الدولة تواجه الإرهاب .. توقيف 40 سورياً وضبط أسلحة قرب منزل عباس إبراهيم
جنبلاط وجعجع: مقاربة «فكرية» لتدخّل «حزب الله» .. والمشنوق يحذّر من «الأمن الذاتي»
من الكشف على مخبأ الأسلحة مجهز بمواد متفجرة وقنابل وقذائف صاروخية في قرية الخرطوم الجنوبية، وهي البلدة المجاورة لكوثرية السيّاد، مسقط رأس المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، الى استمرار مسلسل الهجمات على جنود وعناصر الجيش اللبناني التي تتحرك في شمال لبنان، والتي كان آخرها استشهاد جندي فجراً بإطلاق نار على حافلة عسكرية على طريق عام البيرة في عكار، والتي أعقبها مداهمة بعض مخيمات النازحين السوريين في خربة داود وتوقيف 44 شخصاً، معظمهم من السوريين، الأمر الذي وضع قضية النازحين بقوة على طاولة البحث، ليس فقط من زاوية عدم القدرة على استيعاب المزيد من هؤلاء، حيث حذّر وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس من أن الكثافة السكانية أصبحت 540 شخصاً في الكيلو متر الواحد، وهي نسبة خطيرة جداً، بل من زاوية المخاطر الأمنية والمخاوف من أن تستفيد الجماعات المسلحة المناهضة للنظام السوري، والتي تخوض معارك شرسة جداً مع حزب الله في السلسلة الشرقية وجبال القلمون، من هذا الانتشار الكثيف والواسع للنازحين لتنفيذ هجمات تهدد الاستقرار الوطني اللبناني.
وإذا كانت مصادر عسكرية نقلت عنها وكالة «فرانس برس» أن المسلحين الذي يستهدفون الجيش اللبناني في «إطار عمل إرهابي» هدفه إضعاف الجيش ليتمكن هؤلاء من التحرك بحرية من وإلى جرود عرسال، أو حمل الجيش على تخفيف ضغطه على المسلحين في الجرود المحاذية للحدود السورية شرق لبنان، فإن مصادر ديبلوماسية تتخوف من أن تكون الخطة أبعد من ذلك، وتهدف لتأليب الأهالي ضد الجيش وإضعاف الاحتضان الشعبي، ولا سيما في عكار، للمؤسسة العسكرية وأبنائها، تمهيداً للتدفق بأعداد كبيرة الى المنطقة والاستيلاء عليها على غرار ما حصل في العراق وسوريا.
ولعله استناداً الى هذه المخاوف والمخاطر، هو الذي دفع الوزير درباس الى الكشف بأن لبنان لم يعد يستقبل أي نازح سوري، وأن هذا الأمر هو من ضمن الاجراءات التي اتخذتها الدولة للحد من النزوح والمتفق عليها في اللجنة الوزارية، مشيراً الى أنه سيطرح في اجتماع وزراء الشؤون العرب في 30 الشهر الحالي في شرم الشيخ وجوب مشاركة الدول العربية في تحمل وزر اللجوء السوري الى لبنان، كما سيثير هذا الملف في اجتماعات مجموعة الدعم الدولية للبنان التي ستعقد في برلين يومي 27 و28 الحالي، مؤكداً أنه تم صرف النظر عن فكرة إنشاء مخيمات للنازحين، بسبب عدم توفر التغطية السياسية الكاملة من جميع الأطراف.
جنبلاط – جعجع
ومع أن الساعات الثلاث التي أمضاها النائب وليد جنبلاط مع وفد من اللقاء الديموقراطي، شارك فيه المرشح الرئاسي هنري حلو، مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب، كان مخصصاً بالأساس للتداول في مسألة الرئاسة الأولى والاستحقاقات الأخرى، في إطار جولة جنبلاط على القيادات المارونية البارزة، فإن الوضع الأمني استأثر بمعظم الوقت، نظراً لانعكاساته الخطرة على الاستقرار العام، والأوضاع الداخلية التي بدأت تشهد اهتزازات في البقاع والشمال، وذلك في ضوء تمدد تنظيم «داعش» والاستنفار الاقليمي والدولي واللبناني لمواجهة خطر الارهاب والتطرف.
