IMLebanon

دي ميستورا يسأل عن خطر «داعش» .. و«الزفت» يهدّد مجلس الوزراء!

دي ميستورا يسأل عن خطر «داعش» .. و«الزفت» يهدّد مجلس الوزراء!

نصر الله في السلسلة الشرقية: 3 سنوات صعبة وأعددنا مفاجآت للتكفيريين وإسرائيل

إذا كان الخطر الذي يمثله تنظيم «داعش» لدول المنطقة، ومنها استقرار لبنان، هو الذي دفع المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دي ميستورا الى زيارة لبنان، كمحطة أولى من ضمن جولة تشمل إيران وتركيا وروسيا، فإن المشهد في مجلس الوزراء عبّر عن انهماك في شؤون أخرى ليس أقلها الخلاف على ما تبقى من «كعكة مالية» موزعة على مشاريع الزفت، أو على خدمات أخرى، مع أن النواب الحاليين باتوا ينامون قريري العين، بأن التمديد لهم لإكمال ولاية ثانية مكتملة، ينتظر ما بعد جلسة 21 تشرين الحالي التي دعا إليها الرئيس نبيه بري لانتخاب لجان المجلس وهيئة مكتبه، قبل عودته الى بيروت.

فقد انشغلت الأوساط النيابية والسياسية بالمعلومات التي احتلت بعض مواقع التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع تسريبة الى الصحف عن اشتباك كلامي عنيف بين وزير الأشغال العامة غازي زعيتر من كتلة الرئيس بري ووزير الخارجية جبران باسيل من كتلة النائب ميشال عون، على خلفية نقاش معيار صرف الأموال على مشاريع الطرقات على أساس موازنة 2014 التي لم تقر، لا سيما في مجلس الوزراء ولا في مجلس النواب، أو على أساس موازنة العام 2005 زائد قانون زيادة الانفاق الذي صدر عام 2012.

وتقول المعلومات الوزارية أن النقاش بدأ بين زعيتر ووزراء حزب الكتائب هادئاً، لكن ما أن تلفظ الوزير باسيل بأن معالجة هذا الوضع يحتاج الى وقت، مقترحاً توقف النقاش وتأجيل بحث البند، حتى صاح به زعيتر قائلاً: تتهمني بالرشوة؟!، متوعداً إياه بكشف المناقصات التي جرت في عهده، سواء في وزارة الطاقة أو الاتصالات، ثم خرج من الجلسة ليعود إليها بعد تدخل عدد من زملائه، لا سيما الوزير علي حسن خليل. ولم يتأخر الرئيس تمام سلام من رفع الجلسة، بعد ست ساعات صاخبة من النقاش غابت عنه الملفات الحساسة من عقود الخليوي، الى شركة سوكلين، الى الهبة الإيرانية، الى موضوع النازحين السوريين، الى الوضع في طرابلس، وبعد أن وضع الوزراء في جدية الاتصالات الجارية لتحرير العسكريين المخطوفين، لينتهي الرئيس سلام بتقديم اقتراح أقره المجلس ويقضي بتأليف لجنة أمنية لمواكبة الاتصالات، ولاحقاً المفاوضات لتحرير العسكريين مؤلفة من المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ومدير المخابرات في الجيش إدمون فاضل ورئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد عماد عثمان.

وفي موضوع العسكريين المخطوفين، لاحظت مصادر وزارية أن لا جبهة «النصرة» ولا تنظيم «داعش» حددت مطالبها بشكل واضح، لكنها وصفت التطمينات التي حصلت عليها الحكومة اللبنانية، عبر الوسطاء، بأنها نوع من ضمانات، مشيرة الى أن الاتصالات لم تصل بعد الى موضوع المقايضة، لأن الخاطفين لم يحددوا بعد شروطهم، ولم تتسلم الحكومة لائحة بهذه الشروط، إلا أن كشفت بأن الجانب اللبناني لا يمانع مبدئياً من البحث في تأمين ممر إنساني لخروج المسلحين من جرود عرسال، من ضمن مواصفات وشروط أهمها أن لا يتحول هذا الممر الى ممر آمن.

وفي هذا السياق، أفادت معلومات أن الجيش اللبناني تصدى مساء أمس لمجموعة مسلحة حاولت الدخول الى عرسال عبر طرقات ترابية بين وادي حميد والحصن وأجبرها على التراجع.

زيارة دي ميستورا

 واللافت أن زيارة دي ميستورا لبيروت، والذي عبّر خلالها عن قلق المجتمع الدولي على الاستقرار في لبنان وحدوده وبيئته السياسية، غابت عن جلسة مجلس الوزراء، على الرغم من خطورة المواضيع التي طرحها والمخاوف التي أبداها نتيجة الصراع المستمر في سوريا.

