الحوار-9: خطّة بيروت والضاحية على نار قويّة
باسيل يؤكّد التنسيق مع سلام .. وعدَّاد الجلسات الرئاسية إلى 22
انشغلت الاوساط الرسمية السياسية اللبنانية بتوصل إيران والقوى الخمس الكبرى الى اتفاق إطار يتضمن «المعايير الأساسية» لحل أزمة برنامج إيران النووي، كمرحلة وصفت بأنها أساسية على طريق التوصل الى اتفاق نهائي بحلول 30 حزيران.
وإذا كانت التغريدات عبر «تويتر» ملأت الفضاء الترحيبي بهذا التحول، ولا سيما في العلاقات الأميركية – الايرانية، فإن ارتفاع منسوب الاشتباك المذهبي على صفحات «الفايسبوك» وتغريدات «تويتر» حضرت بقوة على طاولة حوار عين التينة، بين تيار «المستقبل» و«حزب الله» الذي عقد الجلسة التاسعة في الأجواء المحمومة جراء الحدث اليمني، وما حدث من مواقف عالية السقف من قبل قيادتي الطرفين، وكان لها محطة في مجلس الوزراء انتهت إلى أن حكومة المصلحة الوطنية هي أكثر من حاجة من قبل الأطراف، وأنه من غير الممكن وضعها أمام هزة عند أي منعطف.
ووفقاً لهذه الروحية انطلقت مناقشات الجلسة التاسعة، ولخص البيان الذي صدر عنها المسار الذي سلكته، وجاء فيه: «أكد المجتمعون على استمرار الحوار وفق القواعد التي انطلق على أساسها،
وتناول البحث عدداً من الموضوعات الداخلية المرتبطة بتفعيل عمل المؤسسات الدستورية، واستكمال الخطة الأمنية بما يعزز الاستقرار الداخلي».
وكشفت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن 4 نقاط بحثها المجتمعون:
1- استمرار الحوار، حيث أكد الطرفان وفق المصادر نفسها، أن الحوار ليس حاجة ظرفية بل هي خيار استراتيجي معلنة أهدافه بوضوح، وهي حماية الاستقرار اللبناني وإبعاده عن التداعيات الخطيرة في دول الجوار القريبة كسوريا والبعيدة كاليمن.
2- حصر الحوار بالموضوعات المحددة في أسباب انطلاقه ومنهجية عمله وأهدافه الوطنية، ومن هذه الوجهة – تضيف المصادر – فإن الوضع اللبناني وإن كان متعلقاً بما يجري في المنطقة، إلا أنه غير معني بمناقشة أي ملف إقليمي على الطاولة.
3- الخطوط الأمنية: وفي مقدمها استكمال خطة بيروت وصولاً إلى الضاحية الجنوبية.
وأكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أن الوزارة بالتنسيق مع الاطراف المعنية على الأرض اقتربت من الجهوزية على الأرض، بحيث أن كل التسهيلات ستقدم عندما تحين ساعة الصفر التي سرّعتها التطورات الخارجية ولم تعيقها.
وفي المعلومات أن الحوار تطرق أيضاً الى الوضع في عرسال من زاوية التوتر الذي يسود البلدة بسبب الخطف المتبادل، وصولاً إلى المبررات التي تحتم انشاء مخيم للنازحين السوريين خارجها.
4- تفعيل عمل المؤسسات من زاوية تقديم كل الدعم اللازم لتتمكن من القيام بتعهداتها في ما خص توفير المال اللازم للنازحين السوريين، لا سيما في ظل استحقاقات متعلقة بمواجهة الارهاب، وتوفير ما يلزم من أسلحة وعتاد للجيش اللبناني وقوى الأمن.
وحسب مصدر مطلع على أجواء ما حصل في الجلسة، فإن موضوع عقد جلسة تشريعية في مجلس النواب جرى التطرق إليها على قاعدة عدم تعطيل «تشريع الضرورة» لأي سبب كان، كما كان هناك عتاب متبادل، حول الموقف من اليمن، ومن الكلام الذي أعلنه الرئيس فؤاد السنيورة في جلسات المحكمة الدولية، واتفق في نهاية الجلسة على ضرورة تحييد الحوار حول ما يجري في المنطقة، على اعتبار أن وظيفة الحوار هو إبعاد الساحة اللبنانية عن الحرائق المشتعلة في المنطقة.
