«إشارات الميلاد» تنتظر «اللقاء العصيب» في بعبدا
باسيل يسابق المردة على الأشغال في الشوط الأخير… والأنفاق أمام مجلس الأمن الأربعاء
في أول «إشارات» من نوعها، تبدي الأوساط الملاصقة للتيار الوطني الحر، تفاؤلاً محدوداً، ولكن ثابتاً، من زاوية ايجابيات، من المرجح ان تتظهر، في غضون الأسبوع الطالع، الذي يسبق عيد الميلاد المجيد…
وفي سياق، قطع الطريق إلى المائة يوم الأخيرة من الماراتون الحكومي، التقى وزير الخارجية والمغتربين، بعد يوم جنوبي طويل، رئيس وحدة الارتباط في حزب الله وفيق صفا، المكلف بالملف الحكومي، إلى جانب معاون الأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل، من دون ان تحمل المعلومات، ما يفيد بإحداث تقدّم، وان بدا فريق اللقاء التشاوري (النواب السُنَّة الستة) كل يغني على ليلاه..
وبانتظار ما سيطرأ في الساعات المقبلة، لفت انتباه المراقبين ما نسب إلى النائب فيصل كرامي عضو لقاء النواب السُنَّة الستة، من ان ما يجري طبخه لجهة اعتبار استقبال هؤلاء النواب من قِبل الرئيس المكلف هو بمثابة «إهانة» في وقت كان فيه النائب قاسم هاشم يتحدث عن إمكان قبول هؤلاء النواب ان يختار الرئيس عون شخصاً يمثلهم في الحكومة، في حين ترددت معلومات أخرى عن اتجاه لتسمية أسماء غير مقبولة من الرئيس الحريري، مثل اقتراح اسم العميد مصطفى حمدان إضافة إلى أسماء أخرى.
لقاء مرتقب اليوم أو غداً
في هذه الاثناء، على الرغم من عودة الرئيس الحريري إلى بيروت مساء السبت، فإنه لم يزر قصر بعبدا لتظهير الصورة الحكومية، في ضوء المشاورات التي أجراها رئيس الجمهورية، من ضمن مبادرته الأخيرة، ويرجح ان يتم اللقاء المرتقب اليوم، أو غداً الثلاثاء على أبعد تقدير، وسط تأكيدات بأن مساحة الرهان على الخروج من نفق التعطيل تتقدّم على حساب مساحات التصعيد التي سادت في الأسابيع الأخيرة، بحسب ما نقل تلفزيون «المستقبل» عن مصادر متابعة، التي اشارت إلى ان الموقف الذي أعلنه الوزير باسيل، من مرجعيون ورميش، بأن هدية الميلاد ستكون إعلان الحكومة، وعلى الجميع ان يضحي لولادتها، يصب في هذا السياق، الذي يعني ان تأليف الحكومة بات في المائة متر الأخيرة من السباق، كما وأعلن الرئيس الحريري، خلال مشاركته في منتدى الاستثمار في لندن.
وتقاطعت معلومات مصادر «المستقبل» مع مصادر محطة O.T.V الناطقة بلسان «التيار الوطني الحر» والتي اشارت بدورها إلى ان الأمور تتقدّم وان أساس البحث ينطلق من مجموعة الأفكار التي طرحها باسيل وتمت مناقشتها مع الحريري في لندن ومع «حزب الله» والمعنيين في بيروت، والمقصود هنا المشاورات التي أجراها الرئيس عون في بعبدا.
ومعلوم ان جزءاً من مجموعة أفكار باسيل، تنطلق بأن يتنازل الرئيس الحريري باستقبال النواب السُنَّة من خارج تيّار «المستقبل»، في مقابل ان يتنازل هؤلاء عن اشتراط توزير أحدهم، والقبول بتسمية شخصية أو أكثر من خارج تجمعهم لتمثيلهم في الحكومة من حصة رئيس الجمهورية، إلا ان هذا الاقتراح قوبل برفض من نواب سُنة 8 آذار، ووصفه النائب فيصل كرامي بأنه «مهزلة لا تمت إلى السياسة بصلة»، في حين نقلت محطة L.B.C عن مصادر مطلعة قولها بأن تمثيل الوزير السُني من حصة الرئيس عون أمر وارد، لكنه غير نهائي ويتوقف على ما سيحصل عليه في المقابل، في إشارة إلى معلومات ذكرت بأن الوزير باسيل يشترط الحصول على حقيبة وزارة الاشغال المحجوزة لتيار «المردة»، لتسليم الوزير السُني من حصة رئيس الجمهورية إلى تجمع النواب السُنَّة الستة.
وكشفت المعلومات عن لقاء بعيد عن الإعلام جمع باسيل بمسؤول وحدة التنسيق والارتباط في «حزب الله» الحاج وفيق صفا، من دون الوصول إلى خرق يذكر في الملف الحكومي، حيث رفض «المردة» التنازل عن حقيبة الاشغال.
