Site icon IMLebanon

3 قضايا خلافية ترفع منسوب التشاور قبل مجلس الوزراء الخميس

3 قضايا خلافية ترفع منسوب التشاور قبل مجلس الوزراء الخميس

«المالية»: تستعد للموازنة بالتزامن مع السلسلة .. ونواب 14 آذار يقاطعون «اللجان المشتركة» اليوم

لم تكن تحولات الموقف الأميركي والجدل الذي اثارته فضلاً عن التشدّد الفرنسي والبريطاني والتركي في وجه النظام، حيال ان يكون طرفاً.. في حل الأزمة السورية وحدها التي استأثرت بالاهتمام السياسي والرسمي، بل إعادة آلية اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء على سكة البحث، في وقت شهدت فيه جرود عرسال ورأس بعلبك اشتباكات بين وحدات الجيش اللبناني المرابطة هناك والجماعات المسلحة المنتشرة في تلك المنطقة.

ولئن كانت مناقشات اللجان المشتركة اليوم لموضوع السلسلة، تعيد بعضاً من الحيوية إلى النشاط النيابي، مع بدء العقد العادي الأوّل للعام 2015، فإن الاشتباك حول الترابط بين السلسلة والموازنة، من شأنه ان يطرح مسارات قد لا تساعد في تمرير السلسلة على الرغم من توافق الكتل الكبرى على ضرورة إعطاء الأساتذة والعسكريين وموظفي القطاع العام، هذه السلسلة التي من شأنها ان تحسن من مستوى معيشتهم بعد اعطائهم للقضاة وأساتذة الجامعة اللبنانية.

وتوقع مصدر نيابي ان يُشارك وزير المال علي حسن خليل في الجلسة، حيث ستكون هناك مداخلات له ولممثلي الكتل التي تشكّلت منها اللجنة النيابية برئاسة النائب جورج عدوان، في ظل عدم اتفاق حول مقاربتين: الكلفة الإجمالية للسلسلة وطرق التمويل.

وأضاف المصدر ان وزارة المال ستؤكد جهوزيتها للسير في السلسلة، كما ان الوزير سيعلن ان جلسة لمجلس الوزراء ستخصص لدراسة الموازنة التي يتعين ان تقر في جلسة تشريعية خلال العقد العادي مع قطع حساب عن السنوات الماضية منذ العام 2005.

وأكّد المصدر ان كتلة نواب الكتائب أبلغت من يعنيهم الأمر انها ستشارك في جلسة إقرار الموازنة نظراً للاهمية المصيرية لهذه الخطوة، من دون ان يعني انها على استعداد للسير في جلسة تشريعية مهما كان جدول الأعمال.

وعلمت «اللــواء» ان «نواب 14 آذار سيقاطعون جلسة اللجان المشتركة اليوم، اعتراضاً منهم على تكليف الرئيس برّي النائب إبراهيم كنعان ترؤس الجلسة خلافاً لما ينص عليه النظام الداخلي للمجلس من أن جلسة اللجان يجب أن يرأسها إما رئيس المجلس أو نائبه.

أما مصادر مقربة من الرئيس نبيه برّي فقد عزت الأمر إلى مبررات سياسية ترتبط بالمواقف الصادرة عن هذا الفريق في «البيال» أكثر منه تمسكاً بالنظام الداخلي، وتقول بأنها ليست المرة الأولى التي يكلف فيها الرئيس برّي نائباً معيناً بصفته رئيساً للجنة معينة سيما وأن هناك سوابق عدّة في حال غياب نائب الرئيس.

الآلية

وعشية جلسة اللجان، ومن دون ان يعني ذلك أي ارتباط بها، عادت آلية اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء إلى واجهة الاهتمام، فمن جهة، حضرت في الاجتماع الذي عقد في السراي الكبير بين الرئيس تمام سلام ووزراء حزب الكتائب الثلاثة: رمزي جريج، سجعان قزي وآلان حكيم. ومن جهة ثانية وجهت الدعوة لوزراء اللقاء التشاوري لعقد اجتماع في دارة الرئيس ميشال سليمان اليوم لبحث القضية نفسها.

