IMLebanon

الملك سلمان يشيد ببري: لا تأثير لحملة الحزب وملتزمون هبة الجيش

الملك سلمان يشيد ببري: لا تأثير لحملة الحزب وملتزمون هبة الجيش

سلام لـ«اللــواء»: خادم الحرمين يؤكّد مساعدة لبنان في السراء والضراء ولا خوف على الحكومة

جدّة – د. عامر مشموشي:

أكّد رئيس الحكومة تمام سلام لـ «اللواء»، لدى عودته إلى بيروت منتصف الليل، أن اللقاء مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز كان ممتازاً وناجحاً، إذ عبّر جلالته عن التزام الملك بمساعدة ودعم لبنان في السراء والضراء، ومهما تبدّلت الظروف وتغيّرت.

وأضاف: بدوري، عبّرت عن شكري لهذا الاهتمام وقلت لجلالته: «إذا كانت المملكة بخير فإن لبنان بألف خير».

وطمأن الرئيس سلام أبناء الجالية اللبنانية في المملكة العربية السعودية إلى المكانة الخاصة لهم في المملكة، ولدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والقيادة السعودية.

وقال مخاطباً اللبنانيين العاملين في المملكة: «نحن بخير طالما ان المملكة بخير».

وكان الوضع اللبناني من أبرز الموضوعات التي حضرت خلال الخلوة بين الملك سلمان والرئيس سلام، والتي أعقبت اللقاء الموسع مع الوفد الوزاري الذي ضم نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل، وزير الخارجية جبران باسيل، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وزير الصحة وائل أبو فاعور ووزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي، أي جميع مكونات الحكومة سياسياً وطائفياً وتولى الرئيس سلام تقديم الوزراء الي الملك الذي رحب بهم فرداً فرداً.

وفي بداية الاجتماع، تمنى الملك سلمان للرئيس سلام والوفد المرافق له طيب الإقامة في المملكة التي هي بلدهم الثاني بعد لبنان، وشكر الرئيس سلام خادم الحرمين الشريفين والقيادة السعودية على حسن الاستقبال وعلى الحفاوة والتكريم اللتين قوبل بهما الوفد اللبناني.

وحضر الاجتماع عن الجانب السعودي ولي العهد الأمير محمّد بن نايف بن عبد العزيز ووزير الدولة الدكتور مساعد بن محمّد العيبان، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي ووزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني ووزير الدولة خالد بن عبد الرحمن العيسي، والسفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري.

وكشف مصدر رسمي سعودي ان البحث تطرق إلى الوضع على الساحتين الإقليمية والدولية، وتركز على استعراض العلاقات الثنائية المميزة بين السعودية ولبنان، ومجالات دعمها وتطويرها لما فيه خير ومصلحة البلدين، وكانت مناسبة، اعرب خلالها الرئيس سلام عن تقدير لبنان، حكومة وشعبا،ً لاهتمام خادم الحرمين الشريفين بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين ووقوف المملكة الدائم والمستمر مع لبنان وشعبه في مختلف الظروف.

ووفقاً لمصدر مرافق للرئيس سلام، فإنه اطلع الملك سلمان على تطورات الوضع في لبنان، والمعركة التي يخوضها الجيش اللبناني والقوى الأمنية في مواجهة الإرهاب، وملف النزوح السوري الذي بات يُشكّل عبئاً هائلاً على لبنان على المستويات كافة.

وأكّد الملك للرئيس سلام ان المملكة كانت ولا تزال الداعم الأكبر لاستقلال لبنان وسيادته، وانه شخصياً يدعم انتخاب رئيس جمهورية يتوافق عليه اللبنانيون وتكون له علاقات جيدة مع الخارج.

وكشف الرئيس سلام انه تبلغ من العاهل السعودي خلال الاجتماع الذي دام ساعة إنه والمملكة حريصان على استمرار دعم لبنان، لا سيما بالنسبة للهبتين السعوديتين (3 مليارات + مليار) لتسليح الجيش اللبناني وتدريبه.

واثنى العاهل السعودي على رئيس مجلس النواب نبيه برّي ومواقفه الحكيمة ووصفه «بالرجل العاقل».

وفي ما يتعلق بحملة حزب الله المستمرة ضد المملكة، أوضح الملك سلمان ان هذه الحملة لن تؤثر على العلاقة الأخوية والمتينة بين لبنان والمملكة، مكرراً حبه وتقديره لهذا البلد ولصيغته الفريدة في العالم.