لقاء تلة الخياط
ومعلوم أيضاً، ان «اللقاء التشاوري للنواب السُنة المستقلين» سيعقد اجتماعا لبحث آخر التطورات المتعلقة بتشكيل الحكومة ومبادرة رئيس الجمهورية، عند الساعة الثانية الا ربعا من بعد ظهر اليوم في دارة النائب عبد الرحيم مراد في تلة الخياط، واستبق عضو اللقاء عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم الاجتماع المذكور، بقوله لمحطة M.T.V بأن تجمعهم لا يزال متمسكاً بموقفه عبر تمثيله في الحكومة بأحد اعضائه الستة، مشيرا إلى ان «ما يطرح اليوم إنما هي أفكار من قبل بعض المعنيين أو من أصحاب المبادرات الذين يحاولون الوصول إلى حل لازمة تشكيل الحكومة».
ولفت إلى انه «لو وصلت الأمور إلى مرحلة يتم تقديم عرض لنا، فإن موقفنا سيكون واضحاً، واننا لن نقبل بفرض الشروط، وحينها يمكننا ان نطرح اسماً واحداً لا رجوع عنه، ولن نقبل بأن يكون هناك «فيتو» عليه».
أما كرامي، فقال تعليقاً على ما يجري تداوله من أفكار ومقترحات لحل ما يسمى «بالعقدة السُنَّية» وبينها استقبال الحريري للنواب الستة، في مقابل تنازلهم عن توزير أحدهم: «اذا كان اصحاب خريطة التخريجة الحكومية جادين في هذه المبادرة فإنني ابلغهم جميعاً إلى ان هذه مهزلة لا تمت إلى السياسة والجدية بصلة».
وتابع: «مع احترامي للجميع، فإن كل واحد منا تاريخه معروف، وأنا لا انتظر ان يستقبلني أحد مهما علا شأنه متنازلاً بأنه استقبلني وعليهم ان يبحثوا عن غيري لكي يعرضوا عليه هذه الاهانة».
ومن جهته، أكّد عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق، ان النواب السُنَّة المستقلين صاروا جزءا من المعادلة السياسية، ولا يُمكن لأحد ان يتجاهل حقهم أو ان يلغيهم، مشيرا إلى انه عندما يرفض الرئيس المكلف تمثيل هؤلاء النواب ضمنياً، فهو يتنكر لنتائج الانتخابات النيابية، أي انه يريد ان يلغي هذه النتائج، وان يبقى الوضع على ما هو عليه قبل الانتخابات وبعدها».
الثلث المعطل
وأكد ان علاقة «حزب الله» برئيس الجمهورية هي بأحسن حال، والحزب يشجع على زيادة حصة رئيس الجمهورية لأنه كلما كان الرئيس في موقع قوة داخل الحكومة كلما كانت الضمانة والتأثير والفعالية أكثر، وحزب الله لا يمانع إذا كانت حصة رئيس الجمهورية 11 أو 12، والمشكلة ليست هنا، بل في إصرار الرئيس المكلف على رفض الاستماع للنواب السُنَّة المستقلين وإعطائهم حقهم».
لكن عضو تكتل «لبنان القوي» النائب الياس بوصعب نفى لـ«اللواء» ان يكون الرئيس عون في وارد الإصرار على الثلث المعطل في الحكومة، وأوضح ان الوزير باسيل كان يتحدث عن حصة «التيار الحر» بمعايير التشكيل وفق نتائج الانتخابات النيابية، لكنه لم يقل اننا نريد ثلثا ضامنا، والكل يعرف ان حجمنا النيابي يعطينا 11وزيرا، لكننا لسنا متمسكين بهذا الامر.
ورأى ان مفتاح الحل يكمن في استقبال الرئيس المكلف للنواب السُنَّة المستقلين والاستماع اليهم وبعدها لكل حادث حديث، ولننتظر لقاء الرئيسين عون والحريري، ونحن نرتقب بوادر حلحلة في ضوء الاتصالات التي يجريها الرئيس عون.
باسيل
وكان الوزير باسيل الذي جال أمس في منطقة مرجعيون وحاصبيا، لرعاية ريسيتال ميلادي، ثم زار بلدة رميش في قضاء بنت جبيل، ووضع اكليلاً من الورد على ضريح اللواء فرنسوا الحاج، ورعى أيضاً ريسيتالاً ميلادياً، قد أكد ان «هدية العيد ستكون إعلان الحكومة مع ميلاد المسيح، وهذه الحكومة هي للجميع، وإن لم تنجز سيكون فشلها فشلا للجميع، واذا ولدت فهي نجاح لكل لبنان وستكون على أساس الخير والعدالة، وبما أن الحكومة هي للجميع، فعلى الجميع ان يضحي لإنجاز ولادتها مع احترام معايير التأليف. نريدها حكومة للكل ولخير الكل ولمحاربة الفساد بنفس جديد لبناء مستقبل الوطن».
وقال: «نريد ان نأتي لكم بحل، والحل يقوم على ان لا يكون هناك ظلم ولا اكراه ولا اقصاء ولا احتكار، بل عدالة، وعدالة التمثيل هي التي تأتي بحكومة وحدة وطنية، وان شاء الله بالأعياد يكون لدينا حكومة وحدة وطنية فيها عدالة التمثيل».
