IMLebanon

«الحوار» يراوح .. وعون يهدِّد الحكومة بـ«أزمة»

«الحوار» يراوح .. وعون يهدِّد الحكومة بـ«أزمة»

الحريري إلى واشنطن الإثنين . . والمشنوق: نرفض الإساءة إلى مملكة الحزم والعروبة

ضرب تيّار «المستقبل» و«حزب الله» الاثنين في 14 أيّار المقبل موعداً لعقد الجلسة 11 للحوار الدائر بينهما، وذلك قبيل رفع الجلسة العاشرة التي عقدت مساء أمس في عين التينة، بين الفريقين المفاوضين اياهما، والتي لم تتجاوز الساعتين، بسبب ارتباط وزير الداخلية نهاد المشنوق بالحفل الذي أقامه اتحاد العائلات البيروتية تكريماً له، وكانت له كلمة في المناسبة.

واتى تحديد هذا الموعد لاعلان ان «المستقبل» و«حزب الله» كليهما مع ارتفاع منسوب الخلافات بينهما في ما خص الحرب الدائرة في اليمن، ان الحوار مسألة تتعلق برغبة الطرفين بالحفاظ على الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي، بصرف النظر عن المشهد الملتهب في الجوار اللبناني.

وبالعودة إلى الكلمات العشرين التي تضمنها البيان الصادر عن الاجتماع، والذي صاغه وزير المال علي حسن خليل المكلف من الرئيس نبيه برّي، يتضح ان الحوار بدأ يدور على نفسه، ليراوح مكانه من دون حدوث صدمات إيجابية تؤثر في تفعيل عمل المؤسسات، أو تقريب شقة الخلافات حول مجموعة من المواضيع ذات البعد الدستوري أو الإقليمي؟

فماذا تضمنت المناقشات؟

1- استكمال الإجراءات الأمنية في المناطق كافة، مما يعني ان المجتمعين نوّهوا بنجاح عملية فرع المعلومات المدعومة من الجيش اللبناني بتوقيف الشيخ خالد حبلص ومقتل المطلوب للقضاء اسامة منصور، من دون تعريض خطة طرابلس للاهتزاز، فضلاً عن عمليات توقيف مطلوبين لبنانيين وسوريين في البقاع وعرسال ومناطق لبنانية أخرى.

ولم يشأ مصدر مطلع تأكيد ما إذا كانت ثمة صعوبات تواجه وضع الخطة الأمنية في الضاحية الجنوبية وبيروت موضع التنفيذ، لا سيما في هذه المرحلة التي تشهد توترات كلامية ومواقف في ما خص الأوضاع الإقليمية.

2- أشار البيان الختامي إلى ما وصفه «بقضايا أخرى تهم اللبنانيين»، ومع انه تجنّب التأشير عليها، الا ان مصدراً نيابياً تمكن من لقاء عضو بارز شارك في الحوار قال ان القضايا الأخرى تتعلق بحملة «حزب الله» على المملكة العربية السعودية والمخاطر التي يمكن ان تنجم في ما خص اللبنانيين العاملين في دول الخليج.

واثار وفد «حزب الله» في المقابل الحملات ضد إيران وردود الفعل على ما ورد في مقابلة الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله في الإخبارية السورية.

ولم يخرج الطرفان باتفاق على ما يمكن وصفه بـ«هدنة اعلامية»، وأن كانت المناقشات التقت على وجوب خفض التوتر الكلامي والتشنج في المواقف.

3- وأدى البحث في الخطة الأمنية، لا سيما الوضع في عرسال، إلى استكمال مناقشة ملف النازحين السوريين المقيمين في عرسال لجهة إنشاء مخيم خاص بهم، لتتمكن القوى الأمنية من مواكبة حركتهم ومنع المجموعات المسلحة من الاندساس في صفوفهم، لكن من دون التوصّل إلى اتفاق نهائي حول هذا الموضوع الذي هو من اختصاص وزارتي الداخلية والشؤون الاجتماعية، ويحتاج إلى قرار من مجلس الوزراء.

وما لم يعلن في البيان، كشفته مصادر مقربة من حزب الله، التي تحدثت عن بديل آخر للمخيم يقضي بتفكيك خيم النازحين السوريين في عرسال ونقلها إلى مكان آخر لاعتبارات أمنية.

