Site icon IMLebanon

لا تراجع عن خطة شهيب . . والإعتراض المدني قيد المعالجة

لا تراجع عن خطة شهيب . . والإعتراض المدني قيد المعالجة

تدويل الحرب السورية يُعزّز خيار الحوار .. وسلام يحمل ملفّي الرئاسة والنازحين إلى نيويورك

دلت تجمعات الرفض والاعتراض على مسار خطة انهاء أزمة النفايات العالقة منذ سنوات، ان وراء الآكمة ما وراءها، فالمسألة تتخطى الخطة، وتطرح أسئلة محرجة عن معنى الغطاء السياسي الذي يمكن ان تكون قد وفرته الكتل السياسية والنيابية والحزبية الممثلة في الحكومة، لدرجة دفعت بوزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس إلى دعوة الحكومة لحماية قرارها أو الرحيل

وإذ تخوف الوزير درباس من ان تتحوّل النفايات المنزلية والصلبة إلى مشكلة مستعصية على المعالجة على نحو يفوق الأزمة النووية، أقرّ ان الوضع صعب، لكنه ليس مستعصياً، متوقعاً ان تتلاشى المزايدات وأن تسلك الخطة طريقها إلى التنفيذ بعد حين

ومع ان حملة «طلعت ريحتكم» ترجح في مناقشتها لبنود الخطة بالتفصيل اتخاذ موقف غير إيجابي منها، إلاَّ ان اليوم السبت، لا مساءً ولا في أي وقت، سيشهد حركة احتجاجية واسعة، ما خلا الإضراب عن الطعام الذي تتابعه مجموعة من الناشطين امام وزارة البيئة، وهذا التطور يحمل في حدّ ذاته منحى غير سلبي، لجهة ان النقاش البيئي يقترب من قبول الخطة، بصرف النظر عن اعتراضات من هنا أو اعتراضات من هناك، ضمن «مجموعات نووية» صغيرة لا تعبر عن القطاع العريض من المواطنين الذين لم يروا بديلاً لهذه الخطة، بحيث ان عدم السير بها، يعني بقاء النفايات تتفاعل في الشارع من دون معالجة، لا سيما مع حلول فصل الشتاء وهطول الأمطار المتوقعة ان لا يتأخر عن نهاية هذا الشهر

ولم يخف وزير الزراعة اكرم شهيب، المكلف بوضع الخطة موضع التنفيذ، استياءه مما وصفه بافتعال «عراقيل سياسية بلباس بيئي»، لافتاً إلى ان ملف النفايات «لامس عتبة كل بيت وكل دار، وأصبح على طاولة الحوار ولم يعد يحتمل أي تأخير

واغتنم الوزير شهيب فرصة زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي لمنطقة عاليه أمس، ضمن جولة تستغرق ثلاثة أيام، ليطلق امامه صرخة في وجه المسؤولين أو بعضهم الذين يعترضون او يعرقلون خطته لإنهاء الأزمة، قائلاً: «الخوف يا صاحب الغبطة اننا أصبحنا في زمن كثر من المسؤولين لا يريدون ان يسمعوا أو يقرأوا أو يفهموا إلاَّ التعطيل، في وقت ما احوجنا إلى التعاون والمنطق

وأكدت مصادر وزارية لـ«اللواء» ان لا عودة عن القرار الذي اتخذته الحكومة في شأن ملف النفايات على الرغم من حركة الاعتراضات الشعبية عليه، مشيرة إلى ان هناك اتجاهاً لأن يباشر الوزير شهيب اتصالات لمعالجة هذه الاعتراضات، وتأمين مواكبة الخطة بحذافيرها، على ان يعاونه في ذلك خبراء بيئيون، لكنها لاحظت ان هذه الاتصالات وحدها لا تكفي إذ المطلوب مؤازرة سياسية وأمنية وإدارية لتطبيق الخطة في أسرع وقت، باعتبار ان لا بديل عنها بعد تعذر الحلول الأخرى، مؤكدة على ضرورة ان تباشر البلديات الإجراءات المطلوبة منها وأن تكون لوزارتي البيئة مهمة الاشراف

ورأت المصادر نفسها، ان ما يُساعد هذه الخطة هو إجماع شريحة كبيرة من السياسيين على اهميتها في ظل الوضع الكارثي الذي وصلت إليه حالة النفايات في البلد، مشيرة إلى انه لا داع لعودة الملف إلى مجلس الوزراء إلاَّ إذا تعاظمت العراقيل، وهي مسألة مستبعدة

وفي تقدير مصدر نيابي ان معظم التحركات المعترضة على خطة الوزير شهيب أو الرافضة لها هي عفوية، لافتاً النظر إلى أن الرفض بات عدوى بين المناطق

وبحسب هذا المصدر المستقبلي فإن موضوع مكب «سرار» في عكار سيترتب على الرغم من الاعتراضات، لكنه لاحظ أن التحرّك الذي جرى أمس في منطقة برج حمود ليس له مبرر، طالما أن جبل النفايات في هذه المنطقة سيزال بعد ثلاثة أشهر

وعن سبب نجاح الوزير شهيّب في وضع خطة معقولة لإنهاء أزمة النفايات فيما فشل غيره، عزا المصدر ذلك إلى «سوء إدارة للملف»، عدا عن أن شهيّب مغطى سياسياً، وهو إنسان «حرّيف»، مبدياً اعتقاده بأن تحرك وزير الزراعة والدعم السياسي المتوفر له، سيساعده على تنفيذ الخطة إذا ما توفّر له تعاون كل القوى السياسية

السعودية تدعم الحوار

وعشية التحضيرات الجارية لزيارة الرئيس تمام سلام إلى نيويورك لتمثيل لبنان في اجتماعات الدورة العادية للأمم المتحدة، وفي المؤتمر الدولي لدعم لبنان الذي سينعقد في 30 أيلول الحالي، تلقت الحكومة جرعة دعم إضافية من المملكة العربية السعودية نقلها سفيرها في بيروت علي عواض عسيري، عبر «حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على استقرار لبنان، وأن يتجه الحوار الجاري حالياً إلى انتخاب رئيس للجمهورية وتعزيز المؤسسات الدستورية

وأشارت مصادر ديبلوماسية أوروبية لـ«اللواء» إلى أن تدويل الأزمة في سوريا من خلال المشاركة الروسية المباشرة بالحرب، وتعهّد الرئيس الأميركي باراك أوباما بإفشال الاستراتيجية الروسية هناك، يُعزّز خيار الحوار في لبنان، لئلا ترتد هذه التداعيات الدولية والإقليمية على الساحة اللبنانية، وذلك عبر الإسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو البند الأول على طاولة الحوار

وأوضحت مصادر حكومية أن الرئيس سلام سيعيد التذكير في كلمته أمام الأمم المتحدة والمحددة يوم 29 أيلول، على ضرورة مساعدة لبنان على تجاوز أزماته، وفي مقدمها إنهاء الشغور الرئاسي، وتنفيذ الالتزامات المالية له، بعدما باتت أزمة النازحين السوريين تضغط على استقراره، وعلى أوضاعه الاجتماعية والاقتصادية، بما يوجب مسارعة المجتمع الدولي إلى تحصينه بما يلزم.