IMLebanon

إشتباكات القلمون تحتدم .. ولبنان خارج المواجهة

إشتباكات القلمون تحتدم .. ولبنان خارج المواجهة

إستياء رسمي من ربط جعفري بين المعركة وتوسيع الهلال الشيعي … الحجيري لـ«اللــواء»: عرسال في عهدة ال

على الرغم من توسُّع دائرة المعارك في القلمون بين «حزب الله» و«جيش الفتح» الذي يضم تحالف قوى المعارضة المسلحة و«جبهة النصرة»، فإن الوضع في بلدة عرسال والقرى المحيطة بها بقي بعيداً عن الارتدادات المباشرة للنيران في جرود القلمون، وسط إجراءات احترازية يتخذها الجيش اللبناني في مناطق تمركزه في محيط عرسال ورأس بعلبك.

والثابت ان لبنان الرسمي حكومياً وعسكرياً ينأى بنفسه عن هذه المعركة، التي يُدرجها قائد الحرس الثوري اللواء محمّد علي جعفري ضمن توسيع رقعة «الهلال الشيعي».

وكشف مصدر وزاري مطلع لـ«اللواء» ان اشتراك «حزب الله» في هذه المعركة لم يُدرج على جدول أعمال مجلس الوزراء لأن لبنان رسمياً غير معني بالمواجهة الجارية ما دامت خارج أراضيه، وكذلك الحال بالنسبة للجيش اللبناني الذي تفقدت قيادته السياسية والعسكرية مواقعه في الناقورة. وأكّد قائد الجيش العماد جان قهوجي الاستعداد للدفاع عن الحدود الجنوبية في مواجهة العدو الإسرائيلي، والتصدي لأي اعتداء على لبنان من أي جهة أتى.

لكن المصدر استدرك ان الوضع في حال تفاقمه قد يترك ارتدادات سلبية على الحوار الدائر في البلاد، لا سيما بين «تيار المستقبل» و«حزب الله»، في ضوء الأبعاد الخطيرة إلى تتخذها مشاركة الحزب في معركة القلمون، والأهداف المرسومة لها من جهة المحور الذي ينحرط فيه الحزب.

وتوقف المصدر عند ما أعلنه جعفري من ان تدخلات بلاده في اليمن وسوريا والعراق ولبنان تأتي في إطار توسيع «الهلال الشيعي» في المنطقة الذي وصفه «كالسيف في قلب الكيان الصهيوني»، معتبراً ان هذا الموقف لا يتفق مع سياسة الحكومة الرسمية لجهة النأي بالنفس وهي محاولة ليست جديدة للتأثير سلباً على الاستقرار القائم في لبنان، وبالتالي فإن مثل هذا الموقف يرفضه لبنان الرسمي، ويأمل ان يتنبه «حزب الله» إلى مخاطر توريطه في سياسات أكدت التجارب انها لم تكن في مصلحة لبنان، لا سيما في ضوء سقوط عشرات اللبنانيين على أرض غير لبنانية وخدمة لأجندة إقليمية.

المعارضة السورية:

لتحييد الجيش اللبناني

وحذر مصدر في المعارضة السورية المسلحة من استخدام «حزب الله» للأراضي اللبنانية، وهو أبلغ «اللواء» ان الحزب ينطلق في قصفه المدفعي والصاروخي وهجماته وعمليات التسلل من الجانب اللبناني، فيما لا تزال المعارضة وخاصة تحالف قوى المعارضة المسلحة تلتزم احترام الأراضي اللبنانية وتجهد لتحييدها عن الصراع الدائر في القلمون.

وكشف المصدر ان «الجيش الحر» اقدم أمس على توقيف أربعة من عناصر «تنظيم الدولة الاسلامية» كانت تستهدف قرى لبنانية بالقصف. وتأتي هذه الخطوة في إطار المساعي إلى تحييد الجانب اللبناني من الحدود، وتجنب أي مواجهة مع الجيش اللبناني.

الحجيري: عرسال

في عهدة الجيش

وفيما كانت احداث القصف المدفعي تسمع في جوار بعلبك، كان الوضع طبيعياً في عرسال. وقال رئيس بلدية عرسال علي الحجيري لـ«اللواء»، ان البلدة تنعم بالهدوء والحياة الطبيعية، ولا يوجد أي اشتباكات في جرد البلدة نتيجة وجود الجيش فيها وفي محيطها، وهي غير معنية بالمعركة الدائرة في القلمون.

وأفاد أن الاشتباكات بين «حزب الله» وفصائل المعارضة السورية محصورة ما بين جرود بريتال وجرود بعلبك، من فليطة إلى المناطق الجبلية لبلدة عسال الورد السورية التي يتواجد فيها جيش النظام السوري، مضيفاً أنه ليس لـ«حزب الله» أي تواجد في جرود عرسال ورأس بعلبك، وأنه ليس من مصلحته توسيع رقعة المعركة، لأن هذه المنطقة الجبلية واسعة جداً.

ونفى الحجيري ما تردّد من معلومات عن خروج مقاتلين من مخيمات اللاجئين السوريين في عرسال للمشاركة في المعركة، وذلك لكون الجيش اللبناني يحكم الطوق على عرسال، ولا يستطيع أي شخص الذهاب إلى جرود البلدة إلا بإذن من حواجز الجيش المنتشرة في محيط البلدة.

