Site icon IMLebanon

عقد على 14 آذار: «إنتفاضة سلام» أو إنزلاق الحوار؟

«النُصرة» تتوعَّد حزب الله .. وفريقه يطرح الحملة ضده في عين التينة بعد غد

الذكرى العاشرة لحركة 14 آذار التي انطلقت عام 2005 حملت ثلاثة مؤشرات من شأنها أن تطبع حراك الأسبوع الطالع والأسابيع التي ستليه، وسط تحول غير مفاجئ في السياسة الأميركية يقضي بإعلان القبول بتسوي للأزمة السورية مع الرئيس بشار الأسد:

1- 14 آذار أطلقت إنتفاضة السلام وأعلنت المجتمعين في مؤتمر «البيال» هيئة دائمة للتحضير لانتخاب أعضاء المجلس الوطني، ومنسق لهذا المجلس، بعد اعتراضات قوى حزبية في مقدمها حزب الكتائب.

وجاء في البيان الختامي الذي أذاعه الرئيس فؤاد السنيورة أن «حزب الله يفتعل حروباً هنا وهناك ويورط لبنان واللبنانيين ويطيل أمد الشغور الرئاسي ويحوله إلى ورقة ضغط ومساومة».

وأشار البيان إلى أنه «لا يخفى على أحد دور إيران على مساحة العالم العربي، وسعي المشروع الفارسي إلى إدخال المنطقة في حروب موصوفة من خلال افتعال الصدام بين السنّة والشيعة، واصفاً النظام السوري بأنه «أصل الإرهاب»، وأنه فتح من خلال جرائمه الطريق أمام التطرّف العنفي الذي يدّعي الدفاع عن الإسلام»، ولاحظ أن «الدولة في لبنان لم تعد قادرة على تأمين استمرارية مؤسساتها، وينحصر سعيها في محاولة الحفاظ على الوضع الراهن»، داعياً الى التواصل مع قوى الاعتدال والانفتاح في العالم العربي، وصياغة علاقة جديدة بين ضفتي المتوسط، مؤكداً أن «قوى 14 آذار لا تريد هزيمة أحد ولا تسمح لأحد أن يهزمها».

2- إعلان النائب ميشال عون في عشاء «التيار الوطني الحر» «أننا كلنا مقاومة ضد اسرائيل وضد التكفيريين والإرهابيين»، داعياً إلى انتخاب نفسه رئيساً من دون أن يسمي نفسه صراحة.

وتوقف عون عند تسوية الدوحة مؤكداً «أننا لن نكرر هذه الغلطة، ولن يكون هناك دوحة ثانية»، في إشارة إلى أنه لن يكون هناك انتخاب رئيس تسوية على غرار الرئيس ميشال سليمان، مطالباً من ينتقده في موقفه من اعتبار اسرائيل والتكفيريين خطراً وجودياً إلى أن يعلن ذلك جهاراً.

3- مسارعة «حزب الله» إلى اعتبار مؤتمر «البيال» موجّهاً ضده فقط، وذهاب أوساطه الى اعتبار فكرة المجلس الوطني استنساخاً لفكرة المجلس الوطني السوري.

واعتبر رئيس المجلس التنفيذي للحزب السيد هاشم صفي الدين أن فريق 14 آذار بإعلانه «المجلس الوطني» يريد أن ينعى الحكومة اللبنانية القائمة، فيما ذهب رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الى التلويح بتعليق الحوار مع تيار «المستقبل» قائلاً: «دخلنا الى الحوار لنتصارح ونتفاهم على النقاط التي يمكن أن نتفاهم عليها، فلماذا تشتمونا في الخارج، وهو أمر غير مقبول، فإما أن تلتزموا بالحوار، أو دعونا نذهب، كل واحد منا في حال سبيله، من زاوية أننا لا نفهم أن ندخل في حوار وتبقى ألسنة السوء تتطاول على المقاومة».

والسؤال: ماذا تعني هذه المواقف عشية الأسبوع الطالع الذي يختزن استحقاقات مهمة ليس أهمها عودة الاشتباك إلى ملف السلسلة أمام جلسة اللجان الثلاثاء، والجولة الثامنة للحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» الأربعاء، والجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء الخميس.

مصادر سياسية لا تخفي قلقها من العودة إلى سياسة التجاذب، التي تدفع الأمور نحو التباعد، في ظل متغيرات إقليمية ودولية، بعضها يتعلق بالملف النووي الايراني، وبعضها الآخر بالقبول الدولي، وخاصة الأميركي، بأن تشمل التسوية للأزمة السورية الحوار مع النظام.

