IMLebanon

إجراءات للفصل بين المتحاورين والحراكيِّين في الشارع

إجراءات للفصل بين المتحاورين والحراكيِّين في الشارع

الحوار الثاني يتركَّز على الرئيس و الحكومة والتعيينات الأمنية .. وجنبلاط يخشى من حدث أمني يدمِّر ال

لعبة «القط والفأر» تتكرر في وسط بيروت اليوم: المتحاورون يبحثون عن الطرق العلنية والسرية للوصول إلى الطبقة الثالثة في مجلس النواب، وحملات المجتمع المدني درست كل الخطوات والإجراءات لمنع هؤلاء من الوصول إلى القاعة، والقوى الأمنية شكلت غرفة عمليات بدأت مهامها قبل 24 ساعة لضبط الوضع، ومنع التعدّي على المواكب، والحؤول دون قطع الطرقات.

هذا المشهد المتوقع ليس وحده من يحكم تموجات الحوار والحراك، فالإجتماعات واللقاءات والبيانات رسمت بدورها حواراً من نوع آخر، فيما كان قيادي بارز في قوى14 آذار يسدد انتقاداً مباشراً في دردشة مع «اللواء» للبيان الصادر عن الجلسة 18 للحوار الثنائي بين تيّار «المستقبل» و«حزب الله» لجهة تعميم التفاهم على النقاط الواردة في جدول أعمال طاولة الحوار، من دون الإشارة إلى الموضوع الرئيسي والمهم في الحوار وهو التفاهم على انتخاب رئيس الجمهورية.

ويتوارى وراء هذين المشهدين وضع صعب، ضاعف من صعوبته مجموعة من العوامل السياسية والمناخية:

1- تعثّر التسوية المقترحة لترقيات الضباط والتي يعمل عليها رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، انطلاقاً من مواد قانونية في قانون الدفاع الوطني تقضي بترقية بضعة ضباط في الجيش، مما يفسح في المجال أمام قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز لتمديد بقائه في المؤسسة العسكرية لمدة سنتين على الأقل، من دون إحالته إلى التقاعد في 15 تشرين أول.

وفي المعلومات أن التيار العوني يتمسك بأي تسوية تُبقي العميد روكز في السلك، في وقت حسم وزير الدفاع الوطني سميرمقبل أمره وقرّر استدعاء العميد إدمون فاضل من الإحتياط والإستمرار في الخدمة كمدير للمخابرات في الجيش.

ويؤكد مصدر عوني في مجالسه أنه ما لم تسوَ ما وصفه بقضية التعيينات الأمنية، فأن جلسة مجلس الوزراء ستبقى أمام مشكلة حقيقية، فضلاً عن قضية آلية إتخاذ القرارات.

واللافت أن النائب عون حرص بعد اجتماع تكتل «التغيير والاصلاح» على نفي الربط بين «ترقية نخبة من ضباط الجيش بسلة النفايات»، واصفاً ذلك بأنه عار على قيادة الجيش ووزارة الدفاع والحكومة بأكملها، معتبراً أن النفايات الموضوعة في الشوارع هي أنظف من تلك التي في رؤوس هؤلاء وأخلاقهم.

لكن عضو كتلة «المستقبل» النيابية النائب أحمد فتفت لاحظ أن نفي عون ليس سوى محاولة لذرّ الرماد في العيون، بعدما بلغه إنزعاج أهالي المتن وكسروان من تراكم النفايات في هاتين المنطقتين في حين أنه ربط عمل الحكومة كلّه بمسألة الترقيات، بدليل كلام الشيخ نعيم قاسم الذي أكد أن الاتفاق على الترقيات مدخل لإطلاق عمل الحكومة.

وأكد فتفت لـ«اللواء» أن ما يقوله هو معلومات وليس استنتاجاً، واصفاً ذلك بأنه «إبتزاز واضح للشعب اللبناني».

