IMLebanon

حرب القلمون»: الحريري يدحض تبريرات نصر الله: لا وطنية ولا أخلاقية

حرب القلمون»: الحريري يدحض تبريرات نصر الله: لا وطنية ولا أخلاقية

«قمّة الرياض» لدعم الجيش والإستقرار.. وسلام يُجدّد شكر المملكة والإسراع بانتخاب الرئيس  

قبل أسبوعين من انعقاد الجلسة «رقم 12» للحوار بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» في التاسع عشر من الشهر الجاري، وتأكيداً للمعلومات التي نشرتها «اللواء» حول رفض «تيار المستقبل» واللبنانيين تغطية أي مشاركة لحزب الله في معركة القلمون والتنبيه للتداعيات التي يمكن ان تنجم عنها على الحوار والاستقرار الداخلي، أعلن الرئيس سعد الحريري ان «حزب الله» لم يسمع نصيحة الشركاء في الوطن ويضرب عرض الحائط بالتحذيرات اللبنانية من استدعاء الحرائق السورية إلى الداخل اللبناني، مطلقاً سلسلة من الأسئلة التحذيرية حول حرب القلمون والمشاركين فيها، منها ما إذا كان هناك قرار لبناني بتسليم أمر الحدود للجهات المسلحة غير الشرعية، ومَن يضمن سلامة العسكريين إذا دخل «حزب الله» المعركة، وما هي الارتدادات على القرى الحدودية اللبنانية، مضيفاً: إذا كانت جهة حزبية لبنانية تبرر لنفسها التدخل العسكري داخل سوريا، الا يعطي ذلك التنظيمات السورية حجة القتال داخل لبنان؟.

وأشار الرئيس الحريري إلى ان «حزب الله» منفرداً يتحمل تبعات التورط في الحرب خدمة للاجندة العسكرية لبشار الأسد.

على ان السجال بين قيادتي «المستقبل» و«حزب الله» بلغ مرحلة أعلى بعد الموقف التبريري الذي قدمه الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله في كلمة متلفزة مساء امس عبر شاشة «المنار» جاء فيها حرفياً «ان الذهاب لمعالجة الوضع في القلمون محسوم، لكن التوقيت والطريقة والمكان والأهداف لم نعلنها رسمياً ولن ننتظر الإجماع اللبناني».

الا ان الأخطر في تبرير نصر الله إعلانه «لمن يقول لنا مَن كلفكم بهذا الأمر؟ نقول إن هذا تكليف انساني وأخلاقي وديني».

ولم يتأخر ردّ الحريري عبر «تويتر»: «اقول للسيد حسن أنت تكلف نفسك بمهمة لا اخلاقية ولا وطنية ولا دينية، أنت تتلاعب بمصير لبنان على حافة الهاوية»، مشيراً إلى ان الدولة في لبنان مشطوبة من عقل نصر الله ولا مكان للجيش والحكومة والمؤسسات عنده، وحزب الله هو البديل عنها وسيقوم مقامها في الذهاب إلى الحرب في القلمون.

وعلى وقع هذا السجال المتفاقم، ومع تفجر الوضع الميداني على الارض وبدء الحزب بتشييع بعض عناصره الذين سقطوا في الاشتباكات، تتابع الأوساط الرسمية والسياسية الموقف المستجد بحذر شديد، وسط مخاوف من ارتدادات على الوضع الداخلي.

إجتماع الشراكة

ولقاء هولاند

وكان الوضع المستجد في لبنان حاضراً في القمة الخليجية – الفرنسية التي عقدت في الرياض بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.

ومن زاوية التفاهم العربي – الفرنسي على إعادة الاستقرار الإقليمي بمنطقة الشرق الأوسط، دعت القمة إلى «تعزيز سيادة لبنان ووحدته واستقراره عبر دعم مؤسساته وبشكل خاص جيشه، ومناشدة الأطراف المعنية سرعة انتخاب رئيس للجمهورية».

وتطرق اللقاء الذي جمع هولاند والرئيس الحريري في مقر إقامة الرئيس الفرنسي في قصر الملك سعود للضيافة إلى تطورات الأوضاع في لبنان ومسألة تزويد الجيش اللبناني بالأسلحة الفرنسية من الهبة السعودية.

وعلمت «اللواء» من مصدر مطلع أن ملف الرئاسة حضر بقوة بين الرئيسين هولاند والحريري في ضوء ما تمّ بحثه والتفاهم حوله في الاليزيه لدى زيارة البطريرك الماروني ماربشارة بطرس الراعي.

وقال المصدر إن إتصالات فرنسية – أميركية ستجري من أجل إعطاء دفعة قوية للجهود المبذولة لانتخاب رئيس للجمهورية، بما في ذلك أميركية – إيرانية.

