Site icon IMLebanon

خلافات الخليوي والفيول أويل تُغرق مجلس الوزراء بالكيدية

خلافات الخليوي والفيول أويل تُغرق مجلس الوزراء بالكيدية

قضية العسكريين: الوسيط القطري يغادر منزعجاً .. وإنذارات الخاطفين بين إبراهيم والأهالي اليوم

عكس بيان وزير الإعلام رمزي جريج بعد انفضاض جلسة مجلس الوزراء التي دامت ما يربو عن ست ساعات، قدرة الحكومة على احتواء خلافاتها، وكأن شيئاً لم يكن، ما دام في الإمكان إحالة مواضيع جدول الأعمال الخلافية الى الوزراء المختلفين حولها، وتأجيلها الى جلسات لاحقة.

فملف «سوكلين» أعيد الى وزير البيئة لجمع الملاحظات حولها، ودفتر شروط «الفيول أويل» لزوم مؤسسة كهرباء لبنان عهد به الى وزيري المال علي حسن خليل والطاقة أرتيور نظريان، وأرجئ البت بملف الخليوي.

أفرغ الوزراء، قبل الجلسة، بعضاً من الاحتقان السياسي الذي خلّفته عملية مزارع شبعا وقبلها معركة جرود بريتال، وارتاحت الجلسة من التراشق بالاتهامات أو الدفاعات، ومع ذلك لم يتمكن المجلس من بت المسألة الأهم التي بدأت بها الجلسة واختتمت بها، وهي قضية العسكريين اللبنانيين المأسورين لدى تنظيمي «داعش» و«النصرة» في مناطق مجهولة في جرود عرسال التي ارتأى بعض أهالي الجنود في منطقة الشمال التوجه إليها علّ وعسى يحصلون على ما يبرّد قلوبهم ويكفيهم وساوس الانتظار وكوابيس التهديدات الخليوية التي قدر لوفد أهالي المخطوفين أن يُسمع بعضها الى موفد رئيس الحكومة اللواء محمد خير.

إذاً، انتهت الجلسة على الطريقة اللبنانية التي تدرأ الخلافات بالإحالات الى اللجان والمعالجات الجانبية، في وقت كانت فيه ساحة النجمة تشهد أنواعاً من السجالات والمشادات، عبر مؤتمرات لنواب اعتلوها ما إن أعلن أن الجلسة 13 لانتخاب رئيس الجمهورية تأجلت الى 29 تشرين الحالي:

النائب أحمد فتفت صفّى حساباته مع «حزب الله»، مستغلاً سؤالاً لمندوب «المنار» عن ضيافة الشاي في ثكنة مرجعيون في حرب عام 2006.

والنائب خالد الضاهر أفرغ حنقه على وزير الصحة وائل أبو فاعور، عبر مخاطبة النائب وليد جنبلاط «بتربية قروده»، فيما طلب فريق 8 آذار من النائب قاسم هاشم الرد على الذين غمزوا من قناة «حزب الله» بعد عملية شبعا، لا سيما ما جاء على لسان النائبين فتفت وإيلي كيروز.

وبقدر ما كان المشهد جدياً في مجلس الوزراء، ومنطوياً على حرص بإبقاء الخلافات تحت السيطرة وعدم الاقتراب من الخط الأحمر الذي يحرص معظم مكونات الحكومة على الابتعاد عن تجاوزه، كان المشهد في المجلس النيابي أشبه بالعرض المسرحي الممل والمعروفه تفاصيله قبل أن يبدأ، امتداداً على عقد جلسة التمديد المتوقعة قبل نهاية هذا الشهر، على أن تكون لولاية كاملة، منعاً للفراغ في المؤسسات. وانحصر حديث النواب في الآلية التي ستعتمد دستورياً أو سياسياً، في ما يتعلق بانتهاء التمديد الأول للمجلس في 20 تشرين الثاني المقبل، لجهة تمديد ثاني أصبح تحصيل حاصل، أو إجراء انتخابات نيابية، لا أحد يرغب فيها عملياً.

مجلس الوزراء

وعلى إيقاع انتقال اعتصام أهالي العسكريين الأسرى من ضهر البيدر الى ساحة رياض الصلح مقابل السراي الكبير، انعقدت جلسة مجلس الوزراء التي تصدرت قضية العسكريين نقاشاتها بين الوزراء، إنما من باب «التفاوض» وليس انطلاقاً من مبدأ «المقايضة» التي أفادت معلومات أنه لم يتسن للوزراء مناقشتها ولا مناقشة آليتها، خلافاً لما كان أعلنه الوزراء قبيل دخولهم الى الجلسة، علماً أن النقاش في هذه القضية، كان سيثير خلافاً بين وزراء يؤيدون المقايضة كوزراء الحزب التقدمي الاشتراكي و«المستقبل»، وآخرين يسألون عن نوع المقايضة المطلوبة، خصوصاً وأن الخاطفين لم يطرحوا مطالب واضحة، أو يرفضون بالمطلق حفاظاً على هيبة الدولة.