وفسر بعض المشاركين في العشاء التكريمي للوزير المشنوق ما جاء على لسانه امام المدعوين من انه يعكس بعض ما جرى في الحوار، لا سيما لجهة تعهده بأن تغطي الخطة الأمنية كل شبر من لبنان.

فقد أكّد المشنوق اننا نرفض الإساءة إلى المملكة العربية السعودية التي وقفت دوماً وما تزال إلى جانب القضايا العربية، معلناً تأييده لعاصفة الحزم، مندداً بالتدخل الإيراني في المنطقة، مؤكداً ان من سيمرغ انفه في التراب هو كل من احترف ثقافة الالغاء والعدوان وتزوير الارادات.

وقال: «اننا نعيش زمناً عربياً جديداً تاجه مملكة سلمان بن عبد العزيز ودرته مصر، مشدداً على ان لا قيادة للعروبة من دون مصر والسعودية، ولا توازن في المنطقة الا بالسعودية ومصر، معلناً بأنه لا يوافق على المساواة المفتعلة بين مملكة الخير واخواتها ودورهم في لبنان وبين إيران وسوريا الأسد ودورهما.

وتوجه المشنوق إلى فريق «حزب الله» من دون ان يسميه قائلاً: «اقول لأهلنا الذين يدعون إلى الاحتشاد يوم الجمعة المقبل: أين المسؤولية في الكلام الذي تسمعونه عن أرزاق وعيش مئات آلاف اللبنانيين في دول مجلس التعاون الخليجي؟ واين الوطنية حين يلصقونكم بالديكتاتوريات القاتلة والمجرمة وكأنكم منهم؟ أين الجغرافيا والتاريخ حين تصبح العروبة مرادفة للاستخفاف؟ اقول لأهلنا لن تربح عاصفة الوهم طالما هناك نبض في القلب السعودي ويد تُلبّي النداء في القاهرة».

 وسبق جلسة الحوار العاشرة، بيان لكتلة المستقبل النيابية، اعتبر أن الحوار الجاري مع حزب الله في هذه الظروف يشكل ضرورة يجب استمرارها، بالرغم ممّا وصل إليه الحوار من المراوحة وعدم التقدم في أكثر من موضوع، ولفت الى أن الاختلاف الكبير مع «حزب الله» في الاستراتيجية والممارسة في أكثر من قضية وطنية لن يغيّر موقف «المستقبل» من ضرورة استمرار الحوار معه من ناحية، ولكن من ناحية أخرى التشديد على المواقف الثابتة للكتلة، لجهة ضرورة الاستمرار والتأكيد على مطالبة الحزب بالانسحاب من سوريا والعراق واليمن.

واستغربت الكتلة إقدام حزب الله على استقدام جثمان عبد الملك الشامي إلى بيروت وتشييعه ودفنه فيها، وسألت: كيف تم ذلك وبقرار من أية جهة وبالتنسيق مع من؟ ولماذا الإيغال في إقحام لبنان في صراعات المنطقة؟

تجدر الاشارة إلى أن الحزب لم يصدر أي بيان رسمي حول دفن الشامي، كما منع عناصره الإعلاميين من تغطية التشييع الاثنين الماضي والتقاط الصور في الضاحية الجنوبية، لكن شاهد عيان نقلت عنه فرانس برس قوله أن العشرات من رجال الدين وطلاب الحوزات العلمية شاركوا في التشييع، ودفن الشامي في مقبرة تبعد مائة متر عن تلك التي دفن فيها القائد عماد مغنية الذي اغتيل عام 2009 في دمشق.

وكان الشامي أصيب خلال تفجير استهدف مسجد حشوش في صنعاء في 20 آذار الماضي وجرى نقله إلى طهران للعلاج، وبعد وفاته متأثراً بإصابته البليغة، نقل إلى بيروت تنفيذاً لوصية طلب فيها أن يدفن الىجانب مغنية، وفق ما أشار المحلل السياسي القريب من حزب الله فيصل عبد الساتر لوكالة «فرانس برس».

