IMLebanon

عسيري لبري: ما قاله نصر الله معادٍ لنا بالكامل

عسيري لبري: ما قاله نصر الله معادٍ لنا بالكامل

أزمة بين بكركي والرابية.. ودعم حكومي لتصريف المنتجات

تخوفت مصادر سياسية واسعة الاطلاع من ان تحدث التصريحات المتكررة لقيادة «حزب الله» في ضوء المواقف الأخيرة التي أطلقها الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله، ونقلها «تلفزيون لبنان» الرسمي أزمة مع المملكة العربية السعودية، قد لا تقتصر على إلحاق الأذى باللبنانيين العاملين في المملكة أو في دول الخليج، وعلى مصالحهم، مع إدراك المملكة ان هذه المواقف لا تعبر عن رأي مجموع اللبنانيين الذين يقدرون للسعودية مساعداتها الكبيرة للبنان ودعمها للاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني، والتي كان آخرها هبة المليارات الأربعة لتسليح الجيش اللبناني وامداده بما يلزم من عتاد واسلحة وذخائر متطورة لمواجهة المخاطر المترتبة عن الحرب السورية.

ونقل سفير المملكة العربية السعودية في بيروت علي عواض عسيري إلى رئيس مجلس النواب نبيه برّي قبل ظهر أمس احتجاجاً شديد اللهجة من حكومة بلاده ضد اتهامات السيّد نصر الله، مؤكداً ان ما قاله الأخير يعتبره معادياً للمملكة بالكامل، حيث احتلت هذه النقطة محور اللقاء بين الرجلين. وآثر السفير عسيري بعد مغادرة قصر عين التينة بعدم الإدلاء بأي تصريح، في حين اكتفى المكتب الإعلامي لرئيس المجلس بأنه «جرى عرض المستجدات في لبنان والمنطقة»، في إشارة إلى تداعيات ما يجري في اليمن على الساحة اللبنانية.

وفي سياق متصل أجرى وزير الإعلام رمزي جريج اتصالاً هاتفياً بالسفير عسيري «اعرب فيه عن اعتذاره لما تخللته المقابلة التي نقلها «تلفزيون لبنان» الرسمي أمس الأوّل مع الأمين العام لحزب الله من إساءة للمملكة العربية السعودية، ومواقف لا تعبر عن الإعلام اللبناني الرسمي الذي يمثله «تلفزيون لبنان»، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس) التي نقلت أيضاً عن الوزير جريج حرص المؤسسات الإعلامية اللبنانية الرسمية على تقدير المملكة واحترام قيادتها ومسؤوليها، واعداً باجراء تحقيق لمحاسبة المسؤولين ومنع تكرار مثل هذه الأمور.

وذكرت الوكالة ان السفير عسيري تلقى عدداً من الاتصالات المماثلة من وزراء في الحكومة اللبنانية ومسؤولين سياسيين وإعلاميين استنكروا خلالها خطوة «تلفزيون لبنان» الرسمي، مؤكدين ان الإعلام والاعلاميين اللبنانيين يقدرون عالياً المواقف النبيلة التي اتخذتها المملكة تجاه لبنان وشعبه ولا تزال، ويرفضون أي إساءة توجه لها من أي جهة.

ولم يستبعد مصدر وزاري ان يثار الموضوع في مجلس الوزراء اليوم، مع العلم ان اوساطاً شبه رسمية أكدت لـ«اللواء» انه بعد توضيحات إدارة تلفزيون لبنان من ان النقل تمّ عن تلفزيون «المنار» وليس عن الإخبارية السورية، وذلك احتراماً لسياسة النأي بالنفس، وفقاً لوزير الإعلام جريج، اعتبر الموضوع بحكم المنتهي.

إضافة إلى ان التلفزيون الرسمي، أوضح في نشرته الإخبارية المسائية، بما يشبه الاعتذار من ان التلفزيون يعمل مهنياً وسياسياً ووطنياً بالتوجه العائد للحكومة ورئيسها ووزير الإعلام، وانه لم يتم أي اتصال مع أي جهة سياسية أو إعلامية سورية، وانه يلتزم بسياسة الحكومة اللبنانية بالنأي بالنفس عن الحرب الدائرة في سوريا، وبالتالي عدم التعاطي مع النظام السوري.

إلا أن المصدر أكد أن الوزير جريج الذي أثار هذا الموضوع مع الرئيس تمام سلام قبل جلسة مجلس الوزراء يعتزم تنفيذ القانون في ما خص وسائل الإعلام التي تتجاوز القانون والآداب المهنية وتلحق الضرر بالمصلحة الوطنية العليا.

مجلس الوزراء

ويناقش مجلس الوزراء اليوم، عدا عن هذا الموضوع، وموضوع تصريف الانتاج اللبناني، بعد إقفال المعابر البرية بين سوريا والأردن، جدول أعمال عادياً مؤلفاً من 81 بنداً أضيف إليه مساء أمس، بندان يتعلقان بوزارة الداخلية، لا تشكل موضع خلاف وزاري.