معركة.. لا معركة

وبالعودة إلى الوضع الميداني في القلمون الذي يشهد اشتباكات عنيفة بين مسلحي «حزب الله» و«جبهة النصرة» في جرود الطفيل وبريتال والذي سقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين، فقد قالت مصادر ميدانية أن المعركة الرئيسية ليست هناك، بل هي عملية إلهاء لصرف النظر عمّا يحضّر لحمص، فضلاً عن تضييق الخناق على قوات النظام التي تدافع عن دمشق.

وفي هذا الإطار، أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي أن الجيش نجح في محاصرة التنظيمات الإرهابية وعزلها على الحدود الشرقية، وشل قدرتها على التحرّك أو التسلل باتجاه الأراضي اللبنانية، إضافة الى تفكيك معظم خلاياها الإرهابية في الداخل.

الموازنة: إتفاق

على المعايير

والتأم مجلس الوزراء أمس في جلسة خصصت لاستكمال دراسة مشروع الموازنة للعام 2015، حيث قدم وزير المالية علي حسن خليل عرضاً مفصلاً لأرقامها بما فيها مجموع النفقات والواردات المرتقبة، وتم الاتفاق على الأسس والمعايير لتحديد أرقامها ومواصلة النقاش في جلسة الغد.

وفيما وصف الوزير غازي زعيتر الجلسة بـ«الهادئة»، أوضح لـ«اللواء» أن جميع الوزراء أظهروا رغبة في وضع الموازنة، غير أن هذه الرغبة ما تزال غير قادرة على إزالة التعقيدات الموجودة».

وقالت مصادر وزارية لـ«اللواء» أن النقاش كان تقنياً وأن هناك ميلاً كبيراً في أن يُعمل على تضمين الموازنة الأرقام التي أرسلتها حكومة الرئيس نجيب ميقاتي والبالغة 1732 مليار ليرة وهي أرقام مقبولة من الجميع وما من لغط حولها وليست مرسلة لا من لجنة النائب جورج عدوان ولا من لجنة النائب إبراهيم كنعان.

وعلمت «اللواء» أن معظم الوزراء الذين أيدوا الطرح المقدم من وزير المال وأبدوا رغبة في عدم العرقلة باستثناء وزيري التيار الوطني الحر اللذين عارضا ضم الأرقام إلى الموازنة.

وأبدى وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم لـ«اللواء» تفاؤله بإمكان إقرار الموازنة، معلناً أن «حزب الكتائب» يؤيد أي أمر من شأنه أن يسرع إقرار الموازنة وأن موضوع السلسلة يجب ألا يشكل عائقاً أمام التوصل إلى موازنة.

وكشفت أوساط مقربة من وزير المال لـ«اللواء» أنه صارح المجلس «أنه ما لم يتفق على جدول للإنفاق والواردات ويجري إقراره أصولاً، فإننا نكون قد اقتربنا من حافة الهاوية المالية والاجتماعية، إذ أنه لم يكن بإمكاني أن إنفق من تشريعيات وذلك بدءاً من الأول من أيلول المقبل».

وجدّد الرئيس تمام سلام خلال «المنتدى الاقتصادي العربي» الذي عقد في «فندق فنيسيا» أمس تأكيده أن الحكومة ليست ولن تكون بديلاً من رئيس الجمهورية في قصر بعبدا. ووجه تحية خاصة الى المشاركين العرب في المنتدى، معلناً باسم جميع اللبنانيين «العرفان والشكر للمملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي لاحتضانها اللبنانيين ودعم السلم والاستقرار في لبنان وذلك باسم اللبنانيين في دول الخلية وجميع القوى المسلحة التي بدأت تتسلم الاسلحة والتجهيزات الجديدة بفضل الهبة السعودية.

فيديو النصرة

والخطر الحقيقي

وحضرت أزمة احتجاز العسكريين اللبنانيين وما طرأ من إرباك على جهود إطلاق سراحهم بقوة على هامش جلسة مجلس الوزراء.

وعندما سئل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق عن الفيديو الذي بثته «جبهة النصرة» وهو عبارة عن شريط مصور للعسكريين المحتجزين لديها ولا سيما الشيعة منهم الذين يطالبون «حزب الله» بعدم خوض معركة القلمون لأنهم سيدفعون الثمن وعدم جر الجيش لتلك المعركة، قال المشنوق: انه وفق «معطياتنا ان الشريط الذي  بُث لا يُمس بأساس الاتفاق الذي يجري إنجازه لتحرير العسكريين، إلا انه استدرك بأن الخطر الحقيقي يكمن في معركة القلمون، فأي عمل عسكري لغير الجيش اللبناني سيؤثر سلباً على موضوع العسكريين.

وفيما امتنع مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم  المكلف بملف العسكريين التعليق علی شريط «جبهة النصرة»، طالب أهالي العسكريين المخطوفين بتشكيل لجان تشارك مباشرة في المفاوضات والتعاون مع النائب وليد جنبلاط والوزير وائل أبوفاعور واشراك الوزير أشرف ريفي بالمفاوضات.