الجلسة 18

وبحسب معلومات «اللواء»، فإن موضوع الترقيات العسكرية، كان أحد موضوعات ثلاثة جرى تداولها مساء أمس، في جلسة الحوار الثامنة عشرة التي انعقدت في عين التينة بين ممثلين عن «حزب الله» وتيار «المستقبل»، حيث كرّر الحزب تمنيه الأخذ بعين الاعتبار موضوع ترقيات الضباط، وإمكانية تلبية مطالب النائب عون على هذا الصعيد.

أما الموضوعان الآخران، فكان الأول: إنتخابات الرئاسة وكيفية إنتخاب رئيس الجمهورية، وجرى في هذه النقطة بحث مستفيض. والثاني: آلية عمل مجلس الوزراء حيث جرى التشديد على ضرورة التفاهم بين كل مكونات الحكومة من أجل تفعيل عملها للقيام بالمهمات المنوطة بها.

وبطبيعة الحال لم يشر البيان الرسمي الذي صدر في نهاية الجلسة إلى هذه الموضوعات، لكنه لاحظ أن المجتمعين «تطرقوا إلى الملفات المطروحة، لا سيما ما يتعلق بإعادة انتظام عمل المؤسسات الدستورية، وإيجاد الحلول للأزمات القائمة والتي تهم المواطنين.

وقال «إن المجتمعين بحثوا التطورات السياسية، وأثنوا على دعوة الرئيس نبيه برّي لانعقاد طاولة الحوار، في محاولة للتفاهم على النقاط الواردة في جدول الأعمال، مؤيدين استمراره في هذه المرحلة المفصلية من حياة الوطن».

طاولة الحوار

2- الحوار: ولا خلاف أن طاولة الحوار ستنعقد اليوم في جلسة ثانية، لكن مصدراً نيابياً شارك في الجلسة الأولى يتخوّف من أن تنعقد على وقع توتر يتجاوز توتر الجلسة الأولى، خاصة إذا حضر العماد عون ومعه ملف الإتهامات التي ساقها على خلفية النازحين السوريين، وإشارته إلى أن هناك مؤامرة تهدف إلى توطينهم في لبنان، معيداً معزوفة الحاجة إلى رئيس يواجه هذا التحدي الجديد.

وأوضحت مصادر مقربة من الرابية أن الذين حضروا إجتماع تكتل «التغيير والاصلاح» لمسوا عزم عون على المشاركة في الجلسة، فيما تلقى نصائح طبية تدعوه لانتداب من يمثله خشية من أن يؤدي التوتر الذي يرافق نقاش ملف الرئاسة إلى أزمة صحية له.

في المقابل، كشفت معلومات خاصة بـ«اللواء» أنه سيكون للرئيس فؤاد السنيورة مطالعة جديدة في طاولة الحوار، يُؤكّد فيها على أهمية انتخاب رئيس الجمهورية، وأنه لا نيّة لكتلة المستقبل الاستمرار في الحوار إذا لم يتم التفاهم على هذا الموضوع، مع التأكيد على أن الحوار ليس بديلاً عن المؤسسات، وذلك في ردّ ضمني على النائب عون الذي كان اقترح في الجلسة الماضية تحويل الحوار إلى مجلس تأسيسي.

كما انه سيكون لرئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل مداخلة مماثلة، لكنه سيحاول وضع النقاط على الحروف من خلال توجيه سؤال مباشر إلى الفريق الذي يقاطع حضور جلسات انتخاب الرئيس، عن الأسباب التي تدفعه إلى ذلك، وعما إذا كان يريد انتخاب الرئيس فعلاً أم لا.

خطة النفايات

3 – التجاذب السياسي حول الخطة البيئية التي اقرها مجلس الوزراء، والمعروفة بخطة الوزير اكرم شهيب لمعالجة أزمة النفايات، والذي شكى بعد لقاء وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، من أن القوى التي أعلنت دعمها للخطة في مجلس الوزراء تحاول وضع العراقيل السياسية امامها، مستفيدة أو عاملة على تحريض هيئات المجتمع المدني للتصدي لها، مع العلم ان الوزير شهيب مدعوماً من الرئيس سلام وغالبية الوزراء، أو على الأقل، الدعم المعلن من مكونات في الحكومة: وزراء «المستقبل» و«أمل» والاشتراكي، وكتلة الرئيس ميشال سليمان والكتائب للخطة والمطالبة بالشروع فوراً بتنفيذها والتي دخلت في سباق جدي مع موسم الشتاء، والمخاطر التي تترتب عليها، وفقاً لوزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، على المياه الجوفية والتربة وسلامة غذاء اللبنانيين.