وقالت هذه المصادر لـ«اللواء» أن فريق حزب الله سيطرح في مستهل الجولة الثامنة للحوار مع تيار المستقبل التي ستنعقد بعد غد الاربعاء في عين التينة، ما أثاره السيد صفي الدين والنائب رعد والذي يعكس شيئاً من النقاش داخل قيادة الحزب في ما خص الحوار الجاري مع «المستقبل»، في ظل عدم اتفاق على آلية امتداد الخطة الأمنية إلى ضاحية بيروت الجنوبية.

أما بالنسبة للحوار بين التيار العوني و«القوات اللبنانية» فإن مصادر تعتقد أنه متأثر بمسار الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله»، وإن كانت التقاطعات بين الفريقين أصبحت واضحة لجهة الافتراق في البرنامج السياسي والرئيس الذي يتعيّن انتخابه لتطبيق هذا البرنامج.

حوري

وفي دردشة مع «اللواء» وصف عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري المؤتمر الثامن لقوى 14 آذار بأنه «نقلة نوعية» سواء في ما يتصل بالبيان الختامي الذي دعا إلى «إنتفاضة السلام» أو إلى إنشاء المجلس الوطني بقصد استرجاع المستقلين ونشطاء المجتمع المدني، وإتاحة المجال للنقاش الديمقراطي الواسع داخل قوى 14 آذار.

ولفت إلى أن النقاشات داخل المؤتمر والتي سبقت إذاعة البيان الختامي كانت عنيفة، وإنه قيل فيها كل شيء، لا سيما تجاه إنجازات انتفاضة الاستقلال أو إخفاقاتها.

وأشار إلى أن التعويل الآن هو على عمل اللجنة التحضيرية التي عليها خلال شهرين اقتراح النظام الداخلي للمجلس الوطني، تمهيداً للانتقال الى مرحلة ثانية ستكون مختلفة حتماً.

وأوضح أن الهيئة العامة التي ستعود إلى عقد مؤتمر عام آخر بعد شهرين، سيكون عليها انتخاب أعضاء المجلس الوطني، مشيراً الى أنه لن يكون هناك رئيس بل منسق منتخب.

ولفت إلى أن المجلس الوطني سيكون بمثابة برلمان 14 آذار بقصد تفعيل هذه الحركة ومراقبة أعمالها واقتراح الخطوات المقبلة، وليست بديلاً عن الحكومة مثلما اعتبر السيد هاشم صفي الدين.

وعزا حوري هجوم حزب الله على مؤتمر 14 آذار بأنه ربما كان البيان قد أزعجهم، علماً أن البيان يتحدث عن وقائع ومواقف خاصة بـ14 آذار، مؤكداً إن القراءة الموضوعية للبيان تُشير إلى اننا كنا منطقيين مع أنفسنا ومع البلد، وبالتالي فإن تيّار  «المستقبل» ما زال ملتزماً بالبندين اللذين اتفق عليهما في الحوار وهما تخفيف الاحتقان المذهبي وانتخاب رئيس الجمهورية، في حين ان النقاط الثلاث الأخرى، المتعلقة بتورط الحزب في حرب سوريا والسلاح والمحكمة الدولية، لا تزال موضع ربط نزاع.

وأكد ان الحوار الذي ما نزال ملتزمين به لا يعني إلغاء قناعاتنا، ومع ذلك فنحن نحاول أن نغلب المصلحة الوطنية، وليس أي شيء آخر.

مجلس الوزراء

إلى ذلك، أفادت مصادر وزارية لـ«اللــواء» ان مجلس الوزراء الذي يعقد جلسة له يوم الخميس المقبل، سيناقش جدول أعمال مؤلف من 51 بنداً عادياً مؤجلة من جلسات سابقة، أبرزها موضوع الأساتذة المتعاقدين بالساعة، والذي كان وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب أعلن تأجيله.

ولفتت هذه المصادر إلى ان الأمور سالكة وهادئة داخل مجلس الوزراء وفقاً لقاعدة «بالتي هي أحسن»، إذ انه من الضروري توفير هذه الأجواء والسعي إلى  المحافظة على الحكومة باعتبار ان لا بديل عنها،  متوقعة أن تستمر هذه الأجواء في الجلسات المقبلة وبعدما أظهرت النقاشات في ملف لجنة الرقابة على المصارف ان التوافق هو وراء إقرار البنود الخلافية، وأن أي وزير  في امكانه تسجيل اعتراضه، لافتة إلى ان الشعور المسؤولية أضحى أكبر.

