Site icon IMLebanon

اللواء:جلسة «التعايش ضمن الإشتباك»: الكهرباء النجم وجهوزية مواجهة بين جعجع وباسيل

جلسة «التعايش ضمن الإشتباك»: الكهرباء النجم وجهوزية مواجهة بين جعجع وباسيل

المجلس الدستوري يُبطِل نيابة جمالي في «خطوة مفاجئة» غيَّرت مسار الطعن؟

 

هل تشكّل جلسة مجلس الوزراء الأولى بعد الثقة نقطة تحوّل في العمل الحكومي، على قاعدة «التضامن» والانتاجية، أم ان «ربط النزاع» سيبقى سيّد الموقف، لا سيما من قبل وزراء «القوات اللبنانية»، بعدما أيقن النائب السابق وليد جنبلاط ان الاشتباك مع «الحلف الأقوى» داخل مجلس الوزراء الوزير جبران باسيل وحزب الله) هو الأقوى، لكن معلومات أخرى من مصدر موثوق به، أكدت ان النائب جنبلاط سيلبي مساء اليوم دعوة الرئيس الحريري إلى عشاء في بيت الوسط لمراجعة المواقف وتحديد أطر التعاون المستقبلي بين الطرفين.

وفيما طمأن الرئيس ميشال عون ان الحكومة ستنجح ولا شيء يحول دون ذلك، معتبراً ان ليس بإمكان لبنان ان ينتظر ليفعل شيئاً الحل السياسي في سوريا، في إشارة إلى المسعى الذي بدأه وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب، مضى الرئيس نبيه برّي إلى شأنه المجلسي، مؤثراً النأي بنفسه عن «التشكيكات الحالية»، داخل مجلس الوزراء.. معتبراً ان دوره الأكبر في البرلمان، فطلب فتح دورة استثنائية، ليعيد للمجلس، الذي اقترب من عام انتخابه الأوّل، من دون ان يفعل شيئاً حتى الآن.. وسط معلومات ان الرئيسين عون والحريري سيوقعان مرسوم الدورة الاستثنائية.

وبعيداً عن الجدال والأخذ والرد، ذهب الرئيس برّي إلى ما هو أبعد من ذلك فرأى بعد اجتماع مع رئيس لجنة المال النيابية إبراهيم كنعان ان التوظيفات التي حصلت مخالفة للمادة 21 من قانون سلسلة الرتب والرواتب، التي تمنع التوظيف بعد آب 2017.

وسط هذه الأجواء، يعقد رئيس المجلس الدستوري الدكتور عصام سليمان مؤتمراً صحفياً عند الثانية عشرة ظهر اليوم، في مقر المجلس في الحدث، ينتظر ان يعلن خلاله قراراته بشأن الطعون المقدمة إليه في نتائج الانتخابات النيابية، بعد ان عكف رئيس وأعضاء المجلس الدستوري على عقد جلسات شبه يومية، للمذاكرة ودراسة التقارير التي اعدها المقررون.

وكشف مصدر ان المجلس «انتهى من درس كل الطعون»، مشيراً إلى ان «النتائج ستصدر دفعة واحدة وبـ17 ملفاً مطروحاً امام المجلس».

وفي هذا الإطار، تردد وفق مصادر أن المجلس يتجه نحو إبطال نيابة عضو كتلة «المستقبل» النائب ديما جمالي عن المقعد السني في مدينة طرابلس، لكن هذه المصادر لم تؤكد ما إذا كان قرار الدستوري سيخلص إلى إعلان فوز طه ناجي باعتباره أول الخاسرين، أم سيطالب بإعادة الإنتخابات في دائرة الشمال الثانية (طرابلس، المنية، الضنية) عن هذا المقعد وفق اجتهاد معين؟

وعلمت «اللواء» ان المجلس الدستوري بعد ان كان رفض الطعن المقدم ضد نيابة جمالي، من المرشح طه ناجي بأكثرية مطلقة، عاد وعدل عن هذا الموقف، متجهاً إلى ابطال نيابة جمالي بتاريخ 19/2/2019 على ان تجري انتخابات فرعية في طرابلس، بعد هذا الإبطال.

واعتبرت مصادر دستورية إن هذا التطور بمثابة «فضيحة» للمجلس في نهاية ولايته.

