فتح الدورة الإستثنائية يُسابق جلسة الخميس والشحن العوني
مشاورات للحريري مع قيادة المستقبل.. والجميّل ينتقد أنانية الرابية ويُطالب بإنتخاب الرئيس فوراً
ثلاثة أيام فاصلة عن جلسة مجلس الوزراء الثانية الخميس المقبل: كل طرف ضمن هذه المساحة الزمنية يبحث عن السبل الكفيلة للحشد لدعم وجهة سيره، فالكتل المتمسكة بالحكومة، وهي التي تشكّل الأكثرية تتدارس البنود ذات الأولوية التي يتعيّن تمريرها في الجلسة، والنائب ميشال عون يعزف منفرداً على «سيمفونية» حقوق المسيحيين، ويمضي في شحن الشارع المسيحي ضد حكومة الرئيس تمام سلام الذي نال فيها حصة مسيحية وازنة فأسندت إليه وزارة سيادية على رأسها نسيبه الوزير جبران باسيل الذي توعّد من البترون باللجوء إلى الأسنان والأظافر والقوة، في وقت كان النائب عون يدعو المسيحيين في جبل لبنان وبعبدا والكورة للتظاهر والاحتجاج، مع علمه المسبق أن حليفه «حزب الله» يتجه سياسياً إلى المضي في دعم حكومة الرئيس سلام ونيابياً إلى التوقيع على مرسوم فتح الدورة الاستثنائية، وهو منشغل بمعركة الزبداني، ولن ينجرّ إلى مشاركة في التحركات، لأن في مثل هذه الخطوة نقل المشكلة إلى الساحة الإسلامية، وهو يُدرك (أي الحزب) مخاطر مثل هذا الوضع، فضلاً عن لا شيء يحمله على اتخاذ أي خطوة تفسّر بأنها إعتراضية على الحكومة الحالية.
وقد أبلغ «حزب الله» الرئيسين نبيه برّي وسلام موقفه هذا، بصرف النظر عن دعمه الظاهري لمطلب عون في ما خصّ التعيينات الأمنية.
وفي هذا السياق، حذّر الرئيس ميشال سليمان من اللجوء إلى الشارع بدل النزول إلى مجلس النواب، وكتب في تغريدة له على «تويتر»: «حذار اللجوء إلى الشارع بديلاً عن مجلس النواب»، مضيفاً: «حقوق المسيحيين ليست نزوات صبيانية».
ومن جانبه، شدّد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ«اللواء» على أن الرئيس سلام مصمّم على الاستمرار في عقد جلسة مجلس الوزراء، مشيراً إلى أنه لو لم يكن مصمّماً على وقف تعطيل الحكومة لما كان دعا إلى الجلسة.
وتوقع أن تكون هذه الجلسة منتجة بالحد الأدنى، وضمن الحدود المعقولة اللازمة للبنود المطروحة على جدول الأعمال والتي لا تحتمل التأجيل.
ورفض درباس التهديد بالنزول إلى الشارع، مشيراً إلى أن كل القوى لديها شارعها، وفي ظل الظروف التي يعيشها لبنان اليوم لا يمكن استخدام هذا الاسلوب، لافتاً إلى أن الدخول في لعبة حقوق المسيحيين قد يؤدي إلى دخول الآخرين في لعبة حقوق الطوائف الأخرى.
وتوقع درباس أن لا يجاري حلفاء عون إلى المدى الذي وصله التصعيد بشعارات طائفية، ولا سيما بالنسبة إلى مسألة النزول إلى الشارع، كاشفاً بأن وزيري «حزب الله» سيوقعان اليوم أو غداً مرسوم فتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب، ومثله سيفعل وزير «المردة» روني عريجي، الأمر الذي يرفع عدد الموقعين على المرسوم إلى 14 أو 15 وزيراً، ويصبح نافذاً طالما أنه لا يحتاج سوى إلى أكثرية الوزراء.
ومن جهتها أكدت مصادر تكتل التغيير والإصلاح أن أي موعد لتحركات شعبية يتوقع أن يقودها التيار لم يتحدد بعد، لكنها أشارت لـ«اللواء» إلى أن عملية الحشد واستنهاض النّاس مستمرة بانتظار تحديد مواعيد ونوعية التحرّك.
عون وباسيل
وإذا كان عون تجنّب في آخر إطلالاته أمام وفد من الجنوب زاره في الرابية، استخدام مفردات التهديد والوعيد وردّ الصاع صاعين، مثلما فعل في عشاء هيئة التيار في المتن مساء الجمعة، مركزاً على المطالبة بحقوق المسيحيين، واستعادة صلاحيات رئيس الجمهورية وقانون انتخاب عادل للجميع، فإن صهره الوزير جبران باسيل لم يتوان عن التهديد باللجوء إلى القوة للحصول على الشراكة، وردّ على الرئيس سلام في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء عندما طالب وزراء عون بالكفّ عن البكاء، فقال: «سنريهم كيف يكون البكاء وكيف يكون الموقف الذي لا يضعنا في خانة المطالبة بالشراكة وإنما في خانة استعطاء الشراكة؟
وتابع باسيل، خلال لقاء إنمائي نظمه في البترون: «نحن مؤتمنون على رئاسة الجمهورية وصلاحياتها، لأننا في الدستور وبوكالتنا في الحكومة نأخذ موقع وصلاحيات رئيس الجمهورية، وعندما كنا خارج هذا الموقع شكونا من المسّ بهذه الصلاحيات، فهل من الطبيعي أن نسكت اليوم عن المسّ بها وخطفها وسرقتها كما يحصل اليوم في مجلس الوزراء؟».
