IMLebanon

سلام إلى نيويورك اليوم .. ورهان على تقارب سعودي – إيراني

سلام إلى نيويورك اليوم .. ورهان على تقارب سعودي – إيراني

محاولة جنبلاطية لإقناع الكتائب بالترقيات .. وخطّة شهيّب بعد الأضحى

من جامع محمّد الأمين إلى الأمم المتحدة، هو خط سير الرئيس تمام سلام في أوّل أيام عيد الأضحى المبارك الذي تستقبله بيروت ومعها لبنان، بمزيد من الثقة والتطلع إلى المستقبل على الرغم من قساوة الظروف وكساد الأسواق، إلى درجة ان بهجة العيد تكاد تختفي، فلا حركة في الأسواق، وكابوس النفايات ما زال يضغط على الشوارع والازقة، والتيار الكهربائي يسابق الوقت في انقطاعاته المتكررة، في مشهد لم تعرفه بيروت في فترات الحرب، ولا في فترات حقبة الثمانينات، سواء أثناء الغزو الإسرائيلي أو الحروب الداخلية البغيضة.

على ان ما لحظه الرئيس سعد الحريري في تغريدة له على «تويتر» عشية العيد، مستذكراً والده الرئيس الشهيد، جاء في محله عندما اشار: «اذا كانت الظروف قد اوصلت الدولة إلى الشلل حتى في أبسط الخدمات الأساسية، فهذا لا يلغي ان مشروع رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري كان قد نجح رغم الصعاب».

وتدل المعطيات المتوافرة انه، وعلى الرغم من اعتذار معظم القيادات عن تقبل التهاني بعيد الأضحى، فإن حركة الاتصالات قبيل العطلة لم تنقطع علناً عبر زيارة وزير الصحة وائل أبو فاعور لرئيس الكتائب النائب سامي الجميل ووزير العمل سجعان قزي في محاولة لتسويق قضية الترقيات لحل مطلب النائب ميشال عون لإبقاء العميد شامل روكز في الجيش، أو بعيداً عن الأضواء عبر اتصالات تدور عبر موفدين غير معلنين بين عين التينة وكليمنصو والرابية وحارة حريك، وتهدف لإبقاء الأبواب مفتوحة امام تسوية الترقيات التي تشكّل المدخل الإلزامي لإنهاء الشلل الحكومي والنيابي والخروج من حالة الانتظار والرهان على «تدخلات اقليمية أو دولية» على حدّ تعبير أحد العاملين على هذا الخط.

وعشية سفر الرئيس سلام إلى الأمم المتحدة، حضر الملف الرئاسي اللبناني في البيت الأبيض بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والبابا فرنسيس الأوّل، من زاوية مسؤولية الولايات المتحدة حول توفير الاستقرار في لبنان وليس تقديم المساعدات العسكرية والاكتفاء بالوضع الأمني.

وهذا الموقف نقله السفير الأميركي ديفيد هيل إلى الرئيس سلام الذي زاره لهذه الغاية في السراي الكبير مذكراً بما ساهمت به الولايات المتحدة مع دول أخرى لاعلان بيان مجلس الأمن الذي طالب بانتخاب رئيس جديد للجمهورية في أقرب وقت ممكن، معلناً ان واشنطن ستخصص مبلغ 59 مليون دولار اضافياً لمعدات أمن الحدود للجيش، وأن الولايات المتحدة استلمت هذا الأسبوع حوالة حديثة أساسية من الأموال من المملكة العربية السعودية لشراء معدات أميركية إضافية لمساعدة الجيش الذي بات خامس أكبر مستفيد من التمويل العسكري الأجنبي للولايات المتحدة.

وقال السفير هيل الذي نفى ان تكون واشنطن مشاركة في شكل مباشر أو غير مباشر في مظاهرات المجتمع المدني، انه يتطلع إلى زيارة سلام الى نيويورك لمناقشة معه السبل التي يمكن للمجتمع الدولي ان يكون أكثر دعماً للبنان.

سلام في نيويورك

ومن المقرّر ان يصطحب الرئيس سلام صبيحة العيد اليوم مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان من منزله إلى مسجد محمّد الأمين في وسط بيروت، ومشاركته في صلاة العيد، ومن ثمّ يتوجه مباشرة إلى مطار رفيق الحريري الدولي للسفر إلى نيويورك، بعد أن يستمع إلى خطبة المفتي دريان.

وبحسب معلومات «اللواء»، فإنه ستكون للرئيس سلام في نيويورك أربع كلمات رئيسية في أربع محطات مهمة.

الأولى يوم السبت في 26 أيلول في قمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

والثانية الثلاثاء في 29 منه في قمّة مكافحة الإرهاب والتطرّف.

أما الثالثة والرابعة فستكونان في يوم الأربعاء في 30 أيلول، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ثم أمام مجموعة العمل الدولية لدعم لبنان، ومن ثمّ يقفل الرئيس سلام عائداً إلى بيروت التي يصلها في الأول من تشرين الأول.