على ان الملفت للانتباه، استياء أوساط التيار الوطني الحر من كلام رذيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع عن اشارتين «غير مشجعتين تتمثل بزيارة الوزير الغريب إلى سوريا وموقف وزير الدفاع الياس بوصعب في مؤتمر ميونيخ»، معتبراً انها لا تبعث إلا على القلق إزاء مستقبل العمل الحكومي. متسائلاً: من كلف وزير الدفاع تحديد موقف لبنان من إقامة المنطقة الآمنة في سوريا أو عدمها، قبل ان يجتمع مجلس الوزراء»؟.

وكشف جعجع ان وزراء حزب «القوات» سيطرحون خطة انقاذ اقتصادية ضخمة وسريعة في جلسة مجلس الوزراء اليوم لاقناع سائر مكونات الحكومة بها.. تبدأ بإقرار الموازنة ولا تنتهي بحتمية خفض العجز..

وكشفت مصادر وزارية لـ«اللواء» ان بند الكهرباء سيطرح بقوة على جدول أعمال الجلسة، وقد استبق ببحث معمّق بين رئيس الحكومة ووزيرة الطاقة ندى البستاني، من زاوية ان الأولوية هي لتلزيمات بناء معامل الكهرباء، بتمويل من البنك الدولي، ضمن خطط مؤتمر «سيدر».

الامتحان الأوّل

في غضون ذلك، تترقب الأوساط السياسية كيف ستمر الجلسة الأولى للحكومة الجديدة اليوم، والتي تجمع على ان تكون أوّل امتحان جدي لمدى التضامن بين الوزراء، أو ما يسميه الرئيس نبيه برّي بالتآلف في ما بينهم، لا سيما في ضوء السجال السياسي الذي اندلع على خلفية زيارة الغريب إلى دمشق للتنسيق من أجل تفعيل عودة النازحين، وتصريحات وزير الدفاع إلياس بوصعب في واشنطن وميونيخ، علماً ان بوصعب زار أمس رئيس الحكومة سعد الحريري وبحث معه في شؤون وزارة الدفاع وتعيين المجلس العسكري، بالإضافة إلى أجواء الزيارتين لكل من واشنطن وميونيخ.

وفي تقدير مصادر سياسية ان زيارة بوصعب للسراي، وكذلك زيارة الغريب لها لنفس الغرض، ساهمتا في احتواء الالتباس الذي رافق تصريحات بوصعب باعتبارها خرقاً لمبدأ النأي بالنفس، رغم أنها لم تلق اعتراضاً من الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط الذي يفترض ان يكون أميناً على التضامن العربي، والحال نفسه بالنسبة إلى زيارة الغريب إلى العاصمة السورية، والتي اعتبرتها أوساط السراي بأنها مجرّد زيارة خاصة وليست رسمية، وسبق لوزراء في الحكومة السابقة ان قاموا بمثيلاتها وأدرجت في الخانة ذاتها.

وبحسب ما توقعته مصادر وزارية فإن الجلسة ستكون مفتوحة على عدّة احتمالات لكن الاحتمال الأكبر ان يثير وزراء «القوات اللبنانية» والحزب الاشتراكي هذا الموضوع في النقاش السياسي والذي يسبق عادة الدخول في جدول الأعمال الفضفاض، وحينذاك قد يدرج في إطار الموقف المبدئي، حيث يحق لأي وزير ان يكون له رأي في ما يطرح، خصوصاً وأن الرئيسين ميشال عون والحريري متفاهمان على تجنيب الحكومة أي خضة داخلية، باعتبارها الفرصة الأخيرة للانقاذ، وهو ما عبر عنه الرئيس عون، أمس، عندما استغرب ما يثار حول حصول خلافات داخل الحكومة، حتى قبل اجتماعها، أو على الأقل اعطائها مهلة أيام قليلة، مشدداً على انها ستكون «حكومة ناجحة».

وكان الوزير بوصعب قد أعلن بعد لقائه الرئيس الحريري: «أن كل المواقف التي اطلقها تأتي تحت سقف البيان الوزاري وميثاق جامعة الدول العربية، بدليل التأييد الذي حصلت عليه من الأمين العام للجامعة ومبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، اللذين أكدا الأمر نفسه في الجلسة ذاتها. من هنا ما قلته ليس نقطة خلاف، والحديث عن اعتراض من بعض الأطراف ليس دقيقا، لأننا لم نسمع موقفا رسميا من أحد، بل مصادر نقلت عنها بعض وسائل الإعلام».