وأعلن وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم لـ«اللواء» أن الاجتماع الذي يسبق انعقاد الجلسة اليوم ويشارك فيه وزراء الزراعة والصناعة والاقتصاد والأشغال العامة والنقل سيخصص للبحث في عدد من البدائل والاحتمالات عن الخط البري لتمكين المزارعين من تصريف منتجاتهم، والخروج باتفاق على آلية جديدة تعرض بعد ذلك على مجلس الوزراء، بهدف اتخاذ القرار المناسب في إطار نظرة واحدة للوزراء الأربعة.

ولفت حكيم إلى وجود ثلاثة بدائل يمكن اللجوء إليها، وهي الخط البحري والخط الجوي والخط البحري – البري الذي يقع في تركيا، معلناً ميله إلى هذا الخط.

وكشف عن إرسال دوائر السراي الحكومي كتاباً الى السلطات اللبنانية تطلب فيه السماح بركن الشاحنات غير أن أي جواب لم يرد إليها. وتحدث عن عودة 9 سائقين ووجود 120 سائقاً في الجانب الأردني، فضلاً عن سائقين اثنين، في عداد المفقودين.

موفد إيراني

وفي سياق حركة الموفدين لإطلاع المسؤولين اللبنانيين على تفاصيل الاتفاق – الإطار مع إيران حول الملف النووي، يصل إلى بيروت فجر اليوم المبعوث الخاص للرئيس الإيراني مرتضي سرمدي، في إطار الجولات الإقليمية التي يقوم بها عدد من المسؤولين الإيرانيين إلى بلدان مختلفة منها تركيا وألمانيا وسواها.

وذكرت مصادر رسمية أن لبنان هو البلد الخامس الذي يزوره سرمدي، حيث سيلتقي اليوم كلاً من الرئيس بري (الحادية عشرة قبل الظهر) والرئيس سلام (في الواحدة ظهراً) ووزير الخارجية جبران باسيل، وسيزور أيضاً روضة الشهيدين حيث ضريح القيادي في حزب الله عماد مغنية، ولا يستبعد أن يلتقي أيضاً السيّد نصر الله.

ويعقد سرمدي مؤتمراً صحافياً بعد لقائه الرئيس سلام يتحدث فيه عن التطورات في المنطقة ومن ضمنها الاتفاق بين إيران والدول الغربية.

وقالت أوساط ديبلوماسية إيرانية أن سرمدي لن يتطرق إلى الشؤون الداخلية اللبنانية مثل الملف الرئاسي اللبناني، لأن طهران ترفض التدخل في ملفات داخلية للبلدان الصديقة.

كتلة «المستقبل»

وفي أول تعليق لها على الإتفاق – الإطار، تمنت كتلة «المستقبل» النيابية، بعد اجتماعها الاسبوعي، أن يشكل الاتفاق خطوة على طريق جعل منطقة الشرق الأوسط بكاملها خالية من أي سلاح للدمار الشامل، مؤكدة على ضرورة أن يقترن هذا الاتفاق حول الملف النووي الإيراني مع تغيير إيران لسياساتها في المنطقة بحيث تكف عن تصدير الفتن الطائفية، وإطلاق عواصف التعصب المذهبي والأحلام الامبراطورية، وأن تنتقل إلى ممارسة دور إيجابي وبناء بدءاً باحترام الشرعية الدولية والقانون الدولي ومبادئ حسن الجوار.

وفي إشارة إلى تصريحات نصر الله، استغربت الكتلة «من كان يعتبرر أميركا الشيطان الأكبر»، وأن أي اتفاق معها يُشكّل خيانة عظمى أصبح اليوم في موقع الدفاع عن الاتفاق مع الشيطان الأكبر، وانتقل الىالهجوم على العرب والعروبة ورموزها وعلى رأسهم المملكة  العربية السعودية.

أزمة بين بكركي – الرابية

أما تكتل «التغيير والإصلاح» فاكتفى في قراءته للاتفاق بأنه مع تغيير إيران لسياساتها في المنطقة بحيث تكف عن تصدير الفتن الطائفية، وإطلاق عواصف التعصب المذهبي والأحلام الامبراطورية، وأن تنتقل إلى ممارسة دور إيجابي وبناء بدءاً باحترام الشرعية الدولية والقانون الدولي ومبادئ حسن الجوار.

وفي إشارة إلى تصريحات نصر الله، استغربت الكتلة «من كان يعتبر أميركا الشيطان الأكبر»، وأن أي اتفاق معها يُشكّل خيانة عظمى أصبح اليوم في موقع الدفاع عن الاتفاق مع الشيطان الأكبر، وانتقل الىالهجوم على العرب والعروبة ورموزها وعلى رأسهم المملكة  العربية السعودية.

