عون وجعجع يتدخلان لمنع الحوار من الإنهيار!
لقاء بيروت الوطني في عين التينة: برّي متجاوب مع تخفيف الإجراءات وسط العاصمة
هل كان رئيس تكتل «الاصلاح والتغيير» النائب ميشال عون يقصد بكلامه عن «تقدم بسيط» في الاستحقاق الرئاسي، ان «القوات اللبنانية» لا تضع فيتو عليه، خلافاً لما أعلنه نائب رئيس الهيئة التنفيذية النائب جورج عدوان والقيادي في «القوات» العميد وهبة قاطيشا بأن ورقة «اعلان النيات» والحوار الجاري مع «التيار الوطني الحر» لا يشمل قبول عون رئيساً للجمهورية، أم ان وصفه «للتقدم البسيط» يستند إلى ما نقل إليه من مصادر كنسية ان ملف الرئاسة وضع على الطاولة وأن فرصته امام الرئاسة ما تزال قائمة؟
ولأن كلام عون كاد يكتسب سياقاً قوياً باعتباره صدر من عين التينة، وعلى مرمى ثلاثة أيام من انعقاد الجلسة العشرين لانتخاب رئيس الجمهورية الأربعاء، تلخص مصادر سياسية واسعة الاطلاع الموقف على النحو الآتي:
1- ان كلام العماد عون لا يعني انه حصل تغيير جذري في موقف الرئيس نبيه برّي من الاستحقاق الرئاسي الذي يحرص على التوافق في هذه الانتخابات بالتنسيق مع كتلة النائب وليد جنبلاط.
2- اعتبار ان زيارة رئيس تكتل الإصلاح والتغيير إلى عين التينة جاءت متأخرة، وحرص صاحبها على أن تبقى في الإطار البروتوكولي من دون الدخول في أي بحث جدي.
3- وحول ما إذا كان من شأن الزيارة ان تكون بحثت في موضوع النصاب في جلسة انتخاب الرئيس، استبعدت ان يكون هناك نصاب في جلسة الأربعاء، وبالتالي فإن رئيس المجلس لن يضطر إلى النزول إلى الجلسة، على نحو ما كان يحصل في الجلسات السابقة.
نواب في كتلة «التغيير والاصلاح» رفضوا الخوض في كلام عون أو إعطاء ابعاد له، إلا ان النائب ناجي غاريوس توقع لــ«اللواء» ان يكون البحث مع الرجلين تطرق إلى الاستحقاق الرئاسي ووظيفة الرئيس العتيد.
وذهب غاريوس إلى أبعد من ذلك عندما أشار إلى ان اللقاء تطرق إلى ادراج مشاريع قوانين على اجتماعات الهيئة العامة للمجلس النيابي، مع بدء انطلاق الدورة العادية بعد 15 آذار الجاري لا سيما بعض المراسيم التطبيقية لقوانين سابقة نشرها رئيس الجمهورية، وهي من مهام الحكومة وليس المجلس، إضافة إلى تحريك سلسلة الرتب والرواتب حيث أشار وزير التربية الياس بوصعب إلى إيجابية لدى الرئيس برّي لتحريك هذا الملف وإيجاد حل سريع له.
وقال بوصعب في احتفال الأونيسكو لمناسبة عيد المعلم ان «الجميع مقتنع بضرورة إقرار السلسلة في شكل عادل ومتوازن مع المحافظة على نسبة زيادة واحدة للجميع».
إلا ان مصادر مطلعة كشفت لـ«اللواء» ان محادثات عون مع الرئيس برّي تناولت ثلاثة مواضيع أساسية وهي: مراسيم النفط في ضوء البحث الذي جرى أخيراً بين الوزيرين علي حسن خليل وجبران باسيل، وموضوع لجنة الرقابة على المصارف لجهة تمسك عون بتغيير العضو الماروني لمصلحة شخصية أخرى رشحها رئيس تكتل التغيير، بالإضافة إلى موضوع رفض عون لمشروع التمديد ثلاث سنوات للضباط في المؤسسات العسكرية.
من جهة ثانية، نقل زوار الرئيس بري ارتياحه للتصريحات والمواقف التي صدرت عن لسان الرئيس سعد الحريري في القاهرة، ووصفتها مصادره بأن من شأنها أن تمهد لمزيد من التقارب بين «بيت الوسط» وعين التينة.
وكشف هؤلاء الزوار بأن بري ينوي توجيه دعوة للمجلس إلى الانعقاد بهيئته العامة قبل نهاية الشهر الجاري، على أن يسبقها اجتماع لمكتب المجلس للتداول في جدول أعمال الجلسة وشؤون مجلسية أخرى.
ومن أبرز بنود هذه الجلسة: إقتراح سلامة الغذاء، تثبيت المتعاقدين في الإدارات العامة، إنشاء هيئة الكوارث، واقتراح يتعلق بقطاع النفط.
