حرب شرح الجوانب القانونية في موقفه وحرصه على عدم خلق سوابق، وانه يواجه حملات ذات ابعاد سياسية للتأثير على جهوده وتصويره وكأنه يرتكب تجاوزات في العمل في وزارته، بينما هو يحاول تصحيح الأخطاء والتجاوزات التي وجدها في وزارته التي تعاقب عليها ثلاثة وزراء من «التيار الوطني الحر».

وكشفت مصادر في تكتل «التغيير والاصلاح» لـ «اللواء» ان اجتماع التكتل تطرق إلى المشاورات الجارية للاتفاق على آلية جديدة تسهل عمل الحكومة، من دون ان يعرض لتصور معين في هذا الشأن.

ولاحظت المصادر ان التكتل لا يفضل الإفصاح عن رؤيته لهذا الموضوع قبل ان تتبلور الاقتراحات الأخرى من قبل الفرقاء السياسيين الآخرين، ولا سيما الكتائب، ما يعطي فرصة أكبر لمناقشة متعددة لها قبل الخروج بتصور نهائي للآلية.

الحوار

 وعلى طريقة تداعي الأفكار، تذكر جلسة الحوار التي تنعقد اليوم بين تيّار «المستقبل» و«حزب الله» في عين التينة، بأن هناك جلسة بلغ تعدادها الـ19 سبق لرئيس المجلس أن دعا إليها عند تأجيل الجلسة 18 وذلك لانتخاب رئيس جديد للجمهورية!

وكانت جلسة الحوار هذه حضرت بقوة في «المناقشات الحيوية» لاجتماع الليلة، على حدّ تعبير أحد نواب كتلة «المستقبل»، وقال هذا النائب لـ «اللواء» ان نقاشاً صريحاً تناول النقاط – البرنامج التي طرحها الرئيس الحريري في خطاب «البيال»، ولا سيما الشق المتعلق منها بالحوار مع حزب الله، وانتهت المناقشات إلى ان الحوار يستمر مع الحزب على قاعدة أن قرار الحرب والسلم يتعين أن يبقى بيد الدولة، وعلى أساس احترام سيادتها وسلطاتها على كامل أراضيها، ومن دون التسليم باستمرار تدخل الحزب في سوريا، والدعوة إلى انسحابها من هناك، وإيقاف تورطه في النزاع المستمر في العراق.

ولاحظ المصدر أن الكتلة، لم تشأ الرد مباشرة على خطاب الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، لكن البيان الذي اذاعته بعد الاجتماع ولا سيما الشق المتعلق بالحوار، جاء بمثابة ردّ غير مباشر على مضمون الخطاب، فيما تركت لوزير العدل اللواء اشرف ريفي الرد على دعوة نصرالله لمشاركته في الدفاع عن النظام السوري، والتي وصفها بأنها دعوة إلى «وليمة مسمومة»، معلناً رفضه ان يُصادر أي طرف قرار الدولة، وأن يحوّل الاراضي اللبنانية إلى مسرح لتنفيذ اجندات خارجية لا تمت إلى مصلحة لبنان وأبنائه بصلة.

وقال ريفي أن أحداً لم يفوض أمين عام الحزب أن يحل مكان الدولة ومؤسساتها، وأن يرمي لبنان في أتون احداث المنطقة، وأن يستبيح الحدود للقتال إلى جانب نظام الأسد في حرب حولتها ايران إلى صراع مذهبي خطير، مؤكداً أن التاريخ علمنا أن ما من قوة غازية خرجت تقاتل خارج حدودها انتصرت».

في المقابل، توقع مصدر في دائرة «حزب الله» أن تكون استراتيجية مكافحة الإرهاب قد أصبحت على جدول الأعمال إذا لم يكن في جلسة اليوم ففي جلسة مقبلة.

وكشف المصدر أن التقارب بين التيار والحزب حول الأهمية الوطنية لمكافحة الإرهاب المحدق في البلاد، يُشكّل عاملاً من عوامل تنفيس الاحتقان، فضلاً عن توجه الطرفين الى منع إطلاق الرصاص وضبط الشارع لاضفاء مسحة من الهدوء الأمني تواكب الهدوء السياسي.

ولاحظ مصدر قيادي في 14 آذار أن جدوى الحوار ظهرت جلية من احتفال «البيال» إلى احتفال الرويس متسائلاً: كيف كان يمكن أن نتصور أن يكون سقف الخطابات لكل من الرئيس الحريري والسيّد نصرالله، لولا سقف التهدئة السياسية والإعلامية التي ارتفعت في لبنان مع إطلاق الحوار بين الطرفين، الذي فتح بدوره الطريق امام الحوار المسيحي – المسيحي والتبريد الحاصل على الساحة المسيحية بين «التيار العوني» و«القوات اللبنانية».

