Site icon IMLebanon

النفايات أمام مجلس الوزراء الخميس.. والتحضير «لبروفة عونية» جديدة

النفايات أمام مجلس الوزراء الخميس.. والتحضير «لبروفة عونية» جديدة

الملك سلمان يستقبل جعجع.. وجنبلاط في الإليزيه اليوم.. وزيارة المشنوق غداً

ليست وحدها النفايات تتكدّس في الحاويات والبالات، بل جملة أخرى من الأزمات تتجمّع قبل سحابة أقل من 72 ساعة من موعد جلسة مجلس الوزراء المتفق أن تنعقد الخميس، لمعاودة البحث بجدول الأعمال والآلية، وحتى التعيينات، بما في ذلك الدورة الاستثنائية لمجلس النواب، في ضوء حِراك محلي وإقليمي ودولي يهدف إلى انتشال الوضع اللبناني من «كبوة مراوحة» ومنع انحداره إلى أزمة سياسية مفتوحة، في ما لو أصرّ الوزير جبران باسيل على تجديد افتعال الأزمة، ولو كان هذه المرة من باب المنطقة الاقتصادية في البترون.

ومع ذلك، احتفل لبنان بعيد الفطر السعيد، واستقبل كل من الرئيس تمام سلام المهنئين بالعيد في دارته في المصيطبة ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، بعدما أدّيا صلاة العيد معاً في مسجد محمّد الأمين، فيما كانت بيروت تعيد الألق للأيام الجميلة، حيث أحيت جمعية «أحلى فوضى» مهرجانها الثاني في شارع الحمرا، وأقامت «أرابسيك» مهرجاناً ثانياً في منطقة فردان تضمّن معارض ومسرحيات للصغار وبرامج عن الفرح والبهجة.

على أن الاتصالات الخارجية أوحت، وفقاً لمصادر لبنانية مطلعة، بأن التحضيرات بدأت جدّياً للخروج من حالة انعدام الوزن في ما خصّ انتخابات الرئاسة الأولى التي تشكّل المدخل لمعالجة الأزمات القائمة، والحؤول دون وقوع أزمة سياسية على خلفية كيفية ممارسة مجلس الوزراء صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة، باعتبار الحكومة هيئة معنوية، في حين أن رئيس الجمهورية شخص مادي يتمتع بصلاحيات نصّ عليها الدستور، وسبق أن مارسها رؤساء الجمهورية المنتخبون، سواء قبل الطائف أو بعده.

وأشارت المصادر إلى أن حركة الاتصالات التي جرت، سواء في جدّة أو باريس، انصبّت على التشاور في كيفية إنهاء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية بعدما بات الأفرقاء المعنيون على اقتناع بأن المخرج الممكن هو الإتفاق على شخصية توافقية وسطية مقبولة من جميع المكوّنات، أو على الأقل غالبيتها.

وعلى هذا الصعيد، استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في قصر السلام في جدّة رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع الذي كان وصل أمس إلى المملكة.

ووفقاً لوكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) تناول البحث، خلال الاستقبال، مستجدات الأوضاع على الساحة اللبنانية.

وأعرب جعجع، خلال اللقاء، عن شكره وتقديره للمملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين، على ما يجده لبنان وشعبه، من دعم وحرص على أمنه واستقراره في مختلف الظروف (راجع ص3).

ومن المتوقع، اليوم، أن يستقبل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ومعه نجله تيمور، حيث سيبحث معهما ما يمكن أن تقدّمه باريس من مسعى جدّي وفاعل وسريع للمساعدة في إيجاد مخرج لأزمة انتخاب الرئيس، لما لفرنسا من تأثير تاريخي وصِلات قوية مع كل من المملكة العربية السعودية والفاتيكان، وفي ضوء إعلان رئيس الديبلوماسية الفرنسية رولان فابيوس من رغبة في تطبيع العلاقات مع إيران.

بدوره، يبدأ وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق زيارة رسمية غداً إلى باريس ترتدي أبعاداً أربعة: أمنية داخلية، وأمنية خارجية، وإدارية، وسياسية ديبلوماسية.

مجلس الوزراء

وسط هذا الحِراك اللافت، يعود مجلس الوزراء إلى الاجتماع مجدداً يوم الخميس المقبل، في ظل ظروف ساخنة، بسبب أن فترة الأسبوعين التي قررها الوزراء لم تشهد أية إتصالات لتبريد الأجواء، أو لتقريب وجهات النظر، إذ بدت المواقف على حالها مع بداية الأسبوع، إلا إذا طرأ في خلال الأيام المقبلة ما يُشير إلى بدء إتصالات على خط المساعي الحميدة.

ويُفترض أن يعطي البيان الذي سيصدر عن تكتل «الإصلاح والتغيير» غداً الثلاثاء مؤشراً لهذه المساعي، علماً أن التحريض الطائفي لشباب «التيار الوطني الحر» توقف خلال أيام العيد.

أما الرئيس سلام، فقد نقل عنه وزير البيئة محمّد المشنوق الذي كان إلى جواره في تقبّل التهاني في أول أيام العيد في المصيطبة، أنه منفتح على كل أنواع النقاش، وأنه ليست لديه مشكلة في مناقشة أي موضوع، لافتاً الى أن مسألة الخطوط الحمر هي كناية عن الشروط نفسها: أولاً ألّا نأخذ أي موضوع من صلاحيات مجلس الوزراء، وثانياً ألّا نخالف الدستور، وثالثاً أن يكون أي نوع من التفاهم هدفه تحسين أداء الحكومة والوصول إلى حلول وليس التعطيل.