ميدانياً، وبينما كان القتال في القلمون يستمر أمس لليوم الثالث على التوالي، وكانت «تنسيقات سورية» تؤكد مقتل قائد المهام الخاصة في «حزب الله» مروان مغنية (أبن عم عماد مغنية) في هذا القتال، لم يشر «حزب الله» إلى مقتل مغنية، معلناً أن ثلاثة عناصر سقطوا في الاشتباكات وليس أربعين كما أعلن ناطق باسم «جيش الفتح» أمس الأول، إلا أن «جيش الفتح» عبر تغريدات له على موقع «تويتر» سارع إلى الرد على الحزب، مؤكداً أن مقاتليه أوقعوا أكثر من ستين قتيلاً وعشرات الجرحى في صفوف الحزب وقوات الجيش السوري والدفاع الوطني، محذراً اللبنانيين من أن الحزب يجرّهم إلى حرب تخطط لها إيران.

وذكرت «قناة المنار» أن دفاعات المعارضة انهارت في القلمون، وأنها سيطرت على مئة كيلومتر مربع في جبال تلك المنطقة، إلا أن مصدراً في «جبهة النصرة» تحدث عن انسحاب تكتيكي لعناصرها من مناطق جبلية محيطة ببلدة عرسل الورد إثر تسلل قوات من الأراضي اللبنانية، فيما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القتال مستمر وأن لا تغييرات استراتيجية في طبيعة المعارك.

مجلس الأمن المركزي

وتحسباً لأي انعكاسات في مناطق الخطة الأمنية التي نفذت مؤخراً سواء في طرابلس أو البقاع الشمالي أو الضاحية الجنوبية، عُقد اجتماع لمجلس الأمن المركزي ترأسه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بحضور قادة الأجهزة الأمنية والنائب العام التمييزي القاضي سمير حمود ومحافظ بيروت القاضي زياد شبيب.

ومع أن القرارات بقيت سرية إلا أن مصدراً مطلعاً أدرجها في إطار تشديد الإجراءات في العاصمة والضواحي، منعاً لحصول أية مفاجآت في ضوء التطورات العسكرية على جبهة القلمون.

تجدر الإشارة إلى أن إجراءات اتخذت في منطقة الضاحية الجنوبية، بناء على طلب جهات حزبية، قضت بإعطاء توجيهات للسكان بعدم التجول إلا لقضاء الحاجات الضرورية تخوفاً من حصول اختراقات أمنية.

«براغماتية» الحوار

وبدا الحوار السياسي، وكأنه أوّل المتأثرين بحرب القلمون مع ان طرفي الحوار (المستقبل – حزب الله) لا يزالان يعلنان تمسكهما به وأن كان لا يُحدث اختراقاً على أي صعيد من الصعد. وأكّد الرئيس فؤاد السنيورة ان «المستقبل» مستمر في الحوار لأن حزب الله جزء من النسيج اللبناني، رغم ان فرص إنجاز الحوار لامور أساسية ضعيفة، من دون ان يقلل من النتائج السلبية لمشاركة «حزب الله» في الحرب السورية.

الا ان مصدراً في «تيّار المستقبل» بدا قلقاً على الحوار من تداعيات معركة القلمون.

في هذا الوقت، يُبرّر النائب ميشال عون امام جمهوره أسباب دعمه لمشاركة «حزب الله» في معركة القلمون رغم ما قد يترتب عليها من نتائج تضر بالحوار القائم والاتصالات التي لم تنقطع مع «تيار المستقبل».

وإذ نقلت بعض الأوساط ان عون اقترب من إعلان يأسه من أي جدوى لأي تعاون مرتقب مع «المستقبل»، قالت ان رئيس «تكتل الإصلاح والتغيير» يراهن على تكرار تجربة اشرف ريفي مع جان قهوجي. فوفق معلومات مصدر نيابي مقرّب من الرابية،  فإن الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله أبلغ عون انه يدعمه ليس فقط في رئاسة الجمهورية بل أيضاً في تعيين قائد جديد للجيش.

غير ان عضو «كتلة المستقبل» النائب محمّد حجار نفى لـ«اللواء» وجود أزمة بين «المستقبل» و«التيار العوني» مشيراً لـ«اللواء» إلى ان «المستقبل» يعمل على إيجاد مساحة تلاق بين جميع الأطراف وإخراج لبنان من أزمة الشغور الرئاسي، لكنه بالتأكيد لن يقبل بحصول شغور في الأجهزة الأمنية إذا تعذر التوافق على إجراء التعيينات.

بدورها أكدت مصادر التيار العوني لـ«اللواء» ان ما من شيء يدعو للقلق أو للقطيعة في علاقة التيار الحر مع «تيار المستقبل»، لافتة إلى ان الحوار بينهما متواصل على الرغم من الاقاويل. وإذ أكدت ان أي اتفاق نهائي على الملفات العالقة لم يتم بما في ذلك ملف التعيينات، لم تستبعد قيام اتفاق حوله في وقت لاحق.