إرتياب 8 آذار من شهادة السنيورة اليوم .. ولا اتفاق على تقاعد الضباط
جنبلاط يطمئن لموقف هولاند من الأسد .. وسليمان يرد بعنف على مهاجمي عهده
أربعة تطورات يحفل بها الأسبوع الأخير من الشهر الحالي:
{{ سفر الرئيس تمام سلام السبت إلى شرم الشيخ حيث سيلقي في اليوم نفسه كلمة لبنان أمام القمة العربية العادية، ثم يعود إلى بيروت في اليوم التالي.
{{ والاثنين في 30 من الجاري يتوجه الرئيس سلام إلى الكويت لترؤس وفد لبنان إلى مؤتمر الدول المانحة بشأن النازحين السوريين في دول جوار سوريا ومنها لبنان.
{{ إجتماع هيئة مكتب المجلس غداً الثلاثاء للتباحث في جدول أعمال الجلسة التي يتجه الرئيس نبيه بري للدعوة إليها منتصف نيسان المقبل.
{{ الشهادة التي يزمع الرئيس فؤاد السنيورة الادلاء بها اليوم أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وسط استنفار غير مسبوق لقوى 8 آذار، وتلويح مصادرها بانعكاسات سلبية لشهادته قد تطال الحوار الجاري بين «المستقبل» و«حزب الله» قبل أكثر من أسبوع على استئنافه مطلع الشهر المقبل، وفي ظل تأكيد وزير المال علي حسن خليل أن «الحور خيار استراتيجي يتعيّن حفظه بضبط الخطاب الإعلامي وعدم المس بالقضايا الأساسية التي تعبّر عن خصوصية والتزامات هذا الفريق أو ذاك».
وفي خضم هذه «الأجندات» التي يتوقف على نتائجها مستقبل الاستقرار السياسي والتعاون بين الأطراف ينعقد مجلس الوزراء، الخميس، وسط تأكيدات من أكثر من طرف من أن الجلسة ستظل مضبوطة، وأن ما من موضوع قد يعكّر صفو الاجواء التوافقية، على حد ما أكد وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي لـ«اللواء» بقوله: «نحن محكومون بالاستقرار داخل مجلس الوزراء».
جنبلاط في الإليزيه وتصريحات سليماني
وعلى ضفة أخرى، بقي الوضع المتفجر بين «النصرة» و«حزب الله»، موضع انشغال الأطراف السياسية، نظراً للانعكاسات الخطيرة على تصاعد الوضع في منطقة الجرود، امتداداً الى الحدود اللبنانية، وسط معلومات وردت ليلاً عن انفجار عبوة ناسفة بآلية لحزب الله في القلمون السورية.
وفي الوقت الذي كان فيه رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط يشد على أيدي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في لقاء جمعهما السبت في الاليزيه. لجهة رفضه الحوار مع النظام السوري وانتقاد الدعوة الأميركية لتسوية من ضمنها الأسد، فضلاً عن الأسئلة والأجوبة التي جرى تداولها في ما خص الوضع في لبنان، كان قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني العميد قاسم سليماني يؤكد في تصريحات نقلتها وكالة «أسنا» للأنباء شبه الرسمية أن «إيران حاضرة في لبنان والعراق، وأن هذين البلدين يخضعان بشكل أو بآخر لإرادته».
وجاءت تصريحات سليمان في ندوة تحت عنوان «الشباب والوعي الإسلامي» شارك فيها شباب من بعض الدول العربية، وقال إن طهران بإمكانها التحكّم بالثورات العربية لتوجيهها نحو العدو، وأن هذه الإمكانية متوافرة في الأردن أيضاً، مكرراً دعم بلاده الكامل لنظام الرئيس الأسد، و«أن الشعب موالٍ بالكامل للحكومة، وأن المعارضة لم تتمكن من تنظيم تجمع مليوني واحد ضد النظام».
ولئن كان الحوار بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» يواجه صعوبات تحت وطأة التباين بين الطرفين في ما خصّ الملاحظات على وثيقة «إعلان النوايا»، جدد «حزب الله» على لسان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد أن الشغور الرئاسي سيملأ في نهاية المطاف: «لمن يحفظ مسار النهوض ومسار المقاومة»، في إشارة إلى النائب ميشال عون الذي تقول أوساطه (أي عون) أنه قرر أن ييمّم شطر إتصالاته باتجاه بكفيا وكليمنصو، بعدما تضاءلت فرض رهاناته على الحوار مع «القوات» أو تأييد تيار «المستقبل» له كمرشح للرئاسة.
وعلمت «اللواء» من مصدر نيابي أن ما من تفاهم نيابي حتى الساعة على مشروع أو اقتراح رفع سن التقاعد للضباط العسكريين وأن هذا الموضوع ما يزال قيد التداول من دون أن يعني ذلك وجود إتفاق عليه.
