IMLebanon

«بوادر أمل» في ملف العسكريين وموافقة على مخيمات آمنة للنازحين داخل سوريا

«بوادر أمل» في ملف العسكريين وموافقة على مخيمات آمنة للنازحين داخل سوريا

 الحريري يرفض تعرض الإئتلاف السوري للجيش .. والسلسلة وتشريع الإفادات على جدول الجلسة

أهالي العسكريين المخطوفين داخل إحدى الخيم التي زودت بمدفئة للحماية من برودة الطقس

 نقل عن الرئيس تمام سلام شعوره بامكان حدوث انفراج في قضية العسكريين اللبنانيين المحتجزين لدى «داعش» و«النصرة» في جرود عرسال، أو على الاقل حدوث خرق، في ضوء ما توفّر له من معطيات على هامش المحادثات التي أجراها في نيويورك، وعلى الاخص مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أعطى على الفور التعليمات لكبار مساعديه لايلاء الاهتمام اللازم، ومعرفة وضع العسكريين اللبنانيين والجهات التي تحتجزهم، على ان يشمل الملف ما هو متوفر من اتصالات او من امكانات للدولة التركية للشروع في دور يؤدي لايجاد حل لهذه المشكلة التي تشغل لبنان وعدد من دول المنطقة.

وعلى هذا الأساس، أوفد رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة وائل أبو فاعور لأهالي العسكريين في ضهر البيدر، حيث التقاهم في إحدى الخيم المنصوبة وسط الطريق، ناقلاً المعطيات التي توفّرت للرئيس سلام، والتي من شأنها ان تحدد ساعة الصفر لبدء التفاوض بالواسطة بين الدولة اللبنانية والمجموعات المسلحة، عبر الوساطتين القطرية والتركية.

وكشف مصدر وزاري لـ «اللواء» انه في حال سارت الأمور، وفقاً للوعود القاطعة لرئيس الحكومة، فان مرحلة جديدة ستبدأ، يتولى فيها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم المفاوضات عن الحكومة، على النحو الذي حصل لاطلاق مخطوفي اعزاز وراهبات معلولا، في ظل تكتم بالغ الشدة، مما يعني بالنسبة لأهالي العسكريين، بعض التطمينات التي من شأنها أن تؤدي إلى التخفيف من التحركات في الشارع، بعدما يكون هؤلاء قد لمسوا أن قضية إطلاق سراح اولادهم في رأس اهتمامات الدولة.

وكان أهالي العسكريين واظبوا لليوم السادس على التوالي على قطع الطرقات من ضهر البيدر وفالوغا إلى القلمون، إلى حدث بعلبك، غير عابئين بأحوال الطقس، سواء لجهة البرودة أو سقوط الأمطار، فيما لوحظ ان عدداً من الجنود الأسرى اطلوا مجدداً عبر شاشات التلفزة لمطالبة اهاليهم بالمزيد من التحرّك لاطلاق سراحهم.

مجلس وزراء للنازحين

 وهذا الهمّ اليومي للحكومة، بالإضافة إلى نتائج مؤتمر المجموعة الدولية لدعم لبنان التي اشادت بعمل الحكومة ورئيسها، وجددت التزامها بتقديم ما يلزم من مساعدات مالية أو لوجستية، سيكون على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل، والتي من المفترض ان تنعقد بعد الجلسة التشريعية الأربعاء، وعشية عيد الأضحى المبارك لتشكل عيدية للبنانيين سواء في ما يتعلق بإقرار سلسلة الرتب والرواتب، أو تكريس «الاخبار الايجابية» حول ملف العسكريين، وان كان مشوار استعادتهم وتحريرهم قد يطول، وفقاً للوزير ابو فاعور نفسه.

وكشف مصدر وزاري تحادث مع الرئيس سلام، بعد عودته من نيويورك، أن رئيس الحكومة سيضع المجلس في أجواء المحادثات التي أجراها في نيويورك مع مجموعة كبيرة من المسؤولين العرب والاجانب حول الوضع في لبنان وتداعيات الأزمة السورية عليه.

وابلغ وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ «اللواء» انه لمس من الرئيس سلام نيته عقد جلسة خاصة لمقاربة جديدة لملف النازحين السوريين من جوانبه كافة، في ضوء نتائج مؤتمر الدول المانحة والتقرير الذي اعدته وزارة البيئة من مخاطر انفجار سكاني في لبنان، إذ قدر الخبراء ان عدد النازحين قد يتجاوز المليون و800 ألف نسمة، استناداً إلى نمو عدد الولادات، وتوقع ان تطول فترة اقامتهم في لبنان.

ومن الخيارات المطروحة على هذا الصعيد، مجاراة الدولة التركية بإقامة مخيمات لهؤلاء النازحين داخل المناطق الامنة التي ستنشيء لهذه الغاية، والتي ربما قد تأخذ وقتاً، تبعاً لمجريات حرب التحالف الدولي ضد «داعش» في كل من العراق وسوريا، علماً أن المنطقة الآمنة التي تحدث عنها أردوغان قد تُنشأ في منطقة الرقة بعد استعادتها من «داعش».

وأكّد درباس في شأن آخر أن الأساس في معالجة الحكومة لأزمة اختطاف العسكريين هو الرفض التام لتعريضهم للموت، مشيراً إلى أن كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق عن إقامة مخيمات حتى لو لم يوافق الجميع، المقصود به النازحين السوريين في عرسال، حيث في الإمكان وضعهم في مخيم خارج عرسال لأسباب أمنية، بعدما تبين أن مسلحي «داعش» و«النصرة» يتخذون من المخيمات الموجودة في المدينة، ملاذاً لهم للاختباء او للانقضاض على القوى الأمنية.