وفي سياق متصل، كشف الرئيس سلام انه طرح خلال اجتماعه مع الأمير محمّد بن نايف مسألة الانتخابات الرئاسية، شارحاً له حقيقة الأسباب التي تحول دون انتخاب الرئيس من زاوية اهتمام المملكة بهذا الموضوع وقدرتها على مساعدة اللبنانيين على إنجاز هذا الاستحقاق، نظراً للمكانة التي تتمتع بها المملكة.

وفي الطائرة التي أقلته من جدّة عائداً إلى بيروت أعرب الرئيس سلام عن ارتياحه لنتائج محادثاته وسروره لما لمسه من تجديد التزامات المملكة تجاه لبنان وحرصها على اللبنانيين العاملين هناك، مكرراً حرصه على انتظام عمل الحكومة، وأن كل المواضيع قابلة للمعالجة، وأن ما هو مطروح، سواء في ما يتعلق بعرسال أو القيادات الأمنية ليس بالأمر المتعذر التوصّل إلى تفاهم حوله، فالجيش ليس بحاجة إلى قرار جديد في ما خص عرسال ومحيطها، وأنه يقوم بمهامه وهو المسؤول عن الأمن في كل منطقة البقاع.

وحول الوضع الحكومي، لم يبدِ الرئيس سلام تشاؤمه، فهو أكد على استمرار الحكومة بمهامها، وأن غياب بعض الوزراء عن بعض الجلسات لا يؤثر على استمرار عمل الحكومة، فالحكومة تعتبر مستقيلة في حالات حددها الدستور، وليس أي من الحالات متوفرة في الوضع الراهن، ولا خوف أن تصاب الحكومة بالشلل، فقد أثبتت في أشهر قليلة أنها أكثر إنتاجية من سواها، فهي أنجزت ما عجزت عنه حكومات خلال السنوات العشر الماضية.

الوضع الحكومي

وكان الوضع الحكومي حاضراً خلال اللقاء الذي جمع الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل، على هامش الغداء الذي أقامه على شرف الرئيس سلام، في ضوء الافكار التي طرحها أمس رئيس تيّار المستقبل لجهة إمكان التفاهم مع العماد ميشال عون، وعدم جواز تعطيل البلد وشلّه وأن رئاسة الجمهورية تبقى أولوية على ما عداها.

كما أن الوزير باسيل بحث ملفي الرئاسة والحكومة والتعيينات والعلاقة مع التيار الوطني الحر مع السفير عسيري في إطار التواصل القائم بين الطرفين.

ولم يخفِ باسيل استخدامه لدراجة الرئيس الحريري النارية، حيث نشر له صورة على موقعه على الفايسبوك وهو يقود الدراجة (الخبر في مكان آخر).

وأعلن وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ«اللواء» أن جلسة مجلس الوزراء لا تزال قائمة في موعدها اليوم، موضحاً بأن كلام الرئيس برّي له دلالاته ويجب أخذه بالاعتبار، وعلى هذا الأساس يبني الرئيس سلام الموقف الذي يجب اتخاذه في الجلسة.

وأوضحت مصادر وزارية أن الاتصالات نشطت سواء في بيروت أو جدّة لاحتواء الأزمة القائمة حول التعيينات الأمنية والعسكرية، من دون أن تصل إلى بلورة حل نهائي، مشيرة إلى أن الأمور تبقي رهن ما سيحصل من نقاش داخل الجلسة، مرجحة أن يلجأ الرئيس سلام في حال احتدم النقاش دون نتائج إلى رفع الجلسة من دون تحديد موعد جديد إلى حين التفاهم بهذا الشأن.

وسجلت أمس زيارة من وزير التربية الياس بوصعب إلى الرئيس برّي في عين التينة، مؤكداً أنه على تنسيق دائم معه، مشيراً إلى أنه «ليس بالضرورة أن يكون اليوم بدء العطلة الحكومية»، لافتاً إلى أن الأمر يتوقف على إدارة الرئيس سلام.

وفي ملف التعيينات الأمنية الذي سيطرح انطلاقاً من طلب الوزير المشنوق تأجيل تسريح المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص ثلاثة أشهر إضافية، في حال لم يتم التوافق على تعيين مدير أصيل، كشف وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم في تصريح لـ«اللواء» أن حزب الكتائب لن يقبل بأي حل للتعيين قبل الإنتهاء من موضوع قائد الدرك، سواء بالتعيين أو بالتكليف.

