Site icon IMLebanon

كاميرون: مساعدات مالية لتثبيت النازحين ومواصفات دولية للرئيس

كاميرون: مساعدات مالية لتثبيت النازحين ومواصفات دولية للرئيس

بري يتمسّك بالحوار الثنائي .. وخطّة شهيب أمام اختبار التنفيذ لفتح أبواب الإنقاذ

مع أن الساعات الخاطفة التي أمضاها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ، قبل أن ينتقل إلى الأردن، عبر طوافة هبطت به في مطار رياق العسكري وغادر بواسطتها، جاءت على خلفية الاطلاع عن كثب وبأم العين على أوضاع النازحين السوريين في لبنان، وفقاً للزائر البريطاني، إلا أنه بعث برسالة سياسية لدى كلامه عن مواصفات رئيس الجمهورية حدّد فيها رؤية بلاده لها عندما أكد أن لبنان بأمسّ الحاجة إلى رئيس «يقود البلاد ويمثّلها دولياً ويكون شريكاً للمملكة المتحدة، وللذين يريدون أن يساعدوا لبنان، ويعمل مع القادة السياسيين اللبنانيين لدفع التوافق السياسي قدماً وتخطي الظروف الصعبة التي تواجه هذا البلد».

وبمعزل عن الدعم الذي قدمه لحكومة الرئيس سلام، وتجديد التعهد لقائد الجيش العماد جان قهوجي لتوفير ما يلزم من أسلحة وتدريب وتجهيزات لمراكز المراقبة الحدودية في البقاع، فإن الزائر الأوروبي الذي تلعب بلاده دوراً بارزاً في السياسات الدولية، لا سيما بين الولايات المتحدة وأوروبا، أشار إلى أن أولويات المجتمع الدولي، عشية اجتماع المجموعة الدولية في نيويورك بعد عيد الأضحى، تتمثّل بدرء المخاطر عن دول الاتحاد الأوروبي، والناجمة عن تدفق مئات آلاف النازحين السوريين عبر البحر الأبيض المتوسط إلى بلدان القارة التي توصف بالهرمة أو العجوز.

وكشفت مصادر دبلوماسية لـ«اللواء» أن ما أعلن عنه كاميرون من مساعدات تقدّر بـ95 مليون جنيه إسترليني لدعم النازحين في لبنان والأردن وتركيا نصفها للبنان، وذلك لمساعدته على تقديم ما يلزم من غذاء ودواء وماء وكلفة تعليم، وللحدّ من هجرة هؤلاء إلى أوروبا، هرباً من الظروف المعيشية المعدومة في دول الجوار، لا سيما في لبنان والأردن والتي تعاني من مشكلات مالية وحياتية إعترف بها المسؤول البريطاني.

واحتلت قضية النازحين سلّم الأولوية في زيارة رئيس الحكومة البريطانية، سواء عبر تفقده مخيم تربل في وادي البقاع، أو مدرسة النازحين في سد البوشرية، أو على طاولة المحادثات مع الرئيس تمام سلام وقائد الجيش العماد قهوجي، فضلاً عن تكوين صورة تفصيلية عن احتياجات وإمكانات لبنان وجيشه في مواجهة مخاطر أية هجمات أو إختراقات لـ«داعش» من سوريا باتجاه لبنان.

وفي الأردن، أعلن كاميرون بعد لقاء الملك عبد الله أن «بريطانيا هي ثاني أكبر مساهم في أزمة اللاجئين السوريين بعد الولايات المتحدة».

تجدر الإشارة إلى أن كاميرون عيّن مدير مكتبه ريتشارد هارينغتون مسؤولاً عن تنسيق العمل داخل الحكومة لإعادة إيواء هؤلاء النازحين إلى المملكة المتحدة.

بدوره أعرب الرئيس سلام عن ارتياحه لما سمعه من كاميرون عن دعم بلاده للبنان وحرصها على وحدته وسيادته، شاكراً له ما قدمته حكومته في مجالات الأمن والتدريب وقطاع التعليم، معتبراً أن التصدّي للإرهاب يكون بتقوية نهج الاعتدال والمعتدلين، معرباً عن اعتقاده بأن المملكة المتحدة قادرة على وقف تمدد الأزمة من خلال حل سياسي يوقف الحرب في سوريا وفي المنطقة.

وكانت السفارة البريطانية في بيروت أعلنت أن العائلة التي التقاها كاميرون في مخيم تربل ستمنح حق اللجوء إلى بريطانيا.

الحوار

في هذا الوقت، تعقد الجولة 18 من الحوار الثنائي بين «المستقبل» و«حزب الله» اليوم، في ظل اتساع الهوّة في المواقف بين الطرفين، سواء عبر الإعلام أو المواقف السياسية المعلنة.

ولم يستبعد مصدر مطلع أن يتطرق المتحاورون إلى أزمة النفايات، بعدما تبين أن ملف الرئاسة الأولى إنتقل إلى طاولة هيئة الحوار الوطني، مع إعلان مواقف قاطعة لحزب الله لجهة التمسّك بالنائب ميشال عون رئيساً للجمهورية.

