Site icon IMLebanon

«المالية» و«المستقبل» لباسيل: أين ذهبت أموال الكهرباء وأين معامل الإنتاج؟

«المالية» و«المستقبل» لباسيل: أين ذهبت أموال الكهرباء وأين معامل الإنتاج؟

عون يمهِّد للإنقلاب على الميثاق .. وجنبلاط لا يريد التوتُّر مع حزب الله وأرسلان

ثلاث مفاجآت بعد الجلسة الأولى للحوار، والتي لم تكن نتائجها على مستوى الآمال:

المفاجأة الاولى: مسارعة الجمعيات البيئية وبعض البلديات في الناعمة ومجدل عنجر وعكار وبرج حمود إلى رفض ما بات يعرف بخطة الوزير اكرم شهيب لمعالجة وإنهاء ملف النفايات، والتي أقر مسارها مجلس الوزراء في جلسته الاستثنائية أمس الأوّل، في حين ان رئيس بلدية صيدا محمّد السعودي وضع شرطاً لأن تساهم بلدية صيدا في حل ما وصفه بالأزمة الوطنية للنفايات، يتعلق بتأمين مطمر للعوادم.

والمفاجأة الثانية: إندلاع اشتباك كلامي باستخدام عبارات غير مألوفة كالاتهام بالكذب وسفافة اللسان بين وزارتي المالية والطاقة، اللتين على رأسهما الوزير علي حسن خليل (المعاون السياسي للرئيس نبيه بري) والوزير ارتور نظريان (المحسوب على تكتل الإصلاح والتغيير، وإن كانت الوزارة تدار من مستشاري وزير الطاقة السابق جبران باسيل)، وذلك على خلفية تنفيذ ما وصفته وزارة الطاقة ورقة قطاع الكهرباء المقرة في مجلس الوزراء بتاريخ 21/6/2010 عازية التأخير في إنتاج الكهرباء وتزويد المواطنين بالطاقة الكهربائية على مدار الساعة إلى ما «قامت به، جهات وزارية وإدارية من افتعال عراقيل لمنع تنفيذ المشاريع المذكورة»، الأمر الذي استفز وزارة المالية وردت بكلام مقتضب: «بيانكم يشبه طاقتكم بتأمين الكهرباء، وأن تكذب كثيراً لا يغير الحقائق».

ولم يتأخر مجدداً ردّ الطاقة التي وصفت بيان وزارة المال «بالافلاس وسفافة اللسان».

اما المفاجأة الثالثة فتمثلت بمبادرة ثلاثة نواب من كتلة «المستقبل» وهم: غازي يوسف وجمال الجراح ومحمد الحجار بطلب استجواب وزير الطاقة والمياه حول ما اسموه «اسباب انهيار التغذية بالطاقة الكهربائية وحرمان اللبنانيين من الاستفادة منها بشكل متواصل، مع العلم ان الخزينة تكبّدت في قطاع الطاقة اعتباراً من العام 2008 ولغاية تاريخه ما يفوق 12 مليار دولار، وكان على رأس هذه الوزارة اعتباراً من التاريخ المشار وزراء يمثلون تكتل الإصلاح والتغيير التي يرأسها النائب ميشال عون الذي غرد على «تويتر» أمس لتبرير أي خطوة قد يقدم عليها إذا لم يوصله الحوار الدائر في مجلس النواب إلى قصر بعبدا، معتبراً ان «الحكام إذا لم يذهبوا إلى التغيير فإن التحرر من العهود يصبح مقبولاً».

وفي سياق تحميل المسؤول عن النفايات والفساد في البلاد المسؤولية تعكف لجنة من محامي حزب الكتائب على اعداد دعوى قضائية لمحاسبة من اوصل الأمور إلى ما وصلت إليه.

عزاء دار الطائفة

في هذا الوقت، وبعيداً عن انعقاد الجلسة الأولى لطاولة الحوار، كانت الساحة الداخلية تتأثر بمجريات الحدث الإقليمي الدولي، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر سلباً على معطيات التفاهمات الداخلية، ويجعل من الحفاظ على الاستقرار أمراً ليس بالهيّن.

وتحوّلت مراسم تقبّل العزاء بالشيخ السوري الموحّد وحيد البلعوس في دار الطائفة الدرزية في بيروت بدعوة من النائب وليد جنبلاط، بمشاركة مشايخ من الطائفة يتقدمهم شيخ العقل الشيخ نعيم حسن، والشيخ علي زين الدين المرجع الروحي البارز في الطائفة إلى مهرجان حاشد.

وكان لافتاً حضور مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي شارك في العزاء.

وتحدث في المناسبة النائب جنبلاط الذي أكد على تنظيم الخلاف مع «حزب الله» من الوضع في سوريا، معلناً عن تفهمه لموقف النائب طلال أرسلان، مؤكداً أنه لا يريد أن ينتقل أي توتر إلى أي جهة، وأن الشعب السوري سينتصر.

