IMLebanon

تظاهرة العونيين: شروط سياسية تهدّد الحوار

تظاهرة العونيين: شروط سياسية تهدّد الحوار

سلام تسلَّم تقرير النفايات .. وخَلْط أوراق في حملات «الحراك المدني»

بين «شخصنة» التظاهر التي دعا إليها «التيار الوطني الحر» وتوظيف نتائجها السياسية على طاولة الحوار يوم الأربعاء المقبل، بدت الساحة الداخلية عُرضة لمتغيرات تتأثر بالحراك على الأرض، وبالحركة الدبلوماسية الدولية والإقليمية التي بلغت ذروتها أمس بالقمة السعودية – الأميركية بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس باراك أوباما التي بحثت بازمات المنطقة من باب منع إيران من امتلاك السلاح النووي، والبحث عن حل للحرب الدائرة في اليمن، وإمكانية تحقيق صيغة لانتقال سياسي داخل سوريا ينهي الصراع الدموي الخطير في هذه الدولة.

ولم يخف منظمو تظاهرة التيار العوني، فضلاً عن الكلمة المختصرة جداً لرئيس التيار النائب ميشال عون بسبب «بحة» صوتية، ربط اجرائها بانقاذ وحدة التيار العوني وسمعته، بعد «تسميته» الوزير جبران باسيل رئيساً له، وقياس مدى قدرة النائب عون على تحريك الشارع، وإن استعان المناصرون بشخصية السيّد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في محاولة للإيحاء بأن نداء التلبية لم تطرأ عليه تبديلات توحي بأن شعبية عون شخصياً تراجعت.

ولئن شكل اذان المغرب لحظة مناسبة، حيث فرض على الساحة صمتاً، للمتظاهرين لنقل رسالة بإحترامه للتأكيد على الوحدة الوطنية، فإن الإشارات التالية حملت مخاوف من ان يُشكّل اللعب بالشارع فرصة لأكثر من طرف لتحويل هذا الحراك المدني والسياسي عن أهدافه السلمية، لا سيما وأن المطالب المرفوعة والشعارات، على ألسنة الحناجر، تتقاطع عند معطيات خلافية يخشى ان تترك صدى سلبياً على طاولة الحوار التي دعا إليها الرئيس نبيه برّي.

وخارج دائرة الأرقام المتصلة بحجم التظاهرة عددياً، والتي خضعت لتحضيرات استمرت على مدى عشرة أيام، ونجحت القوى الأمنية والجيش اللبناني في إيجاد مظلة أمنية واقية سمحت لتوافد الأنصار من أكثر من منطقة إلى العاصمة، وحماية التظاهرة نفسها في ساحة الشهداء، فإن الأندية السياسية تحاول استخلاص ما يمكن ان تتركه من تأثيرات على طاولة الحوار:

1- إذا تمسك النائب عون في طاولة الحوار بترشيح نفسه كرئيس للجمهورية أو لا انتخابات، فإن التظاهرة تكون قد حملت بعداً سلبياً على الجهود الدولية الجارية لإنهاء الشغور في انتخابات الرئاسة.

2- يعتقد الرئيس برّي، ومعه كتلة «المستقبل» والنائب وليد جنبلاط ان الحراك الإقليمي – الدولي، في ضوء تأكيد القمة السعودية – الاميركية على أهمية انتخاب رئيس للبنان، بات يُشكّل الفرصة المنتظرة لإنهاء هذا الشغور تمهيداً للخروج من الأزمة المتفاقمة منذ 16 شهراً في لبنان، والتي أدّت إلى تعطيل التشريع ووضعت الحكومة امام مأزق الاستمرار في العمل.

3- تخوفت مصادر دبلوماسية من ان يؤدي استمرار دعم حزب الله لمواقف الجنرال وشعاراته، لا سيما في ما خص الفساد إلى اندلاع سجالات جديدة قد ترهق طاولة الحوار، على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي وفرنسا يدعمان مبادرة برّي لحوار الأربعاء.