الغريب: جلسة بلا ضجيج

أما الوزير الغريب، فقال لـ«اللواء» عن توقعه لجلسة الحكومة اليوم في ضوء ما أثير حول زيارته إلى دمشق: «لم نسمع حتى الان شيئا رسميا جديا بل كلاما في الاعلام، ونحن سنناقش بموضوعية وهدوء كل ما يُطرح وبما يتناسب ومصلحة البلد، وما قمنا به مقتنعون به وقمنا به بالعلن وليس بالسر. واتوقع ان تكون جلسة بلا ضجيج وغير صاخبة. واي كلام سياسي سنرد عليه بالسياسة».

واضاف: هناك قرار لدينا بالعمل لا بالضجيج، «وما حدا فاتح على حسابو»، كل المعنيين كانوا بجو ما قمنا به والسلام.

وحول زيارة الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني – السوري نصري خوري له أمس، قال: «بحثنا التسهيلات الممكن ان يقدمها الجانب السوري في ملف النازحين، وقد ابدى رغبة سوريا بتقديم الكثير من التسهيلات،  وسنضع الية للعمل لوجستيا، وغير لوجستيا، لافتاً الى أن  هذا الملف بحاجة لعمل كبير، هناك تحضيرات لا بد منها بدأنا بها».

وقال خوري لـ»اللواء»: ان الزيارة هي اولا للتعارف على الوزراء الجدد وسأزور تباعا عددا منهم بدءا بوزيري الاقتصاد والتجارة منصور بطيش والصحة الدكتور جميل جبق، للبحث في اجراءات التبادل القائمة بين البلدين.

واوضح انه «بحث مع الوزير الغريب في موضوع عودة النازحين وان الجانب السوري اتخذ كل الاجراءات والخطوات وهو يقوم بها من زمن بعيد، والمهم ما ينوي لبنان القيام به من خطوات تتفق عليها الحكومة».

وزراء «القوات»

وفي هذا الإطار أيضاً، قال نائب رئيس مجلس الوزراء غسّان حاصباني لـ«اللواء»، انه لا بدّ من معرفة دور مجلس الوزراء بالنسبة لمواقف بوصعب وزيارة الغريب، لا سيما ان الحكومة لم تكن قد اجتمعت بعد واتخذت قرارات في ما خص السياسة الاستراتيجية لبعض الملفات ومنها ملف النازحين داعيا الى ان يكون هناك توجه واضح للحكومه حيال الكلام الذي يطلق من وزراء من المنابر وعلى المستوى الخارجي لاسيما في القضايا الدقيقة.

وقال انه يجوز السؤال عن الهدف من زيارة الوزير الغريب وماذا انجزت وما سبب الزياره وتحت اي اطار رسمي؟ ولفت حاصباني في رد على سؤال انه في حال اثار وزيرا الاشتراكي وائل ابو فاعور واكرم شهيب هذا الموضوع فانه سيكون مجرد توافق في الافكار اذ ما من شيء محدد في ما خص اي تنسيق للحديث عن الأمر عينه.

ومن جهتها، أعلنت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية مي شدياق لـ«اللواء» «أن وزراء «القوات» مصرون، عندما يحين اوان الكلام، على إثارة مواقف الوزير بوصعب وزيارة الغريب، لأننا نعتبر ان هاتين الخطوتين تعبران عن تفرد، لأن ما قاما به لم يتخذ في شأنه أي قرار في مجلس الوزراء».

ورداً على كلام بوصعب من السراي عندما سأل المنزعجين من دفاعه عن الأرض العربية عن انتماءاتهم، قالت شدياق: «ولاؤنا هو فقط للبنان، ولا نريد إثارة مشاكل مع أي طرف، لكننا لا نساوم على المبادئ، وإذا كانت هذه الحكومة حكومة وفاق وطني فلا يجب ان يطرح أي موضوع خارج قرار مجلس الوزراء، خاصة وان هناك حساسية تجاه بعض المواضيع، ومنها زيارة دمشق».

