تعيين لجنة الرقابة يعزّز مطالب لبنان المالية في شرم الشيخ
سلام يلتقي السيسي وفابيوس اليوم .. وترحيل 70 لبنانياً من الإمارات
يُلقي الرئيس تمام سلام بعد ظهر اليوم كلمة لبنان امام المؤتمر الاقتصادي العربي في شرم الشيخ، ويضمنها الرؤية اللبنانية لكيفية مواجهة التحديات الاقتصادية، ومطالب لبنان من المؤتمر، في ما خص مواجهة الأعباء الناجمة عن تواجد أكثر من مليون و182 ألف لاجئ سوري على أراضيه، والحاجة لوفاء الدول المانحة لالتزاماتها التي قطعتها في المؤتمرات لدعم البنى التحتية اللبنانية وقطاعات الصحة والتعليم والاغاثة، وذلك عشية مؤتمر الكويت للدول المانحة والمخصص حصراً لمعالجة مشكلات النازحين السوريين في الدول المجاورة لسوريا.
وقد اعد للرئيس سلام برنامج من اللقاءات على هامش المؤتمر، أبرزها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم ووزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس.
ورأى وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم الذي يرافق الرئيس سلام مع وزيري المال علي حسن خليل والسياحة ميشال فرعون ووفد اقتصادي كبير من رجال الأعمال اللبنانيين، ان الزيارة تأتي للتعبير عن دعم لبنان لمصر التي يعقد المؤتمر لتعزيز اقتصادها والرئيس السيسي، مشيراً إلى انها تشكّل مناسبة لبحث العلاقات الثنائية بين رجال الأعمال في كل من لبنان ومصر في ظل وجود قوة اقتصادية تجارية بين البلدين.
ويتزامن خطاب الرئيس سلام امام المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ مع نجاح مجلس الوزراء في اجتياز مطب التجاذبات السياسية وتعيين لجنة الرقابة على المصارف، الذي من شأنه تعزيز مطالب لبنان المالية أمام المؤتمر، وفي اللقاءات التي سيجريها الرئيس سلام على هامش المؤتمر.
وعزا مصدر اقتصادي العامل الحاسم في تجاوز عقدة تعيين العضو الماروني في لجنة الرقابة على المصارف جوزف سركيس إلى إدراك الطبقة السياسية لأهمية الالتزام بمتطلبات الاستقرار المالي اللبناني، واعتبار الدول المودعة وصندوق النقد الدولي والمؤسسات المالية الدولية الأخرى انه من غير المسموح التلاعب بالاستقرار المصرفي والنقدي في لبنان، حيث تعتبر المصارف اللبنانية ركيزته الأساسية.
وكانت قضية تعيين لجنة الرقابة على المصارف قد أثارها الرئيس سلام من خارج جدول الأعمال، واستحوذت على نصف مُـدّة جلسة مجلس الوزراء، والتي تميزت بمداخلات هادئة من معظم الوزراء.
وتركز النقاش حول العضو الماروني في اللجنة، حيث كشفت المصادر ان الوزير آلان حكيم سجل اعتراضه على تعيين المرشح جوزيف سركيس المدعوم من «التيار الوطني الحر» وأيده في اعتراضه وزراء الكتائب والتقدمي الاشتراكي والمحسوبين على الرئيس ميشال سليمان، وسجلت تحفظات واعتراضات تناولت حصراً المرشح العوني، في حين ان العضوين الكاثوليكي منير آليان والارثوذكسي سامي العازار حظيا بتأييد ودعم الكتائب والوزراء الآخرين.
وفي السياق نفسه،أكّد مصدر وزاري لـ«اللواء» ان أجواء الجلسة كانت هادئة، وأن التعيين تمّ بالتوافق وأن الوزراء المعترضين التزموا بهذا الخيار، وبالتالي فإن التعيين يمثل قرار الحكومة مجتمعة.
أما رئيس اللجنة سمير حمود (سني) وعضو اللجنة أحمد صفا (شيعي) لم تكن هناك أي مشكلة بالنسبة إليهما.
واعتبرت مصادر مالية ان هذا القطوع اراح القطاعين المصرفي والمالي، واثبت حرص الحكومة على ابعاد القطاع المصرفي عن الخلافات الداخلية، حرصاً على سمعته ولتمكين هيئة الرقابة من القيام بمهامها، في هذه الظروف الدقيقة لبنانياً واقليمياً ودولياً.
وكشفت المصادر الوزارية، ان الوزير خليل كان يميل إلى تمديد عمل اللجنة القائمة حالياً، رغم انه طرح أسماء المقترح تعيينهم وبينهم سركيس للمقعد الماروني والسني حمود والمرشح لرئاسة اللجنة، خلفاً للرئيس الحالي أسامة مكداشي الذي أصر على عدم التمديد له وتعيين حمود بدلاً منه والمدعوم من تيار «المستقبل»، لكن المداولات رجحت التعيين بدلاً من التجديد، مع أن عدداً من الوزراء أثاروا من ضمن اعتراضاتهم، مسألة قَسَم اليمين أمام رئيس الجمهورية، وتعذّر ذلك بسبب الشغور الرئاسي، لكن الرئيس سلام أفتى أنه بإمكان اللجنة أن تمارس أعمالها إلى حين انتخاب رئيس الجمهورية، وبالتالي أداء القَسَم أمامه، استناداً الى أن قانون تشكيل اللجنة لا يشترط قسم اليمين لممارسة أعمالها، مثل ما ينص قانون إنشاء المجلس الدستوري.
