ملامح أزمة حُكُم.. ولا مجلس وزراء بلا المادة 65
قهوجي في جرود رأس بعلبك: الجيش سينتصر على الإرهاب
انصبت المتابعات على الخطوة التي يمكن ان يقدم عليها الرئيس تمام سلام، في غضون الـ48 ساعة المقبلة، لجهة دعوة مجلس الوزراء إلى الاجتماع أو الاستمرار في التريث، ريثما يتبلغ مواقف اكثر تعبيراً عن دعم التوجه الذي سيعتمده في تفعيل جلسات مجلس الوزراء والخروج من حالة التآكل والتجاذب وتسجيل النقاط وتعطيل مصالح النّاس.
وفيما صبت «صرخة القلب» التي أطلقها الرئيس سليم الحص بما يمثل من قيمة وطنية، وكرئيس حكومة سابق، وكحريص على انتظام عمل المؤسسات بما يحمي اتفاق الطائف الذي ارتضاه اللبنانيون دستوراً يحتكمون إليه في خلافاتهم، بدعوته إلى الاحتكام إلى المادة 65 من الدستور ومن دون ابتداع أية صيغ تتعارض معها، كشفت مصادر مقربة من دارة المصيطبة ان لا معطيات حاسمة في ما خص موضوع التوافق على آلية العمل الحكومية، مشيرة إلى ان أبواب الرئيس سلام ما تزال مفتوحة، وهي غير مقفلة، ومن مؤشرات ذلك انه لم يدع بعد إلى جلسة لمجلس الوزراء، بانتظار الاثنين المقبل، وأعربت عن تخوفها من ان تكمن وراء المواقف التي ما تزال متباعدة أزمة حكم حقيقية تشل مجلس الوزراء، وتعطل الدولة بالكامل وتشرع البلاد على أزمة وطنية، في ظل تحديات حماية القرى والبلدات الشرقية من الخطر الأكيد المحدق بها من الجماعات المسلحة التي ما تزال على تربصها بالاستقرار اللبناني، بدءاً من الشرق، على الرغم من الضربات الاستباقية التي نجحت وحدات الجيش اللبناني المرابطة في جرود رأس بعلبك وعرسال، وعلى امتداد المنطقة حتى بريتال، من ابعاد هذه المجموعات، وتثبيت نقاط دفاعية للجيش في المناطق التي سيطر عليها وطهرها، بانتظار مزيد من التعزيزات العسكرية والاعتدة واللوجستية، فضلاً عن المدفعية البعيدة المدى والفاعلية.
وغداة العملية العسكرية السريعة والناجحة والتي تمكن خلالها الجيش من دحر المجموعات المسلحة من مرتفعين استراتيجيين في جرود رأس بعلبك، سجلت زيارة لافتة لوزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي لعدد من الوحدات العسكرية المنتشرة في المنطقة، حيث أكّد العماد قهوجي ان لا مجال امام الجيش سوى الانتصار على الإرهاب، مشيداً بالتضحيات المتواصلة التي يبذلها العسكريون على الحدود الشرقية لحماية القرى والبلدات المتاخمة لهذه الحدود من تسلل «التنظيمات الارهابية» واعتداءاتها، مؤكداً ان «تأمين سلامة الحدود من التسلسل والارهاب هو بمثابة خط الدفاع الأول عن وحدة لبنان وأمنه واستقراره.
أما الوزير مقبل فقد هنّأ العسكريين بما وصفه «الإنجاز الكبير الذي يضاف إلى سلسلة الانجازات السابقة التي حققها الجيش في مواجهة الإرهاب»، معتبراً هذا الانجاز بأنه يثبت بأن الجيش هو جيش محترف ومتماسك وذو عقيدة وطنية صلبة ونقية من سموم السياسة والفئوية والطائفية، وهو لا ينقصه سوى توفير المزيد من العتاد والسلاح النوعيين، آملاً تحقيق ذلك في «أقرب وقت ممكن».
الالية
في غضون ذلك، أكدت مصادر رئيس الحكومة تمام سلام لـ«اللواء» أن أي تطور في موضوع التوافق على آلية العمل الحكومي لم يسجل، مشيرة إلى أن الجلسة الحكومية التي تحدث عدد من الوزراء عن احتمال انعقادها الخميس المقبل، ممكنة، لكن الرئيس سلام لم يتخذ حتى الساعة قراراً في شأن الدعوة إليها.
