IMLebanon

14 آذار تنزع شرعية وصول عون إلى بعبدا

«لجنة الرقابة» تختبر نيات الوزراء اليوم .. وجعجع يستبعد لقاءً قريباً في الرابية

يتوجه رئيس مجلس الوزراء تمام سلام غداً الجمعة إلى شرم الشيخ لترؤس وفد لبنان إلى المؤتمر الاقتصادي الذي ينعقد هناك، بعدا ن يطمئن إلى مسار الأمور بالنسبة لجلسة مجلس الوزراء، الذي يواجه اليوم امتحاناً جديداً لتجديد شبابه، بعد الأزمة الحكومية التي عطّلت جلسات الحكومة أسبوعين.

ويضم الوفد المرافق للرئيس سلام الوزراء: علي حسن خليل وميشال فرعون وآلان حكيم ووفد اقتصادي من رجال الأعمال.

وبصرف النظر عمّا ستؤول اليه مداولات مجلس الوزراء بشأن لجنة الرقابة على المصارف تمديداً لولاية كاملة أو لستة أشهر، ومآل المعارضة العونية المتوقعة للتمديد، فإن الرئيس سلام سيغادر، مطمئناً إلى ان «ازمة المناكدة» لن تعطل الحكومة، وأن المرونة التي يبديها كفيلة بإحتواء أية صعوبات، ريثما يتم التوصل إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وإذا كانت مصادر وزارية آثرت التريث في ما خص مسار المناقشات في مجلس الوزراء والنتائج التي يمكن ان تؤول إليها، فإن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية ذات الرقم المتسلسل 20 كشفت عن ان المعطيات لم تنضج بعد لدخول مجلس النواب في مدار انتخاب رئيس الجمهورية.

وما اضفى بعض «السوداوية» على المشهد الرئاسي إعلان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع انه ليس في وارد السير في انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، وعزا جعجع موقفه هذا إلى عمق الخلاف السياسي في ما خص نظرة عون إلى المقاومة ممثلة بحزب الله وتدخل الحزب في سوريا، والموقف من القرار 1559.

وكشف انه طرح على عون الاتفاق على مرشّح ثالث، إلا ان رئيس تكتل الإصلاح والتغيير رفض هذا الطرح.

واتهم جعجع إيران بتعطيل انتخابات الرئاسة، معتبراً ان دعمه لترشيح عون يُشكّل نقطة إضافية لعدم السير به رئيساً.

وطرح جعجع فكرة إقناع عون بالذهاب إلى مجلس النواب والتوقف عن تعطيل جلسات انتخاب الرئيس، وكشف ان تقدماً وصفه بالكبير حدث في ما خص ورقة «اعلان النيات»، متوقعاً التوصّل إلى تفاهم حولها.

وقال جعجع ان رئيس جهاز التواصل والإعلام في القوات اللبنانية ملحم رياشي سلم ملاحظاته على «اعلان النيات» إلى العماد عون مساء أمس، وتضمنت موقفه مما ورد في المقابلة الصحفية الأخيرة لعون في ما خص المحاور والقتال خارج لبنان والقرار الدولي 1559 ووصفها بأنها ملاحظات «جدية»، وحظيت بقبول عون، في حضور النائب إبراهيم كنعان.

إلا ان جعجع استبعد عقد لقاء قريب مع عون في الرابية، قبل ان يتضح مسار الأمور بينهما على صعيد المفاوضات الجارية.

14 آذار

ولئن كان الدكتور جعجع حاذر التأثير سلباً على مجرى الحوار القائم مع التيار الوطني الحر، متمسكاً باستمراره في ظل الظروف الاقليمية المعروفة، فإن الأمانة العامة لقوى 14 آذار، وعلى لسان منسقها النائب السابق الدكتور فارس سعيد رمت عون بصفات تنزع عنه المشروعية بأن يكون رئيساً للجمهورية، متهمة إياه بتعطيل الانتخابات.

وجاء في بيانها الذي أذاعه سعيد: «لقد تبنى العماد عون، بغية محاولة الوصول إلى بعبدا مقايضة ترتكز على إعطاء جزء من السيادة لمصلحة ميليشيا، مقابل جزء من المكاسب، فلا مكاسب على حساب سيادة الدولة الموكلة حصراً، وفقاً للدستور، حماية لبنان واللبنانيين».

وطلبت الأمانة العامة من المدعويين إلى مؤتمرها الثامن في مجمع «البيال» يوم السبت المقبل تأكيد التزامهم لبنان الرسالة وقيام دولة واحدة وجيش واحد وقرار واحد في وجه كل السلاح لجعل التجربة اللبنانية نموذجاً عصرياً لحل أزمات المنطقة.