«إعلان النيّات»؟
قبل زيارة عون إلى عين التينة، وقبل صدور النفي من حزب «القوات اللبنانية»، والتأكيد على تعليق الأهمية على الحوار مع «التيار الوطني الحر» ونفي أي فيتو بأن يكون عون رئيساً للجمهورية، اضطرب الموقف على جبهة حوار الرابية – معراب وجرت اتصالات بين النائب ابراهيم كنعان ورئيس جهاز التواصل والإعلام في القوات ملحم رياشي، وجرى تبادل إيضاحات انتهت بالاتفاق على صدور بيان علني وكأن شيئاً لم يكن، لكن أوساط «التيار الوطني الحر» لم تخف «النقزة» من موقف كل من عدوان وقاطيشا، معربة عن خشيتها من انتقال عدوى الازدواجية في المواقف إلى حزب «القوات» الذي سرعان ما أكد عبر الاتصالات أن مسار المفاوضات قائم، وأن من يشرف على سيرها مباشرة هو رئيس حزب «القوات» سمير جعجع.
وعليه، تقرر الاستمرار في المسار التفاوضي، وأبلغ المحاور عن «القوات» ملحم رياشي «اللواء» أنه سيزور الرابية اليوم لنقل الملاحظات على ورقة إعلان النوايا، وهي نهائية ما لم تطرأ ملاحظات للتيار عليها.
وتأتي هذه الزيارة، قبل ساعات من إطلالة الدكتور جعجع عبر برنامج «بموضوعية» على شاشة M.T.V مساء غد للتطرق الى هذا الموضوع.
وعلمت «اللواء» من مصادر في تكتل التغيير والاصلاح بأنه تم فصل المواضيع الاستراتيجية عن ملف الانتخابات الرئاسية، مؤكدة أن الوضع المسيحي له أولوية، فيما أشارت مصادر «القوات» الى أن مقاربة الاستحقاق الرئاسي ستكون من زاوية «أي رئيس للجمهورية نريد» من دون توقف عند الإسم.
وإذ تريث عون في إعطاء تفاصيل عن الحوار مع القوات لئلا «تنتزع» بعد أن تصل الى الناس، كشف مصدر قيادي في القوات لـ«اللواء» أن الملف الرئاسي أعيد إلى أولوية إعلان النيات بطلب من جعجع نظراً لأهمية المسيحية والوطنية في هذا الظرف.
وسط بيروت
وحضرت الإجراءات الأمنية في وسط بيروت بقوة وصرامة بين رئيس المجلس ووفد «لقاء بيروت الوطني» الذي طرح أهمية إعادة إحياء الوسط التجاري، عجلاته ومطاعمه ومؤسساته وحركته التجارية والاستثمارية، بالتزامن مع إعادة النظر بالإجراءات الأمنية المفروضة هناك لأسباب متعددة.
وأوضح مصدر شارك في اللقاء ان جو الرئيس برّي كان إيجابياً من موضوع ضرورة عودة الحياة إلى فعاليته في الوسط التجاري من أجل النهوض بالعاصمة، وانه اتصل مباشرة بقائد شرطة مجلس النواب وطلب منه التنسيق مع عضو الوفد النائب محمّد قباني وأخذ ملاحظاته بما يتعلق بإعادة النظر بالإجراءات الأمنية المتخذة في محيط مجلس النواب.
ولفت المصدر إلى ان الرئيس برّي كان متفهما للوضع الذي تعانيه منطقة الوسط التجاري، وهو أبدى تعاطفاً مع أصحاب المصالح والمحلات والمؤسسات التي اضطرت للهجرة من وسط بيروت نتيجة لهذه الإجراءات.
لكن المصدر أشار إلى ان هذه الإجراءات غير محصورة بمحيط مجلس النواب، بل تشمل أيضاً ساحة رياض الصلح ومداخل مجلس النواب، التي هي خارج نطاق صلاحيات شرطة المجلس، وبالتالي لا بدّ من متابعة تخفيفها مع رئاسة الوزراء ووزارة الداخلية التي وعدت بمحاولة إقناع أهالي العسكريين المحتجزين في جرود عرسال إلى نقل اعتصامهم إلى مكان آخر، فيما تبقى أيضاً الإجراءات المتخذة في محيط «الاسكوا».
وكشف المصدر أن محافظ بيروت بعث بكتاب إلى «الأسكوا» في هذا الشأن، فجاءه جواب من الأمين العام لمجلس الوزراء الدكتور سهيل بوجي يفيده بأن هذا الموضوع يبحث مع وزارة الخارجية، باعتبار «الاسكوا» منظمة دبلوماسية يخضع التعامل معها عبر الخارجية.