IMLebanon

الرياض تدعم بقاء سلام .. وزيارة هولاند إلى بيروت رهن محادثات فابيوس في إيران

الرياض تدعم بقاء سلام .. وزيارة هولاند إلى بيروت رهن محادثات فابيوس في إيران

أزمة النفايات متعثّرة واستنكار واسع للإعتداء على درباس .. واتهام «سرايا المقاومة» بالتهجُّم على السن

اطمأنت اللجنة الوزارية لإدارة ملف النفايات إلى سير عمليات رفع النفايات من شوارع العاصمة، مع انتهاء أسبوعين من رميها في الشوارع، بعد اقفال مطمر الناعمة في 17 تموز الحالي، وأعادت التأكيد على مجلس الإنماء والاعمار مواكبة العمل بالتنسيق مع شركة «سوكلين»، الأمر الذي افسح في المجال امام إعادة البحث في المقاربة الممكنة لآلية اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء، انطلاقاً من الأولويات التي تهم مصالح النّاس وامورهم الحياتية، بعيداً عن التعطيل والشلل، حيث اشارت تجربة تراكم النفايات في العاصمة، إلى خطورة «احتجاز سلطة القرار»، ومنعها من العمل والتنفيذ.

من حيث المبدأ، جلسة مجلس الوزراء التي ارجئت من الثلاثاء إلى الخميس ما تزال قائمة في موعدها غداً. وتركزت الاتصالات التي سبقتها بين الرئيس سلام والوزراء على مناقشة المعطيات المتوافرة عن كيفية مقاربة أداء الحكومة في هذه المرحلة، لا سيما مع بروز تطورات جديدة تتعلق بالملف الرئاسي، انطلاقاً من المعلومات التي تتحدث عن «سلة افكار» يحملها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى إيران اليوم، حيث سيلتقي نظيره محمّد جواد ظريف، ويجري محادثات مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، في أوّل حوار من نوعه بعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني.

وكشف مصدر دبلوماسي غربي لـ«اللواء» ان الجانب الفرنسي مصر على وضع ملف الرئاسة اللبنانية بنداً جدياً على طاولة النقاش بهدف التوصّل إلى قرار مع الجانب الإيراني، نظراً لما تتمتع به طهران من نفوذ لدى الفريق الذي تدعمه في 8 آذار ولا سيما «حزب الله».

واعتبر المصدر ان هذا الحوار هو «اختبار جدي» يختلف عن الحوارات السابقة التي باشرها جان فرنسوا جيرو قبل بضعة أشهر، أولاً باختلاف مستوى المحادثات من موظف إلى وزير، وثانياً لأن الحوار يتزامن مع رفع العقوبات عن إيران بعد توقيع النووي.

وأشار المصدر إلى ان من مصلحة إيران الانفتاح على هذا الحوار الذي يحتاج فقط إلى قرار لتسهيل انتخاب الرئيس ما دام المناخ الدولي والإقليمي يتمسك بالاستقرار اللبناني.

وفي هذا الإطار، نقل مراسل «اللواء» في باريس عن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قوله امام العشاء السنوي للصحافيين العاملين في الاليزيه تشديده على ان انتخاب الرئيس اللبناني من شأنه ان يحول دون انهيار التوازن الهش في لبنان ويُعزّز وحدة وسلامة الأراضي اللبنانية، مطالباً المسيحيين اللبنانيين بالعمل لإيجاد مخارج للشغور الرئاسي، وأن يتجاوزوا انقساماتهم في سبيل ذلك، مجدداً دعمه لاستمرار حكومة الرئيس سلام.

ولا يستبعد مصدر فرنسي مطلع أن يزور الرئيس هولاند لبنان خلال الأشهر المقبلة، وبحسب ما أكد هو شخصياً، في حال جاءت نتائج زيارة فابيوس إلى طهران إيجابية، بحيث يكون ذلك دافعاً للزيارة من أجل تسويق ما يمكن أن يكون قد اتفق عليه في شأن الانتخابات الرئاسية اللبنانية.

