IMLebanon

تهديد عوني بالعودة إلى الساحات .. وحزب الله يُرحّب «بقرار عرسال»

تهديد عوني بالعودة إلى الساحات .. وحزب الله يُرحّب «بقرار عرسال»

السنيورة والمشنوق في جدّة للقاء الحريري .. والجميّل وسليمان يرفضان تعطيل الحكومة

تجاوزت الاتصالات أمس، الحرب الدائرة في جرود عرسال، وسجل الوضع البقاعي استرخاء مع ترحيب الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله بقرار مجلس الوزراء بخصوص عرسال، وتأكيده ان المقاومة ليست بصدد الدخول إلى هذه البلدة، مشيراً الىان «عرسال هي مسؤولية الدولة والجيش اللبناني»، وانتقل البحث إلى مآل المأزق الذي وضع النائب ميشال عون البلاد فيه، في حين سارع فريق مسيحي وازن إلى رفض هذا المنحى، فيما لم يحزم «حزب الله» موقفه القاطع من التحضيرات التي بدأها «التيار الوطني الحر» لاستخدام«الاقدام» التي يحتاجها النائب عون لتحصيل ما وصفه بحقوق المسيحيين، أي الانتقال من مجلس الوزراء إلى الشارع، ومن السياسة إلى «القوة» بتعبير نواب في تكتل عون.

إلا ان التهديد بالشارع، لا يراه وزير شمالي بارز لـ«اللواء» جدياً، لأن حزب الله لا يستطيع ان يساير عون في هذه اللعبة الخطرة على الجميع، ويؤكد ان أكثر من يتضرر من الشارع هو الحزب نفسه.

واعرب الوزير المعني عن اعتقاده بأن الفريق العوني سيعطل قرارات الحكومة وليس عملها لفترة معينة، وبالنهاية يمكن ان تلملم القضية على الطريقة اللبنانية.

ومع ذلك، انتقل المأزق الحكومي إلى جدة أمس حيث تداول الرئيس سعد الحريري مع الرئيس فؤاد السنيورة ووزير الداخلية نهاد المشنوق، في حضور مدير مكتبه نادر الحريري، بالوضع المستجد حكومياً بعد جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، وتهديد الفريق العوني مدعوماً من حزب الله بشل الحكومة والبلاد، وتعريض مصالح اللبنانيين، بما في ذلك رواتب الموظفين للخطر، وذلك عشية موسم الاصطياف، والاتصالات الدولية الجارية لترتيبات الأوضاع في المنطقة من اليمن إلى سوريا والعراق وشمال افريقيا.

وتوقف مصدر نيابي عند تراجع لهجة السيّد نصر الله في خطابه أمس، في احتفال كشافة المهدي والمقاربة التي أجراها بكلام عمومي يحمل أكثر من تفسير لما وصفه بالوضع الحكومي، فهو (أي نصر الله) لم يشأ ان يتخذ موقفاً واضحاً، واكتفى بتوجيه «نصيحة» للمسؤولين والوزراء والقوى السياسية في الحكومة «بأن تأخذ الامور بالجدية المطلوبة».

وفي إشارة إلى استمرار رهان حزب الله على استمرار حكومة الرئيس تمام سلام ودورها قال: «هناك استحقاقات مطلوبة من الحكومة اللبنانية عليها ان تتحمل مسؤولياتها القانونية والدستورية في معالجة ومتابعة هذه الاستحقاقات، وأن تؤخذ الأمور بالجدية اللازمة والاهتمام العالي وعدم المراهنة على سراب أو أوهام».

وبين هذا الكلام العمومي وامتناع النائب عون في العشاء السنوي للجنة الرياضة في «التيار الوطني الحر» عن التطرق إلى الوضع السياسي وما يعتزم التيار القيام به، والاكتفاء بالاشارة إلى ان هناك تقصيراً في كل شيء، وبين إطلاق حركة واسعة من المشاورات مسيحياً ووطنياً بهدف تبريد الأجواء وعدم دفع الأمور إلى الزاوية، توقع المصدر النيابي ان تشهد نهاية الأسبوع اعادة مراجعة وتقييم للمواقف بهدف احتواء التشنج.

