IMLebanon

تحذيرات أمنية للعونيّين من العبث بالشارع

تحذيرات أمنية للعونيّين من العبث بالشارع

نواب بيروت يدعمون تصدير نفايات العاصمة .. واعتمادات الرواتب لا تكفي الموظفين

قبل 24 ساعة من جلسة مجلس الوزراء، بدا المشهد السياسي أقرب إلى مشهد مسرحي: الوزراء، قبل الرأي العام، ينتظرون مفاجأة النائب ميشال عون على طريقة الإخراج الدرامي، في بلد تتولد فيه الأزمات من النفايات إلى الكهرباء إلى رواتب موظفي القطاع العام الذي بشرهم الوزير المعني على حسن خليل و«بقلب بارد» انه قريباً قد لا يقبضون رواتبهم، في إشارة إلى نهاية أيلول.

ولئن كان الرئيس تمام سلام عقد اجتماعاً تقويمياً مع وزير الدفاع سمير مقبل تناول فيه النتائج التي آلت إليها جولته على القيادات السياسية، في ما خص الاقتراح الذي سمعه من النائب عون لجهة تعيين المجلس العسكري على ان يتسلم هؤلاء مهامهم عندما تستحق في مواعيدها، بدءاً من 7 آب تاريخ إحالة رئيس الأركان اللواء وليد سلمان إلى التقاعد وصولاً إلى قائد الجيش الذي تنتهي ولايته في 22 ايلول المقبل، فإن مصدراً وزارياً واسع الاطلاع يطرح السيناريو التالي بجلسة مجلس الوزراء غداً: دوران في حلقة مفرغة، كلام بكلام حول الآلية، وإذا حدث صدام كلامي أو احتدمت النقاشات فلا يبقى امام الرئيس سلام إلاَّ رفع الجلسة.

وينطلق المصدر من حساباته هذه من ان معلومات تفيد ان لا اتفاق بعد على المواضيع المطروحة على الجلسة، لا بالنسبة إلى الآلية، ولا النفايات ولا التعيينات العسكرية.

ولم يستبعد مصدر آخر ان تفرض رواتب موظفي القطاع العام نفسها على جدول الأعمال، من باب البحث عن مخارج لازمة الرواتب المقبلة.

وأشار المصدر إلى ان الأجواء المحيطة بالجلسة هي ليست فقط أجواء ترقب بل أجواء فرز في المواقف بعد موقف الرئيس نبيه برّي في ما خص علاقته بالرئيس سلام ودعمه المطلق له، واظهار خلافه النهائي مع النائب عون، وموقف رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل لجهة دعوة رئيس الحكومة للضرب بيد من حديد على طاولة مجلس الوزراء، وإنهاء «مهزلة» العقم الذي ينجم عن التساهل في ما خص الحاجة إلى اتخاذ القرارات الملحة لمصير البلاد والعباد.

وتمتلك مصادر أمنية متابعة معلومات اكيدة عن ان التيار العوني يجري استعدادات على الأرض للتحرك، فيما تجري القوى الأمنية سيناريوهات لمنع العبث بالأمن، خصوصاً في هذه المرحلة، حيث تتحرك قوى عديدة، تارة تحت شعارات مطلبية، وتارة أخرى احتجاجاً على قطع الكهرباء، وانتشار النفايات في الشوارع والاحياء والبلدات، الأمر الذي لا يمكن معه السماح بتحركات تؤثر سلباً على الوضع الأمني.

وكشفت هذه المصادر انها اخطرت نشطاء التيار العوني بهذا التوجه.

ولاحظت مصادر سياسية ان الموقف الذي سيصدر عن تكتل «الاصلاح والتغيير» في اجتماعه الدوري بعد ظهر اليوم من شأنه ان يبلور ما ستكون عليه جلسة مجلس الوزراء غداً، وسط ظهور مؤشرات عن فشل اتصالات «حزب الله» مع النائب عون لإيجاد مصالحة مع الرئيس برّي تتضمن تشريع الضرورة وتأييد وزراء «امل» لتعيين من يقترحه عون لقيادة الجيش.

وقال مصدر عوني لـ«اللواء» ان ما أدلى به الرئيس بري في ما خص علاقته المعدومة مع عون ليس بريئاً، وهو يحمل دلالة في توقيته ومضمونه.

ولاحظت أوساط دبلوماسية عربية ان القوى اللبنانية الممثلة في حكومة الرئيس سلام الذي يستعد بعد غد الخميس للسفر مع الرئيس برّي إلى مصر للمشاركة في احتفالات توسعة قناة السويس، بحيث يمكن للسفن التجارية ان تسير في الاتجاهين، تحرص على عدم التفريط بنعمة الاستقرار، لكن المصادر أعربت عن خشيتها من ان تؤدي التأزمات الجارية في غير ملف من فلتان الأمور إلى حيث لا تحمد عقباه.

اما بالنسبة للاستحقاق الرئاسي، فإن الأوساط إياها تعتبر ان اجتماع الدوحة في ما خص الأزمة السورية من شأنه ان يحمل إشارات إيجابية على الوضع في لبنان، إذ ما حصل تقدّم على الصعيد السوري, ويتمثّل بإعطاء الأولوية لمواجهة الارهاب، على أن يتضمن الحل السياسي الجاري البحث حوله إعادة تقاسم للسلطة ضمن وحدة الدولة السورية.

تمديد لا تعيين

وإذا كان مسار الجلسة بالنسبة لموضوع مقاربة العمل الحكومي، أو النفايات، غير واضح ويشوبه غموض في المعلومات وفي التقديرات، فإن التعيينات العسكرية ستحضر حتماً عشية انتهاء خدمة اللواء سلمان في رئاسة أركان الجيش، مع التأكيد بأن الكلام عن أن الجلسة ستكون آخر جلسة للحكومة قبل الدخول في إجازة قسرية تمتد حتى شهر أيلول يدخل في إطار التكهنات.