وقال المصدر أن الرئيس نبيه برّي مصرّ على استمرار الحوار الثنائي بين الطرفين، والذي لولاه لما كان بالإمكان دعوة الكتل إلى الحوار الثاني، وأن تثبيت الاستقرار في الشارع الإسلامي ما يزال الهدف الأول لحوار التيار والحزب، وفقاً للمصدر نفسه.

وجاءت تأكيدات برّي رداً على من يقول أنه ما دام الحوار أصبح شاملاً، وأن الطرفين يشاركان فيه، فلا مبرر للاستمرار في الحوار الثنائي.

تجدر الإشارة إلى أن «حزب الله» سارع أمس إلى نفي أن يكون نوح زعيتر المطلوب بأكثر من عشرات مذكرات التوقيف أطلّ من موقع عسكري للحزب في منطقة القلمون السورية.

أما بالنسبة لحوار الأربعاء، فإن المناقشات ستبدأ من حيث انتهت، مع التوقف عند اهتمام المجتمع الدولي بانتخاب رئيس.

ولم يستبعد مصدر في 8 آذار أن يثير ممثلو هذا الفريق، سواء التيار العوني أو حزب الله التحذير من فرض رئيس على لبنان يتناغم مع الأجندة الخارجية، لا سيما توطين النازحين السوريين حيث هم، في إعادة رسم كيانات سياسية تقوم على الهوية الطائفية أو الإثنية في المنطقة.

وعشية هذه الجلسة، كان لافتاً للإنتباه كلام نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم من أن المسار الطبيعي لحل مشكلة عمل الحكومة هو معالجة سبب المشكلة وهو التعيينات العسكرية.

وجاء هذا الموقف بعد زيارة لافتة لوزير الشباب والرياضة عبدالمطلب حناوي له، من دون أن يتضح ما إذا كانت الزيارة مبادرة شخصية أو منسقة لرأب الصدع بين الحزب والرئيس ميشال سليمان، أو ضمن مسعى في شأن مشكلة عمل الحكومة، علماً أن التسوية التي كثر الحديث عنها لحل مشكلة ترفيع العميد شامل روكز بقصد إبقائه في المؤسسة العسكرية قبل إحالته على التقاعد في 15 تشرين الأول، وهو الثمن الذي يطالب به العماد عون لاطلاق عمل الحكومة من أسرها، لم تعد واردة، بعد الموقف الذي اعلنه وزير الدفاع سمير مقبل من السراي امس، وهو انه لا يحبذ اي تغيير في القيادة العسكرية، وأنه لا يريد خلق بلبلة في الجيش، نافياً أن يكون أحد قد عرض عليه موضوع الترقيات لعدد من الضباط.

النفايات

وسط هذه الأجواء المربكة، أكّد نائب رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» جورج عدوان لـ «اللواء» أن كل الجهود السياسية تتضافر في ما بينها لانقاذ خطة وزير الزراعة اكرم شهيب المتعلقة بإنهاء ملف النفايات المنزلية والصلبة.

وأشار النائب عدوان إلى أن في إنقاذ هذه الخطة انقاذاً للحكومة من الشلل والتعطيل الكامل، وإنقاذاً للوضع العام في البلاد برمته.

تزامن هذا التأكيد، في ظل اجتماعات ولقاءات تمحورت بمعظمها حول ضرورة وضع خطة شهيب موضع التنفيذ، حيث اجتمع وزير الداخلية نهاد المشنوق بعدد من رؤساء واتحادات البلديات في عكار في حضور نواب المنطقة، للبحث في إمكانية تحويل مكب «سرار» إلى مطمر صحي.

وتقرر في ضوء النقاش حول الأضرار البيئية والسلامة العامة، عقد مؤتمر لكافة البلديات العكارية وروابط المخاتير وممثلين عن المجتمع المدني والنواب الحاليين والسابقين والجمعيات والهيئات الأهلية، في حضور خبراء بيئيين بعد ظهر الجمعة في «البيال»، من أجل الاطلاع على تفاصيل الخطة ومراحلها والاثر البيئي لها.

أما اجتماع لجنة البيئة النيابية، فقد خلصت إلى انطباع مفاده اننا إذا لم نستطع أن نحل مشكلة النفايات فلننسَ أي شيء آخر.

وأوضح مصدر نيابي شارك في الاجتماع لـ «اللواء» أن شهيب سيبدأ اليوم سلسلة حوارات مع الخبراء البيئيين والجمعيات والبلديات من أجل وضع الخطة موضع التنفيذ خلال هذا الأسبوع على الأكثر، مشدداً على ضرورة رفع النفايات الموجودة في الشوارع والأحياء وردمها في اي مطمر يتم الاتفاق عليه، لافتاً إلى ان اي كلام آخر هو «لعب ولاد».