وأوضح مصدر وزاري، أنه لم يجر في الجلسة أي كلام في الشأن السياسي، باستثناء بعض الاستيضاحات حول موضوع العسكريين المخطوفين، بسبب انهماك الوزراء في الانتهاء من بنود جدول الأعمال المتبقية عن الجلسة الماضية، والرغبة أيضاً في الانتهاء من المواضيع المطروحة على الجلسة الحالية.

ووصفت مصادر على اطلاع على المحادثات التي أجراها دي ميستورا في بيروت، سواء مع الرئيس تمام سلام أو الوزير باسيل، أو مع النائب وليد جنبلاط، أو نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، بأنها اتسمت بالطابع الاستطلاعي وتركزت على طرح أسئلة وجمع معلومات عن رؤية اللبنانيين رسمياً وسياسياً، وكيفية الحفاظ على الاستقرار، وما هو المطلوب من الأمم المتحدة للحفاظ على هذا الاستقرار الذي يدخل في دائرة الخطر مع تمدد النفوذ العسكري «لداعش» . وخططه الهادفة الى إزالة الحدود بين دول المنطقة.

وكشف مصدر رسمي لبناني أن الرئيس سلام طلب بأن تعمل الأمم المتحدة ببقاء المظلة الدولية لحماية لبنان سياسياً، كما اقترح على دي ميستورا خطة تقضي بالبدء بنقل أعداد من النازحين السوريين خارج لبنان، نظراً لعدم إمكانية تحمّل لبنان مثل هذا العبء، خصوصاً وأن المجتمع الدولي والدول المانحة لم تفِ بتعهداتها تجاه لبنان.

وكان دي ميستورا قد أكد بعد لقائه الرئيس سلام وكذلك الوزير باسيل، على أن المجتمع الدولي يقف بشدة الى جانب لبنان، وهو يعي الأعباء التي يتحملها في هذه المرحلة، مشيراً الى أنه ينظر بقلق الى ما حصل مؤخراً على الحدود، في إشارة إلى معركة عرسال وبريتال، مؤكداً ثقته بأن لبنان سيستطيع تجاوز هذه المرحلة.

وقال: ان استقرار لبنان مهم جداً للمنطقة والمجتمع الدولي، وطبعاً هذا يعني أن المحيط السياسي في لبنان يجب أن يكون مستقراً في أسرع وقت يمكن من أجل لبنان قوي، مشيراً إلى ان الامتحان سيكون، بحسب رأيه، في مواجهة مرحلة مصيرية نأمل أن تؤدي إلى حل سياسي في سوريا.

تجدر الإشارة إلى ان زيارة دي ميستورا لحزب الله، هو الأول من نوعه بين ممثل للأمم المتحدة والحزب منذ بداية النزاع في سوريا قبل أكثر من ثلاث سنوات، علماً ان سلفي ممثلي الأمين العام السابقين الأخضر الابراهيمي وكوفي أنان  لم يلتقيا ولا مرة أي مسؤول من الحرب.

نصر الله في السلسلة الشرقية

 وسط هذه الأجواء، بقيت الزيارة الأخيرة للأمين العام لحزب الله اسيد حسن نصر الله لمقاتلي الحزب في السلسلة الشرقية، موضع اهتمام، لا سيما في ضوء المعارك الليلية الجارية بين مسلحي الحزب ومسلحي التنظيمات  السورية المتطرفة.

ما علمته «اللــواء» يفيد أن مقاتلي الحزب فوجئوا ليلاً بالسيد نصر الله مرتدياً الزي العسكري ومعه مجموعة من المرافقين حين وصل إلى المواقع التي يتواجدون فيها، وذلك بعد أن قدم واجب العزاء لبعض العائلات البقاعية التي سقط بها أبناء في هذه المعارك.

تحدث السيد نصر الله إلى المقاتلين مشيراً إلى ان هناك مؤامرة كبيرة تستهدف المقاومة، وان المقاومة ستقاتل في أي منطقة للدفاع عن نفسها وأشار نصر الله وفقاً للمعلومات التي جرى تناقلها إلى ان الحزب على جهوزية كاملة لمواجهة مغامرات التكفيريين والاسرائيليين، متوقعاً أن تستمر  الحرب الدائرة رحاها في سوريا ثلاث سنوات، داعياً إلى الصبر، لأن هذه المسيرة سيقط فيها شهداء وجرحى، لكن النصر سيكون حليف المقاومة، مذكراً بالوعد الذي قطعه في حرب تموز.

وتطرق نصر الله الی عملية  المقاومة الأخيرة في مزارع شبعاً، مشيراً إلى ان المقاومة كانت على استعداد وفي حالة استنفار قصوى للرد على أي هجوم اسرائيلي، ولكن كان لديها تفكير بأن اسرائيل لن تجرؤ علی الرد في هذه المرحلة. وشدد أمام المقاتلين على ضرورة عدم تصوير أو تعميم صور المعارك الجارية، بما في ذلك صور الأشخاص الذين يسقطون من الجماعات المسلحة على أرض المعركة.