وستكون للرئيس سلام، على هامش مشاركته في أعمال الأمم المتحدة، مجموعة لقاءات مهمة، أبرزها مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس، إضافة إلى اجتماعات مع عدد من المسؤولين العرب والأجانب، ولا سيّما مع وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف، حيث سيشدد على الجهود الدولية لمساعدة لبنان على الخروج من أزماته السياسية ومن مشكلة النزوح السوري، ووجوب إعطاء الأولوية لانتخابات رئاسة الجمهورية، لافتاً نظر المجتمع الدولي إلى أن تراكم السلبيات بات يُشكّل خطراً على استقرار لبنان وصموده وبقائه.

ولم تستبعد مصادر مطلعة الرهان اللبناني في هذا السياق، على لقاء يرجّح أن يُعقد في نيويورك بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين خلال الأيام العشرة المقبلة، على اعتبار أن من شأن مثل هذا اللقاء الذي يمكن أن يرطّب الأجواء بين البلدين، أن ينعكس إيجاباً على لبنان، ويسهم تالياً في إنجاح جلسات الحوار المكثّفة التي ستعقد في ساحة النجمة ويعوّل عليها الرئيس نبيه برّي لإحداث خرق في جدار الشغور الرئاسي اللبناني.

الترقيات

وفي انتظار استئناف جلسات الحوار في الأسبوع الأول من تشرين الأول، أكد مصدر وزاري مطّلع لـ«اللواء» أن مسعى التسوية لمسألة ترقيات العسكريين لم تفشل على الرغم من الاعتراضات، سواء من حزب الكتائب أو وزراء الرئيس ميشال سليمان، أو الوزير بطرس حرب على استبعادهم من الخلوة السداسية، موضحاً أن الرئيس فؤاد السنيورة لم يرفض ترقية العميد شامل روكز أثناء الخلوة، لكنه طرح أن المسألة تحتاج إلى تسوية شاملة في مقدمها الاتفاق على آلية عمل مجلس الوزراء، مشيراً إلى أن الرئيس سلام يؤيّد وجهة نظر الرئيس السنيورة.

وسُجّل، أمس، على هامش هذه القضية، مسعى الوزير أبو فاعور باتجاه حزب الكتائب، من خلال الزيارتين اللتين قام بهما لكل من رئيس الحزب النائب سامي الجميّل ووزير العمل سجعان قزي الذي شدّد على أنه لا يجوز اللعب بالجيش، لأن اللعب بالجيش هو لعب بالنار، لافتاً إلى أن للمؤسسة العسكرية تقاليدها وهيكليتها وتراتبيتها ونوعية عمل لا يجوز المسّ بها، معلناً أن أي قرار بشأن الجيش لن يمر إذا لم نكن راضين عنه.

وفي السياق نفسه، نقلت معلومات عن لسان العميد روكز أنه أبلغ قائد الجيش العماد جان قهوجي بأنه لن يقبل بأي تسوية على حساب المؤسسة العسكرية، في حين كشفت وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني إن الرئيس سليمان عرض مشروعاً للحل تحدد بموجبه خدمات العميد روكز عندما يحال إلى التقاعد، كما حصل مع اللواء محد خير والعميد ادمون فاضل، بناءً على مادة في قانون الدفاع التي تنص على انه في حال احيل للتقاعد يمكن لوزير الدفاع ان يتخذ قراراً بتأجيل تسريحه، كما حصل مع سائر الضباط، ما يعني اننا نعامل روكز كزملائه، وهو ليس اعز من قائد الجيش».

وفي سياق متصل، نفى مصدر نيابي في كتلة «المستقبل» ان يكون ما نقل عن وزير الداخلية نهاد المشنوق في شأن تعيين مدير عام جديد لقوى الأمن الداخلي وتشكيل مجلس القيادة في قوى الأمن، له علاقة بمسألة الترقيات العسكرية، مشيرة إلى ان هذا الموضوع منفصل عن المسعى الذي يقوده الرئيس برّي مع النائب وليد جنبلاط موضحاً ان المسألة لم تطرح لا في جلسات الحوار ولا في الخلوة السداسية.

خطة شهيب

وبعيداً عن الترقيات، كشفت معلومات لمصادر وزارية، ان خطة وزير الزراعة اكرم شهيب لحل أزمة النفايات اقتربت من مرحلة التنفيذ، مشيرة إلى ان اجتماعات مكثفة بعضها علني، وبعضها بعيد من الأضواء يعقدها الوزير شهيب في شكل متواصل مع جهات سياسية واهلية وبيئية لتذليل العقبات التي ما زالت تعترض تنفيذ الخطة، على الرغم من انطلاق العمل لإعادة تأهيل مكب سرار في عكار لجعله مطمراً صحياً يمكنه استيعاب النفايات المتراكمة في مجرى نهر بيروت.

وأشارت المصادر إلى ان الاعتراضات بدأت تتلاشى تباعاً، لا سيما حيال مطمر الناعمة لمدة محددة بـ7 أيام، بعد الشرح المستفيض الذي قدمه شهيب أكثر من مرّة، وبعد ان سأل الرافضين عن بدائل لخطته، فلم ينل جواباً.

وانطلاقاً من هذه التطورات، تقول المعلومات المتوافرة ان الساعة صفر لبدء تنفيذ الخطة اقتربت، وقد تكون مطلع الأسبوع المقبل، أي بعد عيد الأضحى مباشرة.