واعتبر النائب فتفت، بعد زيارة السراي الكبير، انه بالإمكان معالجة مطمر «سرار» في عكار، الا أن الاعتماد على سرار وحده لا يحل المشكلة، وهو أمر غير قابل للصرف بالنسبة لأهل عكار الذين يرفضون ان تتحوّل منطقتهم إلى مزبلة لنفايات لبنان، ملاحظاً أن المطمر الصحي الوحيد حالياً هو مطمر الناعمة لكنه يحتاج إلى جهد اضافي من قبل النائب جنبلاط اقله لمدة أسبوع، حسب خطة شهيب.

اما بالنسبة لمطمر المصنع، فقد كشف النائب فتفت لـ «اللواء» أن هناك إمكانية لتعديله في ضوء التقارير البيئية التي أكدت انه من الممكن ان يحدث مشكلة للمياه الجوفية، مشيراً إلى ان المنطقة المؤهلة لتكون مطمراً هي منطقة قرى القاع، لكن «حزب الله» رفض ذلك بحجة انه يريد تحضير المنطقة لاستيعاب اعداد مفترضين من اللاجئين السوريين الشيعة.

ولفت فتفت إلى انه لمس من الرئيس سلام أن لا جلسة لمجلس الوزراء في المدى القريب، خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، إلا في حال وجد ان تطبيق خطة الوزير شهيب تحتاج إلى استعمال القوة، عندها يمكن أن يضطر إلى الدعوة لعقد مجلس الوزراء للحصول علي موافقة من الجميع لاستخدام القوة.

وإذ أوضح ان هذا الأمر ليس من طبيعة الرئيس سلام، قال: قد يكون ذلك آخر الدواء، خصوصا إذا فاجأتنا الأمطار، بحيث سنضطر إلى رفع النفايات بالقوة خوفاً من المخاطر على صحة اللبنانيين.

تغريدة جنبلاط

إلى ذلك، لفت الانتباه مساء أمس، تغريدة النائب جنبلاط على «تويتر»، محذراً من الفوضى المنظمة التي تستعملها بعض وسائل الإعلام في تحطيم الدولة والمؤسسات، والتي قد تكون لحدث كبير، خارج معرفة البعض على الأقل، لحدث أمني يدمر البلاد، وقد تكون مقدمة لاحداث أكبر لخراب الاقتصاد اللبناني والاستقرار.

وختم: لذلك، انتبهوا على لعبة الدول من تدمير لبنان تحت شعار النفايات!

تجدر الإشارة إلى ان الحراك المدني «باغت» وزارة المالية باعتصام امام مديرية الواردات في بشارة الخوري مطالباً بوقف رواتب النواب كونهم لا يعملون، في وقت التقى فيه وزير البيئة محمّد المشنوق وفداً من المضربين عن الطعام المعتصمين امام الوزارة للمطالبة باستقالته، وأكّد المشنوق للوفد: «انتم تضغطون على الشخص الخطأ، وتحرككم لن يؤدي إلى استقالتي»، على اعتبار ان هذه الاستقالة لن تقدّم أو تؤخّر في ملف النفايات.

ورمى الناشطون على الأثر اكياس النفايات امام الوزارة، بكميات كبيرة تعبيرا عن انزعاجهم من اللقاء، في حين توجهت مجموعة من الحراك إلى وزارة الداخلية للمطالبة بإطلاق زملائهم المعتقلين من قبل العناصر الأمنية، قبل ان يعاد فتح الطريق لاحقا، من دون إشكالات أمنية.