الجلسة 24

ولم تحمل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية ذات الرقم المتسلسل 24 أي مؤشر، سواء في الشكل أو في المضمون، إلى أن شيئاً ما سيتغيّر سياسياً، وانتهى الموعد بإعلان تأجيلها كالمعتاد من قبل الرئيس برّي بسبب عدم اكتمال النصاب الى موعد جديد حدّد في 24 حزيران الحالي، في ظل حضور 51 نائباً من قوى 14 آذار، وهو نفس العدد الذي حضر في الجلسة رقم 23.

وشدّد الرئيس برّي من عين التينة أمام نواب الأربعاء على «ضرورة التنبّه إلى المآرب الإسرائيلية ومخاطر تهديدها الدائم للبنان على غير صعيد»، وقال: «هذا التهديد العدواني بات منسياً أو مهملاً رغم تزايد مخاطره الأمر الذي يستوجب منا أن نحذر من هذا المنحى في كل وقت ونوليه الأهمية المطلوبة».

وأسف برّي «أن اللبنانيين منشغلون بانقساماتهم في الوقت الذي يجري الاسرائيليون مناوراتهم ويبيّتون نواياهم العدوانية».

الراعي في دمشق

في الاثناء، يجري البطريرك الماروني بشارة الراعي زيارة رعوية الى دمشق نهاية الاسبوع لن تتضمن اي لقاءات مع مسؤولين سوريين، وفق ما اعلن مستشاره الاعلامي وليد غياض الذي قال لوكالة فرانس برس ان «زيارة البطريرك الراعي الى دمشق يومي الاحد والاثنين المقبلين هي زيارة رعوية وكنسية ولن تتضمن اي لقاء سياسي او اجتماع مع اي مسؤول رسمي في سوريا».

وتعد هذه الزيارة الثانية للراعي الى دمشق بعد اندلاع النزاع في سوريا في منتصف آذار 2011، بعد زيارة اجراها في التاسع من شباط 2013 للمشاركة في حفل تنصيب بطريرك الروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي.

واوضح غياض ان الزيارة «تتضمن في شقها الرعوي تفقد ابرشية الموارنة في دمشق والاحتفال بالصلاة الى جانب ابناء الرعية، بالاضافة الى تدشين المركز الاجتماعي الماروني التابع للمطرانية». وتتضمن الزيارة في شقها الكنسي وفق غياض، «تلبية دعوة بطريرك الارثوذكس لتدشين مقر جديد للبطريركية الارثوذكسية بالاضافة الى تلبية دعوة بطريرك السريان الارثوذكس مار اغناطيوس افرام الثاني للمشاركة في افتتاح سينودس الكنيسة السريانية الارثوذكسية».

وقال ان الزيارة «تعكس التقارب والتعاون الحاصل بين الكنائس المسيحية في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المسيحيون في المنطقة».

تطورات جرود عرسال

ولم تغب التطورات الميدانية في جرود عرسال عن المشهد السياسي اللبناني في جدّة، إذ نفى وزير الدفاع سمير مقبل ان تكون لديه معلومات عن ان حزب الله تمكن من تحقيق تقدّم في جرود عرسال، مشيراً إلى ان المخابرات ابلغته بأنه لا صحة للانباء عن اشتباكات في جرود عرسال، فيما أفادت قناة «المنار» التابعة لحزب الله عن سيطرة مقاتلي الحزب على مرتفعات مجر الحمرا وشميس الحمرا لناحية شمال جرود نحلة، وعن سيطرتهم على مرتفعات مراد غازي وحرف وادي الهوا وتلة الفيقة في جرود عرسال وتقدمهم في اتجاه جبل الزاروب الاستراتيجي جنوب وادي الخيل. وتحدثت عن سيطرة الحزب على اجزاء واسعة من وادي المزراب في جرود عرسال الذي كان يستخدمه المسلحون لقصف البلدات اللبنانية في البقاع.

وأفيد ان «الحزب» سيطر على شمال «حرف محسن» و«تلال القمع» المشرفة على عرسال البلدة، كما ان منطقة وادي الرهوة في جرود عرسال أصبحت تحت مرمى نيرانه. وتحدثت المعلومات عن سقوط 6 من عناصر الحزب في معارك جرود عرسال وفقدان سابع من آل شريف.