وأكد مصدر وزاري لـ «اللواء» أن مشكلة العسكريين الأسرى ليست مقايضة أوعدم مقايضة، بل المشكلة أن الخاطفين لا يريدون التفاوض ولا يطرحون أي مطالب ثابتة وجدية، وهذا ما حمل الوسيط القطري الى مغادرة لبنان، مبدياً انزعاجه من الخاطفين الذين لم يحصل منهم على شيء.

وجدد المصدر التأكيد أن الدولة الى جانب أهالي العسكريين، لكنها لن تخضع لابتزاز الخاطفين، معرباً عن قناعته بأن الخاطفين لا يريدون المقايضة وهم يأخذون هذا الموضوع للابتزاز والتهديد بقتل الأسرى.

وكشف المصدر أن معظم بنود جدول الأعمال كانت مدار خلاف بين الوزراء، لافتا إلى إندلاع سجال حاد بفعل البند المتعلق بالخليوي بين الوزيرين جبران باسيل وبطرس حرب، وسجال مماثل بين الوزيرين أرتور نظريان، وباسيل من جهة والوزير علي حسن خليل وغازي زعيتر من جهة ثانية، خلال تمديد العقد لمؤسستي البترول الكويتية والجزائرية، ما أدى إلى ترحيل هذه البنود إلى جلسات لاحقة.

وفي ما يتعلق بالتمديد لعقد شركة «سوكلين» أوضح المصدر أن هذا الأمر لقي اعتراضاً من وزراء الكتائب ووزراء آخرين وقال «لا يجوز أن يضعونا أمام أمر واقع وأن يعرض علينا الأمر في الأسبوع الأخير من نهاية مدة العقد، وكأنهم يقولون لنا إما أن تقبلوا بتجديد العقد أو أن تأكلكم النفايات.

ولفت إلى ان وزراء الكتائب طالبوا بأن يصار إلى تخفيض 4٪ من السعر الحالي، مقابل التمديد 9 أشهر، وأن يوضع دفتر شروط سريع ومناقصة جديدة لفترة لا تتعدى الثلاثة أشهر.

وبحسب المعلومات الرسمية، فإن الرئيس تمام سلام الذي اعتاد أن تكون له مداخلة افتتاحية تطرق إلى موضوع العسكريين المخطوفين واضعاًً مجلس الوزراء في جو المساعي التي يبذلها من أجل التوصل إلى تحريرهم، مؤكداً انه سيستمر، استناداً إلى تكليف مجلس الوزراء بالتفاوض بكل الأوجه للتوصل إلى تحرير العسكريين، مناشداً الرأي العام اللبناني وأهالي المخطوفين الوقوف إلى جانب الحكومة في مساعيها لتحرير أبنائهم من أيدي خاطفيهم.

وتمنى الرئيس سلام على الوزراء تأجيل النقاش السياسي إلى ما بعد الانتهاء من جدول أعمال الجلسة، لكن النقاش الذي استحوذ قرابة الساعة في هذا الملف، أكد ان الحكومة حادة في التفاوض، في حين ان الخاطفين ليسوا كذلك، وان ما من مطالب واضحة لهم، بحيث يـظهر مطلب جديد في كل يوم.

ونفت مصادر وزارية أن يكون البحث قد تطرق إلى مسألة المقايضة، مشيرة إلى وجود اقرار من جانب الرئيس سلام وخلية الأزمة بأن هناك بطئاً، غير ان الجهود لا تزال متواصلة، وهي لن تتوقف بهدف تحرير العسكريين.

كما نفت المصادر ان يكون البحث قد تناول ما جرى مؤخراً، في بريتال ومزارع شبعا، بعدما طلب الرڈيس سلام الدخول في جدول الأعمال، والذي تضمن بنوداً خلافية استغرقت وقتاً في النقاش، في ضوء ملاحظات عدد من الوزراء عليها، ولا سيما، مثلما سبق الاشارة، ما يتعلق بملف «سوكلين» والهاتف الخليوي وشراء البترول.