وإذ امتنعت وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني عن تأكيد أو نفيما إذا كان الاجتماع يندرج في إطار احياء هذا اللقاء، أكدت ان الأمور مرتبطة بمسار المناقشات.

إلا ان «اللواء» علمت من مصادر متطابقة ان الاجتماع تقررت الدعوة إليه قبل مجلس الوزراء، في معرض اعداد توجه لدى الوزراء المحسوبين على الرئيسين أمين الجميل وميشال سليمان، فضلاً عن الوزير بطرس حرب، وربما أيضاً الوزير ميشال فرعون الذي لا يميل إلى المشاركة في تكتل خارج الفريق الذي ينتمي إليه نيابياً، في ما خص عدم الموافقة على أي قرار يحصر التمثيل والمرجعية المسيحية بالنائب ميشال عون، كما حصل في تعيين أعضاء لجنة الرقابة على المصارف.

اضافت المصادر ان وزراء الكتائب حرصوا على لقاء الرئيس سلام لمناقشة هذه النقطة بالذات لئلا تكون المناقشات في الاجتماع التشاوري اليوم خارج سياق التفاهمات التي حصلت مع الرئيس سلاتم وقضت باستئناف جلسات مجلس الوزراء.

وأوضحت مصادر وزارية لـ«اللواء» أن زيارة وزراء الكتائب الثلاثة للرئيس سلام جاءت في سياق متابعة الحديث عن آلية عمل الحكومة وتوقيع المراسيم وقضية التزام الشفافية في العمل، وضرورة إتمام العقود التي تقوم بها الوزارات من خلال دائرة المناقصات بدلاً من أن تتم بالتراضي.

مجلس الوزراء

إلى ذلك، يعود مجلس الوزراء إلى الاجتماع قبل ظهر الخميس، ومن بين بنود جدول أعماله الخمسين، البند المؤجل من الجلسة السابقة والمتعلق بتثبيت المتعاقدين بالساعة في المدارس والثانويات الرسمية، بموجب مشروع قانون أعده وزير التربية الياس بوصعب الذي كان طلب سحبه في تلك الجلسة بغية توفير التوازن الطائفي فيه.

وعلم أن وزير الزراعة أكرم شهيب وجه كتاباً إلى مجلس الوزراء أبدى فيه بعض الملاحظات على المشروع، من شأنها أن تثير انقساماً، خصوصاً وأن شهيب إعتبر أن روحية المشروع تهدف إلى إفادة كل المتعاقدين وليس فقط الذين تجاوزوا حد سقف السن للتعيين، لافتاً إلى أن الصياغة اللغوية لم تؤد إلى تجسيد هذه الروحية.

ولاحظ شهيب أن التعاقد بالساعة أضرّ كثيراً بمستوى التعليم الرسمي، داعياً الى الوقف النهائي للتعاقد، والعمل على قيام كلية التربية بإجراء مباراة سنوية لاختيار أساتذة يجري إعدادهم فيها، مقترحاً إضافة مادة جديدة صريحة وواضحة بمنع إجراء أي تعاقد جديد في الثانويات الرسمية اعتباراً من تاريخ نفاذ هذا القانون، على أن ينسحب هذا المنع على التعليم الأساسي.

وإلى جانب هذا البند الخلافي، برز الى الواجهة تلك المواجهة التي هدد بافتعالها العماد ميشال عون، في حال التمديد للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص وقائد الجيش العماد جان قهوجي، الأمر الذي رفع من منسوب التشاور بين الرئيسين سلام وبري عشية الجلسة، مع العلم أن الموضوع ليس مطروحاً بعد على مجلس الوزراء، أقله إلى حين الوصول إلى هذا الاستحقاق، طالما أن اللواء بصبوص تنتهي مدته أواخر شهر نيسان، في حين تنتهي مدة تمديد خدمة العماد قهوجي مطلع تشرين الأول المقبل.

