IMLebanon

إتصالات رفيعة لإنهاء مأساة السائقين بين سوريا والأردن

إتصالات رفيعة لإنهاء مأساة السائقين بين سوريا والأردن

«النصرة» تطالب بفدية مالية .. الجراح لـ«اللــواء»: الإفراج عن سيف الدين في عرسال خلال ساعات

طغى اقفال معبر نصيب عند الحدود الأردنية – السورية على الاتصالات الاقتصادية والرسمية والأمنية، ليس فقط للسماح للشاحنات اللبنانية بالعبور إلى الأراضي الأردنية، بل أيضاً لعدم تحول 30 سائقاً لبنانياً إلى رهائن لدى جبهة «النصرة» على غرار ما حدث مع العسكريين المحتجزين لدى «النصرة» و«داعش» في جرود عرسال، ولتجنيب البلد أزمة إنسانية جديدة، في وقت لم تجف فيه بعد دماء العسكريين الذين قتلوا غيلة على ايدي عناصر متطرفة بعيد احتجازهم منذ 2 آب 2014 في عرسال، التي تحوّلت إلى نقطة تجاذب بين الأهالي الرافضين لالحاق بلدهم بالاحداث الدامية في الأراضي السورية، والاصرار على ان تكون عرسال بلدة بقاعية تعيش بأمن وسلام مع جيرانها في كنف الشرعية اللبنانية وفقاً لما أكّد أهالي عرسال لـ«اللواء».

وكشف مصدر وزاري مقرّب من رئاسة الحكومة ان اتصالات جرت مع المسؤولين الأردنيين لدخول السائقين اللبنانيين إلى الأردن، وقد تولى وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم اجراء الاتصالات مع نظيره الأردني، في حين تولى المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الجانب الأمني.

وكان نقيب الشاحنات المبردة في لبنان عمر العلي كشف ان بين 30 و35 شاحنة لبنانية محتجزة عند الحدود الأردنية – السورية، وهي في الطريق من سوريا إلى الأردن، موضحاً ان معظم سائقي الشاحنات كانوا أنهوا معاملاتهم على معبر نصيب السوري، وفي طريقهم إلى معبر جابر الأردني، لكن اقفال الأردن لحدوده جعل السائقين وشاحناتهم عالقة في المنطقة الحرة بين الجمارك السورية والجمارك الأردنية، وهذا المعبر سيطرت عليه جبهة «النصرة» الأربعاء الماضي، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام في محافظة درعا.

وكشف العلي ان السائقين الذين لم يتمكنوا من إنجاز معاملاتهم في الجانب السوري تعرّضت شاحناتهم للنهب والسرقة من قبل عناصر محلية، فيما اصيب بعضهم الآخر خلال الاشتباكات، وان حالة هؤلاء السائقين يسودهم الرعب والخوف، وطالب السلطات الأردنية بفتح معبر جابر امامهم للدخول إلى الأردن.

وأكد هذه المعلومات مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، كاشفاً ان نحو 300 سيّارة مدنية وشاحنة محتجزة في المنطقة الحرة الفاصلة بين المعبرين (نصيب وجابر) تعرض معظمها للسرقة والنهب.

وقدر مسؤول اردني (بترا) الخسائر باكثر من مائة مليون دولار. ونسبت «بترا» إلى مدير المنطقة الحرة الأردنية – السورية خالد الرحاحلة قوله ان كافة محتويات ومستودعات المنطقة الحرة تمّ نهبها باستثناء مستودعات خاصة لتخزين مادة الحديد والاخشاب، واصفاً الوضع بأنه مأساة.

وترددت معلومات في بيروت ان عناصر «النصرة» تحتجز السائقين اللبنانيين وتطالب بفدية 50 ألف دولار لكل سائق لاطلاق سراحه.

وكشف مصدر متابع ان الاتصالات لم تتوقف خلال الـ48 ساعة الماضية لإنقاذ حياة السائقين اللبنانيين وضمان انتقال شاحناتهم إلى الأردن، مع الإشارة إلى ان هذه الشاحنات تنقل منتوجات زراعية وصناعية من البقاع إلى الخليج، وقدر رئيس تجمع فلاحي لبنان إبراهيم ترشيشي خسارة يومية بـ2 مليون دولار.

ملف العسكريين

في هذا الوقت، كشف المقدم علي العجمي الذي مثل قيادة قوى الأمن الداخلي في تشييع جثمان الرقيب الشهيد في قوى الأمن علي البزال ان الاتصالات مستمرة لاقفال ملف العسكريين المحتجزين في جرود عرسال واعادتهم إلى اهلهم سالمين، وأكّد ان الدولة قدمت وما تزال كل ما يلزم من تسهيلات لاستعادة هؤلاء العسكريين، بصرف النظر عن الثمن، وأن إعادة جثة الشهيد البزال دليل على جدية الدولة.

وفيما كان الحزن يعم بلدة البزالية، مسقط رأس الشهيد البزال، بقي التوتر في عرسال على حاله منذ الأربعاء الماضي، بسبب خطف المواطن حسين سيف الدين من قبل مسلحين سوريين من قلب البلدة، فيما تواصل عائلة عز الدين احتجاز أكثر من عشرة سوريين للمقايضة، بعد أن أطلقوا سراح نحو 40 سورياً كبادرة حسن نية.

