الإعتمادات المالية والنفايات تسابق الآلية إلى مجلس الوزراء الأربعاء
الكهرباء« ع الوعد يا كمّون».. وعون يؤكّد القطيعة مع المستقبل
فيما يستعد النائب ميشال عون لجولة جديدة من المماحكات في جلسة مجلس الوزراء بعد غد الأربعاء وفي الشارع حول ما يسميه «حقوق المسيحيين» وآلية اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء، تتسلل مجموعة من الأزمات الواحدة تلو الاخرى: فبعد الفلتان الأمني المستشري من جرائم وقتل، واستفحال أزمة النفايات التي ترمى في الشوارع وصولاً إلى اعالي الجبال في كسروان والوهاد المنخفضة في أي مكان يمكن ان تصل إليه مجموعة من النفايات على طريقة رمي أولاد السفاح، وصولاً إلى أزمة تقنين غير مسبوقة، حيث ان ساعات التقنين في بيروت تجاوزت 12 ساعة يومياً، في حين ان ساعات التغذية في مدينة صيدا لا تتجاوز الـ4 ساعات، مع العلم انها على مقربة من الزهراني حيث ان اعطالاً طرأت على معمل توليد الكهرباء هناك، بالإضافة إلى معمل دير عمار في الشمال.
يضاف إلى هذا كلّه موجات من الرطوبة والحرارة اقتربت من الأربعين درجة، متأثرة بموجة حارة تضرب الشرق الأوسط، في ظل متغيرات مناخية لم تعهدها المنطقة منذ سنوات.
وادت عملية التقنين القاسية في التيار الكهربائي إلى نزول المواطنين على الشوارع في بيروت وصيدا، حيث اعتصموا امام مبنى مؤسسة الكهرباء في المدينة، كما اقدم بعض المواطنين إلى قطع الطريق البحرية احتجاجاً، والأمر نفسه حصل في كورنيش المزرعة في العاصمة.
وإذا كانت إدارة معمل الزهراني الحراري اتخذت خطوة احترازية لقطع التيار عن صيدا بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، تحدثت معلومات عن عطل طرأ على المجموعة الغازية في المعمل خلال عملية الصيانة الدورية، مستبعدة ان تكون التغيرات المناخية وحرارة الطقس هي وراء التقنين القاسي، وكشفت ان تأخر وصول معدات الصيانة أدى إلى تأخر اصلاح العطل الطارئ للمجموعة الغازية في الزهراني، وبالتالي تأخير إعادة المجموعة إلى العمل والتي كانت مقررة ان تحصل أمس الأوّل السبت.
وتوقع مصدر كهربائي ان يتم اليوم البدء بإصلاح العطل الطارئ، على ان تعود الكهرباء إلى مسار التقنين المعمول به سابقاً، بالتزامن مع انعقاد مجلس الوزراء الأربعاء، وهو اليوم نفسه الذي تعقد في الجولة 16 من الحوار بين تيّار «المستقبل» و«حزب الله» في عين التينة.
مجلس الوزراء
في هذه الأجواء، يناقش مجلس الوزراء آلية اتخاذ القرار وجدول أعماله السابق والمرحّل من الجلسات السابقة، وتقرر تقديم موعد انعقاده يوماً واحداً بسبب سفر الرئيس تمام سلام إلى مصر للمشاركة في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة.
وعشية الجلسة، كشفت محطة O.T.V الناطقة بلسان التيار العوني عمّا اسمته محاولة خجولة «لبلورة مقايضة ما بين تسهيل حل قضية النفايات مقابل تسهيل ما في موضوع التعيينات العسكرية»، مضيفة ان المحاولة لم تر النور.
كما كشفت المحطة عن «مسعى جديد سري لمبادرة حل متعددة الأهداف والأطراف لم تعرف بعد حيثياته»، على حدّ تعبير المحطة العونية.
ولم يشأ مصدر معني تأكيد أو نفي هذه المعلومات، لكنه أشار إلى ان أفكاراً مطروحة لعدم البقاء في حالة المراوحة، وذلك في ضوء مبادرة وزراء عون وحزب الله إلى توقيع مرسوم ترقية الضباط الخريجين من المدرسة الحربية لدورة العام 2015، مع الإشارة إلى ان النائب عون أعلن صراحة ان مرسوم ترقية باقي الضباط بدءاً من أوّل تموز لم يتم التوقيع عليه، الأمر الذي يُشير إلى ان عقدة المراسيم، ولا سيما غير الضرورية منها ستبقى قائمة.
وكشف مصدر نيابي لـ«اللواء» ان قضية تمويل رواتب موظفي القطاع العام باعتبارها مسألة حيوية وملحة جداً، هي مدار اتصالات بين وزير المال علي حسن خليل وحزب الله و«التيار الوطني الحر» للتفاهم على كيفية توقيع مرسوم سواء ما يتعلق بسلفة خزينة أو بتحويل مشروع قانون لمجلس النواب، ليتمكن الوزير خليل من صرف رواتب الموظفين في أيلول المقبل، وعدم الوصول إلى أزمة رواتب.
واستناداً إلى عودة عون إلى التلويح بالشارع على خلفية التعيينات العسكرية، توقعت مصادر وزارية لـ«اللواء» ان تكون جلسة الأربعاء حامية، في ضوء ترقب مناقشة تعيين رئيس الأركان في الجيش أو التمديد لرئيس الأركان الحالي اللواء وليد سلمان الذي تنتهي خدمته في السابع من آب الحالي، مبدية تخوفها من مسار هذه الجلسة التي تستكمل البحث في مقاربة العمل الحكومي والنفايات.