ومع ذلك، فإن هذه الأجواء قد تختلف في حال طرح موضوع إبعاد عدد من اللبنانيين من دولة الإمارات والذين بدأوا بالعودة ابتداء من مساء أمس، على الرغم من ان الرئيس تمام سلام قد أثار هذا  الموضوع خلال وجوده في شرم الشيخ، مع نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم ي حضور الوفد الوزاري  المرافق له.

وبحسب المعلومات، فإن ما سمعه الرئيس سلام من الشيخ راشد هو تماماً ما يملكه لبنان الرسمي من انه ليس هناك قرار رسمي اماراتي أو نية باستهداف اللبنانيين المقيمين في الامارات، وانه إذا كانت هناك من إجراءات اتخذت بحق بعض اللبنانيين فإنها اجراءات تعود الي اعتبارات أمنية محددة ولا تتخطى هذه الحدود.

وعلم ان الشيخ راشد أبدى اهتماماً بما سمعه من الرئيس سلام  ووعد بمتابعة الأمر، منوهاً بالأعداد الكبيرة لأفراد الجالية اللبنانية المقيمين في الإمارات وإلى نجاحاتهم المهنية ودورهم الفاعل في كل المستويات.

تجدر الإشارة إلى ان الرئيس سلام الذي عاد مساء السبت من شرم الشيخ، قد التقى مساء الجمعة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على هامش العشاء الذي أقامه الرئيس المصري على شرف رؤساء الوفود التي شاركت في مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد في مصر.

كما عقد الرئيس سلام اجتماعا مع ولي العهد السعودي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود في حضور الوفد الوزاري المرافق، حيث جرى البحث في الوضع العربي العام والعلاقات الثنائية اللبنانية – السعودية، وأشاد رئيس الحكومة بدور المملكة العربية السعودية الداعم للبنان ووقوفها الدائم إلى جانبه في كل المحطات الصعبة، وحرصها على تدعيم مؤسساته وتقديم كل ما يعود بالخير على شعبه.

تحذير «النصرة»

في تطوّر آخر، وفيما كان أهالي العسكريين الذين سقطوا شهداء في معركة عبرا يعقدون تجمعاً وسط بيروت اعتراضا على ما تردّد من تسوية تجري لقضية الفنان فضل شاكر الذي خرج من الانتماء إلى حركة الشيخ أحمد الأسير واعتباره كان متورطاً ومتسبباً بدماء العسكريين الذين سقطوا في معركة عبرا. كانت جبهة «النصرة» على حسابها الخاص على موقع «تويتر» تعلن ان مهمتها الآن ضرب معاقل «حزب الله» الإيراني «الذي ساند نظام الأسد وارتكب جرائم بحق «اهل السنّة في سوريا»، مطالبة اللبنانيين إلى عدم الانجرار إلى معركة خاسرة، والاتعاظ مما حدث في سوريا.

وفي سياق متصل، أعلن قائد الجيش العماد جان قهوجي عبر حسابه الخاص على موقع «فايسبوك» انه لن ينسى اليد التي امتدت على الجيش اللبناني». واضاف: «انه لن يتهاون مع أية يد تركت بصماتها على اجساد شهدائنا وفي نفوس اهاليهم».

وشدّد قهوجي: «لن نفرط بالعدالة الكفيلة وحدها بكشف الحقائق وضمان حقوق الجميع».

وختم: أبناء المؤسسة العسكرية هم ابنائي ودماؤهم خط أحمر، وقراري حازم وصارم: لا تسوية على دماء الشهداء».

وفي موضوع العسكريين المحتجزين لدى جبهة «النصرة» و«داعش» في جرود عرسال، كشفت معلومات ان الوسيط القطري زار هذه الجرود ثم عاد منها في الأسبوع الماضي، كاشفاً بأن الأمور تجري بطريقة جيدة مع «النصرة»، في حين انها «معطلة» مع «داعش» لأسباب تعود إلى خلافات داخل هذا التنظيم.

وعكس نظام مغيط شقيق العسكري المخطوف إبراهيم مغيط أجواء تفاؤل بين صفوف أهالي هؤلاء العسكريين، وأن هناك ايجابيات في المفاوضات، بانتظار لقاء المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.