Site icon IMLebanon

نائب كيري يدعم بكركي: عون وحزب الله يعطِّلان إنتخاب الرئيس

نائب كيري يدعم بكركي: عون وحزب الله يعطِّلان إنتخاب الرئيس

قضيّة الشاحنات أمام مجلس الوزراء غداً .. ومخيّم عين الحلوة في الواجهة

لم تخل عطلة «الفصح الغربي» من إعلان مواقف بعضها محلي والبعض الآخر أميركي، وهي تتعلق بالاستحقاق الرئاسي باعتباره النقطة الأكثر اشغالاً للبنانيين والأطراف الدولية المهتمة بلبنان، وسط تطورات منها ما يتعلق بمرحلة ما بعد الاتفاق – الإطار في ما خص الملف النووي الإيراني أو الوقائع الإقليمية التي ترتبت على الحرب الجارية في اليمن، بعد محاولة الحوثيين المدعومين من إيران فرض إرادتهم بالقوة، من دون الأخذ بعين الاعتبار النتائج المترتبة على مثل هذه الخطوة.

وسط هذه المجريات، ينعقد مجلس الوزراء غداً الأربعاء، ليواجه أزمة سائقي الشاحنات الذين لم يتمكنوا من العودة، وضاعت اخبار بعضهم بين معبري نصيب من الجهة السورية وجابر من الجهة الأردنية.

وقال مصدر اقتصادي لـ«اللواء» ان المشكلة باتت أكبر من قضية الأزمة التي نشأت قبل أيام، وهي تتعلق بمشكلة أكبر، هي مشكلة تصدير البضائع الصناعية والمزروعات براً إلى دول الخليج، بعد سقوط معبر نصيب الحدودي بيد عناصر من «النصرة»، وفرار العناصر النظامية السورية من المنطقة.

واستبعد المصدر في تصريح لـ«اللواء» ان يكون الاقتراح الذي سيحمله إلى مجلس الوزراء الوزير حسين الحاج حسن بالتصدير عبر ميناء بور سعيد المصري حلاً للأزمة، نظراً للمشكلات التي تنشأ عن هذا الاقتراح، مثل الوقت الذي تستغرقه عملية النقل البحري بين 30 و40 يوماً، فضلاً عن التكلفة المالية الباهظة وتعرض المنتجات للتلف بسبب طول المدة التي تبقى فيها المنتوجات الزراعية موضبة.

واضيف 33 بنداً إلى جدول أعمال مؤلف من 48 بنداً بقيت من الجلسة السابقة.

واستبعدت مصادر وزارية ان تؤدي تصريحات نائب وزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن إلى أية ردود فعل، فضلاً عن مواقف سياسية أخرى شغلت الساحة في اليومين الماضيين.

جولة بلينكن

وعلى هذا الصعيد، وبصرف النظر عن المهمة الأساسية التي جاء من أجلها بلينكن موفداً من وزير الخارجية جون كيري والمتعلقة بشرح انعكاسات الاتفاق – الإطار حول الملف النووي الإيراني على الأوضاع في لبنان والمنطقة، فقد شكلت تصريحات الزائر الأميركي في الشق السياسي منها دعماً لمواقف بكركي في ما يتعلق بانتخاب الرئيس، إذ أكّد ان «انتخاب الرئيس هو قرار يعود إلى اللبنانيين، لكن عليهم ان يتخذوا هذا القرار»، مضيفاً ان «الذين يعرقلون تأمين النصاب في المجلس ينبغي ان يخضعوا للمساءلة العامة»، في إشارة إلى كتلتي «التيار الوطني الحر» و«الوفاء للمقاومة» (حزب الله).

ومن المواقف المثيرة للجدل، مع انها ليست جديدة، ما أعلنه بلينكن من ان أعمال حزب الله في سوريا هي سيئة لشعبي سوريا ولبنان، وأن هذا التدخل يؤدي إلى إطالة أمد الصراع السوري والمعاناة، ويقدم لداعش أداة لتجنيد المقاتلين ويدفع بالمزيد من اللاجئين للفرار إلى لبنان».

ومع انه أكّد التزام بلاده بأحداث تحول سياسي في سوريا وتأليف حكومة تضم الجميع، الا انه لاحظ من ان «ديكتاتوراً وحشياً مثل الأسد لا مكان له في مستقبل سوريا».

وذكر الموفد الأميركي من ان المساعدات التي قدمتها بلاده في مجالات الأمن والتدريب ومعدات الأسلحة والذخائر بلغت أكثر من مليار دولار في السنوات التسع الماضية.وكان لها تأثير في تعزيز قدرات الحكومة على تأمين الحدود وهزيمة المتطرفين، في إشارة إلى احداث عرسال. كما أكّد ان بلاده بتقديمها 800 مليون دولار من المساعدات الإنسانية تكون أكبر دولة مانحة لدعم الحكومة اللبنانية في مواجهة أعباء النزوح السوري.

وأجرى الموفد الأميركي جولة واسعة من المشاورات خلال الزيارة التي استغرقت يومين (الأحد والاثنين) شملت الرئيسين نبيه برّي وتمام سلام ووزير الخارجية جبران باسيل ورئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط وقائد الجيش العماد جان قهوجي.

