IMLebanon

شروط متضادة لــ 8 و14 آذار تهدِّد الحوار!

شروط متضادة لــ 8 و14 آذار تهدِّد الحوار!

برّي يستبق الجلسة الأولى: الفشل للجميع وليس لرئيس المجلس

 قبل 48 ساعة من موعد انعقاد هيئة الحوار التي دعا إليها الرئيس نبيه برّي، ارتسمت في سماء ساحة النجمة، سحابة من الأسئلة المقلقة حول مآل الحوار وما بعده، أجاب عليها صاحب الدعوة بموقف ينطوي هو في حدّ ذاته على قلق، عندما قال رداً على سؤال أمام زواره مساء أمس: «إن نسبة نجاح الحوار تراوح بين الصفر والمئة»، محذراً من فشل الحوار الذي إذا فشل، لا سمح الله، (والكلام لرئيس المجلس) فلن يكون فشلاً لنبيه برّي بل للجميع.

ووفقاً للمعلومات، فإن التظاهرة التي دعت إليها حملات الحراك المدني – السياسي – الحزبي، والتي تحشد لها هذه الحملات في نفس موعد انعقاد طاولة الحوار وعلى نحو يُعيد تكرار التجمّع الحاشد في 29 آب الماضي، ليست هي المشكلة، إذ أن تفاهمات وإجراءات اتخذت من شأنها أن تمنع أي احتكاك يؤثر على انطلاق طاولة الحوار، إلا أن المخاوف هي بما ستؤول إليه المناقشات على الطاولة التي تعقد بهدف إحتواء التشنج ونزع الألغام من أمام استئناف عمل الحكومة والمؤسسات بما فيها المجلس النيابي، إذا ما تأخر إنتخاب رئيس جديد للجمهورية.

1- استبق التيار العوني الجلوس إلى الحوار، محاولاً رسم إطار المتحاورين، من خلال تثمير تظاهرة 4 أيلول، واعتبارها حجر الرحى في معالجة الشغور الرئاسي، وهي تعديل فقرة في المادة 49 تسمح بانتخاب الرئيس من الشعب، أو إقناع المتحاورين بالذهاب إلى جلسة يتفق عليها تقضي بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً، وإلا فإن «الزمن وحده بين الشعب وبين مغتصبي حقوقه، مهما طال الفراغ أو الشغور»، وهذه هي رسالة العونيين – وفقاً لـO.T.V- «لتصحيح ثغر الحوار، وترتيب أولوياته المبعثرة».

2- تمسك الإجتماع الخماسي لفريق 14 آذار الذي عقد الخميس الماضي في «بيت الوسط» بين الرئيس فؤاد السنيورة وكل من رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل والنائب جورج عدوان عن «القوات اللبنانية» والوزيرين بطرس حرب وميشال فرعون عن المسيحيين المستقلين، بالبند رقم واحد المدرج على جدول الأعمال وهو انتخاب رئيس الجمهورية، ويعني هذا التمسك، وفقاًَ لمصدر مطّلع، رفض الإنتقال إلى البند رقم 2 المتعلق باستعادة عمل مجلس النواب أو إلى أي بند آخر قبل بتّ البند الأول، بمعنى الاتفاق أو اتخاذ قرار حوله.

واستناداً إلى المصدر نفسه، فإن فريق 14 آذار، يصرّ على حضور كل النواب إلى المجلس النيابي لانتخاب الرئيس وفق الأصول الدستورية والديموقراطية، إذا ما تعذّر الإتفاق على رئيس توافقي، وربما أثار البعض فكرة قديمة تتعلق بنصاب الجلسة، ومفهوم هذا النصاب وتغيّره بين الجلسة الأولى للإنتخاب والثانية، في حين يقف «حزب الله» وراء النائب ميشال عون ومعه المدعوون من فريق 8 آذار في ما خص وجهة البحث والسير في بتّ بند رئاسة الجمهورية، مع التذكير بأن النائب عون يذهب مع فريقه إلى الجلسة إذا انحصرت المنافسة مع الدكتور سمير جعجع الذي لن يُشارك فريقه في جلسات الحوار، سواء تمّ بتّ بند الرئاسة في جلسة أو أكثر من جلسة.