ووصف مصدر مشارك في الحوار المناقشات بأنها لم تكن سلبية.
الجلسة 22
وإذا كان موضوع انتخاب رئيس الجمهورية لم يغب عن حوار عين التينة، لجهة وجوب نزول النواب إلى المجلس لانتخاب الرئيس بعد التفاهم على مواصفاته من دون الدخول في الأسماء، فإن الجلسة النيابية التي حملت الرقم 21 في بورصة جلسات الانتخاب لم تحمل جديداً، أمس، وبقي كل فريق على موقفه لجهة حضور فريق من نواب 14 آذار مع نواب جبهة النضال الوطني وكتلة التحرير والتنمية، فيما حافظ المقاطعون على مقاطعتهم، فأرجأت الجلسة 22 إلى 22 نيسان الحالي، بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني، علماً أن عدد النواب الحاضرين تقلص إلى 44 نائباً في ظل قناعة مسبقة بعدم إمكانية التئام الجلسة.
لكن اللافت، بالتزامن مع الجلسة، كان الاعتصام الذي نفذه المجتمع المدني في ساحة رياض الصلح على بعد أمتار من ساحة النجمة، تحت عنوان «رفض الإمعان في الفراغ الرئاسي ومنع استمرار سياسة التمييع والأمر الواقع في البلد»، في تحرك يفترض أن يترك تداعيات، خصوصاً وأن المشاركين كانوا خليطاً من الهيئات النسائية ورجال دين، انضمت إليهم لاحقاً وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني.
مؤتمر باسيل
وعلى خلفية النقاشات التي جرت في جلسة مجلس الوزراء، وما يدور من لغط في الكواليس، عقد وزير الخارجية جبران باسيل مؤتمراً صحافياً مفاجئاً ربطته بعض المصادر بطلب التكتل الذي ينتمي إليه من الوزير بوضع النقاط على الحروف، لا سيما في ما جرى في مؤتمر حقوق الانسان الذي وضع حزب الله على لائحة الارهاب ومؤتمر القمة العربية في شرم الشيخ:
1- أعلن باسيل أن الوحدة الوطنية أهم بكثير من التضامن العربي.
2- تطرق إلى مؤتمر جنيف الى أنه حذف عبارة تربط حزب الله بالإرهاب، ومنها عبارة «ميليشيا حزب الله» من زاوية أننا مستعدون لوضع صدورنا أمام المقاومة للحفاظ على لبنان.
3- في ما خص اليمن، قال باسيل أنه بالتنسيق مع رئيس الحكومة، فإن لبنان ينأى عن أي خطوة لا تحظى بالإجماع أو التوافق العربي، ويؤكد على ضرورة الاسراع في إنشاء القوة العربية المشتركة لصون الأمن ومكافحة الإرهاب.
أضاف: إلا أن الذي استجد هو ما جاء في كلمة الرئيس تمام سلام، داعياً إلى أن نفهم بعضنا البعض من زاوية أن هناك مصالح مشتركة لهذه الدول في لبنان وللرعايا اللبنانيين فيها يجب الحفاظ عليها من ضمن التضامن العربي.
4- القوة العربية المشتركة، معتبراً أن الانضمام إليها اختياري ولا يلزم أحداً.
إلى ذلك، قرأت مصادر وزارية بإيجابية التعاطي الذي ساد في جلسة مجلس الوزراء أمس الأول، وقالت ان الرئيس تمام سلام أثبت مرّة جديدة انه قادر على التحكم في مسار المناقشات ومنعها نحو الانزلاق لأن تشكّل تهديداً لحكومته، مشيرة إلى ان الجو كاد أن يتغيّر لولا الكلمة الاستباقية لسلام التي أوضحت ما هو ملتبس، كما أتت كلمة الوزير باسيل لترفد ما قاله سلام.
