Site icon IMLebanon

دخول أميركي في لحظة التأليف: مخاوف من تنامي قوّة حزب الله

 

الجُمعة يوم «الفصل»: الحريري يلتقي «الستة» في بعبدا .. وخلوة المراسيم مع عون

 

72 ساعة حاسمة: مسار التأليف على الطريق الصحيح، المبادرة الرئاسية، خطوة خطوة.

باكر المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، فبعد لقاء أمس الأوّل مع الرئيس نبيه برّي، زار منزل النائب عبد الرحيم مراد، والتقى هناك، أعضاء اللقاء التشاوري، أو سنة 8 آذار، باستثناء النائب فيصل كرامي الموجود خارج لبنان.

النقاشات تناولت، ليس الحاجة إلى الحكومة بل الشخص الذي يمكن ان يمثل مجموعة النواب الستة: أدلى كل واحد باسم مرشحه: النائبان مراد والوليد سكرية رشحا نجل رئيس حزب الاتحاد حسن مراد، النائب عدنان طرابلسي رشح المرشح للانتخابات طه ناجي، النائبان فيصل كرامي وجهاد الصمد، الصحافي عثمان مجذوب، في حين لم يسم النائب قاسم هاشم أي مرشّح..

والأسماء هذه، حملها «المكوك» إبراهيم إلى بيت الوسط، حيث عقد اجتماعاً مع الرئيس الحريري، تابعه بثالث مع الرئيس ميشال عون الذي يقترح الدكتور عبد الرحمن البزري ليكون المرشح عن المقعد السني السادس من حصته..

في لحظة التأليف هذه استرعى اهتمام المراقبين الدخول الأميركي المفاجئ على الخط، في لحظة التأليف من باب الإعلان عن «مخاوف كبيرة» لدى واشنطن – حسب مسؤول في الخارجية الأميركية – «ازاء تنامي القوة السياسية لحزب الله داخل لبنان».

وقال المسؤول الذي لم يكشف عن هويته: «واشنطن تأمل في ان تبني الحكومة المقبلة في لبنان دولة آمنة ومستقرة وتعمل مع الولايات المتحدة في المجالات ذات الاهتمام المشترك».

ومع ذلك، اعتبرت مصادر لبنانية مطلعة رداً على سؤال لـ«اللواء»: ان الموقف الأميركي، على الرغم من توقيته، قد يكون الهدف منه توجيه رسالة للجانب الروسي، من ان لبنان، هو ضمن دائرة النفوذ الأميركي، وان واشنطن لن تسمح بنفوذ روسي عبر تنامي دور حزب الله.

لكنها استدركت ان ما كتب في ما خص الحكومة قد كتب، مشيرة إلى ان يوم بعد الجمعة هو يوم فاصل، بين عدم تأليف الحكومة وتأليف الحكومة، حيث يتسلم اللواء إبراهيم اسم أو اثنين من مرشحي «اللقاء التشاوري»، ثم يعقد اجتماع في بعبدا بين الرئيس الحريري وأعضاء اللقاء، حيث يكون النائب كرامي عاد إلى بيروت، ثم يعقد الرئيسان خلوة لوضع الرتوش، على الأشخاص المرشحين لدخول الوزارة..

مبادرة النقاط الخمس

في كل الأحوال، فإن معالجة تعقيدات تشكيل الحكومة يفترض ان تقترب من نهايتها السعيدة خلال يومي السبت أو الأحد المقبلين، على أبعد تقدير، بحسب معلومات قصر بعبدا، بعد معالجة مسألة تمثيل نواب سنة 8 آذار، وفق المبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية ميشال عون، وادار تنفيذ بنودها الخمسة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، فيما بقيت تفاصيل – لم تصل إلى مرحلة العقد – تتم معالجتها بعيداً عن الأضواء حول تبادل التمثيل المسيحي وبعض الحقائب.

وبحسب وقائع ما جرى أمس، فقد بوشر بتنفيذ مبادرة معالجة ما سمي «بالعقدة السنية» بتكليف الرئيس عون للواء ابراهيم نقل موافقته الى اركان اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين على ان يكون الوزير السني السادس من حصة اللقاء، وهي الخطوة الاولى من المبادرة الخماسية الاضلاع، والتي تتضمن ايضا حسب مصادر اللقاء التشاوري: الاقرار بحيثيتهم السياسية والشعبية وبأحقية تمثيلهم في الحكومة، وان يجتمع بهم الرئيس المكلف سعد الحريري، وان يختار اعضاء اللقاء ثلاثة اسماء من خارجهم ويعرضونها على الرئيس عون الذي يختار واحدا منها بالاتفاق مع الرئيس المكلف ولا يكون مستفزا، وان يكون هذا الوزير مستقلا من حصة «اللقاء التشاوري» لا من حصة احد وبالتالي يصوّت في مجلس الوزراء بما يقرره «اللقاء التشاوري» ويحضر اجتماعاته. وتردد ان اللقاء التشاوري اصر على ان يتولى وزيره حقيبة معينة لم يجرِ تحديدها بعد وهي خاضعة للتشاور خلال اليومين المقبلين، لكن مصادر مطلعة نفت ان يكون قد تم التطرق الى هذه الحقيبة.