وفي هذا الإطار، لفت الانتباه اعتبار مصدر وزاري واسع الاطلاع بأن عون يخوض معركة على موضوعين: الأول مقدّس وهو الجيش، والثاني مدنّس وهو النفايات، وهي معركة بحسب انطباع الرأي العام فاشلة لأنها من أجل معركة أخرى دون أفق، وهي الانتخابات الرئاسية.

وقال هذا المصدر لـ«اللواء»: «إننا جميعاً سنكون في انتظار ردة فعل عون، في حال حصل التجديد سنتين لرئيس الأركان، لأن ذلك سينسحب حكماً على قائد الجيش»، لافتاً إلى أن الجيش سيتصدى لأي محاولة للإخلال بالأمن في حال نزل أحد إلى الشارع. موضحاً أن قيادة الجيش أبلغت المعنيين بهذا الأمر.

وكشف مصدر وزاري آخر، أن وزير الدفاع الذي أطلع الرئيس سلام أمس على حصيلة جولته على القيادات، أبلغه أنه عازم على أن يطرح خلال الجلسة غداً ثلاثة أسماء لمنصب رئيس الأركان وهم العمداء أمين أبو مجاهد ودريد زهر الدين ومروان حلاوي لتعيين واحد من بينهم خلفاَ للواء سلمان، وأنه إذا تعذّر التوافق، وهو المرجح، يصبح خيار تأجيل التسريح بقرار من مقبل بحكم الأمر الواقع، منعاً للفراغ.

لكن مصدراً وزارياً أوضح أنه ليس من الضروري أن يطرح الوزير مقبل ثلاثة أسماء على اعتبار أن آلية تعيين المدراء العامين في الدولة لا تنطبق على العسكريين، وأنه من الممكن أن يطرح إسماً واحداً مثلما فعل وزير الداخلية نهاد المشنوق قبل التمديد للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص حيث اقترح إسماً واحداً، لم يجر التوافق عليه.

من جهتها، أوضحت مصادر في تكتل «التغيير والاصلاح» أن هناك تحضيرات معيّنة «للتيار الوطني الحر» لكنها مرتبطة بالظروف والاتصالات وردود الفعل المرافقة لاجتماع مجلس الوزراء، نافية امتلاكها لتفاصيل معيّنة، لكن معلومات كشفت في هذا الخصوص أنه تمّ خلال الساعات الـ48 الماضية رصد تبادل رسائل نصية بين كوادر التيار العوني تدعو إلى النزول إلى الشارع في 7 آب.

أما عضو التكتل النائب آلان عون فاكتفى بالقول لـ«اللواء»: «سنتخذ في اجتماع التكتل اليوم الموقف في ما خص التعاطي مع التعيينات ومجلس الوزراء».

أزمة النفايات

إلى ذلك، لفتت مصادر وزارية الى أن موضوع النفايات سيحضر بدوره إلى مجلس الوزراء، من باب انعدام الحلول لهذه الأزمة التي باتت تضغط على المسؤولين مع اشتداد موجة الحر التي تضرب المنطقة، والتي باتت تؤثر على البيئة، سواء مع اندلاع حرائق في عدد من المناطق اللبنانية، لا سيما في عكار، أو إحراق النفايات نفسها بما يؤثر أيضاً على الصحة العامة.

وفيما أعلنت وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني لـ«اللــواء» بأن هذا الملف دقيق، وأن خيار التصدير إلى الخارج دونه صعوبات، وأن المطلوب معالجة سريعة لا تبدو متوافرة، نفى مصدر نيابي بيروتي ان يكون اجتماع نواب بيروت في مشاركة وزير البيئة محمّد المشنوق ووزير السياحة ميشال فرعون سلبياً، أو أن تكون تخللته أجواء غير إيجابية، لكنه لفت الىا ن الخيارات كانت محصورة بالنسبة إلى بيروت باثنين: إما إيجاد مطمر لنفايات بيروت أو ترحيلها إلى الخارج، ولذلك، وبسبب عدم وجود مطمر يوافق عليه أصحاب الأرض، تبنى النواب قرار مجلس بلدية بيروت بترحيل النفايات.

وأوضح ان الوزير المشنوق أبلغ المجتمعين بأنه تلقى عروضات من شركات أجنبية عدّة أعربت عن استعدادها لترحيل النفايات، وانه ينتظر أجوبة من هذ الشركات خلال 48 ساعة.

ولفت المصدر النيابي إلى ان هذا الحل يفترض أن يكون مؤقتاً لمدة ثلاث أو أربع سنوات، ريثما يتم اعتماد نظام للنفايات سواء بالفرز أو المحرقة.

من جهته حذر وزير الصحة وائل أبو فاعور، خلال مؤتمر صحفي من الوضع الصحي نتيجة استمرار أزمة النفايات، مشيراً إلى ان استحداث مكبات في المطار والكرنتينا كارثة صحية، وقال: نحن لا نمتلك رفاهية الانتظار وعلى الدولة أن تبت أمرها، لافتاً إلى انه اتصل بوزير الداخلية شاكياً له اننا وصلنا إلى الخط الأحمر، وقد وعده المشنوق بإيجاد حل لمكب المطار والكرنتينا.

وشدّد أيضاً على ضرورة عدم حرق النفايات لأن ذلك يتسبب بأمراض سرطانية وحالات إختناق وتشوهات خلقية، ولكن ليس من بينها الكوليرا، وضرورة عدم رش المبيدات مباشرة على النفايات إنما رش الكلس.