وأشارت المصادر إلى ان الإختبار المقبل قد يكون موضوع التعيينات الأمنية في ظل الحديث المتكرر «للتيار العوني الحر» برفض التمديد للقادة الأمنيين ووجوب اجراء تعيينات لهؤلاء، مؤكدة ان هذا الموضوع لم يتم وضعه على نار بعد، وأن رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون وحده من يتحدث بالأمر.
ورأت انه من الآن وحتى الوصول إلى فترة نهاية خدمة هؤلاء القادة، ولا سيما قائد الجيش، ثمة حوالى أربعة أشهر، قد تحصل خلالها مفاجآت منها إنجاز الانتخابات الرئاسية، وعندها سيكون هناك حديث آخر، لافتة إلى ان الحكومة صامدة وستبقى كذلك.
ورفض الوزير المشنوق، في سياق مقابلته مع برنامج «كلام الناس» مع الزميل مارسيل غانم عبر شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال، الكشف عمّا يمكن ان يفعله بالنسبة لانتهاء خدمة المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص الذي تنتهي ولايته في 6 حزيران المقبل، باعتبار انه من المبكر الحديث عن هذا ا لأمر، لكنه لفت النظر إلى ان تعيين قائد جديد للجيش يحتاج إلى وجود رئيس الجمهورية، فضلاً ان هذا الموضوع حسّاس ويتصل بالظروف الأمنية، والأدوار التي تقوم بها الأجهزة الأمنية.
وأشار إلى انه متيقن بأن العماد عون لن يتخذ خطوة سلبية قد يتخلّى من خلالها عن وجود وزرائه في الحكومة استناداً إلى حسه الوطني وإدراكه المصلحة الوطنية، مشيراً إلى أننا سنتحدث معه وسنحاول أن نثنيه عن هكذا خطوة.
عرسال
في غضون ذلك، بقي التوتر سائداً في عرسال لليوم الثاني على التوالي، مع استمرار آل عزالدين باحتجاز 29 سورياً، وسط انتشار مسلح في شوارع المدينة، رداً على خطف المواطن حسين سيف الدين من قبل مسلحين سوريين.
وفيما أكد رئيس بلدية عرسال علي الحجيري ان لا مجال للتهدئة قبل إطلاق سيف الدين، يخشى مراقبون من تفاقم الوضع وتحوله إلى انتفاضة عرسالية ضد الانتشار السوري المسلح في المدينة، في وقت يطوق الجيش البلدة ويمنع دخول الصحافيين، في إشارة إلى دقة الوضع الحالي.
لكن معلومات تحدثت عن ان جهات سورية معارضة تتوسط لدى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» من أجل الإفراج عن سيف الدين.
تزامناً، تسلمت الهيئة الشرعية في القلمون السورية المؤلفة من علماء دين سوريين ولبنانيين جثة العريف في قوى الأمن الشهيد علي البزال من جبهة «النصرة» وسلمته إلى مخابرات الجيش التي نقلتها بدورها إلى المستشفى العسكري في بيروت لإخضاعها لفحوص الحمض النووي قبل تسليمها إلى ذوي البزال اليوم بعد ان تعرفت عليه والدته، وأثبتت الفحوص انها تعود للبزال.
وأشارت معلومات إلى ان «النصرة» استجابت لمسعى الهيئة الشرعية والشيخ مصطفى الحجيري (أبوطاقية) وافرجت عن جثة البزال التي أعدمته في مطلع كانون الأول الماضي، مقابل تخفيف الإجراءات والسماح بإدخال مساعدات لمخيمات النازحين في عرسال، في أشارة إلى أن تسليم الجثة ربما كان مرتبطاً بمفاوضات الإفراج عن العسكريين المحتجزين لديها منذ آب الماضي.
لكن بياناً نشر عبر حساب «مراسل القلمون» كشف ان هذه المفاوضات متوقفة منذ أربعة أشهر، وأن ملف العسكريين أصبح العوبة بيد بعض الأطراف في الحكومة.