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية أن فاعليات عرسال أمهلت خاطفي سيف الدين ( ابن بلدة حوش الرافقة) حتى منتصف هذه الليلة لإطلاق المخطوف وإعادته إلى أهله سالماً، فيما قال عضو كتلة «المستقبل» النائب جمال الجراح أن هناك معالجات حثيثة تجري للافراج عن سيف الدين بين اليوم أو غداً، والذي قالت معلومات أنه موجود لدى تنظيم «داعش».

ولفت إلى أن المساعي نجحت في إطلاق جميع المخطوفين السوريين الذين احتجزوا من قبل عائلة نون رداً على خطف سيف الدين، ولم يعد هناك مخطوفين لدى أهالي عرسال.

حوار عين التينة

وعلى صعيد آخر، أوضحت مصادر نيابية في كتلة «المستقبل» أن جلسة الحوار التاسعة بين «المستقبل» و«حزب الله» كانت جيدة وخلت من التوتر الذي ساد الأجواء السياسية، وإن كان موضوع خطاب الرئيس تمام سلام في قمة شرم الشيخ قد طرح في الجلسة مع بعض المواقف التي وردت في شهادة الرئيس فؤاد السنيورة أمام المحكمة الدولية.

وقالت إن موضوع الخطة الأمنية طرح أيضاً من زاوية ضرورة الاستمرار في تنفيذها، سواء في ما يتعلق ببيروت والضاحية الجنوبية، أو البقاع، بما يؤدي إلى معالجة أسباب الاحتقان والتشنج.

أما موضوع رئاسة الجمهورية، فقد تم التطرق إليه مرور الكرام، بعكس موضوع تفعيل المؤسسات الدستورية، وكان المقصود هنا ضرورة عقد جلسة تشريعية للمجلس النيابي بجدول أعمال متفق عليه.

وأكدت المصادر في هذا السياق أن الكتلة في الأساس مع «تشريع الضرورة» بما يتعلق بإعادة تكوين السلطة والموازنة وسلسلة الرتب والرواتب، ونحن في هذا المجال جاهزين والموقف لم يتغيّر.

لكن المصادر نفت أن تكون الكتلة قد بحثت حتى الآن في جدول الأعمال المقترح من قبل الرئيس نبيه بري والذي تضمن 33 بنداً، لاختيار مواضيع تراها الكتلة من ضمن تشريع الضرورة.

وبالنسبة للخطة الأمنية في بيروت والضاحية، ذكرت معلومات خاصة بـ«اللواء» من مصادر وزارة الداخلية، أنها ستنفذ قريباً، في غضون أسبوعين أو ثلاثة.

جعجع في بكركي

سياسياً، سجل مع مشاركة رئيس حزب «القوات اللبنانية» في قداس الجمعة العظيمة في بكركي، التي زارها برفقة زوجته النائب ستريدا جعجع، موقف لافت للدكتور سمير جعجع الذي لم يسقط «الفيتو» عن انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، على الرغم من استمرار الحوار القائم بينه وبين عون، من دون أن يسقط اختيار عون رئيساً في مجلس النواب، مؤكداً أن أحداً لا يستطيع التصويت لمرشح يحمل مشروعاً سياسياً معاكساً لتوجهاته.

وأعلن جعجع بعد الزيارة أنه وضع البطريرك الماروني بشارة الراعي في أجواء الحوار مع «التيار الوطني الحر»، مشيراً إلى أن المواضيع مطروحة في هذا الحوار، وإذا لم نتفق على موضوع أو اثنين فلا يعني ذلك وقف الاتصال والتواصل، لافتاً إلى أن وثيقة النقاط المشتركة أو «إعلان النوايا» وصلت إليه وسيضع بعض الملاحظات على ملاحظات عون عليها.

وإذ أمل في أن يؤدي الاتفاق النووي بين إيران والدول الست إلى تخفيف التوتر، قال: «لكن على جميع اللبنانيين أن يعلموا أن الاتفاق لن يجلب لنا المنّ والسلوى».

الاتفاق النووي

وفي سياق ردود الفعل اللبنانية على الاتفاق النووي، وفيما غرد رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط على «تويتر» بأنه نام ليلته طب، في إشارة إلى انزعاجه من الاتفاق، قال مصدر نيابي في كتلة «المستقبل» لـ«اللواء» انه خلافاً للأجواء التي اشاعتها إيران وفريق 8 آذار بأن ما حصل في لوزان انتصار لإيران، فإنه يرى ان الاتفاق النووي كان مذلاً للايرانيين، لأنه قضى على الحلم الإيراني بامتلاك السلاح النووي بعد اقفال مفاعل «اراك» ووضع المياه الثقيلة تحت المراقبة المشددة لمدة عشر سنوات، لافتاً النظر إلى ان القلق العربي لم يكن في الأساس من النووي الإيراني، وإنما من تمدد النفوذ الإيراني في الخليج وسوريا والعراق واليمن، مبدياً اعتقاده بأننا سنشهد منحى آخر لإيران في المنطقة بعد نهاية حزيران.

وقال هذا المصدر في قراءته للاتفاق: صحيح ان إيران بقيت دولة نووية وباتت من ضمن المجتمع الدولي، لكنها لا تستطيع ان تفعل شيئاً، ونفى ان يكون الاتفاق قد يُطلق يد إيران في المنطقة، وقال ان إيران وضعت في مرحلة علاقات جديدة مع المجتمع الدولي قد تقيد يدها في مشاكل المنطقة، لأنها لم تعد تستطيع ان تكون خارج القضايا التي يحرص المجتمع الدولي على الاهتمام بها، متوقعاً في السياق، ان يكون الموضوع الفلسطيني في صدارة المواضيع التي ستطرح على الطاولة في المرحلة المقبلة.