Site icon IMLebanon

سلام يطالب العالم بحل الأزمة السورية .. ومجلس الوزراء الجمعة

سلام يطالب العالم بحل الأزمة السورية .. ومجلس الوزراء الجمعة

برّي يدافع عن الحوار ويتوقع حدوث خرق .. والحريري يُفنّد مغالطات نصر الله

تعود العجلة السياسية، بدءاً من اليوم بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى المبارك، التي حفلت بسلسلة من المواقف والسجالات والتحركات الاعتراضية على خطة الوزير أكرم شهيّب لمعالجة ملف النفايات، فيما أعقب الحادث المفجع الذي أدى إلى وفاة وجرح مئات الحجّاج بسبب التدافع في منى سجالاً حاداً بين طهران والرياض من جهة، وشهدت الساحة اللبنانية مثيلاً له بين الرئيس سعد الحريري والسيّد حسن نصر الله، على خلفية رفض الأول تسييس الحادث وتحميل المملكة مسؤوليته مع أنه قضاء وقدر.

وبات في حكم المؤكّد أن الرئيس تمام سلام الذي ناشد دول العالم والقوى ذات التأثير إعطاء العناية اللازمة لمساعدة لبنان في مواجهة أعباء النزوح السوري، ومساعدة لبنان على تجاوز أزماته المتلاحقة والمرتبطة على نحو وثيق بالحرب السورية وتداعياتها، أنه سيدعو مجلس الوزراء إلى الانعقاد إلى جلسة تُعقد يوم الجمعة المقبل في الثاني من الشهر المقبل، وذلك بُعيد عودته إلى بيروت من نيويورك التي يغادرها الأربعاء، وهذا اليوم هو موعد الجلسة رقم 30 لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

على أن الأبرز سياسياً، كانت المواقف التي أدلى بها الرئيس نبيه برّي في مستهل الأسبوع السياسي وقبل 72 ساعة من الجلسة المقررة لانتخاب الرئيس، والتي سيكون مصيرها مثل سابقاتها، وقبل أسبوع من عودة طاولة الحوار إلى الالتئام على مدى ثلاثة أيام متتالية الثلاثاء والأربعاء والخميس، وبمعدل جلستين كل يوم، الأمر الذي جعل الحراك المدني يدرس خطة للتحرك تأخذ بعين الاعتبار حصيلة ما حصل في التحركات السابقة، وما توافر من معطيات لمنظّمي الحراك، سواء أكانوا أحزاباً أم حملات، من أن الاتجاه على طاولة الحوار يقضي بالتجاوب مع القدر الأكبر من مطالب المجتمع المدني بأحزابه وهيئاته وجمعياته، وفي مقدمها تجديد المؤسسات، بدءاً بوضع قانون جديد للإنتخابات على أساس النسبية.

ولم يُخفِ الرئيس برّي في تصريح له يوم أمس الأحد، أن طاولة الحوار ليست موجهة ضد الحراك المدني، ولا هي في الوقت نفسه مناسبة لتقطيع الوقت.

وأكد رئيس المجلس أن «الوقت لن يكون لمصلحة لبنان إذا لم نحسن قراءة المتغيّرات المتسارعة على مستوى المنطقة والعالم»، مشيراً إلى أن «طاولة الحوار قادرة على إنجاز الكثير شرط أن تتوافر النوايا الصادقة لدى الأطراف المتحاورة»، معرباً عن إيمانه، بأن النوايا صادقة لدى الجميع لإنقاذ لبنان.

وفي إشارة إلى ما يجري في نيويورك من حوار على مستوى الكبار لإنجاز التسويات، رأى برّي أن «المطلوب أن نقدّم للعالم صورة حقيقية: بأن اللبنانيين قادرون على إدارة ملفاتهم وشؤونهم وإنجاز إستحقاقاتهم مقدّمين مصلحة وطنهم والسلم الأهلي على أي مصلحة أخرى».