وبصرف النظر عن مأدبة الغداء التكريمية وتبادل إهداء الكتب ذات الدلالات على ما يجري حالياً، وعلى مقاربة فهمه، فإن النقاش تشعب الى كيفية مواجهة المخاطر الناجمة عن استهداف الجيش، وعن الاشتباكات الجارية بين حزب الله والجماعات المسلحة، حيث أن جنبلاط لم يتمكن من إقناع جعجع بضرورة وقف الحملات على حزب الله، واعتبار أن مسألة مشاركته في الحرب في سوريا قرار إيراني إقليمي يتعدى موقف الدولة اللبنانية، وأن لا جدوى من استمرار السجالات حول هذا الموضوع، في حين أن جعجع يعتقد أن تذكير الحزب يومياً بخطأ تدخله في سوريا هدفه توعية الحزب إلى مسؤولياته الوطنية.
وفيما لوحظ أن مكونات 8 آذار، وصفت جولات جنبلاط الرئاسية «بالحركة بلا بركة» و«بالكركعة السياسية» تعبيراً عن استيائها من موقفه الأخير بتبرئة جبهة النصرة من تهمة الإرهاب، أشار عضو اللقاء الديمقراطي، والمرشح الرئاسي هنري حلو، إلى أن توافقاً برز خلال لقاء جنبلاط – جعجع على اولوية انتخاب رئيس جديد للبلاد، معرباً عن اعتقاده بأن التمديد للمجلس النيابي يصبح امراً ثانوياً اذا ما تمّ إنجاز الاستحقاق الرئاسي.
وإذ ذكر بأن جعجع قالها صراحة بأنه مستعد لسحب ترشيحه إذا تمّ الاتفاق على تسوية معينة، لم يشأ حلو لـ «اللواء» التأكيد ما إذا كان قد أعلن ذلك في لقائه مع جنبلاط، مكتفياً بالتأكيد بأن كل واحد بقي على موقفه من مسألة الترشيح، متكتماً عن إعطاء تفاصيل حول الزيارة التي قاربت مختلف الملفات المطروحة، وأظهرت تقارباً في بعض النقاط وتباعداً في البعض الآخر، وفق قوله، مشدداً على ان وليد بيك تحدث بكثير من الصراحة، وان أجواء الارتياح سادت اللقاء.
ندوة البلديات
وشكلت «ندوة البلديات – ضمانة الاستقرار» التي نظمها حزب الكتائب مساء أمس، في قصر المؤتمرات في ضبيه، مناسبة لاعلان مواقف سياسية ووطنية مهمة، ولا سيما أن الندوة كانت فرصة لوزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير الشؤون رشيد درباس إلى اعلان رفضهما للأمن الذاتي، والتحذير من المخاطر الأمنية والاجتماعية لوجود النازحين السوريين الذين بات عددهم يقارب ثلث المقيمين على الأرض اللبنانية، كما كانت فرصة أيضاً لرئيس الكتائب الرئيس امين الجميل، للتأكيد على أن الانتخاب الرئاسي يبقى أولوية في المسيرة الوطنية، مشيراً إلى انه لا يعقل ولا نفهم كيف أن بعض القادة يُسيء الى تفسير وتطبيق الدستور اللبناني بغاية تعطيله ومنع انتخاب رئيس الجمهورية.
ولفت الجميل، إلى أن المواد الدستورية التي تتعلق بالنصاب البرلماني لانتخاب الرئيس وضعت لضمان الاستقرار الدستوري وانتظام الحياة السياسية في البلاد، فلا يعقل أن تستعمل لتعطيل انتخاب الرئيس، مشيراً إلى أن حضور النواب لجلسات البرلمان في البلدان المتحضرة الزامي، متسائلاً: بأي حجة يتغيب النواب عن هذا الواجب الوطني.