الحريري إلى واشنطن

وسط هذه المعطيات، يتوجه الرئيس سعد الحريري إلى الولايات المتحدة الأميركية يوم الاثنين في 20 نيسان الحالي، في إطار جولة تشمل عواصم غربية أخرى، وذلك لإجراء مشاورات مع المسؤولين في هذه الدول تتناول الاوضاع العامة في المنطقة والجهود المبذولة لتحصين الوضع اللبناني، سواء في ما خص الحوارات الدائرة، أو ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

أما على الصعيد المسيحي، وفي ظل استمرار الأزمة بين الرابية وبكركي، والتي لم يتمكن أمين سر تكتل التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان من احتوائها في زيارته الأخيرة إلى الصرح، فإنه مع اقتراب الشغور الرئاسي شهره الحادي عشر، سيغادر البطريرك بشارة الراعي إلى فرنسا، حيث من المتوقع أن يستقبله الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للبحث في ما يمكن فعله لانتخاب الرئيس.

تمديد أم تعيين؟

وبصرف النظر عن مآل الجهود التي يمكن أن تبذل لانتخاب رئيس للجمهورية، فإن الأنظار بقيت مشدودة إلى الضغوطات التي يمارسها وزراء تكتل الاصلاح والتغيير لحمل حكومة الرئيس تمام سلام على تعيين العماد شامل روكز قائد الفوج المجوقل قائداً للجيش، الأمر الذي يقطع الطريق على التمديد لستة أشهر أو سنة جديدة لقائد الجيش الحالي العماد جان قهوجي، والأمر نفسه يمكن أن ينسحب على وضع المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص الذي بدأ العد التناقصي لانتهاء ولايته الممددة في الخامس من حزيران المقبل.

وكشفت مصادر تكتل «التغيير والاصلاح» لـ«اللواء» أن اجتماع التكتل أمس تناول موضوع التعيينات الامنية الذي يجب أن يمر من خلال مجلس الوزراء وليس من خلال قرار وزير الدفاع، مجددة رفضها التمديد لقادة الأجهزة الأمنية.

وأعربت المصادر عن اعتقادها أنه ما لم يحصل أي توافق حول هذا الموضوع فإن الاحتمالات بقيام مشاكل واسعة.

ولفتت الى أنه في خلال الاجتماع أثيرت أسئلة حول الكلام الذي يقال عن أن هذا الملف سابق لأوانه، فأتت الأجوبة من أنه ليس كذلك، ويجب ألا يبحث في آخر دقيقة، وأنه إذا كانت هناك رغبة بإجراء التعيينات فلا بد من التحضير لها، أما إذا كانت الرغبة غير قائمة فذاك دليل على النية بإجراء التمديد.

وأكدت هذه المصادر الذهاب برفض التمديد حتى النهاية كاشفة أن القرار السياسي سيتخذ انطلاقاً من الموقف السياسي، ولذلك فإن هناك ترقباً للمواقف التي ستطلق في هذا المجال.

وتحدثت عن اتجاه «التيار الوطني الحر» لإقناع حلفائه بالسير في موقف واحد معه في ما خص هذا الموضوع، نافية أن يكون وزير «المردة» قد أبلغ التكتل عدم سيره بقرار رفض التمديد.

وفي البيان الذي أصدره التكتل، جاء «اننا نرفع الصوت اليوم قبل أن نرفع القبضات بوجه من يفكر بلحظة واحدة ان يعزلنا عن رئاستنا وجيشنا وإدارتنا وانمائنا وشراكتنا العقلية في صناعة القرار الوطني، لا تفسروا إنفتاحنا على شركائنا ضعفاً أو حاجة».

تحرير العسكريين المخطوفين

وعلى هذا الصعيد تكشف مصادر المعلومات عن ان البحث باستعادة العسكريين المخطوفين لدى جبهة النصرة وتنظيم «داعش»، انتقل إلى اللوائح الإسمية، وأن تسريع المفاوضات مرده إلى حسابات إقليمية تتعلق بالانتهاء من هذا الملف خشية حصول تطورات سلبية إذا ما تغيرت قواعد الاشتباك على المسرح السوري.

وعلمت «اللـــواء» ان أنقرة تلعب دوراً متقدماً على هذا الصعيد، بالإضافة إلى الدور القطري حيث أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للرئيس الحريري، ان بلاده ماضية في دورها من أجل حلحلة العقد التي تطرأ لإنهاء هذا الملف.

وفور عودته إلى بيروت من تركيا، وضع المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الرئيس نبيه برّي في محادثاته في أنقرة بخصوص قضية المخطوفين العسكريين، مكتفياً برد مقتضب على أسئلة الصحافيين بالقول: الأجواء جديدة، والتفاوض قائم ونعمل بفعالية.