Site icon IMLebanon

الآلية العونية» تهدّد التفاهم على الترقيات وخطة النفايات

الآلية العونية» تهدّد التفاهم على الترقيات وخطة النفايات

سلام: هولاند يُرجئ زيارته والعالم منشغل بالمأساة السورية

ارتفعت في الساعات الماضية أجواء التفاؤل بإمكان حصول خرق في جدار الأزمات العالقة من النفايات إلى الترقيات إلى التشريع إلى تفعيل عمل الحكومة، وذلك بانتظار عودة الرئيس تمام سلام من نيويورك التي غادر إليها الخميس الماضي للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي التقى على هامشها عدداً من الرؤساء والمسؤولين العرب والأجانب، على ان يمثل لبنان في اجتماع المجموعة الدولية حول قضية النازحين من زاوية ان الاهتمام الدولي بلبنان يتوقف على توفير ما يلزم للدولة اللبنانية لاحتضان النازحين السوريين، وربما اعداد إضافية منهم.

وستكون للرئيس سلام كلمة اليوم الثلاثاء في قمّة مكافحة الإرهاب والتطرف التي تنعقد على هامش الجمعية العامة التي بدأت أعمالها أمس، على ان يلقي كلمة لبنان امام الجمعية غداً الأربعاء، ويختتم نشاطه ولقاءاته بمداخلة في اليوم نفسه امام مجموعة العمل الدولية، قبل ان يغادر نيويورك عائداً إلى بيروت.

وكشفت مصادر مطلعة على مسار الاتصالات ان الملفات الثلاثة: النفايات والترقيات وعودة مجلس الوزراء إلى الاجتماع تسير على خط واحد في الاتصالات التي يقوم بها وزراء اللقاء الديمقراطي، بالتنسيق مع كتلتي «التنمية والتحرير» و«المستقبل» انطلاقاً من مقاربة تأخذ بعين الاعتبار شمولية التسوية، والابتعاد عن الانتقائية، والاحتكام إلى قانون الدفاع الوطني.

وأشارت هذه المصادر إلى ليونة في مواقف العماد ميشال عون في ما خص ملف النفايات، فضلاً عن عودة مجلس الوزراء إلى الاجتماع واحياء جلسات المجلس النيابي مع بدء العقد العادي، بعد الخامس عشر من الشهر المقبل.

وأكدت مصادر مطلعة في تيّار «المستقبل» لـ«اللواء» ان التيار مع إيجاد تسوية متكاملة شرط ان تأخذ بعين الاعتبار استقرار عمل الحكومة، وعدم تعريضها للاهتزاز مجدداً، بعد بت ملف الترقيات.

وكشف مصدر مقرّب من السراي ان اتصالات الرئيس سلام مع بيروت تركزت على متابعة نتائج الجهود المبذولة بيئياً وحكومياً لاحداث خرق، لا سيما بعد لمس انشغال عواصم القرار الدولي بالمشكلات المتفاقمة في المنطقة، وعلى رأسها الحرب في سوريا، والتي عبرت عنها النبرة العالية لكل من الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين، بما يشبه تبادل الرسائل من على منصة الأمم المتحدة، قبل القمة المتوقعة بينهما، والتي ستتركز على سوريا واوكرانيا واليمن والانتشار العسكري للقوتين الكبيريين على أرض النقاط الساخنة في أوروبا والشرق الأوسط.

واقر الرئيس سلام، في دردشة مع الصحافيين المرافقين له ان المجتمع الدولي مشغول بنفسه وبالازمة السورية، ومواضيع أخرى، مشيراً إلى ان لبنان يحضر دائماً على اجندات اللقاءات في نيويورك، ولكن على مستوى الحل لا شيء ملموساً.

ووصف سلام خطاب الرئيس الأميركي أوباما «بالمدروس جداً»، مشيراً إلى انه «يحتوي على مقاربات لمواضيع عدّة أبرزها الملف السوري»، ملاحظاً ان المجتمع الدولي بات يتعاطى بجدية أكثر مع ملف اللاجئين بعدما طرق هؤلاء أبواب أوروبا، وأدرك انه مقصر في هذا الإطار.

وكشف سلام ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ارجأ زيارته إلى لبنان إلى شهر تشرين الثاني كي تتوفر ظروف النجاح لها.

ملف الترقيات

وفي تقدير مصدر نيابي ان ملف النفايات يفترض ان يسبق ملف الترقيات، خصوصاً وأن حركة الوزير اكرم شهيب قربت هذا الملف من مرحلة التنفيذ على الأرض خلال فترة قريبة.

ونفى المصدر النيابي في كتلة «المستقبل» ان يكون على علمه اتصالات جرت لوضع ملف الترقيات على نار حامية، موضحاً ان «المستقبل» ليس ضد التسوية، وإنما يريد تحصينها في سياق الآلية الدستورية.

ولفت إلى ان هذه التسوية لو طرحت على مجلس الوزراء من ضمن الآلية الحالية، أي الإجماع، فلن تنال الإجماع، نظراً لوجود اعتراضات وزارية عليها، ولذلك اقترحنا العودة إلى الدستور، أي التصويب بالاكثرية أو بأغلبية الثلثين، مشيراً إلى ان الكرة ليست عندنا بل عند الفريق الذي ما يزال يتمسك بالالية الحالية.

