IMLebanon

أزمة داخل 8 آذار .. وانتفاضة للهيئات الإقتصادية الخميس

أزمة داخل 8 آذار .. وانتفاضة للهيئات الإقتصادية الخميس

سلام لن يُدرِج أيّ بند خلافي على جدول الأعمال .. ونفي فرنسي لتجميد الهبة السعودية

الخميس المقبل في 25 حزيران الحالي، تطلق الهيئات الاقتصادية مع الاتحاد العمالي العام صرخة من «البيال»، «من أجل قرار ضد الانتحار». وفي 17 تموز تواجه العاصمة ومعها الضواحي ولبنان، مشكلة النفايات الصلبة، في ضوء القرار المتخذ بإقفال مطمر الناعمة في هذا التاريخ من دون أن يتوفر بديل، لا على صعيد طمر النفايات ولا على صعيد مؤسسة تتولى جمعها.

وبين هذين التاريخين، تحتدم الخلافات السياسية، وتطرح على نطاق واسع مصائر الدولة والطائف والدستور، في وقت يركب «التيار العوني» رأسه، فلا رئاسة الجمهورية باتت تعنيه ولا حتى التعيينات الأمنية، فالمسألة، من وجهة نظره، باتت قضية «استرجاع حقوق مسلوبة»، الأمر الذي رفضه بقوة وزير البيئة محمّد المشنوق، معتبراً أن الحكومة لم تقصّر في وقت من الأوقات في الاستماع والمناقشة، والبحث عن مخارج تجمع ولا تفرّق.

ولعل، وفق مصدر مطلع، مرد التصعيد العوني المرتقب، بعدما أصبحت الفيدرالية مطلباً مباشراً للعونيين، التقارير التي تصل تباعاً من عواصم كبرى، وفي مقدمها موسكو أن فرصة النائب ميشال عون بالوصول إلى الرئاسة الأولى أصبحت من الماضي.

ووفقاً لهذا المصدر، فإن العلاقة بين مكونات 8 آذار آخذة بالانكماش، في ضوء المأزق الذي دفع النائب عون البلاد إليه، واضطرار هذه القوى إلى مجاراته حيناً والسكوت عنه حيناً آخر، مع العلم أن في الغرف المغلقة تتفق مع المكونات الأخرى في الحكومة أن الوضع لا يحتمل التشاطر أو التلاعب، وأن الأزمات مقبلة لا محالة، سواء تأمين رواتب الموظفين أو الحفاظ على الاتفاقيات المالية الدولية، بما فيها القروض الميسّرة التي تفوق المليار و100 مليون دولار التي أعرب البنك الدولي عن استعداده لتوفيرها للبنان، شرط أن تسلك المسالك التشريعية ضمن مهلة معينة، بما في ذلك ما يمكن أن توفره المفوضية الأوروبية من مساعدات إنسانية للبنان للتمكين من مواجهة أعباء النزوح السوري، وهو ما ذكّرت به هذه المفوضية في بيان صدر أمس في اليوم العالمي للاجئين، حتى أن المساعدة الفرنسية المخصصة لوزارة التربية والمقدّرة بـ49 مليون يورو حوّلت من لبنان إلى دولة أخرى، وهي كانت مقررة لإنشاء مدارس جديدة، بسبب حالة التعطيل والشلل التي تشهدها الحكومة، بحسب ما أبلغه السفير الفرنسي في بيروت بياتريس باولي إلى وزير التربية الياس بوصعب.

جلسة أو لا جلسة

في هذا الوقت، أكد مصدر وزاري أن الحكومة لا يمكن أن تستغرق كثيراً في الامتناع عن عقد جلسة، وإلا لأصبحت وكأنها غير قائمة، وبالتالي فلا يمكن الاستمرار في تعطيل الجلسات، ولا بدّ للرئيس تمام سلام من الدعوة لجلسة في بحر الأسابيع الثلاثة المقبلة.

أما أوساط رئيس الحكومة فقالت أنها لا تستطيع أن تجزم بأن تبقى الحكومة معطّلة طيلة شهر رمضان، مشيرة إلى أن هذا الكلام لم يصدر أبداً عن الرئيس سلام وإنما قيل من قبل بعض النواب.

ورجحت هذه الأوساط، أن تعود الأمور إلى التحرّك ابتداءً من الاثنين المقبل، على اعتبار أن اليومين المقبلين هما عطلة نهاية الأسبوع.

وعما إذا كان صحيحاً أن الاتصالات تتركز على بنود جدول أعمال الجلسة التي يطالب وزراء 14 آذار بأن تنعقد سريعاً، مثلما قال وزير العدل أشرف ريفي، بعد الجولة التي قام بها في أسواق طرابلس، استبعدت الاوساط أن يعمد الرئيس سلام إلى إدراج بند التعيينات الأمنية في هذا الجدول لاعتبارين:

الأول: وجود جدول أعمال جاهز للجلسة في حال تمت الدعوة إليها، وهو سبق أن وزّع على الوزراء قبل أسبوعين ويتضمن 81 بنداً.

والثاني: أن بند التعيينات الأمنية غير متوافق عليه من قبل القوى السياسية، فكيف يعقل أن يناقش بند في الجلسة في ظل الخلاف القائم حالياً؟.

ووصفت هذه الأوساط، هذا الموضوع بأنه «حكي فاضي» وجزمت بأن الاتصالات لم تحقق أي تقدّم حتى الآن.