وفي حين أكدت الوزيرة شبطيني أن مجلس الوزراء قادر على اتخاذ القرار بشأن التمديد أو عدمه في قيادة المؤسسات الأمنية في حينه، كشفت معلومات عن وجود مشروع قانون يقضي بتأجيل سن التسريح لكافة فئات الضباط في الجيش اللبناني، ولا سيما العقداء إلى سن 60 سنة، لكن المشروع يواجه معضلة انعقاد جلسة تشريعية للمجلس لا يبدو أن فرصها متوافرة، إلا في حال الاقتناع بأن هذا المشروع من ضمن «تشريع الضرورة» الذي يشتغل عليه الرئيس بري.

وفي مقابل خيار التمديد، يبرز أسما العميد عماد عثمان أو العميد سمير شحادة لخلافة اللواء بصبوص، فيما يبرز إسم العميد شامل روكز (صهر العماد عون) مكان العماد قهوجي، أو إسم مارون حتي وجورج نادر. علماً أن عون يعتبر أن الكرة في ملعب الحكومة وخارج نطاق صلاحيات وزير الدفاع.

وتقول أوساطه أن على الحكومة أن تبادر إلى تعيين من يصل سنه إلى سن التسريح الحكمي عملاً بالنصوص لا أكثر ولا أقل، والأمر متاح كما فعلت بالنسبة للجنة الرقابة على المصارف، وتعتبر أن حكومة الرئيس سلام على المحك أكثر من أي وقت مضى، وعدم التوافق سيؤدي إلى تفجيرها، بحسب ما قال الوزير السابق سليم جريصاتي.

الحوار

في غضون ذلك، أكدت مصادر نيابية في كتلة «المستقبل» أن جلسة الحوار الثامنة مع «حزب الله» ما زالت قائمة في موعدها غداً الأربعاء، وبالتالي فإن المواقف التي اتخذت منحى تصعيدياً، حدت بنواب حزب الله الى التلويح بالتساؤل عن جدوى استمرار الحوار، لم تكن سوى «عاصفة في فنجان» بدليل ان أي قرار على هذا الصعيد لم يتخذ من قبل قيادة الحزب.

ولفت عضو وفد «المستقبل» إلى الحوار النائب سمير الجسر الذي تمنى أن لا يكون رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمّد عد قد تسرع وأخطأ في موقفه، إلى اننا دخلنا الحوار بأصول، وعبر الرئيس برّي، وبالتالي فإن الخروج من الحوار له أصوله ويجب أن يكون عبر البوابة نفسها، مؤكداً ان التيار لم يتبلغ بأي خروج منم الحوار.

في تقدير مصادر مقربة من الرئيس برّي أن الأخير يتمسك بموعد الجولة الثامنة، إلا إذا طرأ مستجد قد يؤخر الاجتماع، وهو (أي الرئيس بري) على رغم كلامه الأخير في شأن موقف الرئيس فؤاد السنيورة في «البيال» لن يدع الحوار يسقط في براثن التشنج ومواقف دواعي التعبئة السياسية لهذا الفريق أو ذلك.

وكشف عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ياسين جابر بأن ممثّل برّي في الحوار الوزير خليل سيقدم مداخلة في الجلسة الثامنة يسعى عبرها إلى التوفيق بين الطرفين وحثهما على الاستمرار في ا لحوار وتجنب الخطابات المتشنجة، وانه سيناشد الفريقين التحلي بالحكمة والوعي لعواقب انفراط الحوار، لأن اللبنانيين يتطلعون بأمل كبير إلى نتائجه.

مواجهات في جرود عرسال

أمنياً، كشفت معلومات عن مقتل ثلاثة مسلحين وإصابة حوالى عشرة في غارات شنّها الطيران الحربي السوري على مواقع المسلحين في جرود القلمون السورية، وامتدت إلى الحدود المحاذية لجرد رأس بعلبك، فيما صد الجيش اللبناني مجموعات مسلحة حاولت التسلل إلى جرود رأس بعلبك وعرسال وقام باستهدافها بالأسلحة المدفعية المناسبة.

وتحدثت معلومات عن سقوط قذيفتين على مراكز الجيش في تلّتي الحمرا والحرش فصدرهما مراكز المسلحين في شرق المخيرمة، كما سقطت قذيفة مدفعية ثقيلة بين بلدتي حورتعلا وبريتال مصدرها منطقة الزبداني السورية من دون تسجيل أضرار بشرية أو مادية.