وقد بقي من هذه البنود الخمسة بندان للتنفيذ هما: تسمية الشخصيات الثلاث لاختيار احداها في حد اقصى يوم الجمعة المقبل لحين عودة عضو اللقاء النائب فيصل كرامي من لندن مساء الخميس، وتحديد موعد ومكان اجتماع الرئيس الحريري بهم والمرجح ان يكون يوم الجمعة ان لم يكن قبلا، وفي القصر الجمهوري في حضور الرئيس عون، لكن معلومات مصادر بعبدا، رجحت ان يتم اللقاء في «بيت الوسط» أو في السراي، مشيرة إلى ان لا معلومات عن زيارة للقاء التشاوري إلى بعبدا، علماً أنه بدأ منذ مساء أمس التداول بالأسماء التي سيقترحها النواب السنّة الستة، وبعضها أصبح جاهزاً.

ومن الأسماء التي تمّ تداولها للتوزير في الحكومة، اسم كل من: طه ناجي من قبل النائب عدنان طرابلسي، عثمان مجذوب من قبل فيصل كرامي، حسن مراد من قبل والده النائب عبدالرحيم مراد، أحمد موصللي من قبل الوليد سكرية، والحاج عمر غندور من قبل قاسم هاشم.

وأوضح النائب مراد لـ«اللواء» ان أسماء الشخصيات الثلاث التي عهد إلى كل من نواب «اللقاء التشاوري» اقتراحها بموجب المبادرة، سيتم وضعها خلال يومين على الاكثر ونسلمها للواء ابراهيم لينقلها الى الرئيس عون ثم نجتمع عنده في حضور الرئيس الحريري، واذا لم يحصل اي عائق يتم تشكيل الحكومة في اليوم التالي.

وعما اذا كان تم الاتفاق على الاسماء وهل ان ابنه حسن من بينها؟ قال مراد: اسم حسن ربما يُطرح من قبلي، لكن بالنسبة للاخرين تتحدد اسماؤهم بعد عودة كرامي.

ورجحت مصادر «اللقاء» ومصادر قصر بعبدا ان تُختتم المبادرة بالاتفاق على اعلان الحكومة يوم السبت او الاحد المقبلين، اذا تمت تسوية باقي التفاصيل كما هو مقرر.

وقد نقل اللواء ابراهيم اجواء اجتماعه مع اعضاء اللقاء التشاوري الى كل من الرئيسين الحريري وعون، ونقل عنه ان اجواء «بيت الوسط» كانت ايجابية من حيث التجاوب مع بنود المبادرة.

وأعلن مدير الأمن العام ان «الامور تسير على قدم وساق، وإذا بقيت كذلك ستولد الحكومة قريباً»، مشيراً إلى ان مبادرته مؤلفة من خمس نقاط وقد تكللت بالنجاح، مشيراً إلى اننا «اصبحنا في أقل من ربع الساعة الاخير»، وإلى ان «أحداً لم يخسر في هذه المبادرة، فالكل ضحى ولا «فيتو» على أي اسم، واللقاء التشاوري هو من يُقرّر من يمثله».

إلى ذلك، اشارت مصادر مواكبة لعملية تأليف الحكومة إلى ان الرئيس عون لم يكن في امكانه ان يعطي، أو ان تشق التسوية طريقها لولا موافقة الرئيس الحريري باعتباره المعني بها، وهو (أي الرئيس عون) كما تعاطي مع «العقدة القواتية» وسهّل وتنازل عن منصب نيابة رئاسة الحكومة تعاطي مع عقدة تمثيل النواب السنة المستقلين، كاشفة عن اتصالات ظلت في الفترة القريبة بعيداً عن الأضواء لضمان نجاحها.

وأكدت المصادر نفسها ان «الامور» خلصت وباتت الولادة الحكومية قريبة، وما زال العمل يجري على تفاصيل معالجة الموضوع من كل جوانبه ولم تعد هناك عراقيل، وان لا شيء يمكن ان يقف بوجه التسوية بعد ان سارت على الشكل الذي سارت فيه.