ولوحظ انه بعد كل هذه اللقاءات اكتفى بالصمت من ان يدلي بأي تصريحات أو معلومات عن طبيعة المواضيع التي أثارها أو التي استطلعها من المسؤولين اللبنانيين لكنه بعد لقائه الرئيس سلام، والذي كما يبدو كان خاتمة لقاءاته بالمسؤولين أدلى ببيان مسهب تناول مجمل التطورات في المنطقة، بما في ذلك الاتفاق – الإطار النووي الإيراني بين مجموعة 5+1 وإيران، فضلاً عن الصراعات في سوريا واليمن ومستقبل السلام في الشرق الأوسط، بما في ذلك مشكلة الإرهاب، ومشكلة النازحين السوريين، وخلص إلى أنه لا يمكن مواجهة هذه التحديات التاريخية مع كرسي فارغ في رئاسة الجمهورية، مشيراً الى أن انتخاب الرئيس سيكون بمثابة خطوة حاسمة في الاتجاه الصحيح. وحثّ الزعماء اللبنانيين على العمل لإيجاد حل من الداخل، وأن لا ينظروا خارج وطنهم من أجل حل للجمود الرئاسي، داعياً البرلمان اللبناني إلى انتخاب رئيس في أقرب وقت ممكن وفقاً للدستور والميثاق الوطني.

بكركي

ولئن لوحظ أن بلينكن لم يزر بكركي من ضمن جولته إلا أن كلامه مع المسؤولين اللبنانيين، كان واضحاً لجهة تأييد وجهة نظر البطريرك الماروني بشارة الراعي، بدعوة النواب إلى تأمين نصاب انتخاب رئيس الجمهورية، وهو، أي الراعي، أطلق في قداس الفصح المجيد صرخة لم تجد صدى، عندما أسف أن يكون المجلس النيابي بسبب ما يقوم به فريق سياسي يتنكّر لواجبه الدستوري في انتخاب رئيس للجمهورية، محذراً من أن استمرار هذا الفراغ يعرض البلاد لكل المخاطر ويشل عمل مؤسسات الدولة.

ولفت الانتباه في هذا السياق، أن العماد ميشال عون لهذا السبب – ربما – قاطع قداس الفصح، إذ لم يشارك فيه سوى الرئيسين ميشال سليمان وأمين الجميّل، فيما كان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع زار بكركي في الجمعة العظيمة، وأطلق منها موقفاً، كانت له أصداء سلبية لدى العماد عون الذي بادر إلى تبديد سوء التفاهم عبر اتصال هاتفي أجراه بجعجع لتهنئته بالفصح.

وقال عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب حكمت ديب لـ«اللواء» أن «التيار الوطني الحر» لم يعتد القيام بأي ردود فعل على تصريح، مشيراً إلى أن ما قاله جعجع لن يؤثر على ورقة «إعلان النوايا» بين التيار و«القوات اللبنانية»، مؤكداً أن هذه الورقة ستستكمل بغض النظر عن أية آراء، وأنها تخضع حالياً للنقاش والتنقيح، وهي تشكل مصلحة للطرفين وللبنانيين، وخصوصاً المسيحيين.

عين الحلوة

أمنياً، وفيما كانت الأنظار تتجه إلى الاستعدادات الجارية لوضع الخطة الأمنية لبيروت والضاحية الجنوبية موضع التنفيذ، أدى مقتل الشاب مروان عيسى إلى وضع الأمن في مخيم عين الحلوة على طاولة البحث، في ضوء المعلومات عن تزايد «المجموعات الإرهابية» في المخيم، لا سيما في صفوف الشباب من أعمار لا تتجاوز الـ17 سنة، على الرغم من أن المخيم بات مقسماً بين القوى المسلحة الموجودة فيه.

ووفقاً لتقرير أعدته وكالة «فرانس برس» فإن المجموعات الإسلامية المتطرفة تسيطر على ثلاثة أحياء هي الطوارئ وصفصاف وحطين، وفيما يستقر «جهاديون» قاتلوا في سوريا، أو يستعدون للتوجه إليها، وأن بعض هؤلاء مطلوبين من الأجهزة اللبنانية، لكن لديهم القدرة على اجتياز الحواجز على مداخل المخيم بهويات مزورة مع تعديل بسيط على الشكل الخارجي، فهم يأتون ويذهبون من المخيم إلى سوريا للقتال.

وأحصت الأجهزة اللبنانية عدد هؤلاء بـ46 شاباً ولا تتعدى مساحة المخيم الكيلومتر المربع الواحد، ويعيش فيه 55 ألف فلسطيني، يضاف إليهم 6 آلاف نزحوا من مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، ودائماً وفقاً لتقرير «فرانس برس».

وتنقل الوكالة عن القيادي الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان وقائد القوة الأمنية المشتركة اللواء منير المقدح تأييدهما ان العبث بأمن المخيم ممنوع، وأن أمن البلد والمخيمات خط أحمر، وأن هؤلاء أقلية، وانهم من الجيل الجديد غير الواعي وغير المدرك.

أمنياً أيضاً، حصل أيضاً ما توقعته «اللـــواء» إذ أفرج مساء الأحد عن ابن حوش الرافقة الشاب حسين سيف الدين، الذي كان محتجزاً لدى تنظيم «داعش» في جرود عرسال، نتيجة اتصالات أجرتها فعاليات البلدة، من دون أن يدفع المخطوف أية فدية مالية. بحسب ما كانت معلو،مات قد أشارت في حينه.

وشكر سيف الدين رئيس بلدية عرسال علي الحجيري ومخاتير البلدية فرداً فرداً، مشيراً إلى ان الإفراج عنه جاء بعد ضغوط من قبل أهالي عرسال الذين كانوا خطفوا 40 سورياً لمبادلتهم به، لكنهم أفرجوا عنهم جميعاً في إشارة حسن نية بعد تدخل الوسطاء.

وذكرت معلومات ان الإفراج عن سيف الدين جاء لقاء بعض المطالب البسيطة ومن ضمنها إيصال بعض المؤن إلى اللاجئين في عرسال.