وأشار المصدر إلى ان لا أحد يريد دفع الأمور إلى صدام، وانه بانتظار ما سيسفر عنه لقاء الرئيس سلام مع وزراء اللقاء التشاوري، وعودة الرئيس السنيورة والوزير المشنوق من السعودية، فضلاً عن المشاورات الجارية بين أطراف 8 آذار، فإن الصورة تتوضح، وفي ضوئها سيتقرر ما إذا كان الرئيس سلام سيبقي على جلسة مجلس الوزراء المقررة الخميس أو يتم ارجاؤها، إذا ما أصرّ الفريق العوني مدعوماً من «حزب الله» على عدم بحث أي بند من جدول الأعمال ما لم تبت التعيينات في المراكز الأمنية والتي باتت محصورة بقيادة الجيش.

ولاحظ عضو كتلة «المستقبل» النيابية النائب أحمد فتفت لـ«اللواء» ان لهجة نصر الله في خطاب كشافة المهدي كانت اخف من خطاباته السابقة، وانه تراجع بالنسبة إلى موضوع عرسال، وبالنسبة أيضاً إلى مسألة الحشد الشعبي، حيث اعترف انه ليس بحاجة إليه، بل فقط إلى تضامن ومساندة عشائر وفعاليات بعلبك – الهرمل، بما يعني ان الخطوات التي قام بها تيّار المستقبل كانت مفيدة على الصعيد السياسي.

ورأى انه يعتقد بأن إشارة نصر الله إلى ان أمور الدولة يجب ان تمشي موجهة أكثر إلى عون، لافتاً النظر إلى ان هناك اموراً لا يستطيع حزب الله ان يتخطاها، من بينها مثلاً مصالح النّاس وقضية تصدير المنتجات الزراعية التي أثارها وزير الزراعة اكرم شهيب في مجلس الوزراء، وهذه القضية ستكون لها ارتدادات شعبية، من شأنها ان تؤثر على الحزب، نظراً إلى ان معظم المزارعين من البقاع.

اللقاء التشاوري

ولم يشأ فتفت ان يتخذ موقفاً مما أثاره اللقاء التشاوري حيال مسألة الآلية المتبعة في مجلس الوزراء، على اعتبار انها تعود للرئيس سلام، لافتاً إلى ان الكتلة لم تناقش بعد هذه المسألة التي تخص الرئيس سلام في ادارته عمل الحكومة.

ورفضت مصادر وزارية في 8 آذار تعديل آلية العمل الحكومي لجهة جعل القرارات تتخذ بالأكثرية عوضاً عن التوافق، معتبرة هذا التعديل، في ما لو حصل انقلاب على الاتفاق المعمول به حالياً لجهة ان القرارات تتخذ بالتوافق.

وكان اللقاء التشاوري الذي اجتمع أمس في دارة وزير الاتصالات بطرس حرب، في حضور الرئيسين ميشال سليمان وأمين الجميل، قد أصدر بياناً استغرب لجوء عون (من دون تسميته) إلى التهويل بتعطيل عمل الحكومة، ووصفه بأنه «يشكل ابتزازاً سياسياً بشعاً لم تشهده الحياة السياسية في لبنان سابقاً».

وشدّد البيان على ان أي تعيينات في المراكز الأمنية الكبرى لا يجوز ان تتم في غياب رئيس الجمهورية، باعتباره قائد القوات المسلحة بحسب الدستور.

وكشف الوزير حرب ان اللقاء سيبحث مع الرئيس سلام الآلية المتبعة في عمل الحكومة، من زاوية رفض ان يفرض وزير معين أو فئة معينة رأيه أو رأيها على اللبنانيين وعلى الحكومة، لافتاً إلى ان البلاد لا تدار هكذا، وإلى ان ميثاقية الحكومة متوافرة بوجود الوزراء الشيعة الذين يمثلون الرئيس نبيه برّي والوزراء المسيحيين الذين يمثلون حزب الكتائب والمستقلين.

درباس

اما وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس فلم يشأ لـ«اللواء» ان يتكهن بالموقف الذي سيتخذه  الرئيس سلام بالنسبة لجلسة الخميس المقبل، لكن مصادر حكومية تساءلت عن الجدوى من عقد جلسة لمجلس الوزراء في الأسبوع المقبل إذا بقيت المواقف من قبل وزراء تكتل «التغيير والاصلاح» على حالها.