اتصالات الحريري

 وبصرف النظر عن مآل ما يجري على جبهة الرابية – معراب، وعلى جبهة المستقبل – حزب الله، فان حركة الاتصالات التي بدأها الرئيس الحريري في «بيت الوسط»، حيث استقبل أمس رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، من شأنها ان تساهم في مقاربة المسائل الملحة، لا سيما منها ما يجب القيام به لنقل ملف الرئاسة الأولى من الرف إلى الطاولة، على حد تعبير مصدر مقرب من الاتصالات لـ «اللواء»، الذي كشف عن اتصالات يجريها عون للقاء الرئيس الحريري.

وتساءل المصدر عن مغزى التصعيد العوني في وجه الحكومة، حيث اعتبر، أي عون، في الوقت نفسه أنها تملأ الفراغ الرئاسي، وهل هو لاستدراج عروض جديدة تتصل بلقاءيه المعلقين مع الرئيس الحريري والدكتور سمير جعجع.

وإذا صح أن موقف عون يندرج في إطار اعتباره ورقة ضغط، فإن معلومات وصلت إلى بيروت تفيد أن سفراء الدول الأوروبية المانحة، وفي ضوء ما انتهت إليه مهمة الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو،. يتجهون إلى تبطيء أو تأخير إرسال المساعدات للنازحين السوريين.

ولم تشأ المصادر العونية الخوض في طبيعة النتائج التي تتحقق خلال الحوار الدائر بين النائب ابراهيم كنعان من التيار العوني والمستشار الإعلامي في «القوات» محلم الرياشي، لكنها اعتبرت أن اللقاء بين عون وجعجع من المفترض – إذا حصل في بحر الأسبوعين المقبلين – أن يحمل تباشير طيبة في ما خص ملف الرئاسة الأولى، وذلك قبل عيد الفصح.

قمة واشنطن

 وإطلاق العسكريين

 على صعيد مشاركة لبنان في الجهد الدولي الإقليمي لمكافحة الإرهاب، أبلغت واشنطن لبنان أسفها لامتناع وزير الخارجية أو وزير الداخلية عن المشاركة في مؤتمر واشنطن الذي يحضره مائة مندوب وممثلون عن دول عربية وأجنبية يتقدمهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

إلا أن ديبلوماسياً أميركياً قلل من عدم حضور لبنان، مشدداً على استمرار التعاون بين السلطات الأمنية الأميركية والسلطات اللبنانية، كاشفاً أن وزير الداخلية نهاد المشنوق سيلبي دعوة رسمية لزيارة واشنطن الشهر المقبل.

أما على صعيد المفاوضات لإطلاق الجنود الأسرى اللبنانيين في جرود عرسال، فإن مصادر نقلت عن وزير لبناني على اتصال مع كل من أحمد الفليطي نائب رئيس بلدية عرسال الذي يتواصل مع «داعش» والشيخ مصطفى الحجيري (أبو طاقية) الذي يرعى الاتصالات مع جبهة «النصرة» توقّع مفاجأة في ما خصّ الافراج عن كل العسكريين المحتجزين.

ونقل عن الشيخ الحجيري أن المفاوضات مع «النصرة» جدية، وأنه على تواصل دائم مع كل من وزير الصحة وائل أبو فاعور وعضو كتلة «المستقبل» النائب جمال الجرّاح، فضلاً عن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم.

وما يؤكد جدية المفاوضات، وفقاً لمصدر وزاري، توجه اللواء ابراهيم إلى الدوحة أمس للقاء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وفي تطوّر متصل بهذا الملف، ذكرت معلومات أن الجيش ألقى القبض على شقيقة أمير جبهة النصرة في القلمون السورية أبو مالك التلي، وابنها عند حاجز وادي حميد في عرسال، وهي في طريقها إلى القلمون.

تزامناً، شنت كتائب عبدالله عزام، في رسالة ثانية إلى الشعب اللبناني وحكومة لبنان وجيشه، هجوماً عنيفاً على «حزب الله» وامينه العام، محذرة أهل لبنان من مصير يشبه مصير أهل سوريا الذين يقتلهم منذ ثلاث سنوات حزب الله والنظام السوري، كما انتقدت الرسالة مشاركة الاجهزة الامنية اللبنانية في ما وصفته حرب اهل السنة في لبنان، وأنذرت كل جهاز أمني لبناني يُشارك في أي عمل عدائي على أهل السنة في لبنان وسوريا بأنه سيصبح عدواً مباشراً في وجدان كثير من الشباب المسلم المظلوم، وأن لهذا الأمر تبعات عملية يتحملها من رهن اجهزته الحكومية بيد الحزب.

وخصت الرسالة الجيش اللبناني بما وصفته الانذار، ودعت المنتسبين من أهل السنة في صفوفه إلى الفرار والالتحاق بالمجاهدين، وإلا الجلوس في البيوت، حتى لا يبقى هذا العسكري درعاً يتقي الحزب به الضربات.