وبالنسبة لعملية ترشيح الأسماء، فقد أوضحت المصادر انه لن يكون هناك اسم واحد، بل أكثر من اسم يقدمه النواب الستة، لكنه يفترض ان يحظى بموافقة الجميع، مشيرة إلى انه خلال الساعات القليلة المقبلة ستكتمل لائحة الأسماء وتسلم للواء إبراهيم على ان يكون الاتجاه اعتماد الآلية المشابهة للعقدة الدرزية، حيث يتم تفويض رئيس الجمهورية في عملية الاختيار، وهناك توجه لأن ينضم الوزير الذي يتفق عليه إلى «اللقاء التشاوري» ليصبح (أي اللقاء) تكتلاً سياسياً.

الحريري

اما مصادر الرئيس الحريري فتحدثت عن ارتياح إلى أجواء التأليف، مع تثمين لمبادرة رئيس الجمهورية، فيما قال النائب السابق محمّد الأمين عيتاني، انه لمس من الرئيس الحريري خلال لقائه به أمس، ان هناك جواً ايجابياً طاغياً، وهناك بوادر لولادة هذه الحكومة التي ينتظرها اللبنانيون بفارغ الصبر.

وأضاف بأن الحريري «حريص على ان تكون هذه الحكومة فريق عمل متجانساً يعمل ليل نهار ليعوض ما فات البلد من تقدّم ولتطبيق مقررات مؤتمر «سيدر».

وخلافاً للتوقعات، لم يرأس الحريري اجتماع كتلة «المستقبل» النيابية، التي أصدرت بياناً أعربت فيه عن ارتياحها للمسار الذي تسكله مبادرة رئيس الجمهورية بشأن الوضع الحكومي، ورأت فيها «الفرصة الأخيرة للخروج من دوّامة الشروط السياسية»، مشيرة إلى ان «الرهان على تأليف الحكومة أمرٌ ملحٌّ في ضوء التحديات الاقتصادية والمالية والإنمائية المدرجة على جدول أعمال السلطة التنفيذية وسائر المؤسسات المعنية بإطلاق ورش العمل التشريعي والاصلاحي والإداري، والتوقف عن سياسات هدر الوقت والدوران في الحلقات المفرغة».

ولفتت مصادر نيابية في الكتلة إلى ان زيارة الحريري إلى بعبدا ستعني ولادة الحكومة.

تبديل مسيحي

من جهة ثانية، ذكرت مصادر متابعة لتشكيل الحكومة، ان تغييرات قد تطرأ على التشكيلة التي اعدها الرئيس الحريري من حيث التوزيع الطائفي للحقائب على بعض القوى السياسية المسيحية لا سيما بين «التيار الوطني الحر» وتيار «المردة»، حيث يرغب «التيار الحر» بالحصول على حقيبة الاشغال المخصصة «للمردة» بوزير ماروني في التشكيلة، عداعن استمرار الحديث عن اعادة النظر بحصة الارمن بعدما اعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سميرجعجع عن تسمية وزير ارمني من حصته، بينما اصر حزب الطاشناق على ان التمثيل الارمني من حصته بوزير واحد على الاقل والثاني يتم اختياره بالتشاور معه.

لكن مصادر رسمية اكدت لـ«اللواء» ان المشكلة محصورة بالتمثيل الارمني، حيث تم تخصيص حقيبة للوزير الارمني المقترح من قبل «القوات» المقررة بأربعة وزراء واربع حقائب، وفي هذه الحالة تكون حصة حزب «الطاشناق» حقيبة دولة وهوما رفضه الحزب لأنه الاكبر والاوسع تمثيلا للارمن، ورجحت المصادر ان يتم اعطاء الحقيبة المخصصة للارمني «القواتي» الى نائب رئيس الحكومة وهو ارثوذوكسي لـ«القوات» ايضا، وتعطى حقيبة دولة للوزير الارمني، ويحصل حزب الطاشناق على حقيبة وازنة.

واستبعدت المصادر ان يتم البحث بتغييرات في الحقائب المسيحية الاخرى لأن ذلك يعني اعادة النظر بكل التشكيلة وتوزيع الحقائب.

ولفتت الانتباه في هذا السياق، الخلوة التي جمعت جعجع بأمين سر تكتل «لبنان القوي» النائب إبراهيم كنعان، في حضور الوزير ملحم رياشي، على هامش الريسيتال الميلادي الذي اقامته «القوات» في معراب.