وكشف الوزير حكيم الذي اعترض على تعيين سركيس، فيما تحفظ وزراء التقدمي وسليمان، أنه أثار موضوع التوازن الطائفي داخل إدارات الدولة، لافتاً إلى أن الحضور المسيحي في هذا المجال غير موجود، وأنه لا بد من اتخاذ خطوات لازمة لإعادة التوازن المسيحي، مشيراً الى أن الوجود المسيحي خارج الدولة يولّد التطرّف.
وعلم أن هذه المداخلة استوجبت ردود فعل مرحبة، وكانت دعوات لإيجاد وسيلة لمعالجة هذا الموضوع من خلال قوانين أو مراسيم، وتشجيع الطاقات الشبابية اللبنانية للانخراط في هذه الإدارات.
وأفادت المصادر أن بنود جلسة مجلس الوزراء مرت بسلاسة من ضمن الوقت المحدد للجلسة بثلاث ساعات، وتوقف جدول الأعمال عند بند اقتراح وزارة البيئة تخصيص يوم وطني للسلاحف، بعدما تم تأجيل بعض البنود للمزيد من الدراسة، مثل بند الأساتذة المتعاقدين لتثبيتهم في ملاك وزارة التربية بعدما طلب الوزير الياس بوصعب سحبه لإجراء دراسة صحيحة له تراعي التوازن الطائفي.
السلسلة
على صعيد الاتصالات التي تقرر إجراؤها مع رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة ووزير المال علي حسن خليل والنائب جورج عدوان، علمت «اللواء» أن اجتماعاً عقد مع الرئيس السنيورة مساء أمس وتناول المراحل التي قطعها البحث في ملف سلسلة الرتب والرواتب لموظفي القطاع العام.
وفي المعلومات أن الرئيس السنيورة ربط إقرار السلسلة بالأوضاع السياسية والمالية العامة في البلاد ولا سيما إقرار الموازنة وقطع الحساب وإقرار مشاريع القوانين المالية العالقة.
وخرج أعضاء هيئة التنسيق النقابية بانطباع أن العقبات التي كانت في الماضي ما تزال قائمة.
وتلتقي الهيئة رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان قبل ظهر الثلاثاء، قبيل انعقاد اللجان المشتركة، حيث كلف الرئيس نبيه بري النائب كنعان ترؤس اجتماع اللجان المخصصة لسلسلة الرتب والرواتب.
إلى ذلك، علم أن قائد الجيش العماد جان قهوجي سيقوم بزيارة رسمية الى الأردن يوم الأحد المقبل من أجل بحث موضوع تسليح الجيش اللبناني، في ضوء هدية التسليح التي تسلمها الجيش مؤخراً من الأردن.
وسيقابل العماد قهوجي العاهل الأردني الملك عبدا لله الثاني الاثنين لشكره على الهدية، والبحث معه في تسليح الجيش.
في السياق نفسه، كشف وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان انه سيزور لبنان في النصف الثاني من شهر نيسان المقبل، لمناسبة تسليم أوّل دفعة من السلاح الفرنسي للجيش اللبناني بموجب هبة الثلاثة مليارات دولار المقدمة من المملكة العربية السعودية.
ولفت إلى ان تسليم الأسلحة هي عبارة عن طوافات عسكرية وطرادات وصواريخ واجهزة اتصال ومنظومات مدفعية ثقيلة سيمتد إلى أكثر من ثلاث سنوات بسبب الحاجة إلى تصنيع هذه الأسلحة وتوفير الطواقم العسكرية اللبنانية المدربة لتشغيلها.
وأشار إلى ان عشرات من الضباط والفنيين العسكريين اللبنانيين سينضمون قريباً جداً إلى المدارس العسكرية الفرنسية لتأهيلهم وتدريبهم.
ترحيل لبنانيين
وفي تطوّر آخر، متصل بظروف سياسية لبنانية، أفادت المؤسسة اللبنانية للارسال L.B.C مساء أمس، ان دولة الإمارات العربية المتحدة رحلت 70 لبنانياً غالبيتهم من الطائفة الشيعية واعطتهم مهلة 24 ساعة للمغادرة.
وأوضح رئيس لجنة المبعدين من الإمارات حسان ليان انه لغاية اللحظة لا معلومات اكيدة حول الموضوع، وسنتابع اتصالاتنا مع الجهات السياسية.
ولفت في حديث للمؤسسة نفسها إلى ان وزير التربية الياس بو صعب كان له دور إيجابي في موضوع تجميد حركة الأبعاد منذ سنوات، الا ان حركة الأبعاد من الإمارات لم تتوقف واستمرت تحت عناوين مختلفة.