إلغاء المحكمة العسكرية

 وخارج جلسة مجلس الوزراء، أثار وزير العدل اللواء أشرف ريفي، مسألة إلغاء المحكمة العسكرية أو تعديل قانونها ليشمل فقط محاكمة العسكريين والقضايا العسكرية، وذلك في سياق رده على سؤال من أحد الصحافيين عما اذا كان يؤيد اقتراحاً لنائب «القوات اللبنانية» ايلي كيروز بهذا الخصوص.

وفي معلومات «اللــواء»، ان اقتراح كيروز قدم بعد التنسيق مع وزير العدل الذي ينوي متابعة هذه القضية إلى النهاية، باعتبارها خطوة إصلاحية تقدمية، إذ لم يعد مقبولاً، بحسب ما أعلن لـ «اللواء» مساء، أن تكون هناك محاكم استثنائية، معتبراً استمرار هذه ا لمحاكم مؤشر  تخلف ينتمي الى عالم ثالث، بعدما ألغت معظم  الدول الحديثة هذا النوع من ا لمحاكم باستثناء الدول التوتاليتارية.

ولم ينف ريفي أن تكون دعوته قد جاءت بعد قرار قاضي التحقيق العسكري إصدار مذكرة توقيف بحق الشيخ مصطفى الحجيري (أبو طاقية)، واصفاً هذه المذكرة بأنها «النقطة التي طفحت الكيل»، خصوصاً وأننا نرى صيفاً وشتاءً على سطح واحد، من دون وجود معيار واحد لمحاكمة الناس، لافتاً النظر الى أنه من حق الناس الطبيعي أن يحظوا بمساواة في القضاء، وتكون الأحكام حسب القوانين الدولية معللة، مشدداً على ضرورة أن تكون  الهيئات القضائية التي تحاكم الناس قضائية وليسوا عسكريين، مع احترامه الكامل «لهامات» مهمة جداً في المحكمة العسكرية، لكن هذا موقف مبدئي، ختم  الوزير ريفي.

سوكلين.. و«إيبولا»

من جهته كشف وزير البيئة محمد المشنوق لـ «اللواء» أنه سيكون اعتباراً من الأسبوع المقبل، جاهزاً لتقديم عرضه أمام مجلس الوزراء، في شأن ملف النفايات، مع التوصيات التي سيقترحها، مشدداً أنه لن يكون في عرضه أي تجديد للعقد مع شركة «سوكلين»، بل مناقصات بحسب الأصول.

وبشأن وباء «إيبولا» الذي حضر في الجلسة، من خلال طلب وزارة الزراعة فرض قيود على استيراد المواشي والحيوانات المستوردة من دول أفريقية، أكد الوزير المشنوق ان تدابير وزارة الزراعة في هذا الخصوص ليست بحاجة إلى قرار من مجلس الوزراء، كاشفاً عن تكثيف وجود المراقبين الصحيين في مطار بيروت، من ضمن الاجراءات المتخذة لكي يكون لبنان نظيفاً من هذا «الوباء»، الذي «يستوطن» في عدد كبير من الدول الافريقية التي تستضيف أعداداً هائلة من المغتربين اللبنانيين كاشفاً في هذا الاطار، بأن كل الطائرات التي تأتي من أفريقيا، وكذلك من دول المغرب العربي تخضع لمراقبة متشددة، بحيث يتم إجراء فحوصات على جميع المسافرين في الطائرة من قبل فريق طبي متخصص قبل نزولهم إلى أرض المطار، حيث يخضعون لاحقاً إلى معاينات طبية مشددة.

تفكيك عبوة في طرابلس

 أمنياً، عثر قرابة منتصف الليل على عبوة ناسفة في محلة أبي سمرا في طرابلس، عمل الجيش على تفكيكها.

وجاء هذا الحادث عقب سلسلة اعتداءات تعرض لها الجيش أمس، بين الشمال والبقاع، حيث قتل جندي أثناء مداهمة عناصر الجيش منطقة البداوي قرب طرابلس، من قبل شخصين يستقلان دراجة نارية أقدما على إطلاق النار باتجاه مركز تابع للجيش فرد عناصر المركز على النار بالمثل، مما أدى إلى اصابة أحد المعتدين ويدعى محمود المانع.

وفي بعلبك أطلق الجيش النار على دراجة نارية يستقلها شخصان كانا في طريقهما من الجرد إلى عرسال على طريق ترابية غير شرعية قرب الحاجز، لم يمتثلا للتوقف مما أدى إلى اصابة شخص من آل الحجيري وتم توقيفه فيما فرّ رفيقه.

وأوقف الجيش ابراهيم بحلق على حاجز في وادي حميد في عرسال لمشاركته في الاعتداء على الجيش خلال المعارك الأخيرة، وحاول بحلق الفرار لكنه لم يفلح.