ولاحظ أن هناك قراءة خاطئة للدستور تحاول أن تخلط بين صلاحيات رئيس الجمهورية وصلاحيات مجلس الوزراء، مشيراً إلى أنه حين يقول أحد الوزراء (المقصود هنا الوزير باسيل) أنه يتحدث كرئيس للجمهورية فهذا كلام خاطئ، لأن صلاحيات رئيس الجمهورية أنيطت وكالة بمجلس الوزراء، وهذا يعني أن مجلس الوزراء مستمر بمهامه الدستورية بحسب الأصول، ولديه نظام داخلي انيطت به مهام رئيس الجمهورية وكالة إلى حين انتخاب رئيس».

ولم يستبعد المشنوق أن يفرض موضوع النفايات نفسه على جلسة مجلس الوزراء الخميس، متعهداً بأن يثير الموضوع شخصياً إذا لم يثره أحد من الوزراء، من دون أن يعني ذلك بالضرورة التغطية على موضوع آلية العمل الحكومي، نافياً أن يكون الهدف من إثارة هذا الأمر التغطية عن عمد على الآلية، خصوصاً بعدما دخلت أزمة النفايات في كل بيبت.

النفايات

في هذا الوقت، استمر اقفال مطمر الناعمة – عين درافيل لليوم الثالث على التوالي، ما فرض واقعاً مستجداً على بلديات عاليه والشحار الغربي، إذ بات على كل بلدية أن تتحمل مسؤوليتها في معالجة نفاياتها، فيما ظلت العاصمة وضاحيتها الجنوبية والشمالية، امام شبح تكدس النفايات في الشوارع، على الرغم من أن شركة «سوكلين» استمرت في تجميع النفايات من الحاويات من دون أن يتضح مصيرها عدا عن وضعها في بالات ومعالجتها في معملها.

ولفت الوزير المشنوق إلى أن الحل ببيروت هو بإنشاء محرقة أو محرقتين تولدان الكهرباء في الوقت ذاته، مشيراً إلى أن بيروت لا تنتج أكثر من 500 طن، لكنها مع ضاحيتها ترتفع إلى 1300 طن، ونحن لا نريد أن نرمي نفايات بيروت في الناعمة، ولكن لنتفق أن الناعمة موجودة في القسم الجنوبي لجبل لبنان، وعلينا أن نجد حلاً، فهل سنفتح مطامر جديدة أم سنستعمل هذا المطمر إلى حين تنفيذ الخطة.

ووعد بأن يجري المناقصة الثالثة لبيروت خلال 15 يوماً، فإذا تقدّم أحد أهلاً وسهلاً، وإذا لم يتقدّم أحد نرفع الموضوع إلى مجلس الوزراء لاتخاذ قرار، مشدداً بأن معالجة النفايات تتطلب تجاوباً وتعاوناً من المواطنين، وقال ان وجود 11 عارضاً شاركوا في المناقصات في بقية المناطق دليل على انهم وجدوا مواقع للطمر، فلنصل إلى خواتيم سليمة بدل القول إننا لا نريد ان يرمي أحد نفايات عندنا، فلا احد سيرمي عند احد عندما يمشي النظام، إنما من الآن الى حينه علينا أن نتحمل بعضنا، مؤكداً على أن الحد الأقصى للمرحلة الانتقالية هي ستة أشهر، ونحن سنعمل دونها.

«لقاء الأحبة»

على أن العيد، حل سعيداً على أهالي العسكريين المحتجزين لدى جبهة «النصرة» التي سمحت لهم بلقاء ابنائهم، للمرة الأولى، في إحدى مغاور الجبهة في جبال القلمون السورية، فيما بقيت الغصة لدى أهالي العسكريين المحتجزين لدى تنظيم «داعش» الذين لم يتمكنوا من التواصل مع ابنائهم المخطوفين، لعل التنظيم ينتظر عملية التبادل بين «النصرة» والدولة اللبنانية، ليبني عليها مواصلة مفاوضاته.

لكن «لقاء الأحبة» بين الأهالي وابنائهم العسكريين لدى «النصرة»، على الرغم من انه أراح الأهالي وطمأنهم على أولادهم، لم يحمل بشائر جدية لاحتمال إطلاق سراحهم في القريب العاجل، وإن كان أمير «النصرة» في القلمون «أبو مالك» التلي (الشامي) كشف عن صفقة كانت ستتم بإطلاق عسكريين اثنين هما جورج خزاقة وبيار جعجع مقابل السجينات السوريات الخمس، إلا أنه عاد وأكد أن المفاوضات مع الدولة اللبنانية متوقفة حالياً.

واللافت في هذا اللقاء أيضاً، هو ظهور التلي عبر شاشة M.T.V، من دون أن يظهر وجهه، ومخاطبة الأهالي، وعبرهم الدولة، ليملي شروطاً جديدة، أبرزها مطالبة حزب الله بالإنسحاب من القرى التي دخلها في القلمون، ورفع الجيش ما وصفه حصاره لمخيمات النازحين السوريين في عرسال وغيرها، متوعداً بأن هؤلاء لن يسكتوا عن حقوقهم، وقال أنه «عندما ننفض الغبار سندخل إلى لبنان وسننكّل بقرى الرافضة».

ولفت إلى أنه بالإمكان الإفراج عن ثلاثة عسكريين إذا تمّ إطلاق السجينات السوريات الخمس (سجى الدليمي، جمانة حميد، وعلا العقيلي) في حين أن البقية يأتي دورهم بعد عودة السوريين المهجّرين من قرى القلمون إلى بيوتهم.

أما الأهالي، فإن تحركهم المقبل سيكون لدى المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم غداً الثلاثاء لمعرفة آخر المستجدات في ملف المفاوضات بعد عودته من قطر وخطوات الموفد القطري المقبلة.