ورأى الوزير درباس ان الرئيس سلام يقلب الموقف، وانه من جهته يرى انه يجب أخذ الأمور بالاستيعاب أقله بالنسبة للأسبوع المقبل.

ولفت إلى انه شخصياً لن يستطيع دفع اجور موظفي وزارته إذا لم تصرف له سلفة خزينة من قبل مجلس الوزراء، والأمر نفسه يمكن ان يسرى على وزارات أخرى، وربما أيضاً على رواتب الموظفين بشكل عام.

ولاحظ ان مليارات كثيرة ستضيع على لبنان بفعل موقف وزراء عون، منها على سبيل المثال اعتزام رجال أعمال صينيين الاستثمار في لبنان بمليار و500 مليون دولار والبنك الدولي بمليار و400 مليون موزعة بين قروض ومنح، إلى جانب استحقاقات خدمة الدين واليوروبوند، معرباً عن اعتقاده بانهم لا يستطيعون تحمل تعطيل الحكومة والبلد اكثر من أسبوعين.

ورأى المصدر الحكومي انه لا حاجة لجدول أعمال جديد طالما الجدول السابق الذي يتضمن 81 بنداً لم تجر مناقشته بعد. في حين قال مصدر وزاري كتائبي انه سواء وزّع اليوم جدول أعمال أم لم يوزع، فنحن ذاهبون إلى مشكل.

واوضح: نحن سنذهب إلى الجلسة يوم الخميس، وسنرفض معادلة وزراء عون: روكز أو الشارع، وستقع المشكلة وهنا يعود القرار للرئيس سلام.

وقال انه لا يستطيع التكهن بما يمكن ان يحصل في الجلسة، لكن الوضع الحكومي غير مقبول، ولم يستبعد تعليق أعمال جلسات المجلس.

نصر الله

وكان نصر الله قد طمأن في كلمة له بثت عبر شاشات كبيرة في احتفالات نظمت في بيروت والنبطية وصور بمناسبة ثلاثينية جمعية كشافة الإمام المهدي «إلى ضرورة عدم الإصغاء إلى التهويلات الاسرائيلية، معتبراً أنها جزء من الصوت العالي الذي يعبر عن قلق العدو وخوفه من المقاومة».

 وجزم نصر الله «اننا لم نكن نفكر ولم نكن نخطط ولم يقل احد من حزب الله اننا نريد ان ندخل الى بلدة عرسال بل كنا نقول ان البلدة محتلة من الجماعات التكفيرية ومسؤولية تحريرها هي مسؤولية الدولة والجيش اللبناني».

وأشار إلى أن قرار مجلس الوزراء حول بلدة عرسال واضح بأن على الجيش اللبناني أن يستعيد هذه البلدة ويحميها ويدخل اليها وقد خرج هذا الملف من الكلام السياسي وأصبحت في عهدة الجيش اللبناني والاهالي يتطلعون الى قيادة الجيش لتحمل هذه المسؤولية.

واعلن أنه لن يتحدث «عن المدة الزمنية للانتهاء من معركة القلمون وجرود عرسال فالمعركة تتحدث عن نفسها، مؤكداً ان عشرات الكيلومترات من جرود عرسال تم تحريرها من قبل مجاهدي المقاومة»، موضحاً «أننا لا نريد ان نقترب من عرسال وهذه مسؤولية الدولة والجيش اللبناني ومعركة جرود عرسال انطلقت وستتواصل حتى الانتهاء من تحرير الجرود ولا احد يحدثنا عن وقت وهذا يحدده القادة في المعركة».

وفي السياق، اشارت قناة «المنار» الى ان مقاتلي الحزب سيطروا في شكل كامل على سهل الرهوة بعد فرار عشرات المسلحين من جبهة النصرة في اتجاه وادي الخيل، وعلى جبل الثلاجة الاستراتيجي في جرود فليطة في منطقة القلمون السورية وجبل شعبة القلعة في جرود عرسال المرتفع 2339 مترا والمشرف على منطقة وادي الخيل شرقاً وجزء من معبر الزمراني. في وقت، استهدف الجيش اللبناني ظهراً جرود عرسال وجديدة الفاكهة بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ بعد رصد تحركات للمسلحين على مسافة 8 كلم من جديدة الفاكهة.