Site icon IMLebanon

الحريري يطالب بايدن بجهود مع إيران لتسهيل انتخابات الرئاسة

الحريري يطالب بايدن بجهود مع إيران لتسهيل انتخابات الرئاسة

عسيري للتهدئة والحوار وتنفيس الإحتقان .. ومجلس العمل اللبناني في السعودية ينقل لسلام إستياء الجالية

 في اليوم الثالث لزيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية، اجتمع الرئيس سعد الحريري بنائب الرئيس الأميركي جو بايدن في مكتبه في البيت الأبيض، مستكملاً معه المحادثات التي سبق واجراها مع وزير الخارجية جون كيري، ومع زعماء الأكثرية والأقلية في الكونغرس، لا سيما ما يتعلق منها بتوفير ما يلزم لدعم الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية، وتقديم المساعدات اللازمة للبنان ليتمكن من معالجة تداعيات النزوح السوري، سواء في ما خص التربية والتعليم أو الصحة أو الايواء.

وكشفت مصادر الوفد اللبناني المرافق للرئيس الحريري إلى واشنطن انه ركز في لقاءاته مع المسؤولين الأميركيين على ضرورة قيام الولايات المتحدة الأميركية والمجتمع الدولي بتحرك فاعل وقوي لإنهاء الأزمة السورية بأسرع وقت ممكن، محذراً من استمرار سياسة التهاون واللامبالاة الدولية في التعاطي مع الحرب الدائرة بسوريا ومخاطرها المحتملة وتداعياتها السلبية المتواصلة على لبنان جرّاء مشاركة «حزب الله» بالقتال الدائر هناك واحتمال حصول ردّات فعل تعرض الأمن والاستقرار السائد في لبنان لمخاطر عديدة مع استمرار وجود أكثر من مليون لاجئ سوري ينشرون على مجمل الأراضي اللبنانية، مطالباً بتوفير المزيد من المساعدات المادية لتلبية ظروف وجودهم وحاجاتهم الضرورية التي تفوق إمكانيات الدولة اللبنانية.

وتحدث الرئيس الحريري عن مسألة الانتخابات الرئاسية ومدى اهميتها في تماسك الدولة وتقوية مؤسساتها الشرعية، شارحاً اسباب عرقلتها ومحدداً الجهات التي تتعمد هذه العرقلة وضرورة بذل كل الجهود الممكنة وخصوصاً مع الدولة التي تدعم هذا التعطيل لتسهيل اجراء هذه الانتخابات بأسرع وقت ممكن، لا سيما وأن الولايات المتحدة تجري محادثات متواصلة مع إيران حول الملف النووي وبامكانها المساعدة في هذا الخصوص.

كما ركز الرئيس الحريري في محادثاته على مسألة زيادة الدعم الأميركي لتسليح الجيش اللبناني والقوى الأمنية لتستطيع القيام بالمهمات المنوطة بها في حفظ الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب.

وأشارت المصادر إلى ان الرئيس الحريري ينوي زيارة موسكو الشهر المقبل للقاء كبار المسؤولين الروس والبحث معهم في الأوضاع في لبنان والمنطقة، وذلك في إطار الجولة التي يقوم بها على عدد من الدول المعنية بالوضع في الشرق الأوسط.

وفي لقاء مع منسقي تيّار «المستقبل» في الولايات المتحدة وكندا ولندن، أكّد الرئيس الحريري الدعم الكامل للقرار الذي اتخذه وزير الداخلية نهاد المشنوق، والعمل الشجاع الذي قامت به «شعبة المعلومات» والقوى الأمنية بإنهاء الحالة الشاذة في سجن رومية، رافضاً «اي تهاون مع أي حالة تمرد وإعطاء جوائز ترضية لمن يقوم بها».

وعن التعيينات الأمنية، أكّد الحريري ان «مركز قيادة الجيش هو في أهمية موقع رئاسة الجمهورية، وفي هذا الأمر ليس هناك مجال للتسوية».