طاولة الحوار

وفي ظل هذه التداعيات، بقيت الأنظار متجهة إلى ما يمكن أن يتأسس عن مرحلة ما بعد الحوار الذي يستثمر الوقت، فيما المنطقة بدءاً من سوريا وإلي اليمن، تشهد مواجهات «كسر عضم» مع ترنح التسويات السياسية.

واعتبر مصدر ديبلوماسي أن أهمية طاولة الحوار تتوقف على قدرتها على الحفاظ على الاستقرار، وعلى درء المخاطر الناجمة عن ضغط التداعيات السورية على الاستقرار اللبناني، سواء من خلال النازحين، أو المواجهة المكشوفة بين موسكو وواشنطن حول مصير نظام الأسد.

ووصف المصدر زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بين نهاية أيلول والأسبوع الأول من تشرين إلى بيروت، بأنها لتقديم دعم لحكومة الرئيس تمام سلام، ومنع حدوث أي اهتزاز في الوضعين الأمني والاقتصادي وتأكيد التزام المجتمع الدولي بدعم لبنان في موضوع تحمّل أعباء النازحين السوريين.

وإذا كان لبنان أصبح على سكة الأزمات في المنطقة، أو بمعنى أوضح أصبح ضمن الخارطة الجغرافية السياسية الجديدة، فإنه وفقاً لهذه القراءة، يمكن اعتبار طاولة الحوار الجديدة بمثابة خشبة الخلاص الأخيرة للحفاظ على التوازن اللبناني في لحظة حسّاسة أمنياً وسياسياً، في معركة الحفاظ على الاستقرار اللبناني المطلوب دولياً، على حدّ تعبير قطب سياسي بارز في فريق 8 آذار الذي كشف لـ«اللواء» بأن طرح العماد عون في جلسة الحوار أمس الأول فكرة تحويل الهيئة الحوارية الجديدة إلى مجلس تأسيسي، يكاد يكون سيناريو مصغّر عن شكل الحلول التي ستعمم على النظام اللبناني لإلحاقه بالتسوية الكبرى في المنطقة، رغم أنه يشكل انقلاباً على الميثاق والطائف.

وبحسب هذا القطب، فإن هناك سؤالاً يجب النظر فيه بتمعن، وهو: هل يمكن أن تشكّل طاولة الحوار في لحظة ما، بديلاً عن المؤسسات، وإلا ما الحاجة إلى توسيع الحوار وتعميمه لو كان هناك توجه جدّي لإعادة تفعيل عمل الحكومة ومجلس النواب؟

عسيري

وفي خلال جولة له على أجنحة معرض الأمن والدفاع على هامش مؤتمر الأمن في الشرق الأوسط الذي تنظمه شركة الخدمات الاستراتيجية والأمنية في «البيال»، أعلن سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري حرص المملكة أن ترى لبنان بلداً آمناً ومستقراً، وأن يكون بين أقطابه حوار بنّاء ومفيد يصل إلى نتائج ملموسة ترضي الشعب اللبناني، وأن يأتي الحوار بالخير، آملاً أن تفرض التحديات الإقليمية حلولاً ذاتية لبنانية تصنع داخلياً، داعياً إلى عدم اعتبار أزمات المنطقة شمّاعة يعلق عليها المسؤولون تقصيرهم، مؤكداً أن المملكة تشجّع الحوار من دون أن تتدخل في إيجاد الحلول.

وشدّد السفير عسيري على التزام المملكة بتسليح وتجهيز الجيش اللبناني والقوى اللبنانية من خلال هبة الثلاثة مليارات دولار، ثم هبة المليار دولار المخصصة لكل القوات المسلحة في لبنان.

النفايات

إلى ذلك، أوضحت مصادر وزارية ان الوزراء لم يتبلغوا أمس عن أي موعد جديد لانعقاد مجلس الوزراء مجدداً بعد جلسة النفايات أمس الأوّل، ما عزّز التوجه إلى التريث في توجيه الدعوة للحكومة سيظل ساري المفعول، وأن الجلسات المقبلة ستكون مرتبطة بالضرورات التي تحكم انعقادها.

وأعربت وزيرة شؤون المهجرين اليس شبطيني لـ«اللواء» عن اعتقادها بأن هذا التريث سيبقى قائماً، مع ان هناك حاجة لاجتماعات دورية للحكومة لاتخاذ القرارات والعمل على معالجة القضايا الملحة والاساسية.

ورأت ان الاحتجاجات التي قامت على خطة الوزير شهيب لإنهاء أزمة النفايات توحي بأن تنفيذ مقررات الحكومة في هذا الشأن سيكون صعباً.

ووفقاً لوزير الصحة وائل أبو فاعور فإن خطة الوزير شهيب تحتاج إلى التزام كل مكونات الحكومة بتقديم التسهيلات وعدم وضع العراقيل في وجهها.