لقاءات سلام في نيويورك

أما في نيويورك، فقد حفلت لقاءات الرئيس سلام بزخم، حيث التقى ملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وشخصيات أوروبية وأميركية مولجة بمتابعة ملف النازحين السوريين، مطالباً بمساعدات في التعليم والطبابة والمياه والكهرباء، وبالإسراع في إيجاد حل للوضع في سوريا.

وشارك الرئيس سلام، أمس، في عشاء أقامه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بعد لقاء مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي هاجمت طائراته مواقع لـ«داعش» داخل سوريا للمرة الأولى.

وعلى صعيد المواقف، أكد الرئيس سلام على «أهمية إيجاد حل جذري للأزمة في سوريا، لأن استقرار سوريا والمنطقة ينعكس إيجاباً على لبنان»، داعياً الأوروبيين إلى إدراك أن «الدعم يجب ألا يقتصر على الدعم المادي للاجئين أو الدول المضيفة لهم، بل الأهم هو دعم الحل الجذري للأزمة السورية»، معرباً عن حرصه على قيام أفضل العلاقات مع مملكة البحرين وجميع دول مجلس التعاون الخليجي، مؤكداً «أن ما صدر في بيروت في حق البحرين لا يُلزم الحكومة اللبنانية ولا يُعبّر في أي حال من الأحوال عن موقف لبنان الذي يعرف مكانته ومكانة إبنائه في قلوب البحرانيين وعقولهم».

ويُشارك سلام غداً الثلاثاء في قمّة الإرهاب والتطرّف، التي تُقام على هامش إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي سيلقي كلمة لبنان أمامها يوم الأربعاء، وكذلك أمام مجموعة العمل الدولية لدعم لبنان.

ولفتت مصادر متابعة. إلى ان أهمية لقاء الرئيس سلام مع الرئيس هولاند، تكمن في كونها ذات صلة بالزيارة التي يعتزم الرئيس الفرنسي القيام بها إلى لبنان في تشرين الثاني المقبل، وأهميتها على صعيد الدفع باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية.

يذكر في هذا السياق، ان الرئيس هولاند كان استقبل في قصر الأليزيه قبل وصوله إلى نيويورك الرئيس السابق ميشال سليمان الذي حثه على التدخل لدى الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي سيلتقيه على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة كي يتدخل لدى الأطراف التي تؤثر عليها إيران وتحديداً حزب الله من أجل تسهيل انتخاب الرئيس العتيد.

ولفت الرئيس سليمان خلال لقائه مجموعة من الصحافيين في باريس الى ضرورة أن يؤخذ بالاعتبار في أي تسوية سياسية في سوريا أربعة أمور تهم لبنان، هي: ترسيم الحدود اللبنانية – السورية، ونشر مراقبين دوليين عليها، وتعويض لبنان عن الخسائر التي تكبدها نتيجة النزوح السوري إليه، وضرورة وجود نص صريح يدعو إلى عودة جميع اللاجئين والنازحين بسبب الحرب السورية، سواء أكانوا سوريين أو فلسطينيين انتقلوا من سوريا إلى لبنان.

سجال الحريري – نصرالله

على أن السجال الذي اندلع بين الرئيس الحريري والأمين العام لحزب الله السيّد نصر الله، لم يكن فقط على خلفية الحادث المأساوي الذي حصل في منى صبيحة عيد الأضحى، بل شمل أيضاً الوضع في سوريا والشأن اللبناني بطبيعة الحال، وهي ثلاثة مواضيع وصفها الرئيس الحريري بالمغالطات الثلاث في مقابلة نصر الله مساء الجمعة لقناة «المنار».

ولفت الحريري في المغالطة الأولى، «أن السيّد ذهب بعيداً في الدعوة إلى مشاركة الدول الإسلامية بإدارة شؤون الحج، وهذه دعوة إيرانية خالصة لم تشارك فيها أي دولة إسلامية، ومبعثها الحقيقي إخراج مكة المكرّمة والحرمين الشريفين من مظلة الرعاية السعودية».