جنبلاط

ومن جهته، انتقد رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط السيّد نصر الله من دون تسميته في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» الالكترونية، مؤكداً على ضرورة الحفاظ على الحوار وتنظيم الخلاف بين اللبنانيين، متمنياً على الجميع الابتعاد عن الانفعال وإطلاق المواقف التي تتناقض مع هذا التوجه، ومع الشراكة الوطنية لنحمي معاً ما تبقى من لبنان.

وأوضح أن السعودية اضطرت إلى إطلاق «عاصفة الحزم» بعد فشل المساعي لتطبيق القرارات الدولية المبنية على مبادرة مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة اليمنية.

وكشف جنبلاط عن معلومات تؤكد وجود الآلاف من الحرس الثوري الإيراني في منطقة السويداء في جبل العرب في سوريا، معتبراً أن هذا الأمر أصبح حقيقة بأن النظام السوري لولا إيران لسقط من زمان.

أزمة بين بكركي – الرابية

أما تكتل «التغيير والإصلاح» فاكتفى في قراءته للاتفاق بأنه جعل من إيران قوة استقرار في المنطقة، استناداً إلى تصريح العماد ميشال عون الذي اعتبر التوازن رديفاً للاستقرار.

وإذ شدد التكتل على أن لا تسامح في موضوع التعيينات العسكرية والأمنية، بعد أن أقدمت الحكومة على تعيين أعضاء لجنة الرقابة على المصارف والأمين العام لمجلس الوزراء، رفضت مصادر التكتل لـ«اللواء» الاعتراف بوجود أزمة بين بكركي والرابية، لكنها لاحظت أن وتيرة الاتصالات التي كانت قائمة في خلال عيدي الميلاد ورأس السنة خفّت في الوقت الراهن ما عزز التأكيد بأن هناك فعلاً نوعاً من الفتور والتباعد.

وكشفت المصادر بإن هناك من سأل العماد عون عن إمكانية قيامه بزيارة إلى بكركي فأجاب: «شي نهار منطلع ومنقدس»، لافتة إلى أن هذه العبارة أوحت أن هناك نيّة بالزيارة، غير أن ما من شيء واضح.

وقالت أن من يعرف الجنرال وأجوبته يمكن أن يدرك سريعاً قراره، وبالتالي قوله أنه سيقدس في بكركي، يؤشر إلى أن ما من ردة فعل سلبية، وأنه لو لم تكن هناك رغبة بالزيارة لكان قال «مش وقتها».

ونفى عضو التكتل النائب سليم سلهب لـ«اللواء» أن يكون الاجتماع أمس تطرق إلى العلاقة بين الرابية وبكركي، كما نفى وجود أزمة أو قطيعة، لكنه اعترف مع ذلك بوجود وجهات نظر مختلفة بين البطريرك بشارة الراعي وعون، في ما خص التعاطي في ملف الاستحقاق الرئاسي.

وأقر بأنه في بداية الأمر كانت وجهات النظر متقاربة لكنها أصبحت اليوم متباعدة ولا سيما بعد ما حمل الراعي فريقاً سياسياً داخلياً مسؤولية تعطيل الانتخابات الرئاسية كاشفاً في الوقت نفسه، عن وجود تواصل من خلال موفدين بين بكركي والرابية.

عمليات المخيرمة

عسكرياً، نفذ الجيش عملية اغارة نوعية وخاطفة فجرا، ضد مجموعات ارهابية تقوم بتحضيرات قتالية ولوجستية على جبل «المخيرمة» في اعالي جرود رأس بعلبك، واشتبك معها موقعا في صفوفها ثلاثة قتلى واربعة جرحى كما تمكن من تدمير مدفعين ورشاشات ثقيلة وآليات، وعادت قوى الجيش الى مراكزها من دون تسجيل اصابات بحسب ما جاء في بيان قيادة الجيش، وتندرج العملية في سياق العمليات الوقائية التي ينفذها الجيش للقضاء على تجمعات الارهابيين ومنعهم من التسلل لاستهداف مراكزه.

 وذكرت المعلومات ان العملية نفذت في منطقة بعيدة من محاور القتال وبعمق كيلومترين داخل الجبهة وتمت بنجاح ملحوظ اذ تمكن الجيش من تحقيق الهدف وسحب قوته تكتيكيا من دون وقوع اصابات في صفوفها.

أما اهالي العسكريين المخطوفين، وفي ضوء المعلومات التي تحدثت عن نقلهم الى محافظة الرقة السورية، فحشدوا طاقاتهم وناشدوا الحكومة تكليف المفاوضين احضار تسجيل جديد للعسكريين الاسرى لدى «داعش» خلال مهلة اسبوع، والا فانهم سيعودون الى التصعيد مجددا ولوحوا بتحركات ستفاجئ الجميع في حال بقي الوضع على حاله.