وقالت إن الدعوة في حال صدرت عن الرئيس سلام في غضون الساعات الـ48 المقبلة، لا تحتاج إلى آلية الـ72 ساعة التي كان اتفق عليها عند تأليف الحكومة السلامية، لأن جدول أعمال الجلسة السابقة التي رفعها الرئيس سلام على إثر الخلافات التي عصفت بين الوزراء لم يستكمل.
ونوّهت مصادر الرئيس سلام بالنداء الوطني الذي وجهه الرئيس سليم الحص إلى اللبنانيين ودعا فيه إلى التقيّد بالآلية الدستورية لعمل مجلس الوزراء وانتخاب رئيس توافقي، معلناً تمسكه باتفاق الطائف وتطبيق بنوده كاملة، خصوصاً في ما يتعلق بصلاحيات رئيس مجلس الوزراء، وأدرجتها هذه المصادر في إطار «الصرخة من القلب» لما آلت إليه الأوضاع، مؤكدة أن الرئيس الحص قيمة وطنية، وهو أبدى من خلال ندائه حرصاً قوياً على البلد.
وفي سياق متصل لفتت مصادر وزارية لـ«اللواء» إلى أنه حتى الساعة لم يتم التوصل إلى صيغة وسطية بين الفريق الذي يدعو إلى الابقاء على الآلية الحالية (تكتل الرئيس ميشال سليمان وأمين الجميّل) والفريق الذي يطالب بتطبيق نصوص الدستور في ما خص أعمال مجلس الوزراء، مشيرة إلى مشكلة حقيقية، وأزمة حكم وحكومة إذا لم يحصل توافق في أقرب وقت ممكن، مستبعدة عقد جلسة للحكومة الأسبوع المقبل الا إذا حصلت مفاجأة بسرعة.
لكن المصادر إياها استدركت بالقول ان الأبواب، على الرغم من هذه الأجواء، لم تقفل امام حلول دستورية ربما لمعالجة مشكلة الآلية.
ومن جهته، أعلن وزير الاتصالات بطرس حرب الذي زار رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب أمس، ان اللقاء التشاوري الذي انعقد في دارة الرئيس الجميل ليس موجهاً ضد رئيس الحكومة، بل هو لدعم مواقف الرئيس سلام المنادي بإعطاء الأولوية لانتخاب رئيس الجمهورية وللمساعدة على تفعيل عمل الحكومة بعيداً عن السجالات والكيدية والتعطيل التي طبعت الجلسات الأخيرة.
وقال الوزير حرب لـ«اللواء» انه أبلغ الرئيس سلام بهذا الموقف عندما زاره أمس الأوّل، باسمه وبالنيابة عن زملائه في اللقاء والذين اشادوا بتصريحات الرئيس سلام الداعيةالى إعطاء الأولوية لانتخاب رئيس الجمهورية.
وتوقع حرب، الذي سيشارك يوم الاثنين المقبل في مؤتمر دولي للاتصالات في برشلونة، ويعود الأربعاء، ان يعود المجلس إلى الانعقاد الخميس في أجواء أقل تشنجاً وأكثر انتاجية في حال تخلى الفريق الآخر عن أسلوب المشاغبة والتعطيل.
تجدر الإشارة إلى ان زيارة حرب لمعراب تناولت في جانب منها، موضوع الحوار بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» من زاوية ضرورة الاستعجال في انتخابات رئاسة الجمهورية وعدم ربطها بأي استحقاق أو تفاهم أو حوار.
وفي هذا السياق، أبلغ مصدر مقرّب من الرابية ان الحوار بين الطرفين المسيحيين مستمر بوتيرة بطيئة، عازياً ذلك إلى تعثر في بعض فصولها، من دون ان يُشير صراحة إلى ان مسودة «اعلان النوايا» الذي لا يزال موضع دراسة لدى جعجع، وقد يكون ذلك نتيجة الملاحظات العديدة التي وضعها الأخير.
تزامناً، يعود حوار «المستقبل» – «حزب الله» إلى عقد جلسته السابعة يوم الاثنين المقبل في عين التينة، في ظل أجواء تعثر العمل الحكومي، بما يُشير إلى ان الأولوية في هذه الجلسة ستكون لموضوع انتخاب رئيس الجمهورية في محاولة لإيجاد خرق ما في الموضوع، في حال توصل الفريقان إلى تفاهم على ضرورة انتخاب رئيس توافقي، وهو أمر مستبعد.