وعلم ان الفريق التنظيمي الذي يعمل على إنجاز الترتيبات الخاصة بالاحتفال قد أنجز معظم الخطوات في هذا الشأن حيث من المقرر أن يُطلق الاحتفال المجلس الوطني لقوى 14 آذار، بالإضافة إلى الوثيقة السياسية التي لا تزال قيد النقاش.

وتوقعت أوساط المنظمين مشاركة نحو 400 شخصية في الاحتفال.

الجلسة العشرون

ومهما كان من أمر، فإنه لم يكن متوقعاً من الجلسة العشرين أن تنتج رئيساً، بعدما أصبحت الصورة واضحة في الشكل والمضمون، باستثناء ترحيل الرئيس نبيه بري الجلسة المقبلة إلى الخميس في الثاني من نيسان، بدلاً من الأربعاء في الأول منه كي لا يختلط الأمر على النواب الذين دأبوا على حضور الجلسات وكأنه «كذبة أول نيسان»، في حين أن هؤلاء النواب والذين يشاركون في جلسات الانتخاب من دون نصاب يتحفظون عن المشاركة في جلسة تشريعية لوّح بالدعوة إليها الرئيس بري في لقاء الأربعاء النيابي نهاية آذار أو أوائل نيسان، ويرضون فقط «بتشريع الضرورة» طالما لم يتم انتخاب رئيس، علماً أن النواب المقاطعين للجلسات يعتبرون أن هذا الأمر هو من صلب صلاحيات البرلمان.

وحرص الرئيس بري أمام نواب الأربعاء على استغراب «محاولات النيل من الحوار الجاري بين تيار المستقبل وحزب الله الذي نجمت عنه فوائد عديدة لمصلحة البلد، وذلك من خلال تشويه حملة متعمدة وغير صادقة للقاء الذي جمعه بالرئيس سعد الحريري في عين التينة»، مؤكداً أن الحريري لم يضع أوراقاً ولا هو مخزن أوراق، داعياً بعض وسائل الإعلام والأقلام إلى أن تتقي الله في هذا البلد، مشدداً على أن هذا الحوار مستمر ولن تنفع محاولات عرقلته ببعض الأقلام.

السلسلة

وفي سياق آخر، وعد الرئيس بري وفد هيئة التنسيق النقابية التي زارته أمس، برفقة وزير التربية الياس بوصعب بطرح ملف سلسلة الرتب والرواتب في أول جلسة عامة، في حال التوصل إلى نتيجة في جلسة اللجان النيابية التي دعا إلى عقدها الثلاثاء المقبل، على أن يكون مشروع السلسلة بنداً وحيداً على جدول أعمالها، مؤكداً حق الجميع بإقرار السلسلة، لا سيما وأن توازناً دقيقاً قد تم التوصل إليه بين النفقات التي سوف تترتب عليها وبين الإيرادات المطلوبة لتغطية هذه النفقات.

وتمنى بري على الوزير بوصعب التواصل مع الرئيس فؤاد السنيورة ووزير المال علي حسن خليل والنائب جورج عدوان بهدف التحضير لجلسة اللجان، وبالفعل تقرر عقد هذا الاجتماع بين الأربعة اليوم.

مجلس الوزراء

وبالنسبة لجلسة مجلس الوزراء اليوم، أكد وزير الإعلام رمزي جريج لـ«اللـواء» انه لا يتوقع حصول أي تشنج في الجلسة، نافياً وجود أية أفكار مسبقة في ما خص موضوع تعيين لجنة الرقابة على المصارف.

وكشفت مصادر وزارية أن هذا الموضوع شكل محور مشاورات في الساعات القليلة الماضية. مشيرة إلى ان الموضوع مفتوح للنقاش بعدما رفع الوزير خليل لائحة بأسماء مقترحة تحظى كل واحدة منها بتأييد القوى السياسية.

وذكرت المصادر ان أرجحية التمديد للجنة الحالية قائمة نظراً لعدم وجود إمكانية لأن تؤدي اللجنة الجديدة قسم اليمين أمام رئيس للجمهورية في ظل الشغور الرئاسي.

وقالت ان هذا الأمر مشكلة في حدّ ذاتها، غير ان الموضوع سيبحث، وإن بإمكان كل وزير أن يدلي برأيه، على أن يؤخذ القرار بالتوافق، وفق ما هو متفق عليه.

غير إن المصادر أكدت في المقابل بروز اتجاه للتمديد للجنة ستة أشهر أو سنة، وإن اتصالات دولية تمت بهدف معالجة الموضوع على قاعدة التمديد، باعتباره الخيار الأنسب في هذا المجال، خصوصاً وأن هناك عدداً من الوزراء يملك ملاحظات على بعض الأسماء المقترحة لجهة عدم توفّر الكفاءة في ما هو مقترح.