وشكك المصدر بصدقية الاقتراح الذي نقل عن الرئيس ميشال سليمان بتأجيل تسريح جميع العمداء في الجيش، لتمرير التمديد للعقيد شامل روكز، واصفاً هذا الاقتراح بأنه ملتبس، لأن من شأنه ان يفلس الدولة اللبنانية بالتمديد لـ420 عميداً.

ومن جهته، أكد عضو تكتل «التغيير والإصلاح» الوزير السابق سليم جريصاتي لـ«اللواء» أن هناك إيجابية في ما خصّ موضوع الترقيات، مشيراً إلى أن التكتل ينتظر عودة الرئيس سلام «لإظهار الحل القانوني الذي يمكن أن نوافق عليه ويتصف بالشمولية ولا يتضمن أي جائزة ترضية أو رشوة وظيفية ولا يتسم بالطابع الشخصي».

وعن موقف تيّار «المستقبل»،أجاب: هناك إيجابيات في الموقف.

وأكد موافقة التيار العوني على السيربحل قانوني بامتياز لا يُشكّل خروجاً عن الدستور ويندرج في سياق الهيكلية المرفقة في قانون الدفاع الصادر عام 1979.

النفايات

وهذا الملف، أي ملف النفايات يحضر اليوم، في اجتماعات تكتل «الإصلاح والتغيير» في اجتماعه الأسبوعي، حيث من المتوقع أن يتطرّق البيان الذي سيصدر عنه إلى إعلان موقف تأييدي لخطة الوزير شهيّب للنفايات في ضوء الشروحات التي قدّمها وزير الزراعة لرئيس التكتل النائب ميشال عون خلال لقائهما، أمس، في الرابية.

ولم يُخفِ الوزير شهيّب أن الخطة دخلت في سباق مع الوقت، وبالتالي يتعيّن على الجلسة المقبلة للحكومة إطلاق صفارة التنفيذ، لأن الأمر لا يحتمل أكثر من أيام، لسببين، الأول: تراكم النفايات، وأن الخطة البديلة التي اقترحها الحراك الشعبي لا يمكن السير بها فوراً. والسبب الثاني أن فصل الشتاء بات على الأبواب، وأن لا إمكانية لتأخير العمل وتعيين الساعة صفر للتنفيذ، مؤكداً أن على الدولة أن تحسم أمرها، مشيراً إلى أنه ما يزال يجري اتصالات لتذليل العقبات التي تحول دون تطبيق الخطة حتى اللحظة، معتبراً أن جزءاً من الحراك المدني يريد التمترس خلف النفايات من أجل أهداف سياسية، مؤكداً أن الحل لن يكون إلا بيئياً علمياً بامتياز، وليس له أي بعد سياسي أو مناطقي أو طائفي.

ولاحقاً أعلن الوزير شهيّب أنه يدرس الخطة التي إقترحها الحراك الشعبي، وأنه سيجاوب على مختلف النقاط التي تضمنتها خطة الحراك، لا سيما رفض نظرية الطمر والإعتماد على معامل الفرز.

وطالبت الخطة بتحرير أموال البلديات لتتسلّم أعمال الكنس والجمع، وتكريس مبدأ الفرز من المصدر وفرض روزنامة للمّ النفايات وفق أنواعها، ومنع إستخدام شاحنات كابسة للنفايات.

مجلس الوزراء

إلى ذلك، استبعدت مصادر وزارية إنعقاد جلسة لمجلس الوزراء هذا الأسبوع، وأكدت أن الوزراء لم يتبلغوا حتى الساعة أي موعد جديد للجلسة، وأن عودة الرئيس سلام من نيويورك المرتقبة الخميس ستفسح في المجال أمام بلورة الصورة، علماً أنه بإمكان الرئيس سلام توجيه الدعوة وهو في نيويورك، ولفتت إلى أن الوقت بين توجيه الدعوة وانعقاد الجلسة الجمعة بات ضيّقاً.

ورأى وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج أن مجلس الوزراء ما زال يراوح، وأن لا معطيات لديه حول الجلسة المرتقبة للحكومة بعد المواقف الأخيرة التي صدرت.

وأكد وزير الإعلام رمزي جريح لـ«اللواء» أن على مجلس الوزراء الإنعقاد سواء عاد الوزراء المقاطعون أم لم يعودوا، مشيراً إلى أن الرئيس سلام يعطي فرصة للمساعي المبذولة بهدف إكتمال عقد جميع الوزراء.

وأبلغت وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني «اللواء» أن موقف وزراء الرئيس سليمان من الترقيات لا يزال على حاله، مبدية، في مجال آخر، تفاؤلها ببدء تنفيذ خطة الوزير شهيّب بشأن النفايات، مشددة على أن المهم البدء برفع النفايات سريعاً.

أما في الأجندة السياسية لهذا الأسبوع، فليس هناك سوى الجلسة رقم 29 لانتخاب رئيس الجمهورية، والتي ذكّر الرئيس نبيه برّي الدعوة لإنعقادها غداً الأربعاء، فيما الترقّب سياسياً سيبقي محصوراً بجلسات الحوار المتتالية التي ستعقد أيام 6 و7 و8 تشرين الأول، والتي ستتزامن مع الجولة التاسعة عشرة للحوار الثنائي بين «المستقبل» و«حزب الله» والتي ستعقد مساء 6 تشرين في عين التينة.