برّي: «قربت تنحل»

وفي المواقف، عقب الرئيس نبيه برّي على المستجدات الحكومة، مستشهداً بعنوان البرنامج الفكاهي على «الجديد»: «قربت تنحل»، متوقعاً ان يلتقي الرئيس الحريري نواب «اللقاء التشاوري» في بعبدا يوم الجمعة بعدما يكون فيصل كرامي قد عاد من سفره.

وقال برّي ان «الحل الذي تمّ التوصل إليه هو نفسه الذي طرحه قبل ثلاثة اشهر عندما قال لجميع المعنيين هناك exit واحد وهو الذي وافق عليه رئيس الجمهورية في لقائهما الاثنين الماضي بأن يعطي المقعد من حصته، وبعدما قبل الحريري وان بعد جهد معه، بتوزير ممثل عنهم في الحكومة، معتبراً اننا أضعنا على البلد ثلاثة اشهر عداً ونقداً متأسفاً لإضاعة ثلاثة اشهر للقبول بالحل نفسه الذي كان بالإمكان السير به قبل ثلاثة اشهر.

وأعلن إنه مستعد لعقد جلسات الثقة قبل نهاية السنة معتبرا ان البيان الوزاري لا يحتاج عناء تفكير ويجب الانصراف للعمل والتعويض على البلد، متوقعاً ان ينعكس تأليف الحكومة ارتياحا وثقة في الداخل وفِي الخارج ويمكن أن يؤدي الى اعادة النظر بالتصنيف الائتماني المالي السلبي، الذي اعتمدته مؤسسة «موديز» مؤخراً للبنان.

باسيل

اما وزير الخارجية جبران باسيل، فرأى بعد اجتماع تكتل «لبنان القوي» الذي انعقد أمس، ان الأمور تسير باتجاه ولادة الحكومة، لافتاً إلى ان «الحل سيأتي من ضمن المبادرة والأفكار العديدة التي طرحها والتي تقوم بأساسها على عدالة التمثيل ووحدة المعايير، مؤكداً ان «التنازل كان من كل الجهات المعنية».

واعتبر اننا نستطيع ان نفرح بولادة الحكومة، بحسب ما قلنا بأن تكون عيدية اللبنانيين، لكننا من جهة أخرى اسسنا لمعايير ثابتة فلا «تتخربط» الأمور في كل مرّة نريد فيها ان نؤلف حكومة ونضيع الوقت الذي طال سبعة اشهر»، لافتاً إلى «اننا لا نستطيع ان نعوض هذا الوقت الا بحكومة منتجة وبعمل حقيقي يمتد 24 ساعة على 24 ليس في الكهرباء فقط بل في كل الملفات، خصوصاً واننا وصلنا إلى النتيجة نفسها التي كان يجب ان نصل إليها في الأسبوع الأوّل».

وكان باسيل التقى في قصر بسترس أمس قائد قوات «اليونيفل» العاملة في الجنوب الجنرال ستيفان دل كول الذي وضعه في تفاصيل وضع الانفاق عند الحدود اللبنانية في الجنوب ومجريات التحقيق حولها.

ويأتي هذا اللقاء، عشية الجلسة العلنية لمجلس الأمن التي سيتم خلالها البحث في مسألة الانفاق التي تتهم إسرائيل حزب الله بحفرها على الحدود الجنوبية.

تجدر الإشارة، ميدانياً، إلى ان الجيش اللبناني اجبر أمس أيضاً عناصر قوات الاحتلال الإسرائيلي عبر قوات «اليونيفل» على تصحيح نقطتين اضافيتين على الخط الأزرق في ميس الجبل، وإعادة الاسلاك الشائكة إلى الوراء.

واوقفت قوات الاحتلال عمليات الحفر في منطقة كروم الشراقي عند الحدود في ميس الجبل، وسحب آلياته إلى خلف السياج التقني وابقى على جنوده المنتشرين خلف السواتر قرب الخط الأزرق.

قضية الطفل وهبي

وليلاً، تفاعلت قضية الفتى الفلسطيني محمّد وهبي الذي توفي، بسبب إهمال الأونروا في تقديم المال اللازم لادخاله إلى المستشفى للعلاج، فسارت تظاهرات في شارع الحمراء في بيروت منددة، وكذلك في ساحة رياض الصلح، فضلا عن ساحة النور في طرابلس.

واستنكرت التظاهرات ما حدث مع الفتى المتوفي، منددة بالإهمال وداعية إلى الثورة..

وربطت مصادر سياسية بين اتساع دائرة الاحتجاج والجهود المتقدمة لتأليف الحكومة.