وفي السياق نفسه، توقعت مصادر وزارية لـ«اللواء» تفعيل حركة الاتصالات الهادفة إلى إيجاد مخرج ملائم للأزمة الحكومية بدءاً من الأسبوع المقبل من دون أن تجزم ما إذا كان الرئيس سلام سيدعو إلى جلسة حكومية، لافتة إلى أنه بعد زيارة الوزيرين جبران باسيل ومحمّد فنيش الى السراي الحكومي خلال الأسبوع الحالي، أصبح المشهد ميالاً إلى التشاؤم، علماً أن الرئيس سلام لم يقطع خطوط الأمل.

ورأت هذه المصادر أن الرئيس سلام يقدّر الموعد لانعقاد جلسات حكومته، وأن قرب استحقاقات معيّنة قد يقرّب انعقاد هذه الجلسات، وأن البحث بقسم من التعيينات الأمنية الداهمة قد لا يتم إلا في الموعد المحدد، أي شهر أيلول، وأنه سيتعيّن على المجلس الاجتماع حتماً لاتخاذ القرار المناسب.

نفي فرنسي

ومن باريس، أفاد مراسل «اللـواء» بشارة البون أن الناطق باسم وزارة الدفاع الفرنسية نفى علمه بالأخبار المتداولة حول طلب سعودي وصل اخيرا الى الجانب الفرنسي من اجل «تجميد» العمل بصفقة تسليح الجيش اللبناني التي تمولها الهبة السعودية. وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية طلب من الاعلاميين التوجه بهذا السؤال الى الجهات المعنية في وزارة الدفاع لان الجواب عليه لا يندرج في اطار صلاحياته.

وأوضحت مصادر قريبة من هذا الملف ان لا شيء جديداً في الموضوع وان الامور عادية وان ما جرى قديم ويعود الى اشهر ويختصر بالاتي: بعد وفاة الملك عبدالله بن عبد العزيز وتسلم الملك سلمان مقاليد الحكم استمهلت السلطات السعودية الجانب الفرنسي من اجل اجراء مراجعة للظروف وللشروط التي واكبت اجراء هذه الصفقة داخل المملكة ومعرفة ما اذا كانت هناك من عمولات رافقت الصفقة كما طلبت من الفرقاء الفرنسيين التحقق ايضا من جهتهم حول هذا الموضوع.

وبعد ان تمت المراجعة واتضاح الوقائع اتخذت الجهات السعودية بعض التدابير الداخلية من اجل اعادة ترتيب الامور واستؤنف بعدها العمل من اجل تنفيذ الصفقة.

ولم تستبعد المصادر ان يتم التطرق الى موضوع الهبة السعودية على هامش المحادثات التي سيجريها الاسبوع المقبل في باريس ولي ولي العهد ووزير الدفاع الامير محمد بن سلمان.

وفي المعلومات أن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان سيتوجه الاثنين المقبل إلى الرياض للتشاور مع المسؤولين السعوديين في شؤون ثنائية.

ولاحظت المصادر ان الزيارة تأتي لتدحض كل ما أشيع عن تعثر في الاتفاق الثلاثي بشأن الهبة السعودية للبنان.

زيارة عون غير واردة

وعلى صعيد آخر، نفت مصادر نيابية في كتلة «المستقبل» ان تكون هناك زيارة مرتقبة قريباً للنائب ميشال عون، في إطار الحراك الذي تقوم به الكتلة لطرح وجهة نظرها في ما يتعلق بالوضع في عرسال والوضع الحكومي، مشيرة إلى ان هذا الموضوع لم يناقش داخل الكتلة، وإن كانت الفكرة طرحت من خارج الكتلة، وكانت الأغلبية ضدها.

ولاحظت المصادر ان الكلام الذي صدر عن عون بأن أبواب الرابية مفتوحة للمستقبليين، لا يقصد به الكتلة ككتلة، وإنما المقصود به هو الحوار بينه وبين الرئيس سعد الحريري سواء الذي يقوم به الوزير السابق الدكتور غطاس خوري أو مدير مكتبه نادر الحريري.

كارثة وطنية

ومن ناحية ثانية، جزمت المصادر ان تواجه البلاد كارثة وطنية كبرى علي صعيد مشكلة النفايات، مع انتهاء المهلة المحددة لاقفال مطمر الناعمة في 17 تموز. مشيرة إلى ان هذا المطمر امتلأ على الآخر، ولا يستطيع استيعاب نفايات أخرى، حتى لو مددت المهلة إلى أبعد من 17 تموز، مؤكدة ان كل الحلول لهذه الأزمة مقفلة، بسبب دفتر الشروط الذي لم يلحظ تأمين مطمر آخر لملتزم جمع النفايات، وترك لمن ترسو عليه المناقصة تأمين هذا المكان، سواء في العاصمة والمناطق المجاورة، ولهذا السبب لم يتقدّم إلى المناقصة أي أحد.

على صعيد الوضع الميداني، في منطقة القلمون، كشف تلفزيون «المنار» أن حزب الله استهدف اجتماعاً لقياديين في «داعش» في خربة حمام على أطراف جرود عرسال.

وقالت القناة أن القيادي في «داعش» أبو عائشة الليبي وستة آخرين من التنظيم قُتلوا في الهجوم، وعرف منهم «أبو عكرمة» الزهوري والمدعو أحمد عبد المحسن، كما أدت العملية إلى تدمير آليتين للتنظيم المذكور.

وأشارت معلومات أخرى إلى سقوط عنصر من «حزب الله» في القلمون هو على محمّد عز الدين من بلدة باريش.

أمنياً أيضاً، سيطر الهدوء الحذر على مخيم عين الحلوة أمس اثر الاشتباكات المسلحة التي شهدها أمس الأوّل وأسفرت عن سقوط قتيلين و11 جريحاً، في وقت بدا مسرح الاشتباكات في طيطبا أشبه بساحة حرب حقيقية جرّاء الدمار الهائل الذي طاول البيوت والمحال والسيارات.