ولم تخل جولة باسيل من إشارات تشكّل إزعاجاً للرئيس نبيه برّي، ومنها قوله في جديدة مرجعيون بأنه يأمل أن يكون للجنوب وزير من «التيار الوطني الحر» ومنها أيضاً أن يكون لمنطقة بنت جبيل نائب مسيحي، وفي هذه الحالة يحتاج الأمر إلى تعديل قانون الانتخاب، في حين ان حصة الجنوب الوزارية كانت دائماً من نصيب الثنائي الشيعي.
انفاق الجنوب
إلى ذلك، لفت الانتباه، جولة الوزير باسيل في المنطقة الحدودية، حيث راقب، عبر المنظار، عمليات الحفر التي استأنفتها قوات الاحتلال الاسرائيلي أمس، عند الحدود اللبنانية، بحثاً عن انفاق مزعومة تدعي ان «حزب الله» أنشأها في الجنوب للوصول إلى الأراضي المحتلة، وقد غرد باسيل عبر «تويتر» قائلاً: «لبنان محمي بجيشه ومقاومته، والاهم انه محمي بتنوعه وتعدديته اللذين يهزمان احادية إسرائيل وعنصريتها».
تجدر الإشارة إلى ان مجلس الأمن الدولي سيبحث موضوع الانفاق في جلسة يعقدها الأربعاء المقبل بدعوة من المندوبة الأميركية، وثمة احتمال كبير ان تسلم إسرائيل احداثيات الانفاق التي ينتظر لبنان الرسمي تسليمها إلى قوات «اليونيفل»، إلى الأمم المتحدة خلال هذه الجلسة، وبناء على ذلك سيكون للبنان موقف، وهو بين التشكيك في ان تكون إسرائيل قد حفرت هذه الانفاق أو بعضها حديثا كذريعة لافتعال مشكلة مع الدولة اللبنانية، وبين تأكيد انها انفاق قديمة تعود لما قبل حرب تموز 2006.
وأوضح اللواء الركن المتقاعد عبد الرحمن شحيتلي الذي كان يمثل لبنان في اجتماعات الناقورة الثلاثية في تلك الفترة، ان الانفاق قديمة وهي موجودة من قبل العام 2006، وتم ابلاغنا من قبل قوات اليونيفيل وقتها بوجودها، ولا يجوز ان ينكر لبنان وجودها خاصة اذا قدمت اسرائيل الاحداثيات حول مواقعها، بل يجب ان يدافع لبنان عن وجهة نظره امام الامم المتحدة بتأكيد انها قديمة ولا يجري استخدامها من طرف لبنان، وانها لا تشكل خرقا للقرار 1701 كما تدعي اسرائيل.
ميدانيا، وضع الجيش اللبناني امس، كاميرا متحركة ثانية لمراقبة تحركات جيش الاحتلال الإسرائيلي والأعمال التي يقوم بها في محلة كروم الشراقي في خراج بلدة ميس الجبل قضاء مرجعيون، بعدما كان قد رفع قبل أيام كاميرا مماثلة في المحلة المذكورة.
في هذا الوقت عزّز جيش الاحتلال الإسرائيلي انتشاره، حيث استقدم حوالى 30 جنديا تمركزوا خلف السواتر الترابية، بالإضافة إلى انتشار خمسة آليات عسكرية على الطريق المحاذية للسياج التقني، وسط تحليق لطائرة استطلاع من نوع «ام ك»..
كذلك استحضرت القوات الاسرائيلية حفارة آبار ضخمة، باشرت بأعمال الحفر مقابل طريق عام كفركلا، بعد أن جرى سحب الحفارتين من الجهة المقابلة للطريق الداخلية التي تربط بوابة فاطمة بسهل الخيام.
وفي وقت لاحق أعلن الناطق الرسمي بإسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي «ان الجيش الاسرائيلي أبلغ اليونيفيل عن وجود نفق رابع، واليونيفيل منخرطة بشكل كامل مع الأطراف لضمان الاستقرار في المنطقة».
وكان المتحدث باسم قوات الاحتلال افيخاي ادرعي قد أعلن عن كشف هذا النفق، محملا الحكومة اللبنانية المسؤولية الكاملة، لما وصفه بالخرق الفادح للقرار 1701. واردف ادرعي تغريدته بتسجيل مصور حمّل فيه «حزب الله» المسؤولية عن تعريض سكان جنوب لبنان لخطر كبير جرّاء تهوره ومخططاته غير المحسوبة، عن طريق حفر انفاق تحت مناطق سكنية»..
تظاهرة
ميدانياً، وفي أوّل تحرك احتجاجاً على الأوضاع المعيشية والاقتصادية، وتأخير تأليف الحكومة سارت تظاهرة شعبية من امام مصرف لبنان في شارع الحمراء، باتجاه وسط بيروت، حيث ألقيت كلمات منددة بالطبقة السياسية لكل من النائب اسامة سعد، والأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب، الذي دعا القوى المتضررة إلى لقاء يوم الجمعة المقبل.