وفي كلمته امام المؤتمر ردّ الوزير المشنوق على الأصوات القديمة – الجديدة التي تدعو إلى التسلّح واعتماد الامن الذاتي، ولا سيما في بعض المناطق المتاخمة للحدود اللبنانية – السورية، وكذلك على الشائعات من عمليات عسكرية واجتياحات وهجمات مباغتة واستفراد قرى وبلدات لتبرير الدعوات الى حمل السلاح وحماية القرى وتنظيم الحراسة، فقال أن مثل هذه الدعوات والشائعات تحمل في طياتها مخاطر مباشرة على اللبنانيين من دون استثناء وتخدم أهداف أعداء لبنان، معلناً رفضه من موقعه النيابي وانتمائه الى كتلة «المستقبل»، ومن موقعه الوزاري لأي ترويج لمقولة الامن الذاتي التي رأى فيها «نحراً ذاتياً» لسيادة الدولة وعلة وجودها، ولكرامة المؤسسات العسكرية والأمنية وجحوداً لتضحيات رجالها الذين يستبسلون في الدفاع عن الوطن إلى حد الشهادة.
وأضاف «لقد علمتنا تجارب الماضي القريب والبعيد أن اضعاف المؤسسات الرسمية ولا سيما منها المؤسسات الأمنية، وإقامة مؤسسات أمنية رديفة يهددان وحدة الدولة ويمهدان لإنشاء دويلات ضمن الدولة، ويجيبان أحلام البعض في الاستئثار والتسلط والهيمنة، ويعجلان في استيلاد الفتن على اختلافها». وكشف انه «طلب من المحافظين منذ اكثر من شهرين ان يشجعوا البلديات على زيادة الحرس البلدي تطويعاً او تعاقداً إلى الحد الذي يجعلهم قادرين وفاعلين في حراسة قراهم»، مؤكداً خطأ من يقول ان أمن البلديات مرادف للأمن الذاتي، لأن من يروّج لهذا الالتباس يريد ان يطوّق أي دور أمني للبلديات لأهداف مختلفة.
مخبأ المتفجرات
وفي المعلومات الرسمية عن مخبأ المتفجرات قرب منزل اللواء ابراهيم في كوثرية السياد، أفيد ان عناصر من شعبة المعلومات في الامن العام في الجنوب، عثرت مساء أمس على كمية كبيرة من الاسلحة والذخائر والمواد المتفجرة موضوعة في اكياس من النايلون وموزعة في ثلاث مناطق قريبة من الصخور، ولم يمض على دفنها في تلك المنطقة اكثر من عشرة ايام وهي منطقة قريبة من منزل اللواء ابراهيم في كوثرية السياد، وعلى الاثر ابلغ الامن العام فوج الهندسة في الجيش والشرطة العسكرية الذي قام عناصره بنقل تلك المواد المتفجرة والاسلحة الى احد مراكز الجيش في الجنوب، وبوشرت التحقيقات لمعرفة الجهة التي دفنتها في تلك المنطقة بعد توزيعها على مناطق ثلاث متجاورة، حيث جرى توضيبها بأكياس جديدة من النايلون المقوى الذي يستطيع منع تسرب مياه الامطار اليه.
والمواد التي تم العثور عليها عبارة عن كميات من مادة ال «ت ان تي» ورمانات يدوية وجهاز توقيت ولوحات الكترونية وذخائر وطلقات من الرصاص، مع الإشارة الى ان الامن العام كان اوقف منذ فترة شبكة من السوريين الذين اعترفوا بالتخطيط لعمليات تخريبية ضد اللواء ابراهيم اثناء زيارته منزله في الكوثرية الجنوبية.
مداهمات الجيش
وإلى المداهمات التي نفذها الجيش في خراج بلدتي البيرة وخربة داوود العكاريتين والتي أفضت إلى أكثر من 35 سورياً، عقب استهداف حافلة نقل عسكريين على طريق البيرة برصاص مسلحين مجهولين فجراً، نفذ الجيش أيضاً مداهمات مساء في منطقة المنكوبين في طرابلس، وأوقف عدداً من المطلوبين، بعدما تعرضت دوريات للجيش فجراً إلى اعتداء جديد من قبل مسلحين في محلة الزاهرية، والقاء قنبلة يدوية في اتجاه أحد المراكز العسكرية.
وفيما أكد الجيش انه لم يسجل أية اصابات بالأرواح، ذكرت معلومات شبه رسمية عن اصابة العسكري جمال عاشق بخاصرته بإطلاق النار..
وأفيد من منطقة البقاع عن خطف شخصين من آل الحجيري من منزلهما في تعلبايا من قبل مسلحين مجهولين اتجهوا بهما باتجاه سعدنايل.