واستبعد مصدر نيابي أن ينتهي البحث في هذا البند في جلسة الأربعاء التي ستبدأ عند الثانية عشرة ظهراً، وربما تتابع في جلسة ثانية في اليوم نفسه بعد استراحة غداء، من دون مغادرة المدعوين.

3- أما في ما خصّ جلسة مجلس الوزراء, فإن سحابة المخاوف السياسية تضعها في الحسبان، سواء احتاج تقرير الوزير المكلّف بملف النفايات أكرم شهيّب إلى مجلس وزراء أو بتّه، فإن اجتماع وزراء «اللقاء التشاوري» مع الرئيس ميشال سليمان أمس شدّد على الحاجة لاستئناف جلسات مجلس الوزراء لتسيير مصالح النّاس الملحّة التي لا يمكن التلكؤ في تلبيتها حتى لا تتكرر أزمات شبيهة بأزمة النفايات.

وكشف مصدر وزاري لـ«اللواء» أن أي قرار لم يتخذ بعد، وأن الاتصالات ما تزال قائمة، ويجريها الرئيس تمام سلام، حتى يأتي تحديد موعد الجلسة متفقاً عليه، منعاً لأية مقاطعة قد تؤثر على جلسات الحوار نفسه.

برّي

وكان الرئيس برّي أكد أمام زواره مساء أمس أن موضوع رئاسة الجمهورية سيكون البند الأول للبحث على طاولة الحوار، مجدداً قوله أن «نسبة نجاح الحوار تراوح بين الصفر والمئة»، وإذا فشل لن يكون فشلاً لنبيه برّي بل للجميع، وقال: «إن سقوط عدن كان خسارة للجميع، إذ ارتفعت بعد سقوطها رايات «داعش» و«القاعدة».

وشدّد على أن عدم تضمين جدول أعمال الحوار أي بند يمكن أن يُشكّل تدخلاً في صلاحيات مجلس الوزراء، موضحاً أنه في حال أعلن فريق آخر غير «القوات اللبنانية» رغبة في مقاطعة الحوار، فإنني سأبادر شخصياً إلى تأجيله، وقال: «لم أبادر إلى الدعوة لهذا الحوار من أجل «بيت بيي» وإنما أردت منه أن نتحاور ونتشاور للوصول إلى حلول تُخرج البلد من أزماته».

وعن التظاهرة المقررة الأربعاء قال الرئيس بري، بحسب ما نقل عنه زواره: «أنا لا أعتبر نفسي محاصراً، وإني على استعداد للمشاركة مع المتظاهرين وتقدّم صفوفهم، فما يطرحونه حق، ونحن في حركة «أمل» عندما تحركنا بقيادة الإمام موسى الصدر ضد الحرمان إنما انطلقنا بمطالب أقل من مطالبهم».

مقاطعة القوات

ولاحظت مصادر نيابية في «المستقبل» أن مقاطعة «القوات» لحوار برّي، بحسب ما أعلنه الدكتور سمير جعجع مساء السبت أثناء الاحتفال بشهداء «القوات» معتبراً أنه «مضيعة للوقت» لا يُشكّل إحراجاً لفريق 14 آذار، طالما أنه اشترط أن يكون انتخاب الرئيس بنداًَ وحيداً، مشيرة إلى أن موقفه منطقي وينسجم مع نفسه ومع تطلعات القوى التي تريد إنتخاب الرئيس فوراً ومن خلال النزول إلى المجلس النيابي وانتخاب الرئيس وفق الأصول الدستورية.

