Site icon IMLebanon

السلسلة: ضغوطات تسبق الولادة القيصرية اليوم

السلسلة: ضغوطات تسبق الولادة القيصرية اليوم

الوسيط القطري تسلَّم مطالب الخاطفين.. و«مهمّة غامضة» لشمخاني في بيروت

المفتي الميس يتحدث إلى أهالي العسكريين المعتصمين في ضهر البيدر، ويبدو إلى اليمين النائب عراجي، وإلى اليسار النائب أبوخاطر والشيخ الجراح

 السؤال الخطير الذي فرض نفسه، بعد التطورات مساء امس: هل تطيح «عنعنات» النقابات والهيئات الاقتصادية والمدارس الكاثوليكية واعتراضات بعض الكتل النيابية على رفع الضريبة على القيمة المضافة T.V.A واحد في المائة، بمشروع سلسلة الرتب والرواتب اليوم، ام ان التفاهم النيابي، لا سيما الذي تم بين الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة وتكتل «القوات اللبنانية» ومسيحيي 14 آذار، هو ثابت وقادر على تجاوز تجاذب ربع الساعة الاخير، حول ارقام ونسب الزيادات، والفئات المستفيدة، وتراتبية الدرجات؟

 نقابة المعلمين في المدارس الخاصة دعت الى الاضراب العام اليوم والتجمع امام المجلس النيابي، والهيئات الاقتصادية اعلنت رفضها لاقرار السلسلة واعتبرت ان الموظفين والمعلمين وذوي الدخل المحدود هم المتضررون المبارون من اقرارها، والنائب ابراهيم كنعان اعلن باسم تكتل «الاصلاح والتغيير» ان تكتله لن يصوت لصالح رفع T.V.A واحد في المائة، وان «حزب الله» سيتخذ الموقف نفسه، في حين ربط نواب «اللقاء الديمقراطي» موقفهم بسير المناقشات وبرؤية ما اذا ثمة توازن بين الايرادات والنفقات في مشروع السلسلة، بينما جاهرت رئيسة لجنة التربية النيابية بهية الحريري بانها ضد فصل التشريع بين القطاعين العام والخاص، وانها مع اعطاء المعلمين في المدارس الخاصة ست درجات اسوة بزملائهم في التعليم الرسمي.

وعلمت «اللواء» من مصادر نيابية تتابع الاتصالات ان التداول بالافكار والاقتراحات لمعالجة الاعتراضات والمخاوف، وان تكون السلسلة حلاً وليس مدخلاً لاضرابات وتحركات وانهيارات اقتصادية.

وازاء هذا الوضع المتشنج، اعلن الرئيس نبيه بري امام زواره ليل أمس انه إذا بقيت الاعتراضات على مشروع السلسلة ربما يعيده إلى اللجان رغم التفاهم النيابي عليه.

وأوضح أن اعتراضات وصلته من بعض هيئة التنسيق النقابية والاسلاك العسكرية على السلسلة، وانه تلقى رسالة من رابطة التعليم الثانوي تعترض على إعطاء التعليم الابتدائي ست درجات اسوة بهم، وقال: «أنا افهم ان يعترض أحدهم على ما يطالب به، لكن ان يعترض على ما يُقرّر لسواه فهذا يعود تقديره للدولة».

وأوضحت مصادر نيابية أنه إلى جانب اعتراض هيئة التنسيق هناك اعتراضات من بعــض الكتــــل على زيادة الـ T.V.A، وأن هناك اتصالات ستسبق انعقاد الجلسة لتذليل هذه العقد وتأمين ممر آمن للسلسلة.

الا أن مصدراً نيابياً في 14 آذار رجح بقوة إقرار السلسلة التي ستناقش بنداً بنداً، وهي كانت مدرجة على جدول اعمال جلسة سابقة، وأن هذه الفرصة المتاحة الآن ليس من الممكن أن تتوافر مرّة ثانية في ضوء ضغط الملفات وضرورة التحضير لاستحقاقات جديدة، كالتمديد للمجلس النيابي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وتوقع المصدر عقد لقاءات بين الرئيس برّي ورؤساء الكتل، قبل الجلسة وخلالها، لبت الإشكالات الناشئة.