وفيما تخوفت مصادر وزارية من ان تدخل الحكومة في إجازة طويلة، بعد التمديد للواء سلمان بقرار من وزير الدفاع، واستطراداً لقائد الجيش العماد جان قهوجي، قال وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج لـ«اللواء»، انه «من المعيب الحديث عن أمور لدى الجيش تنعكس سلباً على معنوياته»، مشيراً إلى انه لو ان السياسيين يهتمون بأوضاع المواطنين لكان الجيش مرتاحاً بشكل أكبر.
وإذ لفت إلى الحاجة لبت موضوع رواتب موظفي القطاع العام والاستحقاقات المالية، أمل دو فريج ان يضغط حزب الله على عون بهدف عدم تفلت الأمور، سائلاً: هل يستطيع الحزب تحمل عدم دفع رواتب الموظفين في أيلول؟
كما سأل: لماذا علينا ان ندفع المواطنين إلى الشارع وإلى مواجهات نعرف كيف تبدأ ولا نعرف كيف تنتهي؟ داعياً إلى عدم تسييس ملف النفايات، ومؤكداً ان الأمن والاستقرار وصحة المواطنين والرواتب أهم من أي أمر آخر.
ردّ على عون
وفي سياق متصل، ردّ عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري على اتهام عون «للمستقبل» بقطع الحوار معه، بالتأكيد ان عون هو الذي بادر إلى قطع الحوار، وليس «المستقبل»، كاشفاً عن واقعتين حصلتا مع «التيار العوني» اولهما ان التيار لم يرد على الأسئلة العشرة الشهيرة التي وجهتها كتلة «المستقبل» عندما استقبلت وفد تكتل «الاصلاح والتغيير» لشرح مشروع التفاهم بين التيار و«القوات اللبنانية»، ومن بين هذه الأسئلة موقف عون من سلاح حزب الله ومن المحكمة الدولية وتورط الحزب في سوريا، ولم يرد عليها عون حتى الساعة.
اما الواقعة الثانية، فكانت حول اقتراح قانون استعادة الجنسية، ويومذاك قلنا للوفد العوني ان الاقتراح ينطوي على عيوب وأخطاء ضد مصلحة المسيحيين واللبنانيين، وطلبنا من الوفد بأن عضو الكتلة النائب سمير الجسر خبير في هذا القانون، ولديه الاستعداد لشرح عيوب وأخطاء القانون للعماد عون إذا تأمن له موعد لهذا الغرض، لكن التيار لم يرد، فمن يكون قطع الحوار؟
وكان عون أشار في حديث إلى اذاعة «صوت المدى» أمس الأوّل إلى ان هناك شبه قطيعة مع تيّار «المستقبل» داعياً الرئيس سعد الحريري إلى مناظرة تلفزيونية، مشدداً على عدم التراجع عن طرح آلية العمل الحكومي، لكنه أقرّ بوجود قضايا تمس بحقوق أساسية للمواطنين، قائلاً: «لن اسمح لأحد بابتزازي، وأنا معتاد على المدافع الثقيلة فوق رأسي».
أزمة النفايات
مع انقطاع التيار الكهربائي، تدخل أزمة النفايات، ولا سيما في بيروت، في منعطف جديد، خصوصاً مع انعدام الحلول لايجاد مطمر لها خارج العاصمة.
وسيعقد نواب بيروت قبل ظهر اليوم اجتماعاً في مبنى مجلس النواب بمشاركة وزير البيئة محمّد المشنوق لمتابعة البحث في موضوع نفايات العاصمة، في ضوء سوء إدارة هذا الملف والخوف من ان نكون قد وصلنا إلى طريق مسدود، على حدّ تعبير أحد نواب بيروت، الذي أوضح لـ«اللواء» ان النفايات بدأت تتراكم في المستوعبات وانه إذا لم يتأمن مطمر، فإن الأزمة ستطل برأسها مجدداً بعد ثلاثة أو أربعة أيام، خصوصاً وانه ليس هناك اطمئنان إلى الحلول المطروحة، لا سيما حيال موضوع الترحيل إلى الخارج، إذ أن المعطيات غير مكتملة بعد لاتخاذ قرار بترحيل النفايات إلى الخارج.
ولفتت معلومات إلى أن الشروط الدولية تعيق تصدير هذه النفايات، استناداً إلى طريقة الفرز المعتمدة في لبنان والتوضيب، وخصوصاً أن الحكومة اللبنانية لم توقع على الاتفاقية الدولية المعنية بهذا الشأن.
وكشفت بأن الوزير خليل كان تطرق إلى هذا الأمر في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء.
وأوضح الوزير دو فريج لـ«اللــواء» ان أي موعد جديد لاجتماع لجنة إدارة النفايات الصلبة لم يُحدّد بعد، مع العلم ان اللجنة أبقت اهتماماتها مفتوحة، معلنا تأييده لتصدير النفايات إلى الخارج، لكنه لاحظ ان هناك أموراً تراعي عملية التصدير من بينها الشروط المتصلة بالاتفاقات الدولية والشروط التي وضعتها الدول التي أبدت استعدادها للقبول بتصدير النفايات إليها، وما إذا كانت راغبة في أخذ كل النفايات أم انها ستطلب فرزها قبل التصدير.
وتحدث من مشاهد مخيفة للنفايات في أعالي كسروان والمتن، وقال انه من الضروري قيام تعاون بين المناطق بهدف المعالجة وإيجاد موقع لكسارة صالح لطمر النفايات، بعد توافر الشروط البيئية.
وأشار إلى انه ما لم تحل هذه المشكلة قبل حلول فصل الشتاء، فإن النفايات ستصل إلى نهر الكلب ونهر إبراهيم، ومجاري الأنهر، بعد أن تجرفها مياه الشتاء من الأماكن التي تُرمى فيها داخل الأودية.