وعن الحوار مع «حزب الله» أعاد الرئيس الحريري التجديد على انه من المستحيل ان نوافق حزب الله على السياسات التي يتبعها، ونحن ضد سياساته في سوريا والعراق واليمن، مستدركاً ان هذا لا يمنع ان نعمل ما في وسعنا لحماية لبنان، والاولوية ان نحافظ على الاستقرار، وأن لا نفرط بسلامة لبنان ابداً، وأن الخلاف السياسي مع الحزب يجب ان يحل عبر الحوار.

وأشار من جهة أخرى، ان مشكلتنا ليست مع «التيار الوطني الحر» وانه من خلال الحوار مع العماد ميشال عون تمكنا من اجراء تعيينات كانت مجمدة من ثماني سنوات، واستطعنا تشكيل الحكومة الحالية وعلينا الاستمرار في تدوير الزوايا وحل المشكلات القائمة.

عسيري

وفي موقف من شأنه ان يدعم جهود الاستقرار، طالب سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري في حفل تكريم اقامته جمعية متخرجي جمعية المقاصد الإسلامية في مقرها في الصنائع، القيادات اللبنانية المتحاورة بذل الجهود لتوحيد المواقف والاتفاق على انتخاب رئيس الجمهورية، مؤكداً ان هذا الاستحقاق هو مسؤولية وطنية منوطة بكافة شرائح الوطن ومكوناته.

وانتقد السفير عسيري حزب الله من دون ان يسميه، متسائلاً لمصلحة من مواقف «القلة المقامرة» ضد المملكة، مشيراً إلى ان هذه المواقف لا تصب في مصلحة لبنان، لأن الدول العربية هي المجال الحيوي للبنان شاء من شاء وأبى من أبى، داعياً اللبنانيين إلى التهدئة وتنفيس الاحتقان وابعاد شبح الفتنة، لافتاً إلى ان المملكة تسعى إلى وأد الفتنة عبر تشجيع الحوار وتهدئة الشارع والمصالحة، فيما يسعى الآخرون إلى تأجيج الفتنة في الداخل وفي العديد من دول المنطقة.

وفي خطوة سبق وأشارت إليها «اللواء»، وصل إلى بيروت وفد من مجلس العمل والاستثمار اللبناني في المملكة العربية  السعودية، وزار الوفد الرئيس تمام سلام ناقلاً إليه استياء أبناء الجالية اللبنانية العاملين هناك ومن كل الطوائف من التطاول على المملكة العربية السعودية وقياداتها، كما زار السفير عسيري ورئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة ورئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمّد شقير للتأكيد على ارتباط مصالح لبنان الاقتصادية بالحفاظ على أفضل العلاقات مع المملكة، والتي هي تحوّلت إلى علاقات أخوة وصداقة وعائلية، على حدّ تعبير شقير.

وعلمت «اللواء» أن الرئيس سلام أثنى على التحرّك الذي بدأ به وفد الجالية، معرباً عن تعاطفه وتفهمه واهتمامه بهواجس اللبنانيين العاملين في المملكة وفي دول مجلس التعاون.

وأكد مصدر أن الرئيس سلام سيولي اهتماماً في هذا الموضوع لدى زيارته للمملكة والتي ستتم في وقت قريب، مثلما سبق وأشارت إليها «اللواء».

إستحقاقات الحكومة

سياسياً، أكدت مصادر سياسية مطلعة أنه لم يطرأ أي عامل جديد يدفع إلى القول بأن الأجواء متدهورة داخل مجلس الوزراء، وقالت إن الأجواء السائدة حالياً في الحكومة تشبه أحوال البلد.

وذكرت هذه المصادر لـ«اللواء» أن ما حصل في ما خص الموازنة أظهر بشكل واضح عدم وجود اتفاق حولها بسبب الخلافات، مشيرة إلى أن أي تقدّم لم يسجل حتى الآن، مع العلم أن هناك صيغاً وأفكاراً مختلفة تطرح بهدف المعالجة.