وعلى هذا الصعيد، ردّ عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري على بيان كتلة «الوفاء للمقاومة»، معتبراً أن حصر المسؤولية عن الدين العام وأزمات الكهرباء والمياه وغيرها من المشكلات باتجاه واحد هو تكرار للسياسات وحملات التضليل التي أغرقوا بها الرأي العام منذ نهاية العام 1998، مشيراً إلى أن الخروج على القانون وإقامة مناطق نفوذ طائفي هو أعلى مرتبة من مراتب الفساد والتهرّب من الالتزامات وهو ما يتولاه ويرعاه حزب الله».

وفي أول موقف فرنسي رسمي من الحراك الشعبي في لبنان، أشار الناطق باسم وزارة الخارجية إلى متابعة فرنسا بـ«يقظة واهتمام كبيرين» للأوضاع، مؤكداً تمسك باريس «الدائم» باستقرار لبنان، مذكّراً باجتماع مجلس الأمن في الثاني من أيلول حول الوضع في لبنان، واستعاد بيان المجلس لجهة «دعم الحكومة اللبنانية ورئيس الوزراء تمام سلام وضرورة اجتماع مجلس النواب اللبناني لانتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت من أجل وضع حدّ لحال عدم الاستقرار في المؤسسات».

وحيّا الناطق المبادرات المتخذة من أجل التشجيع على الحوار بين اللبنانيين بهدف إيجاد حلول عملية للأزمة السياسية، مؤكداً ترحيب فرنسا، في هذا الإطار، بمبادرة الرئيس برّي.

وأفاد مراسل «اللواء» في باريس بشارة غانم البون أن السفير الفرنسي الجديد إيمانويل بون سيعود في بداية الأسبوع المقبل إلى بيروت لاستئناف نشاطه بعد مشاركته في باريس في اللقاء السنوي للسفراء الفرنسيين في الخارج.

وذكر أن وزير الخارجية جبران باسيل سيزور العاصمة الفرنسية الأسبوع المقبل لرئاسة الوفد اللبناني المشارك في المؤتمر المخصص لضحايا الاضطهادات الإتنية والدينية في الشرق الأوسط، الذي تستضيفه باريس في الثامن من أيلول، وقد يلتقي باسيل نظيره الفرنسي لوران فابيوس على هامش أعمال المؤتمر.

4- شكّلت كلمة الوزير باسيل في التظاهرة العونية، عناوين لصدام سياسي، سواء مع الرئيس السابق ميشال سليمان، أو مع رئيس الحكومة، بما يؤشر إلى نقل هذا الصدام إلى الحوار نفسه، حيث قال أنه «لا يقبل برئيس لا يفهم إلا بلغة الخشب، ولا برئيس للحكومة تابع ونقول له أن لبنان سيبلعك»، ملوحاً بأن التظاهرة في ساحة الشهداء، ليست سوى «تحمية»، متوعداً بأن تكون التظاهرة المقبلة إلى قصر بعبدا.

خطة النفايات

وفيما كان عون وأنصاره مستغرقين في حركة الشارع، كان الرئيس سلام يلتقي في السراي وزير الزراعة أكرم شهيّب الذي أطلعه على نتائج أعمال اللجنة التي كلّف بترؤسها لتقديم تصوّر لحل أزمة النفايات.

وأوضح شهيّب أنه عرض للرئيس سلام الخطة المقترحة لمعالجة أزمة النفايات بما فيها إجراءات المرحلة الانتقالية التي تكفل انتظام خدمة النفايات الصلبة ورفع ما تكدس منها في كافة المناطق.

وكشف ان الخطة تقوم على مرحلتين: الأولى انتقالية والثانية مستدامة تهدف إلى تكريس مبدأ لامركزية الحل وإعطاء السلطات ألمحلية (البلديات) الدور الأساس.

ولفت إلى انه اتفق مع الرئيس سلام على استكمال الاتصالات لتأمين الوصول إلى قرار نهائي يضمن نجاح مكونات الخطة تمهيداً لاقرارها في جلسة استثنائية لمجلس الوزراء.

وفي المعلومات ان المرحلة الأولى من خطة شهيب تستغرق عاماً ونصف العام تفضي بالتعاون مع «سوكلين» لرفع النفايات من الشوارع والأحياء وتوفير ثلاثة مطامر، والثانية تقضي بالتعاون مع اتحادات البلديات لاستعادة المبادرة وهذه المرحلة قد تستغرق من ثلاث سنوات إلى خمس.