لقاء الأهالي وخير

وكان سبق الجلسة، اجتماع بين خمسة أفراد من أهالي العسكريين ورئيس المجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير، موفداً من الرئيس سلام. ثم اطلع مجلس الوزراء على أجواء اللقاء مع الأهالي الذي وصفه بالإيجابي، إلا انه التزم الصمت حيال تفاصيل اللقاء.

وبحسب المعلومات فإن اللقاء الذين استمر ثلاث ساعات بين وفد من أهالي العسكريين واللواء خير، انتهى مبدئياً إلى تفهم الأهالي للوضع القائم بالنسبة لمسار التفاوض الحاصل مع الخاطفين من مسلحي «داعش» وسيتبع هذا اللقاء اجتماع آخر ظهر اليوم بين الأهالي واللواء خير بمشاركة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي يتولى الاتصالات مباشرة مع الوسيط القطري.

ولاحظت مصادر متابعة أن وفد الأهالي خرج من لقاء خير، وهو الثالث من نوعه الذي يعقد بين الطرفين، راضياً إزاء المعطيات والتنظيمات التي عرضها الأمين العام لمجلس الدفاع ووجهات النظر التي طرحها، لا سيما تأكيده بأن على الأهالي ان يكونوا مع دولتهم ومع جيشهم ومع شعبهم، وان لا ينقادوا إلى رغبات الخاطفين وطموحاتهم الفتنوية، واللعب على عواطف الأهالي ومشاعرهم الانسانية، مشدداً على أن الدولة والجيش اللبناني هما بالتأكيد مع الأهالي ونشعر بما يشعرون، ونتحسس عمق المعاناة التي يشعرون بها، لكن في المقابل يجب أن يعرفوا بأن كل جندي لبناني هو مشروع شهيد، وبالتالي فإن الأهل حينما رضوا بتطوع أبنائهم في المؤسسة العسكرية، أن هؤلاء منتدبون للدفاع عن وطنهم وعن شعبهم، ومن غير المعقول أو المقبول أن يتحولوا الى أداة في يد الخاطفين.

ورفضت المصادر الكشف عما إذا كان الوفد قد تبلغ بأن الحكومة توصلت الى قرار في شأن المقايضة، مؤكدة أن هذا القرار لا يعلنه إلا الرئيس سلام، إلا أنها لاحظت من جهة أخرى، أن الخاطفين لم يحددوا بعد من يمثلهم في المفاوضات، لكي يكون لهذه المفاوضات مساراً جدياً، مؤكدة أن الدولة ترفض التفاوض مع الحجيري «أبو طاقية».

الاعتداء على الجيش

في غضون ذلك، تتواصل الاعتداءات على الجيش اللبناني، في محاولة لتعميم حالة الفوضى في البلاد، وكان آخرها استهداف عناصر من الجيش في بلدة الريحانية في عكار من قبل مجهولين كانا يستقلان دراجة نارية، مما أدى الىاستشهاد الجندي ميلاد محمد عيسى وجرح الجندي محمد فخر الدين حيدر.

وأعلنت قيادة الجيش عن إحباط محاولة تسلل من قبل مجموعة ارهابية الى أحد مراكزها في منطقة وادي حميد في عرسال، كما تعرضت آليتين للجيش في محلة المصيدة في عرسال لإطلاق نار من داخل مخيم للنازحين السوريين القريب من المكان.

كما أعلنت القيادة عن سقوط صاروخ بين بلدتي بريتال وحورتعلا، وصاروخ آخر بين بلدتي حورتعلا وطليا، مصدرهما السلسلة الشرقية، من دون وقوع إصابات.

وأفاد مصدر ميداني في «حزب الله» لوكالة فرانس برس أن الهدوء يسود جرود القلمون بعد أن فشلت كل محاولات الجماعات المسلحة في تحقيق أي خرق خلال الفترة الماضية، في إشارة الى المعارك التي اندلعت طيلة الأيام السابقة التي تلت معركة جرود بريتال، مشيراً الى أن القوات السورية وعناصر الحزب شنوا هجمات عدة في جرود عسال الورد وفليطا والجبة في القلمون، متحدثاً عن مقتل ما لا يقل عن 15 مسلحاً.

غير أن معلومات خاصة، أكدت أنه سقط لحزب الله في معارك اليومين الماضيين ثلاثة شهداء وأسر من عناصره واحد يدعى عماد عياد، فيما وقع في يد مقاتلي الحزب أكثر من خمسة عناصر من المجموعات المسلحة.

وتحدث رابط حزبي عمم هذه المعلومات من أرض المعركة على مواقع التواصل الاجتماعي، عن وجود جثة واحدة من الحزب بيد المجموعات المسلحة، في مقابل وجود 57 جثة من هذه المجموعات في يد الحزب.