مجلس الوزراء

 وأياً كانت الوجهة التي ستأخذها جلسة مجلس النواب اليوم ومشاريع القوانين والاقتراحات التي ستقرها، فإنها ستترك انعكاسات مباشرة على الأجواء العامة في البلاد، بما في ذلك جلسة مجلس الوزراء غداً التي تنعقد في ظل أجواء متباينة بين الوزراء، بعضها يتعلق بالنازحين السوريين، وبعضها الاخر يتعلق باللقاءات التي عقدت على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، لا سيما اللقاء بين وزير الخارجية جبران باسيل ونظيره السوري وليد المعلم، فضلاً عن المقاربات المتباعدة حول آلية التفاوض لاستعادة العسكريين المحتجزين في جرود عرسال، والتعامل مع الوضع داخل طرابلس.

وتمنى وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ «اللواء» أن لا تحدث مناقشات حادة في الجلسة تؤثر على التضامن الوزاري، سواء بالنسبة الى مسألة النازحين السوريين أو العسكريين المحتجزين، لأن الأوضاع الضاغطة في البلاد والمنطقة لا تحتمل أية تباينات أو خلافات، وأن لا يكون للتباين في وجهات النظر مكان في مجلس الوزراء.

وتوقع أن يضع رئيس الحكومة تمام سلام الوزراء في أجواء المحادثات التي أجراها في نيويورك سواء في ما يتصل بمسألة النازحين السوريين أو العسكريين، ولا سيما بالنسبة الى الموضوع الأخير، من باب إعطاء العلم، ومن دون الدخول في التفاصيل، وأنا أشجعه على ذلك.

وأوضح درباس أن موضوع نقل مخيمات النازحين من عرسال الى مكان آخر أكثر أمناً هو من صلاحيات وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي كان قرر نقل هذه المخيمات خصوصاً تلك التي احترقت في المداهمات الأخيرة.

وأكدت مصادر وزارية لـ «اللواء» أن ملف العسكريين المخطوفين سيطرح من خارج جدول أعمال الجلسة، لا سيما بعد التطور الإيجابي الجزئي في هذا الملف، والذي تمثل في نجاح الموفد القطري الذي باشر مهمته التفاوضية مع الخاطفين في عرسال أمس في استعادة المعاون أول كمال الحجيري الذي اختطف قبل أسبوعين من مزرعة عائلته في عرسال، كبادرة حسن نيّة من قبل تنظيم «داعش»، لكن المصادر نفت علمها المسبق بالمسار الذي ستسلكه المناقشات المتصلة بهذا الملف، والطروحات التي ستقدم، رغم أن استعادة هذا العسكري قد تعزز نظرية اعتماد مبدأ المفاوضات وصولاً الى إجراء مقايضات معينة.

وفي هذا السياق، أكد وزير الثقافة روني عريجي في تصريح لـ «اللواء» أن هناك قرارات صادرة عن مجلس الوزراء تحدد إطار التعاطي مع ملف العسكريين المخطوفين، وإذا كانت هناك رغبة ما بتعديلها فيجب أن تطرح وفقاً للأصول، وفي ضوء ما يطرح يتم اتخاذ القرار المناسب.

ورفضت مصادر وزارية الحديث عن تكهنات تتصل بمواجهات محتملة بين أعضاء الحكومة، في ما خص أي طرح يصار الى تقديمه لتعديل قرار حكومي بالنسبة الى هذا الملف، ولفتت الى أن عدداً من الوزراء راغب في الاطلاع على المعطيات المتصلة به، قبل إبداء موقف أو وجهة نظر، مشيرة الى أنه ما من داع منذ الآن التوقع بحصول انقسام وزاري، مع العلم أن الجميع يريد تحرير العسكريين من الجماعات المسلحة.

تحرير مخطوف

 تجدر الإشارة الى أن المعاون أول الحجيري الذي أطلق سراحه مساء أمس، ليس من ضمن العسكريين الذين جري احتجازهم من قبل مسلحي «النصرة» و«داعش» في الهجوم الذي شنّوه على عرسال في الثاني من آب الماضي، بل هو خطف قبل أسبوعين من مزرعة أهله في وادي حميد في عرسال، عندما كان يزورها بلباسه المدني.

وكشفت المعلومات أن إطلاق سراح الحجيري كان الثمرة الأولى للموفد القطري الذي انتقل الى عرسال أمس، برفقة فاعليات عرسالية ووسطاء من الجانب اللبناني كانوا يعملون منذ يومين على إطلاق هذا العسكري، الى حين وصول الموفد القطري والذي نجح في أن يعود مساء الى بيروت ومعه الحجيري وسلم مباشرة الى الأمن العام اللبناني.