السراي: موازنة بين الخيارات

وسط هذه الوقائع، تركزت مشاورات الرئيس سلام مع زواره من الوزراء حول الاحتمالات المتعلقة بجلسة مجلس الوزراء غداً، وما يمكن ان تحمله من خيارات، في ضوء ثلاثة عوامل:

1- ان لا تقدّم على صعيد حلحلة التعنت العوني في ما خص رفض مناقشة أي بند من بنود مجلس الوزراء المدرجة على جدول الأعمال قبل تعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش اللبناني، ويستبعد وزير الاتصالات بطرس حرب ان يغير الفريق العوني من موقفه في الساعات الفاصلة عن موعد مجلس الوزراء.

2- ان الرئيس سلام، وفقاً لما نقل عنه زواره، لن يقبل تحت أي اعتبار ان يكون شاهد زور على العبث السياسي بالبلاد والعباد، وبالتالي فهو، إذا عقدت جلسة الخميس، ولم يتم التوصّل إلى قرارات منتجة، سيلجأ إلى أقل الخيارات انعكاساً سلبياً على مصالح النّاس.

3- من الخيارات المطروحة الاستقالة، أو الاعتكاف، أو رفع جلسة مجلس الوزراء ريثما يتم التفاهم، في المداولات الجارية خارج الجلسة، على آلية تراعي مصالح سير عمل الأفرقاء المكونين للحكومة، ولا تقع في شرك التعطيل.

وعلى هذا الصعيد، علمت «اللواء» من مصدر وزاري التقى الرئيس سلام، ان الاستقالة ليست من الأولويات، وأن رفع الجلسة وتأجيل تعيين موعد جلسة جديدة سيكون هو الخيار الأقل ضرراً.

وأضاف المصدر انه وبصرف النظر عن النتائج التي عليه ان يتوصل إليها وزير الدفاع سمير مقبل عبر زياراته للفعاليات السياسية، حيث يطرح معهم مسألة التعيين أو التمديد للقادة العسكريين، فإن رفع الجلسة لما بعد 7 آب سيعني بالتأكيد التمديد لرئيس الأركان اللواء وليد سلمان وفقاً للمادتين 54 و55 من قانون الدفاع، لأنه من غير الممكن احداث فراغ في هذا المركز الحيوي.

وأشار المصدر إلى ان التمديد خلال الأسابيع القليلة المقبلة للقادة الأمنيين يجعل التمسك بمبدأالتعيينات الأمنية من دون جدوى عملية، وبالتالي، لا يعود من مبرر لرفض مناقشة أي جدول أعمال، إلاَّ إذا ضغط عون – حزب الله لفقدان نصاب مجلس الوزراء، واعتبار ان الحكومة مستقيلة وفقاً للمادة 69 (البند ب من الفقرة 1).

وكان الرئيس سلام تبلغ من سفير المملكة العربية السعودية في بيروت علي عواض عسيري ان المملكة حريصة كل الحرص على أمن واستقرار لبنان ومؤسساته الدستورية، وفي مقدمها الحكومة، باعتبارها صمّام الأمان وتعريضها للضغط في هذه المرحلة الدقيقة قد ينطوي على عواقب ليست في مصلحة لبنان (راجع ص 2).

النفايات

من ناحية ثانية، أبلغ الرئيس سلام وزير الإعلام رمزي جريج ان الأمور بالنسبة لازمة النفايات تسير نحو معالجة هذه المشكلة، مشيراً إلى ان هذه المسألة تحتاج إلى عناية، باعتبار ان هناك صعوبات في التفاصيل وفي التنفيذ، في إشارة إلى التعثر  الذي يرافق عمل اللجنة التي اضطرت أمس إلى ترك اجتماعاتها مفتوحة لهذا السبب.

ولفت جريج في حديثه لـ«اللواء» إلى انه تمّ استعراض التطورات المتصلة بجلسة الخميس، معلناً بأن الرئيس سلام لا يريد البقاء متفرجاً على التعطيل، نافياً ان تكون هناك آلية جديدة ستطرح للبحث داخل الجلسة، معرباً عن اعتقاده بأن جلسة الخميس ستبقى قائمة في موعدها، متمنياً ان يتحلى الجميع بصحوة ضمير والتطلع نحو مصالح المواطنين، مؤكداً ان الرئيس سلام لا يريد استمرار شلل مجلس الوزراء، مستبعداً ان يطرح سلام استقالته، معلناً في الوقت ذاته انه يعود إليه ان يُقرّر متى يتخذ القرار في هذا الشأن.

