ترقية الضباط تتقدّم المخارج .. و«لقاء البيال» ينعش خطة شهيِّب
الهيئات الإقتصادية تطالب بوقف التحرُّك في الوسط .. ومسيرة للحراك الأحد من برج حمود
رئيس غرفة بيروت محمّد شقير يتوسط المشاركين في اللقاء الاقتصادي بعنوان «من أجل إنقاذ قلب بيروت» وبدا من اليسار: ميشال سلامة، ناصر الشماع، شقير، نقولا شماس وسعيد ضاهر
تتجه الأنظار اليوم إلى الاجتماع الذي ينعقد في «البيال» بين وزيري الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ووزير الزراعة اكرم شهيب ورؤساء البلديات والاتحادات البلدية في عكار مع ناشطين بيئيين وخبراء، بينهم خبير دولي من وكالة التنمية الدولية UNDP، في محاولة لإنقاذ خطة شهيب لمعالجة النفايات الصلبة، في ظل مؤشرات توحي بأن هذا الاجتماع سيشكل مفصلاً في الاتصالات والمساعي الجارية لوضع الخطة على سكة التنفيذ، بعدما ثبت بالملموس ان لا بديل لها سوى ان تغمر النفايات البلاد، ليس على مساحة 10 بالمئة منها، كما هو حاصل اليوم، بل في جوف الأرض وفي ظاهرها، مع قرب حلول الشتاء الذي يقترب أكثر فأكثر مع تبدلات الطقس وبدء انخفاض حرارة الجو في أسبوع عيد الأضحى المبارك.
ويراهن مصدر وزاري على حدوث اختراق في اجتماع اليوم ينهي ملفاً مزمناً، ويفتح آفاقاً لمعالجات أخرى إذا نجحت من شأنها ان تعيد الحكومة إلى السكة، سواء قبل سفر الرئيس تمام سلام إلى نيويورك لترؤس وفد لبنان إلى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة يرافقه وزير الخارجية جبران باسيل وترؤس وفد لبنان اجتماعات المجموعة الدولية حول النازحين السوريين.
ومن المؤشرات المفيدة على هذا الصعيد، إنهاء الناشطين البيئيين اعتصامهم امام وزارة البيئة وفك اضرابهم عن الطعام، في وقت نقلت فيه مجموعات الحراك تحركها من الوسط كنقطة انطلاق، حيث دعت لجنة المتابعة للحراك الشعبي إلى مسيرة من نهر بيروت عند الخامسة من بعد ظهر الأحد المقبل إلى ساحة النجمة، بالتزامن مع مهرجان التيار العوني الذي سيتم فيه التسليم والتسلم في جونيه، بين النائب ميشال عون والوزير باسيل، وعلى وقع كلمات تحمل بدورها مؤشرات عن مستقبل الحراك والحوار، بما في ذلك الأفكار المقترحة حول ترقية الضباط، كشرط لا بدّ منه لإيجاد مخرج للتيار العوني المتحالف مع «حزب الله» للعودة إلى جلسات مجلس الوزراء، وانتظام الحياة السياسية، منعاً لأي ترتيبات أمنية أو انهيارات أو خضات تأخذ البلاد مجدداً إلى تسويات في الخارج، إذا ما استمر العجز في الداخل عن إنجاز الحلول، وفقاً لما كشف وزير الصحة وائل أبو فاعور الذي أكّد ان هناك ملامح اتفاق إقليمي شبيه بالدوحة أو الطائف تلوح في الأفق بعد العجز عن إيجاد حلول في الداخل.
وبانتظار ما يمكن ان يلوح في أفق التسويات والحراك والحوار، عادت الهيئات الاقتصادية إلى التحرّك لاطلاق صرخة جديدة في وجه استهداف العاصمة وتعطيلها بعنوان «من أجل إنقاذ بيروت».
وأكدت الكلمات التي ألقيت في المؤتمر الصحفي الذي عقد في غرفة التجارة والصناعة في بيروت وجبل لبنان على ان ما يجري يطرح الكثير من علامات الاستفهام، وكأن الوسط التجاري بات مستهدفاً في الصميم، مشيرة إلى ان المطالب المحقة من جماعات الحراك لا تعني استباحة وسط بيروت وتخريبه وجعله مشرعاً لكل من يريد تنفيس احقاده.
إلى ذلك، ظهرت مؤشرات سياسية من شأنها ان تفاقم التأزم الداخلي، أبرزها ما يلي:
1- استبعاد إنعقاد أي جلسة قريبة لمجلس الوزراء ما لم يحصل التيار العوني ومعه حزب الله على ضمانة أو على تسوية تتعلق بنقطتين: الترقيات العسكرية وآلية اتخاذ القرار.
