IMLebanon

درباس يعتكف ويحذِّر من أهواء تلعب بالحكومة وتهزّ الإستقرار

درباس يعتكف ويحذِّر من أهواء تلعب بالحكومة وتهزّ الإستقرار

حملة تضامن مع المشنوق .. ومحور عون – حزب الله يؤجِّل داتا الإتصالات

في الأسبوع الأخير من نيسان، اختلف اللبنانيون حول جدوى مطر نيسان، وغاب عن بالهم الاستحقاقات التي تنتظر البلاد في أيار المقبل تكاد تتخطى ما هو متوقع، في ظل عبث الكتل النيابية بالفرصة المتاحة لتثبيت الاستقرار وتنظيم الخلافات، ولو على الطريقة الديموقراطية اللبنانية، لئلا تفاجئهم تطورات لم تكن في الحسبان:

1- تُشير مصادر ديبلوماسية غربية وعربية إلى أن «الستاتيكو» الذي حكم الاستقرار اللبناني لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية، فبعد «عاصفة الحزم» في اليمن ثمة اشتباك بين المحورين العربي والإيراني في سوريا ولاحقاً في لبنان، في ضوء اشتداد المواجهة بين بعض فصائل المعارضة السورية و«داعش» للسيطرة على منطقة ريف القلمون الشرقي، فيما لا يزال ريف القلمون الغربي تحت سيطرة النظام و«حزب الله».

2- تراجع الإنتاجية في مجلس الوزراء، وافتعال الخلافات بسبب أو بغير سبب، تماماً كما حصل في الجلسة العادية يوم أمس، بين وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ووزير الخارجية جبران باسيل، حول طلب وزارة الشؤون قبول هبة مالية إضافية لدعم جهود الاستجابة لتداعيات النزوح السوري إلى لبنان، والمدرجة منذ أكثر من أسبوعين، في باب هبات برقم 51 بعنوان «تمديد مهلة المشروع القائم مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين لغاية نهاية عام 2015».

وأكد الوزير درباس لـ«اللواء» أن ثمة «أهواء سياسية بدأت تلعب بالحكومة، وأن ما جرى له علاقة بما حصل مع مشروع الموازنة في الجلسة السابقة»، محذراً من «عملية أكبر قد تترك تأثيرات سلبية على الاستقرار بل تهزه».

3- إعراب وزير مسيحي فاعل عن رأيه بأن لا موازنة لهذا العام، عازياً في تصريح لـ«اللواء» سبب إخفاق مجلس الوزراء في إقرار الموازنة إلى الخلاف السياسي.

4- تزايد المخاوف النيابية من لعبة «عض الأصابع» الجاري حول الجلسة التشريعية، وارتفاع منسوب مرور شهر أيار المقبل من دون إقرار موعد لهذه الجلسة.

5- تلويح هيئة التنسيق النقابية التي نفذت إضراباً في المدارس والثانويات الرسمية وبعض المدارس الخاصة، بعدم إجراء الامتحانات الرسمية والدعوة إلى تظاهرة في 6 أيار المقبل رداً على عدم التفاهم على السلسلة وإقرارها.

6- تعطيل تحت عنوان تأجيل طلب وزارة الداخلية إعطاء «داتا» الاتصالات كاملة للأجهزة الأمنية بعد اعتراض وزراء «حزب الله» و«التيار الوطني الحر»، في وقت تعتبر فيه أوساط في دائرة «حزب الله» أن الخطة الأمنية في الضاحية الجنوبية نفّذت وأن الدولة تعمل هناك بكل حرية.

7- اشتداد التجاذب بين مكونات الحكومة والقوى السياسية حول تعيين القادة الأمنيين والعسكريين أو التمديد لهم، حيث أن شهر أيار سيكون حاسماً على هذا الصعيد، مع ما يترتب عليه من نتائج، لا سيما بالنسبة للطرف العوني الذي يُصرّ على تعيين هؤلاء القادة.

في هذا الوقت، واصل الرئيس سعد الحريري لقاءاته في العاصمة الأميركية، وكان يومه حافلاً أمس في مبنى الكونغرس «الكابيتول»، حيث التقى زعيم الأغلبية كيفن مكارثي والسيناتور جون ماكين والسيناتور مايك بومبيو، وتناول معهم الوضع في لبنان والمنطقة، لجهة ما يعانيه لبنان من التدخل الإيراني في شؤونه وشؤون البلدان العربية من زاوية ضرورة توفيركل ما يلزم من مقومات لحماية لبنان من الارتدادات الإقليمية، فضلاً عن تقدّم ما يلزم للجيش اللبناني لتعزيز دوره في مواجهة الإرهاب والتزام لبنان بالمحافظة على العيش المشترك والنظام البرلماني الديموقراطي.