ولم يستبعد المصدر أن يطرح الموضوع داخل الجلسة الحكومية التي وزّع جدول أعمالها على الوزراء، خلال وجود الرئيس سلام في نيويورك وتضمن اكثر من 50 بنداً عادياً.

الحريري

 وفي السياق ذاته، كان لافتاً للانتباه ردّ الرئيس سعد الحريري على بيان الائتلاف السوري المعارض إلى مجلس الأمن الدولي احتجاجاً على ما اسماه انتهاك الجيش اللبناني لحقوق الإنسان والاعتداء على النازحين السوريين، معتبراً (أي الرئيس الحريري) أن هذا البيان لم يكن في محله بكل المعايير التي نريد ان ترعى العلاقة بين الأخوة والأشقاء، ولا سيما بين الأشقاء النازحين من سوريا وبين اللبنانيين الذين لم يتأخروا عن نصرة الثورة السورية وأهلها.

وإذ لم يخف الرئيس الحريري انزعاجه من الصور التي وزّعت عن الاقتحام الاخير لمخيمات النازحين في سوريا كانت «مسيئة وغير مقبولة ولا يصح أن تتكرر»، قال أن ذلك «لا ينفي حقيقة ان القوى العسكرية اللبنانية تتحرك تحت وطأة تحديات ومخاطر داهمة تفرضها المجموعات المسلحة التي تستقوي على الجيش واللبنانيين بارواح العسكريين المخطوفين لديها، وتريد لمخيمات النازحين أن تكون ظهيراً قوياً لها في الضغط على الحكومة اللبنانية وجيشها.

واضاف: «انه إذا كان من حق الائتلاف السوري أن يدافع عن الحقوق الإنسانية للنازحين، وأن يرفض التعرّض لسلامتهم، فان مصلحة النازحين ومصلحة الثورة السورية توجب في المقابل رفع الصوت عالياً بالدعوة إلى تحرير العسكريين اللبنانيين واعادتهم إلى عائلاتهم سالمين، وهو ما خلا منه بيان الائتلاف الى مجلس الأمن، وما يجب ان يُشكّل اساساً لصون حقوق النازحين وحماية تجمعاتهم».

جلسة «مشاريع الضرورة»

إلى ذلك، أوضحت مصادر نيابية لـ «اللواء» أن الرئيس نبيه برّي سيرأس عند الثانية عشرة من ظهر اليوم اجتماعاً لهيئة مكتب المجلس للتفاهم على جدول أعمال الجلسة التشريعية التي من المرجح أن تعقد الأربعاء، والتي سيتصدرها مشروع سلسلة الرتب والرواتب بالإضافة إلى إصدار سندات الخزينة «باليوروبوند» وقوننة رواتب الموظفين، وتعديل قانون الانتخاب لجهة المهل تفادياً لامكان الطعن بالانتخابات النيابية، فيما لو حصلت، بالاضافة إلى قوننة تشريع الإفادات المدرسية، والقروض المالية.

ولفتت أوساط الرئيس برّي إلى أن الاجتماع الذي عقد السبت، بعيداً عن الأضواء، مع رئيس كتلة نواب «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة في عين التينة، كان مناسبة لعرض وجهات النظر في كل الملفات المطروحة، مشيرة إلى ان الرئيس السنيورة انطلق في حديثه من مبادرة قوى 14 آذار لانتخاب رئيس الجمهورية، وان الرئيس السنيورة أبلغ الرئيس بري انه «ماشي» في التفاهمات التي أرساها النائب جورج عدوان في ما خص الجلسة التشريعية والسلسلة.

وأشارت الأوساط إلى ان مسألة التمديد للمجلس منفصلة عن التشريع، اما في حال طرح اقتراح النائب نقولا فتوش، فإن كتلة التنمية والتحرير ستصوت ضده.

ووصف مصدر نيابي في كتلة «المستقبل» لـ«اللــواء» بأن لقاء بري – السنيورة كان ناجحاً، والأساس كان لطرح مبادرة 14 آذار، وتم التطرق بشكل جانبي إلى الجلسة التشريعية واجتماع هيئة مكتب المجلس اليوم، وان للحديث صلة بخصوص مسألة انتخاب الرئيس.

وقال عضو هيئة المكتب النائب أحمد فتفت لـ«اللــواء» ان جدول أعمال جلسة الأربعاء سيكون محصوراً بالأمور الضرورية للتشريع، مشيراً إلى ان السلسلة تم التفاهم عليها مبدئياً، وان لقاء بري – السنيورة من الطبيعي أن يكرس التفاهم على كل النقاط تفصيلياً والتي ستدرج في جدول الأعمال.

ولم يستبعد فتفت عقد جلسة ثانية، بعد عيدالأضحى، مشيراً إلى ان هناك حديثاً عنها ستتضح معالمه اليوم.

أما النائب سيرج طورسركيسيان، الذي هو أيضاً عضو في هيئة المكتب، فوصف لقاء بري – السنيورة بأنه كان أكثر من جيد، موضحاً ان السلسلة ستقر كما طرحها النائب غازي يوسف، مشيراً الىان اجتماع اليوم سيضع جدول أعمال لجلستين، موكداً ان لا مقايضة على السلسلة مقابل التمديد للمجلس، وهذا الأمر شدد عليه عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ياسين جابر، فيما اعتبر عضو كتلة «التغيير والاصلاح» النائب ابراهيم كنعان انه كان يجب اقرار السلسلة منذ عشرة أشهر، موضحاً انه ناقش موضوع الزيادة للعسكريين مع وزير المال علي حسن خليل، وأنه سيلتقيه مجدداً اليوم.