وكشف وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب لقناة «المنار» ان لا تقدّم على هذا الصعيد، وأن المبادرات تسقط قبل ان تصل إلى التيار، ولا حاجة بالتالي لجلسة تفاقم الخلافات.
إلا أن مصادر مطلعة أكدت لـ«اللواء» ليلاً أن هناك صيغة جدية مطروحة لترفيع الضباط أو التمديد لهم، لا تحتاج إلى قانون في مجلس النواب بل إلى قرار في مجلس الوزراء.
وقالت أن المعطيات المتوافرة حول هذه الصيغة تبدو مشجعة، إلا أن وصولها إلى نهاية سعيدة يحتاج إلى مزيد من البحث، انطلاقاً من الأفكار التي طرحت في الجلسة الأخيرة لطاولة الحوار، والتي أكدت على ضرورة دعم الحكومة وعودتها الىالعمل.
وسبق هذه المعلومات، تأكيد مصدر وزاري لـ«اللواء» بأن الاتصالات الجارية في شأن موضوع الترقيات العسكرية ما تزال «معقدة»، كاشفاً بأن قيادة الجيش ترفض هذا الأمر، لأنه في تقديرها ستؤدي إلى اختلال في صفوف الضباط، حيث أن هناك 17 عميداً يتقدمون على العميد شامل روكز أقدمية.
وقال أنه في حال قيل أن هناك سوابق تمّ خلالها تعيينات في قيادة الجيش، وكانوا برتبة أقل مما هو مطلوب، فهذه استثناءات لتعيين قائد للجيش وليس للترقية.
يُشار هنا إلى أن وزير الدفاع سمير مقبل أعلن رفض كتلة الرئيس ميشال سليمان التي تضم ثلاثة وزراء الطريقة المعتمدة في ملف الترقيات العسكرية باعتبار أنها تخلق بلبلة بين الضباط.
2- تزايد القناعة بعدم جدوى الحوار، لكن من دون تفريط به، سواء في صيغته الثنائية (المستقبل وحزب الله) أو جماعية (رؤساء الكتل في مجلس النواب) باعتباره صمّام الأمان الذي يمنع انفجار الوضع أو إنزلاقه إلى نقطة ساخنة، على نحو ما هو حاصل في دول الإقليم.
وعلى هذا الصعيد، كان لافتاً، أمس، الإتهام المباشر الذي وجهته كتلة «الوفاء للمقاومة» لتيار المستقبل وحمّلته «مسؤولية الفساد والمديونية العامة للدولة»! وهذا التطوّر من شأنه أن ينعكس سلباً على قواعد الفريقين، في ظل الشعارات المتصاعدة في الشارع.
3- إعلان النائب عون أمام زواره أنه لن يتنازل عن ترشيح نفسه للرئاسة الأولى باعتباره الأول في التمثيل المسيحي، وأنه الوحيد القادر على طرح برنامج إنقاذي يُعيد بناء الدولة.
وفي السياق هذا، يُؤكّد «حزب الله» أنه ما يزال يدعم النائب عون لهذا المركز (راجع بيان كتلة الوفاء للمقاومة ص3).
4- تمسك قوى 14 آذار بالرئيس التوافقي الذي يُشكّل جسر تواصل مع كل الأطراف، وليس من الضروري أن يكون الأقوى أو الأول في التمثيل الطائفي، فضلاً عن الرفض النهائي لخيار التلاعب بالدستور وانتخاب رئيس من الشعب.
النفايات
في ملف النفايات، أكد مصدر وزاري لـ«اللواء» أن الاتصالات في شأن هذا الملف لم تنته بعد، بسبب كونه عُرضة لمزايدات كثيرة حتى داخل الصف السياسي الواحد، لكن الاتصالات تتقدّم ويؤمل أن تظهر ملامح التنفيذ مطلع الأسبوع المقبل.
وأشار إلى أن الرئيس سلام إجرى أمس مروحة من الاتصالات فاجتمع بوزير الداخلية والتقى مرتين الوزير أكرم شهيّب، كما التقى وفوداً من عكار والبقاع والشوف وطمأنهم بأن المساعدات التي قدمها مجلس الوزراء لهذه المناطق هي مساعدات إنمائية وليس للمقايضة على استقبال النفايات.
وكشف المصدر أن الوزير شهيّب يبذل جهداً كبيراً من جهته لتوضيح المفاهيم الخاطئة لخطته، وهو لهذا الغرض التقى لمدة ساعتين بالنائب خالد ضاهر، إضافة إلى أنه يعوّل على لقاء «البيال» اليوم الذي سيجمع فعاليات عكار ونوابها والجمعيات البيئية، لحل مشكلة مكب «سرار».