Site icon IMLebanon

التشريع يترنّح .. وأول أيار يقرّب مجلس الوزراء

التشريع يترنّح .. وأول أيار يقرّب مجلس الوزراء

المواطنون ينتظرون كلام خليل اليوم .. وعون في المأزق إذا وصل التمديد للإثنين

يُختصر الأسبوع الطالع بثلاثة أيام، تبدأ بالإهتمام اللبناني بالرئيس الإيرلندي مايكل هيغينز الذي وصل إلى بيروت ليل أمس ويتفقّد كتيبة بلاده العاملة في الجنوب ويقيم له الرئيس تمام سلام مأدبة تكريمية في السراي الكبير. وينتهي الأسبوع بعد غد الأربعاء بجلسة لمجلس الوزراء، قدّمت 24 ساعة بناء لطلب عدد من الوزراء، المرتبط بعضهم بمناسبات مناطقية، عشية عيد العمال الذي يصادف يوم الجمعة الأول من أيار، أو بالسفر.

على أن الأنظار تتجه للمؤتمر الصحفي الذي يعقده اليوم وزير المال علي حسن خليل لإطلاع الرأي العام على حصيلة الإتصالات المتعلقة بأرقام الموازنة وسلسلة الرتب والرواتب، في ظل تسريبات ارتفعت حدتها في الأسبوع الماضي، من أزمة رواتب تُهدّد موظفي القطاع العام بدءاً من نهاية هذا الشهر.

واستبق الرئيس نبيه برّي، وفقاً لأوساطه، مؤتمر خليل بالإعراب أمام زواره عن بالغ استيائه بالمعادلة الجديدة التي عطّلت عمل المجلس وقوامها: أن لا تشريع في ظل الشغور الرئاسي الذي سيكون الموضوع الأول بين البطريرك الماروني بشارة الراعي والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند غداً الثلاثاء، وكان بنداً رئيسياً في جولة الرئيس سعد الحريري الأميركية، والذي سيتطرق إليه بالتفصيل في المحاضرة التي سيلقيها اليوم في «ويلسون سنتر» أمام نخبة من الخبراء والباحثين والصحفيين الأميركيين المهتمين بأحداث الشرق الأوسط.

هذه المواضيع التي اختتم مناقشتها الحريري مع مستشارة الأمن القومي سوزان رايس.

ونقل زوّار الرئيس برّي عنه قوله بأن النهج المتبع بمقاطعة جلسات مجلس النواب من شأنه أن يخرب البلد.

وقال في إشارة إلى المقاطعين: «إذا كانوا متلهفين على رئاسة الجمهورية ويقاطعون الجلسة التشريعية بحجتها فلينزلوا الى المجلس النيابي وينتخبوا رئيساً».

وفي إشارة ثانية إلى البطريرك الراعي قال: «أما الذي «يندب» الرئاسة في الخارج، فليعمل لدى طائفته للتوافق على رئيس».

وبخصوص الجلسة التشريعية جدّد الرئيس برّي قوله بأنه لن يقوم بأي اتصالات أو مشاورات بعد أن قام بما عليه القيام به، معتبراً أن لدى الحكومة الآن فرصة لوضع الموازنة، لأن الوزارة أنجزت موازنتين في المهلة الدستورية، وفي حال لم توضع الموازنة أو لم تقرّها فإنها تصبح كحكومة تصريف أعمال.

وتساءل بري: «كيف يتلهون ويقاطعون والدين العام أصبح أكثر من 70 مليار دولار؟».

الراعي

يُشار إلى أن البطريرك الراعي الذي سيلتقي اليوم رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه، والرئيس هولاند غداً، سيسلم الرجلين رسالة تتضمن نداء إستغاثة وطلب مساعدة ملحّة للبنان لإنقاذه من حال الفراغ الرئاسي قبل فوات الأوان وانهيار الهيكل على رأس الجميع.

وأفاد مراسل «اللواء» في باريس بشارة غانم البون أن الراعي سيبحث مع المسؤولين الفرنسيين (الأول ينتمي الىالمعارضة اليمينية بينما يمثل الثاني اليسار الحاكم) أن توظف فرنسا ما لها من صداقات وعلاقات للتأثير على الدول الإقليمية المعنية بالملف الرئاسي اللبناني، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية وإيران للمساعدة في إيجاد حل للمأزق النيابي والذي طال أكثر من 11 شهراً. كما تتناول الرسالة مخاوف المسيحيين المشرقيين من حملات القتل والإرهاب والتهجير وطمس تراثهم التي يتعرضون لها في أكثر من بلد في المنطقة.