وفي مجال اخر اكد الوزير حاصباني ان ما من تعيينات اليوم في الجلسة اما اذا طرحت من خارج الجدول فسيكون لوزراء «القوات» موقف واستفسار خصوصا ان طرحها من خارج الجدول يعني انها تحمل صفة العجلة.

من جهتها، قالت مصادر وزارية في تكتل «لبنان القوي» لـ«اللواء» ان اي كلام يطرح سنكون جاهزين للرد عليه.

عون أمام نقابة المحررين

وعشية جلسة الحكومة، كانت للرئيس عون مجموعة مواقف سياسية، خلال استقباله نقيب المحررين جوزف القصيفي على رأس وفد من مجلس النقابة الجديد، استغرب فيها ما يثار من حديث عن خلافات داخل الحكومة قبل اجتماعها، معتبرا انها ستكون «حكومة ناجحة»، وأعلن تأييده لما قاله الوزير بوصعب بالنسبة لرفض لبنان إقامة منطقة عازلة في شمال سوريا، مبررا هذا الرفض بأن هذه المنطقة في حال تمّ انشاؤها ستكون محرمة على النازحين السوريين العودة إليها، وهذا أمر مضر بلبنان، مكرراً رفض لبنان انتظار الحل السياسي لعودة النازحين، مضيفاً بأن «تجربتنا مع القضية الفلسطينية في هذا المضمار، غير مشجعة»، مستغرباً مواقف بعض الدول الكبرى (في إشارة إلى الولايات المتحدة) التي لا تقوم بأي جهد لإعادة النازحين، وتريد ان تمنع علينا العمل لتحقيق هذه العودة.

وخالف الرئيس عون التحذير الأميركي من توسع نفوذ «حزب الله» في الحكومة، مؤكداً ان الرؤية الأميركية تختلف عن الواقع، فـ«حزب الله» حافظ على  وجوده السياسي السابق في الحكومة، وليس صحيحاً ان نفوذه على لبنان يزداد، وما يقال في الأوساط السياسية أحياناً في هذا السياق هو مجرد «مزايدات». وحتى على المستوى الامني حيث يقال ان للحزب نفوذاً في الجنوب والبقاع، فلا سلطة اعلى من سلطة الجيش والقوى الامنية التي قامت مؤخراً بعمليات أمنية كبيرة في المنطقة وأرست الأمن والاستقرار.

وحول مطالبة المانيا لبنان بتسلّم مدير المخابرات الجوية السورية جميل حسن من لبنان، نفى الرئيس عون علمه بما قيل في هذا المجال، مشيراً الى ان الاجهزة الامنية لم تطلعه على دخول حسن الى لبنان. واضاف: «في حال دخوله خلسة، بسبب صعوبة ضبط الحدود، فيجب التحري والتدقيق كي نعرف حقيقة وجوده في لبنان من عدمها».

تجدر الإشارة، إلى ان «حزب الله» لم يصدر أي موقف رسمي رداً على رسالة التحذير الأميركية التي تلتها السفيرة الأميركية في بيروت اليزابيت ريتشارد، باستثناء مجموعة مواقف لنوابه اعتبروا فيها كلام ريتشارد تدخلا في الشأن اللبناني، وانه آن الأوان للبنانيين لأن يتحدوا في وجه الخارج، واكدوا اطمئنانهم إلى ان التصريحات الأميركية لن تمس بالتضامن الحكومي، فيما لوحظ ان السفيرة ريتشارد جالت أمس على ثلاثة وزراء مع رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، من دون ان تتحدث في موضوع بيان السفارة.

بري: لدورة استثنائية

إلى ذلك، علمت «اللواء» ان الرئيسين عون والحريري سيوقعان اليوم مرسوم فتح الدورة الاستثنائية التي كشف الرئيس نبيه برّي أمس انه طلب فتحها في اتصال مع الرئيس الحريري من أجل عقد جلسات رقابية وتشريعية في إطار ورشة المجلس الذي أكّد عليها سابقاً، وستكون الدورة موصولة بموعد العقد العادي بعد 15 آذار.

عودة خليجية

وبعد الخطوة السعودية، كشف سفير الإمارات في لبنان حمد الشامسي لتلفزيون «المستقبل» ان وفداً اماراتياً سيزور بيروت الأسبوع المقبل للبحث في بعض النقاط المتعلقة بالاجراءات التي تسبق رفع التحذير للاماراتيين من السفر إلى لبنان.