ولفتت إلى أن جعجع الذي غادر أمس إلى قطر مع وفد قواتي ليس ضد الحوار، وموقفه يمكن أن يُشكّل رافعة للضغط في اتجاه إنجاح الحوار من خلال التأكيد على انتخاب الرئيس، في حين أن الفريق المقاطع هو الذي من الممكن أن يتسبّب بإفشال الحوار إذا ما تمسّك بموقفه المعلن من ضرورة إنتخاب العماد ميشال عون أو لا أحد.

النفايات

في ملف النفايات كان لافتاً للانتباه دعوة «اللقاء التشاوري» الذي انعقد أمس في دارة الرئيس ميشال سليمان، الحكومة إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الوزراء لأجل بت موضوع النفايات ورفعها فوراً من الاحياء والشوارع، خصوصاً بعدما أنجز الوزير المكلف بالملف أكرم شهيب تقريره وقدمه إلى الرئيس تمام سلام، مشيراً إلى انه يفترض بالحكومة أن تكون في حالة انعقاد دائم لمواكبة هذا الموضوع وغيره.

وفهم ان الرئيس سلام ما زال يتريث في الدعوة إلى عقد جلسة استثنائية، على اعتبار ان بحث تقرير شهيب يحتاج إلى بلورة المزيد من الاتصالات التي يجريها سلام بالتزامن مع اتصالات مماثلة يجريها الوزير شهيب للحصول على الضوء الأخضر، في ما يختص إيجاد مطمر لرفع النفايات من الشارع، على أن يقفل بعدها هذا المطمر نهائياً.

وأبدى عضو اللجنة التي عملت مع شهيب على إنجاز تقربره، وهو رئيس الحركة البيئية اللبنانية بول أبي راشد، تفاؤله بإيجاد حل قريب لأزمة النفايات قبل مجيء الأمطار، مشيراً إلى أن عدم التوافق السياسي هو الذي يحول دون خروج ملف النفايات إلى العلن، ولا سيما بالنسبة إلى موضوع المطامر.

وكشف ان خطة شهيب تلحظ دوراً للمواطن من خلال الفرز من المصدر والبلديات عبر الجمع، لافتاً إلى انه في خطة وزير البيئة كانت هناك مركزية في حين ان خطة شهيب تعتمد اللامركزية المطلقة، ولن تكون هناك محارق.

وقال وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم لـ«اللــواء» ان لا جلسة لمجلس الوزراء حتى إشعار آخر، مشيراً إلى ان التقرير الذي أعده الوزير شهيب هو نسخة عن الملاحظات التي أعدها وزراء حزب الكتائب وتقدموا بها منذ تسعة أشهر إلى مجلس الوزراء لدى مناقشة ملف النفايات، فيما أعربت وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني لـ«اللــواء» عن اعتقادها بأن على مجلس الوزراء الإنعقاد لتسيير شؤون النّاس، مشيرة إلى أن انعقاد جلسة استثنائية يمكن أن تبحث من خلال الاتصالات التي يجريها الرئيس سلام الذي كان وصف الوضع الراهن أمام وفد من رجال دين ووجهاء وفاعليات عكار، «بالصعب جداً جداً» معتبراً ان «تمادي الخلافات السياسية التي أدت إلى الفراغ الرئاسي والشلل التشريعي والتعطيل الحكومي لن يؤدي إلا إلى الإنهيار.

وأشاد سلام بمبادرة الرئيس برّي للحوار الوطني، معتبراً انها مسعى مشكور لامتصاص الصراع ومحاولة إيجاد مخارج وحلول سياسية للأزمة»، واصفاً الحراك الشعبي في البلاد بأنه «تعبير مشروع عن غضب اللبنانيين من جرّاء تدهور أوضاعهم المعيشية»، لكنه حذر من محاولات استثمار هذا الغضب بنشر الفوضى في البلاد». لافتاً النظر إلى أن «الفوضى ليست حلاً، والذهاب في اتجاه التطرف يعقد المشكلات ولا يحلها».