درباس: أنا في غاية الإستياء

وروى الوزير رشيد درباس تفاصيل ما جرى معه في مجلس الوزراء لـ«اللواء»، مؤكداً أنه في غاية الاستياء وغير سعيد أبداً مما حصل، مبدياً اعتقاده بأن «ثمة أهواء سياسية بدأت تلعب بالحكومة، وأن ما جرى له علاقة بما حصل مع مشروع الموازنة في الجلسة السابقة».

وقال: «إنهم يمهدون لعملية أكبر»، من دون أن يُشير بالإسم إلى الوزير جبران باسيل أو إلى وزراء «التيار الوطني الحر»، لكنه أضاف: «لا أعرف سبب «الفصل» الذي عمله معي، لكنني أقول أنه لم يكن جيداً».

أما تفاصيل ما حدث، ودائماً حسب الوزير درباس، فهو أن هناك إتفاقية تتجدد كل سنة بين وزارة الشؤون والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وأنه بموجب هذه الاتفاقية تقدمت المفوضية بمنحة للوزارة بقيمة 3 مليار و200 مليون ليرة لإنفاقها كهبة على فريق عمل يعمل في الوزارة لرعاية الوضع المشترك اللبناني – السوري الناجم عن وجود أكثر من مليون نازح سوري في لبنان، وهذا الفريق الذي يربو عدد أفراده عن 120 موظفاً يعملون في كل لبنان وينتمون إلى كل الطوائف والمذاهب والمناطق، ويتبعون لتوجيهات الوزارة، وهؤلاء هم عين الوزارة على الوجود السوري في لبنان، ويقدمون للنازحين خدمات صحية وتوعية، ويرافقون المرضى إلى المستشفيات، كما أنهم يتعاونون مع الأمم المتحدة في رعاية الكشف على مراكز إيواء النازحين، وتعتبرهم الأمم المتدحة فريق عمل يقدم خدمات لمشروع مفوضية اللاجئين في لبنان.

وأوضح درباس أن هؤلاء لم يقبضوا رواتبهم منذ سبعة أشهر، وبطبيعة الحال هم لا يحتملون تأجيل الإنفاق عليهم طيلة هذه المدة.

أضاف: وعليه، تقدمت من مجلس الوزراء بطلب الموافقة على قبول هذه الهبة لصرفها على هؤلاء الموظفين، لكن ما حصل، انه عندما طرح الموضوع قبل نهاية الجلسة، اعترض الوزير باسيل بحجة انه يريد أن يأخذ وقته لدرس الطلب، مقترحاً فتح ملف النازحين في لبنان، مع العلم ان هذا الملف سبق ان أشبعناه درساً في اللجنة الوزارية المصغرة، وهو لم يعترض على ورقة العمل التي تقدمت بها، والتي أقرتها الحكومة لاحقاً وأصبحت أمراً واقعاً وسياسة معتمدة للحكومة، بعد ما أقرت من قبل اللجنة، ولم يدخل عليها الوزير باسيل، الذي هو عضو في اللجنة تعديلاً واحداً.

وتابع، ورقة العمل هذه أصبحت أمراً واقعاً ينفذها وزير الداخلية والمدير العام للأمن العام منذ أشهر، وبات اللجوء السوري إلى لبنان منذ ذلك الحين صفراً بعدما كان واحداً في كل دقيقة، فهل أكافأ هكذا؟

أضاف، أنا لا أعمل من دون امكانات، ولست «ملطشة» من أحد، وأسف ان احدا من الوزراء لم يفتح فمه للتضامن معي، باستثناء مجموعة من الوزراء بدأت تتصل به هاتفياً بعد الجلسة، وبينهم الوزير بطرس حرب، كما اني أسف لأن رئيس الحكومة أجاب على اعتراض باسيل، بقوله انه لم يعد هناك وقت وطلب تأجيل البحث.

وعما اذا كان سيقاطع جلسات الحكومة مستقبلاً؟ أجاب: لم أتخذ قراراً بعد، ولكني ابتداء من اليوم سأمتنع عن الدوام في الوزارة، بانتظار ما سيستجد من اتصالات.

ملف السجون

إلى ذلك، لم يُقرّ مجلس الوزراء تخصيص أي مبلغ لبناء سجن مركزي بناء لطلب الوزير نهاد المشنوق، غير انه ناقشه بشكل عابر وبرز وجود توافق على بناء السجن، وكان هناك نوع من التفضيل لمناقشته في جلسة لاحقة، لا بما انه مهم ويستدعي نقاشاً مطولاً.