وكانت معلومات ترددت عن احتمال اطلاق عسكريين اثنين من ضمن جهد لتحقيق خرق إيجابي جزئي، عشية عيد الأضحى، كبادرة حسن نيّة تتيح كسر جدار هذه الأزمة التي بلغت عمر الشهرين.

وذكرت هذه المعلومات أن خطاً جديداً للتفاوض بين الحكومة وخاطفي العسكريين قد فتح، وستظهر معالمه في الأيام المقبلة.

يشار الى أن أهالي العسكريين واصلوا قطع الطرقات في ضهر البيدر والقلمون، وانتقلوا أمس الى قطع طريق المصنع بضع ساعات، بعد إشكال حصل بينهم وبين عناصر من قوى الأمن، وزارهم أمس في ضهر البيدر، وفد من نواب زحلة وفاعلياتها الدينية لتأكيد تضامنهم معهم، كما زار المعتصمين في القلمون نائب الكورة فادي كرم.

هبة إيرانية عسكرية

 إلى ذلك، شكلت زيارة الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، لبيروت، حدثاً لافتاً، وان كان شابه غموض وملابسات، لجهة توقيتها، وما أسفرت عنه، لا سيما انه أكد استعداد بلاده لتقديم هبة عسكرية للبنان وجيشه لمواجهة التنظيمات الإرهابية، وقد اقتصرت الزيارة على لقاءات أجراها مع كل من الرئيسين بري وسلام والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، قبل أن ينتقل إلى دمشق للقاء الرئيس بشار الأسد.

ولفتت أوساط متابعة للزيارة إلى ان الترحيب اللبناني بأي هبة غير مشروطة للجيش اللبناني، جاء استكمالاً لمحادثات الرئيس سلام مع الرئيس الايراني حسن  روحاني في نيويورك، والتي أسفرت عن سقوط التحفظات اللبنانية السابقة على القبول بتجهيز القوى العسكرية بمعدات وأسلحة إيرانية، متوقعة أن تكر سبحة الهبات العسكرية للبنان في الأشهر المقبلة، وان تعلن دول أخرى استعدادها لتزويد الجيش بما يلزم من معدات، على غرار ما فعلت هولندا..

وعلم ان وزير الدفاع سمير مقبل سيزور طهران نهاية الأسبوع لمتابعة ملف المساعدات الإيرانية تلبية لدعوة من  نظيره الإيراني.

«الرسالة الخاصة»

في غمرة هذا الترقب لجلسة التشريع وجلسة مجلس الوزراء والمواجهات المحتدمة في العراق وسوريا، وضربات الائتلاف الدولي ضد «داعش»، والزيارة المثيرة للجدل التي فاجأ بها لبنان الامين العام لمجلس الامن القومي الايراني علي شمخاني حول توقيتها وأهدافها، بعث النائب وليد جنبلاط برسالة وصفت «بالخاصة جدا»  «والسرية فوق العادة الى رئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب ميشال عون الذي سبق والتقاه في اقل من اسبوعين».

واللافت ان الرسالة التي حملها وزير الزراعة اكرم شهيب الى الرابية، جاءت في ظل معلومات عن فتور في العلاقة بين النائب جنبلاط ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، والذي لم يزره حتى الآن في سياق جولاته على القيادات المارونية التي شملت الرئيس امين الجميل والنائبين عون وسليمان فرنجية.

ولم تمنع سرية الرسالة الوزير شهيب من التلميح الى ضرورة التفاهم والتوصل الى تسوية حول رئيس يحفظ السلم الاهلي في البلاد، فيما لم يستبعد مصدر قريب من المختارة ان يكون اللقاء تناول تنسيق المواقف في مجلس الوزراء، في ما يتعلق بالمقايضة لاستعادة العسكريين، بالاضافة الى ما يمكن ان تقرره الحكومة في ما خص مخيمات النازحين السوريين، سواء داخل عرسال اللبنانية أو داخل الاراضي اللبناني او السورية.

الا ان مصدرا قريبا من الرابية ألمح الى ان ملف الرئاسة حضر ايضا في مضمون الرسالة.