وفي ما يشبه التراجع عن «اللغة الخشبية» التي كانت سبب خصومته مع حزب الله، قال الرئيس السابق ميشال سليمان أن المقاومة لا تزال حاجة، لكنه اعتبر أن الحزب هو الذي أسقط المعادلة الثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، عندما تخلى عن الجيش والشعب وانخرط في القتال في سوريا من دون علمهما خارقاً التزامه «بإعلان بعبدا» الذي وضع عندما كان شبان يتطوعون للقتال مع المعارضة السورية.
وردّ سليمان في سياق المقابلة نفسها مع تلفزيون «الجديد» بعنف على الذين يهاجمونه ويهاجمون عهده بعبارة للمهاتما غاندي مؤداها: «هل إذا عضّك كلب تعضّه»؟ ولم يشأ سليمان الإفصاح عمّن يقصد بهذه العبارة.
السلاح الفرنسي
إلى ذلك، كشفت مصادر ديبلوماسية ان حيزاً كبيراً من المحادثات التي دارت السبت بين الرئيس سلام والحاكم المفوض لجوقة الشرف في فرنسا الجنرال جان لوي جورلان، تناول إلى جانب الإرهاب موضوع تسليح الجيش اللبناني بالمعدات الفرنسية من خلال الهبة السعودية، بعدما بات معروفاً ان وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان سيقوم بزيارة رسمية إلى لبنان يومي 20 و21 نيسان المقبل، لتسليم الدفعة الأولى عن الأسلحة الفرنسية.
وقالت المصادر ان الدفعة الأولى لن تكون كبيرة الحجم، بل إلى حدّ ما متواضعة، وستقتصر على معدات عسكرية وقذائف صاروخية، مشيرة إلى ان الجهد الديبلوماسي يقتصر حالياً على وضع الآلية التنظيمية للتعاون بين الجيش اللبناني والفرنسي، كاشفة عن وجود فريق فرنسي في بيروت لتنظيم عملية التنسيق ضمن الأصول القانونية التي تتطلب ضمانات ديبلوماسية وحماية أمنية، وذلك تمهيداً لإرسال بعثات عسكرية إلى لبنان إلى فرنسا للتدريب على الأسلحة الجديدة التي طلبها الجيش اللبناني.
تجدر الإشارة إلى أن مدير شركة «أوداس» الفرنسية الأميرال أدوار غيل زار بيروت مؤخراً على رأس بعثة فرنسية لوضع اللمسات الأخيرة على المرحلة الأولى من تسليم الأسلحة.
وعلمت «اللواء» ان الرئيس سلام سيلتقي اليوم رؤساء مجالس إدارات التلفزيونات اللبنانية، الذين يتحركون للبحث في استرداد حقوق المحطات من الشركات التي توزع عبر «الكايبل».
تشريع الضرورة
وبالنسبة لاجتماع هيئة المجلس غداً أوضح عضو هيئة مكتب المجلس النائب أحمد فتفت ان فريق 14 آذار سيذهب إلى الاجتماع بموقف واحد، عنوانه «تشريع الضرورة»، حاصراً هذا العنوان بموضوعين وحيدين فقط وهما المالي والأمني، بالإضافة طبعاً إلى إعادة تجديد السلطة، أي انتخابات رئاسة الجمهورية وقانون الانتخابات.
ورفض فتفت المعلومات التي ترددت بأن هيئة المكتب ستضع على جدول أعمال الجلسة التشريعية التي يعتزم الرئيس نبيه برّي الدعوة إلى عقدها في النصف الثاني من نيسان المقبل، مشاريع من بينها قانون سلامة الغذاء والإيجارات والمتعاقدين في الإدارات العامة وسلسلة الرتب والرواتب لموظفي القطاع العام، مؤكداً ان الفريق المسيحي للأسف لا يتوافق على جدول أعمال فضفاض، ومثل هذه المشاريع لا تعتبر من تشريع الضرورة، لكن مشروع السلسلة سيكون بالتأكيد من ضمن تشريع الضرورة شرط أن يوضع من ضمن الموازنة.
.. وشهادة السنيورة
من جهة ثانية، اعتبر فتفت ان للشهادة التي سيدلي بها الرئيس السنيورة اليوم أمام المحكمة الدولية أهمية كبيرة كونه كان من أقرب المقربين للرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهو رافقه طوال الفترة الممتدة حتى تشرين الثاني 2004، كونه قرّر الاكفاء بسبب وصوله الىقناعة بعدم التوصّل إلى حل مع حزب الله، مشدداً على ان الرئيس السنيورة يعرف أبسط التفاصيل عن كل شيء كان يحدث مع الرئيس الحريري، فهو رفيق دربه منذ بداية المشوار وحتى جريمة العصر.
ولم يستبعد فتفت أن يكون جانباً من الحملة التي يتعرّض لها الرئيس السنيورة سببه الشهادة المهمة التي سيدلي بها أمام المحكمة اليوم، مشيرة إلى ان الحزب عاد ليلعب الدور السورية القديم عبر إحداث فتنة داخلية واقصاء الآخرين، وهو أراد من الهجوم على 14 آذار والمستقبل أن يفرض هدنة إعلامية على المواضيع الخلافية، علماً اننا دخلنا الحوار على قاعدة ربط النزاع وليس من أجل التهدئة الإعلامية.