جلسة الحكومة

الى ذلك، أوضحت مصادر وزارية لـ«اللواء» أن مجلس الوزراء سينعقد استثنائياً عند الرابعة من عصر بعد غد الأربعاء، بدلاً من يوم الخميس، بسبب رغبة الوزراء التواجد في مناطقهم، لا سيما وأن اليوم الذي يلي هو يوم عطلة عيد العمال، وليس صحيحاً أن التأجيل سببه سفر الرئيس سلام الى المملكة العربية السعودية، بحسب ما أكدت أوساطه.

وأكدت المصادر أن المجلس سيبحث في جدول أعمال مؤلف من 44 بنداً عادياً، من بينها بنود مؤجلة من الجلسة السابقة، ولن يكون موضوع الموازنة مطروحاً بسبب عدم الوصول إلى تفاهمات بشأن ربط الموازنة بسلسلة الرتب والرواتب أو نزعها، بانتظار استكمال المشاورات في هذا الشأن.

وقال أحد الوزراء في هذا الشأن: «يبدو أن المعنيين أخذوا وقتهم بالإتصالات، لكن بالتأكيد ليس هناك من موازنة».

واستبعدت المصادر، في حال طرحت الموازنة أن يُنجز المشروع في جلسة أو جلستين، مؤكدة حاجتها إلى أكثر من ثلاث جلسات، لا سيما وأن هناك مواد قانونية لم تبحث، فضلاً عن وجود ملاحظات للوزراء حول موازنات وزاراتهم، ولاحظت أن نسب التشاؤم بالوصول إلى حل لا تزال تتقدّم على نسب التفاؤل.

وفي سياق متصل، أكد وزير الإعلام رمزي جريج لـ«اللواء» أن هناك إتصالات تجري بخصوص ملف الموازنة وأنه حتى الآن ما من صيغة نهائية للحل.

ومن جهته، أعلن وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج لـ«اللواء» أن الموازنة يجب أن تقرّ دستورياً وقانونياً، وقال: الحكم استمرارية وبالرغم من اعتراضنا على سلسلة الرتب والرواتب في أيام حكومة الرئيس نجيب ميقاتي لكن دستورياً لا نستطيع أن نتجاهل أن هناك مشروع قانون لهذه السلسلة، وأن هناك مبلغ الـ1800 مليار، ونحن مضطرون إلى لحظها في الموازنة باعتبار أنها (أي السلسلة) أقرّت في الحكومة الماضية.

درباس

من جهة ثانية، طوى وزير الشؤون الإجتماعية رشيد درباس موضوع اعتكافه عن الحضور إلى وزارته، وبالتالي قرّر المشاركة في جلسة مجلس الوزراء، وأنه حضّر لهذه الغاية ملفاً شاملاً لموضوع النازحين السوريين، في حال أراد الوزير جبران باسيل، أو غيره من الوزراء مناقشته، لافتاً النظر إلى أن الوزير باسيل أساء اختيار الشخص والقضية.

وكشف درباس أنه التقى الرئيس سلام الجمعة في احتفال تكريم الأمين العام السابق لمجلس الوزراء سهيل بوجي، وأن لا مشكلة بيني وبينه، وإن كان أخطأ في تأجيل مناقشة بند الهبة.

وكشف درباس أيضاً لـ«اللواء» أنه دقق في المعلومات التي تحدث عنها باسيل في الجلسة الماضية، وتبين أن الأرقام التي عرضها عن دخول نازحين جدد قال أن عددهم ناهز الخمسين ألفاً وتسجلوا لدى مفوضية اللاجئين غير صحيحة.

وقال أنه كتب مذكرة لمفوضية اللاجئين طالباً منها شطب تسجيل 5600 نازح دخلوا لبنان بعد 1/1/2015، وإلا فإن استمرار تسجيل هؤلاء سيعكر العلاقات بين لبنان والمفوضية.

عون

وعلى صعيد التمديد لقادة الأجهزة الأمنية التي ارتفعت أسهم السير بها بقرارات منفصلة تصدر عن وزيري الداخلية والدفاع، لا سيما بشأن المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص الذي يحظى بدعم من قوى 8 آذار، والحال نفسه ينسحب على قائد الجيش العماد جان قهوجي، تنشط الإتصالات بين مكونات 8 آذار لتدارس الموقف، بعد الرسالة الأولى التي وجهها الفريق العوني، إلى الرئيس بري، والتي أطاحت بالجلسة التشريعية التي كان يزمع توجيه الدعوة إليها.

وفي هذا السياق، استبعدت أوساط قيادية في 8 آذار أن ينزلق عون الى خطوة متسرعة وغير محسوبة لسحب وزرائه من الحكومة أو الإستقالة منها، لأن مثل هذه الخطوة التي لن يجاريه فيها حلفاؤه ستعزله هو وتخسره موقع واضع «الفيتو» داخل الحكومة، لا سيما وأن الوزراء المسيحيين الباقين لن يأخذوا المنحى نفسه إذا جرى التمديد للقادة الأمنيين بقرارات وزارية.