وقال: «إذا كان أهل مكة أدرى بشعابها، فلمكة ربّ يحميها وقيادة نذرت شبابها وشعبها لخدمتها، ولن يكون لإيران ما تنادي به مهما علا الصراخ».

وفي المغالطة الثانية، رأى الحريري أنه يتصرف في الشأن الداخلي السوري باعتباره المندوب السامي الإيراني في سوريا، ويتخذ حق التفاوض في شأن الزبداني والفوعة وسواها، وهو يتحدث عن هدنة ويعلن بنود الاتفاق، وهو يكرّس قواعد التطهير العرقي أو المذهبي المتبادل بين المناطق السنية والقرى الشيعية، ويشرح أبعاد التدخل الروسي في المعادلة السورية، ولا يجد ضيراً في التقاطع الروسي – الإسرائيلي حول المسألة.

اما المغالطة الثالثة فهي بحق لبنان الذي يعتبره السيّد حسن، على حدّ تعبير الرئيس الحريري، ملعباً للسياسات الإيرانية، مشيراً إلى أن كل منطق السيّد حسن في مقاربة الشأن الداخلي يعني أن لا شيء سيتحرك خطوة واحدة إلى الأمام.

وختم الحريري أن السيّد حسن يعلن بالمختصر غير المفيد انه لن يكون هناك رئيس للجمهورية قبل معرفة المصير النهائي للرئاسة السورية، وبقية الحكي عزف على وتر الهدايا المجانية للمسيحيين واللبنانيين.

ولاحظ متابعون أن ردّ الرئيس الحريري لم يشمل كل كلام نصرالله، ولا سيما في الشأن اللبناني والمواقف الحاسمة التي أطلقها، سواء في شأن الانتخابات الرئاسية أو الانتخابات النيابية، وإفاضته في شرح فوائد النظام النسبي الذي رأى أن كل من يرفضه هو ديكتاتوري، أو في شأن موقفه من الحراك المدني.

ولاحظ نصرالله انه أمام طاولة الحوار فرصة للنجاح في بعض الملفات وليس كلها إن توفرت النوايا، موضحاً انه إذا لم نتفق في ملف الرئاسة فيمكن أن نناقش في الملفات الأخرى، وهي نقطة خلافية واضحة مع «المستقبل» الذي يرفض البحث في نقاط جدول الأعمال قبل الاتفاق على ملف الانتخابات الرئاسية، باعتبارها الممر الإلزامي لكل الملفات الأخرى.

وأعلن أن لدى «حزب الله» مجموعة مواصفات تنطبق على العماد ميشال عون، ولكن إن عدل عن ترشيحه ورشح شخصاً آخر فسندرس مدى إمكانية تطابق هذه المواصفات عليه، مشيراً إلى أن الفرصة ما زالت قائمة امام انتخاب عون رئيساً، مؤكداً انه طالما عون مرشّح للرئاسة فنحن معه بدون سقف زمني.

وكان نصرالله كشف في المقابلة، عن أن الزبداني لم تكن عصية على الجيش السوري والمقاومة، وانها كانت معرضة للسقوط بعد أسبوعين فقط من حصارها، لكن تمّ تركها لكي تكون فرصة لمعالجة الضغط على المسلحين فيها، كما كشف أن اتفاق الهدنة في الفوعة – كفريا – الزبداني موزع على مرحلتين: تشمل المرحلة الأولى خروج عشرة آلاف مدني من الفوعة وكفريا في ادلب إلى أماكن آمنة ووقف إطلاق نار تمهيداً لهدنة لمدة ستة أشهر، مؤكداً ان الأمم المتحدة تضمن تنفيذ الاتفاق الذي تم برعايتها، وبوساطة إيرانية ولاحقاً تركية.