وأكدت أن الموضوع مطروح للبحث في الجلسة المقبلة للحكومة، وأن الأيام الفاصلة عن موعد هذه الجلسة مفتوحة أمام سلسلة مشاورات بين القوى السياسية لبلورة حل ما، لكنها لم تشأ الجزم ما إذا كانت هذه الجلسة ستكون حاسمة أم لا، متوقعة أن يستدعي النقاش أكثر من جلسة.

واعتبرت أن ما جرى بين وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل هو حادث بسيط وقد طوي.

وأشار إلى أنه على الرغم من التباينات القائمة، فإن هناك حرصاً من جميع الأطراف داخل الحكومة على المحافظة عليها، وأن الرئيس سلام يعمل كل ما في وسعه لإبقاء التضامن الحكومي قائماً.

ورداً على سؤال حول ملف التعيينات الأمنية، ما إذا كان سيؤثر على الحكومة ويدفع لقيام مأزق في البلاد، لفتت المصادر إلى أن معظم القوى السياسية تسجل مواقفها خارج الحكومة وليس داخلها، وأنه من المبكر جداً رسم أي مشهد بشأنه، وأنه إلى حين قرب موعد إنهاء الخدمة للقادة الأمنيين قد تحصل انفراجات معينة.

الجلسة التشريعية

نيابياً، قال مصدر نيابي «مستقبلي» لـ«اللواء» أن الرئيس نبيه برّي لا يلام في موضوع الجلسة التشريعية، فهو عمل واجبه بالنسبة لجدول الأعمال، لكن المشكلة هي مسيحية – مسيحية، ولاحظ أن الرئيس برّي لوح بالسياسة بحل المجلس، لكنه بحسب الدستور لا علاقة له بحل المجلس، لا من قريب ولا من بعيد، إذ أنها مسألة تعود إلى رئيس الجمهورية وإلى مجلس الوزراء.

ولفت المصدر إلى أن المزايدة المسيحية – المسيحية الحاصلة في موضوع الجلسة التشريعية، يمكن إيجاد حل لها إذا حصل تفاهم على موضوع الموازنة والسلسلة، مشيراً إلى أنه في الإمكان طرح الموازنة على الهيئة العامة للمجلس إذا حسنت النيّات، منبهاً إلى أن جزءاً من الخلاف الحكومي على الموازنة غير سياسي، يتعلق ربما بالخلاف المالي على قطع حساب السنوات الماضية، مشبهاً موضوع الـ11 مليار دولار بحكاية «راجح».

المشنوق

ومزوداً بالدعم الكبير الذي حظي به من قبل الرئيس الحريري، ومن رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة، ومن زملائه الوزراء في الحكومة، يعقد وزير الداخلية نهاد المشنوق أوائل الأسبوع المقبل مؤتمراً صحفياً يتحدث فيه عن عملية سجن رومية الأخيرة، «ليوضح بالصور والأرقام والتقارير كل الحقائق التي تكشف المغالطات والمبالغات التي سادت بعض التصريحات في الفترة الأخيرة»، في إشارة الى حملة النائب محمّد عبد اللطيف كبارة وأهالي السجناء الإسلاميين الذين تابعوا تحركاتهم الاحتجاجية في طرابلس، وعمدوا إلى قطع أوتوستراد نهر أبو علي.

وأفاد المكتب الإعلامي للمشنوق أنه أعطى أوامره للتحقيق في الكلام عن تجاوزات حصلت وتحصل أثناء سوق الموقوفين إلى القضاء من قبل العسكريين، مؤكداً أنه ستتخذ أقصى العقوبات المسلكية بحق المخالفين.

وكانت لجنة طبية مؤلفة من 14 طبيباً من قوى الأمن عاينت قبل يومين جميع السجناء البالغ عددهم 1147 في المبنى «د»،وأعدت تقريراً عن وضع كل منهم وحالته الطبية، علماً أن بعثة من الصليب الأحمر الدولي أجرت كشفاً مماثلاً على السجناء أنفسهم وأعدت تقريراً مستقلاً عن أوضاعهم.