وأوضحت مصادر وزارية لـ«اللــواء» أن هذا النقاش لا علاقة له بالحملة على وزير الداخلية على خلفية قضية الموقوفين الإسلاميين في سجن روميه.

وفي هذا السياق، أثنى وزير الإعلام رمزي جريج في تصريح لـ«اللــواء» على جهود الوزير المشنوق على صعيد تحقيق الاستقرار الأمني في البلاد، مؤكداً انه وزير لكل لبنان وهو وزير فاعل بكل ما للكلمة من معنى، واصفاً الحملة عليه بأنها «ليست في محلها».

وكذلك فعل الوزير درباس في تصريح له من السراي.

ولفت في هذا السياق، دخول تيار «المستقبل» وكتلة المستقبل النيابية، على خط الدعم للوزير المشنوق في وجه الانتقادات الجارحة التي كرّر توجيهها نائب طرابلس محمّد عبد اللطيف كبارة، فأكد الرئيس الحريري والرئيس فؤاد السنيورة الدعم الكامل والتغطية الكاملة لمواقف وأداء المشنوق.

وأكد الرئيس السنيورة في بيان أصدره تعقيباً على السجال الذي اطلقه كبارة، ان مواقف هذا الأخير لا علاقة لتيار المستقبل بها، ولا تعبر عن رأي الكتلة لا من قريب أو من بعيد، وأن الوزير المشنوق يمثل تيّار المستقبل في الحكومة، وهو يمارس مسؤولياته في ضوء هذا التمثيل ويحظى بثقة الكتلة ودعم الرئيس الحريري سواء بالنسبة للإجراءات التي هي محل اعتراض كبارة، أو ما خص السياسة العامة المعتمدة في وزارة الداخلية».

الراعي في باريس

على صعيد التحرّك المسيحي، ينتقل البطريرك الماروني من يريفان إلى باريس السبت، في نشاط حامل ذي بعدين كنسي وسياسي، فالأحد يفتتح أبرشية باريس الموارنة، ويؤدي قداساً باللغة السريانية ويرسم 15 كاهناً، في إطار تعزيز وضع الجالية المارونية في فرنسا والتي يبلغ أفرادها 85 ألف ماروني.

أما الاثنين، فسيلتقي الراعي الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وعلى جدول أعمال اللقاء ثلاثة مواضيع، ملف الرئاسة اللبنانية والحياد الإيجابي للبنان في نزاعات المنطقة، بالإضافة إلى الوضع المأسوي غير المسبوق المسيحي الشرق.

وكشف مصدر مقرّب من بكركي أن الراعي سيطلب من الرئيس هولاند بذل جهود غير عادية لإنهاء الشغور الرئاسي نظراً لانعكاساته السلبية، ولأن الشغور الرئاسي يترك انعكاسات بالغة السلبية على وضع مسيحيي لبنان وعلى مسيحيي الشرق، ملمحاً إلى أن في جعبة سيّد بكركي عدداً محدوداً من الأسماء التي يمكن انتخابها لملء هذا المركز من خارج الاصطفاف السياسي المعروف.

وكان الراعي شارك في أعمال ونشاطات الذكرى المئوية للمجازر الأرمنية التي افتتحت رسمياً أمس الأول في المنتدى العالمي بعنوان «ضد جريمة الإبادة الجماعية» في حضور الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان وكاثوليكوس عموم الأرمن كاركين الثاني، وأعلن في كلمة له أنه إذا لم تعترف الأسرة الدولية بالإبادة، فإن إبادات أخرى سترتكب من جديد.

ذكرى الأرمن

واليوم تعطّل المدارس الرسمية وبعض المدارس الخاصة بناء على مذكرة وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب، تضامناً مع الأرمن في مرور قرن على ما يعرف «بالإبادة الأرمنية»، في وقت لا يلقى هذا الاجراء إجماعاً، وكرد فعل على قرار الوزير وما يصفه نشطاء في طرابلس بتصرفات استفزازية مثل إقامة احتفالات في طرابلس والضنية في المناسبة، يتجه هؤلاء النشطاء في المدينة إلى إحياء يوم الأحد ذكرى «تحرير طرابلس من الصليبيين»، أو ما يعرف بالعيد العثماني، وذلك في مركز الجمعية اللبنانية – التركية في ساحة التل، فيما ستنطلق اليوم مسيرة للأحزاب الأرمنية الثلاثة إلى ساحة انطلياس، حيث سيقام مهرجان خطابي.

ولوحظ أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط شارك شخصياً في النشاط الذي أقامته جامعة هايكازيان في المناسبة، وقام بوضع إكليل زهر على النصب التذكاري في حرم الجامعة تخليداً للذكرى.