تزامناً، أملت كتلة المستقبل النيابية بعد اجتماعها الأسبوعي، برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، ان تسفر جهود الحكومة عن إيجاد الإطار الصالح والشامل والجامع لمعالجة مشكلة النفايات المتفاقمة على قاعدة التشارك والتكامل بين كل المواطنين وكل المناطق اللبنانية بما يؤدي إلى التوصّل إلى حل متوازن ومسؤول ينهي معاناة اللبنانيين، مع التأكيد على تأمين الإنماء المناطقي المتوازن الجاد والعادل، كما أملت بأن تكون نتائج اجتماعات خلية الأزمة الوزارية والمباشرة بتنفيذ قراراتها، بداية ملامسة الحلول المطلوبة للمعالجة استناداً إلى القرارات الحكومية الصادرة في العام 2010، والتي لم تسلك طريقها إلى التنفيذ، وأن كانت الحكومة الحالية أكدت عليها في كانون الثاني الماضي.

سرايا الفتنة

وإذ جدّدت الكتلة ثقتها ودعمها الكامل للرئيس تمام سلام في تحمل مسؤولياته الدستورية في الحفاظ على احكام الدستور وعلى صلاحيات رئاسة مجلس الوزراء، وفي عمله على تثبيت الاستقرار ومتابعة تسيير شؤون المواطنين وحماية البلاد، استنكرت ما قام به ليل أمس الأوّل الملثمون المنتمون إلى من وصفتهم بـ«سرايا الفتنة» في بعض احياء بيروت ولا سيما في محيط منزل الرئيس سلام في المصيطبة، في مشهد يذكر بمضمونه وشكله بمسرحية القمصان السود، كما استنكرت ما قام به بعض الغوغاء من اعتداءات في شوارع بيروت استهدفت الوزير رشيد درباس ومرجعيات ومسؤولين.

تجدر الإشارة إلى ان حملة «طلعت ريحتكم» الناشطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نفذت أمس تظاهرات في وسط بيروت، تخللها اقفال طرق احتجاجاً على أزمة النفايات.

وحرص الناشطون على تزامن تحركهم مع موعد جلسة مجلس الوزراء التي لم تنعقد في السراي، فتجمعوا في ساحة رياض الصلح، وهتفوا باستقالة رئيس الحكومة ووزير البيئة محمّد المشنوق وسقوط الحكومة بكاملها، ورشق بعضهم السراي بالبيض، قبل ان ينكفئوا باتجاه ساحة الشهداء حيث حصلت مشاداة بينهم وبين المارة بسبب اقفالهم الطريق امام مسجد محمّد الأمين.

على ان البارز هو ما حصل مع الوزير رشيد درباس الذي كان عائداً بسيارته ذات الرقم 19 من السراي باتجاه مكتبه، ولدى وصوله إلى شارع سبيرز اعترضه المحتجون مقابل مبنى تلفزيون «المستقبل» ورشقوا سيارته بالنفايات، موجهين إليه عبارات نابية وتهديدات، مما اعتبره درباس اعتداء عليه وعلى هيبة الدولة، وادعى على أحدهم ويدعى طارق الملاح بعد ان تعرف عليه بتهمة التهجم عليه وتهديده.

ولاحقاً أوقفت القوى الأمنية الملاح للتحقيق معه من قبل النائب العام الاستئنافي في بيروت زياد أبو حيدر، ونفذ زملاؤه اعتصاماً أمام المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في الأشرفية يستتبع اليوم باعتصام آخر أمام العدلية.

ولقي حادث الاعتداء على الوزير درباس ردود فعل مستنكرة من قبل رئيس الحكومة ووزير الداخلية وفعاليات سياسية ونقابية ولا سيما في طرابلس.

وافيد لاحقاً، ان نفس المجموعة التي اعتدت على درباس انتقلت إلى شارع بلس في الحمرا حيث يقع منزل الرئيس السنيورة وهتفوا ضده بسيل من السباب والشتائم.

واعرب مصدر في تيّار «المستقبل» عن اعتقاده بأن هذه المجموعة تنتمي إلى «سرايا المقاومة» وهي ذاتها التي عبثت بأمن بيروت ليل امس الأوّل.