أضاف: «نحن سندافع عن موقع رئاسة الجمهورية وصلاحياته بكل قوانا داخل مجلس الوزراء، وحتى بعيوننا وأسناننا، ولن نسمح لأي كان أن يمد يده عليها، ولن نتلقى أوامر من أحد، نحن مجلس الوزراء ونحن لن نقبل أن يمسّه أحد».
وإذ هاجم باسيل من وصفهم «بداعش السياسة» الذين يحاولون احتلال عقولنا وفكرنا ومقاعدنا ومواقعنا، قال: «هذا البلد بلدنا ولن نتركه وسنحميه ونحافظ عليه، وعندما تتوقف الدولة عن إعطائنا حقوقنا سندعو إلى العصيان على العصيان، وسنرفض النكد السياسي، وسيكون لنا موقف».
احتفال الكتائب
ولم يخل احتفال حزب الكتائب بانتخاب قيادته الجديدة، في الصيفي، من «غمز» لبدع العماد ميشال عون، وإن كان الرئيس الجديد للحزب النائب سامي الجميل لم يسمه مباشرة، لكنه أشار إليه من خلال تأكيده بأنه لم يعد مقبولاً تعطيل الرئاسة الأولى بسبب انانيات شخصية ووضع المصلحة الشخصية والحزبية قبل مصلحة لبنان واللبنانيين.
وقال في الاحتفال الذي حضره الآلاف من الكتائبيين يتقدمهم الرئيس أمين الجميل وعقيلته السيدة جويس ووزراء ونواب وأعضاء المكتب السياسي الجديد «كفى اختراع حجج ومبادرات وهمية، فإذا لم نستطع الاتفاق نحن كمسيحيين على اسم رئيس، فليكن لدينا الحياء لنعود إلى البرلمان وننتخب رئيساً».
وإذ أكّد أن الرئيس هو مفتاح المؤسسات، دعا الجميل إلى أن نذهب جميعاً، بعد انتخاب الرئيس الجديد، إلى لقاء وطني نطرح فيه الهواجس والمخاوف، لأن الوقت حان كي نغير المشهد السياسي للبلد ونضع نقطة على السطر ونفتح صفحة جديدة، مشدداً على أن يكون هذا اللقاء في بيروت، وليس في الدوحة أو لوزان أو باريس، أو أي مكان آخر، مشيراً إلى ان هذا اللقاء يمكن ان يؤسّس لبناء لبنان الجديد، حتى ولو سمي لقاء تأسيسياً أو جمعية وطنية.
وفي إشارة إلى «حزب الله»، لكن أيضاً من دون أن يسميه، كرّر الجميل دعوته إلى تحييد لبنان عن الصراعات التي لا شأن له بها، واصفاً ذلك بالقرار الجريء والذي يحمي البلد ولا يجره إلى الحروب.
وقال: «القرار الجريء يكون بحماية اللبنانيين في قراهم وليس اخذهم إلى بلدان أخرى (في إشارة إلى سوريا وغيرها) مؤكداً أن حدود لبنان هي الـ10452 كيلومتراً مربعاً لا أكثر ولا أقل، وإذا أرادوا الدفاع عنها يدافعون ضمنها لا خارجها»، داعياً إلى الاتكال على الجيش اللبناني البطل موجها له تحية إكبار.
ولوحظ أن دعوة الجميل الابن للقاء الوطني التأسيسي قوبلت بانزعاج من قبل تيّار «المستقبل» الذي قال مصدر فيه انه لم يكن من داع للاشارة إلى المؤتمر التأسيسي، حتى ولو جاءت الدعوة بعد انتخاب رئيس الجمهورية، مشيراً إلى ان أي مقاربة جديدة للنظام في لبنان لن تكون في مصلحة المسيحيين.
تنقية أجواء
وأوضح المصدر النيابي أن الوفد الشمالي المستقبلي الذي توجه إلى جدّة أمس للقاء الرئيس سعد الحريري، كان مقرراً منذ فترة، لكن بعض الظروف ارجأت الزيارة لمتابعة الأوضاع الشمالية، ولا سيما تلك التي استجدت في اعقاب «فضيحة شريط رومية».
ولفت إلى أن الزيارة تهدف إلى اجراء مشاورات في الوضع السياسي وتنقية الأجواء داخل تيّار «المستقبل»، لا سيما وانه من المتوقع أن ينضم إلى الوفد في جدّة وزير الداخلية نهاد المشنوق.
ويضم الوفد وزير العدل اللواء اشرف ريفي، والنائبين أحمد فتفت ومحمّد عبداللطيف كبارة والنواب السابقين: مصطفى علوش وباسم السبع وغطاس خوري ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري، والأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري والمستشار الإعلامي هاني حمود.