التعطيل العوني يهدّد اللجان و«إستقالة سلام» على الطاولة من جديد
3 مؤشّرات إيجابية في الجلسة 19 بين المستقبل وحزب الله .. وعبوة ناسفة بسيارة تقلّ مقاتلين إلى سوريا
يربط الرئيس تمام سلام الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء بمعرفة نتائج جلسات الحوار المقررة على مدى ثلاثة أيام بدءاً من اليوم. ويربط النائب ميشال عون المشاركة في جلسات الحوار والموافقة على جلسات التشريع، والمشاركة في جلسات الحكومة بترقية العميد شامل روكز، وفقاً لما تصفه الاوساط العونية على أساس قانون الدفاع، ومن دون إعطاء أي مقابل، أو وضع قيد أو شرط، ويربط الرئيس نبيه برّي استمرار الحوار بالميثاقية المسيحية. وتربط قوى 14 آذار الاستمرار في الحوار في حدّ ذاته، بعدم الانتقال الى بند قانون الانتخاب قبل الاتفاق على بند رئاسة الجمهورية.
وبين هذه الترابطات – الاشتراطات، ينقل عن وزير الزراعة المكلف بوضع خطة النفايات موضع التنفيذ، اكرم شهيب، بأنه اقترب من درجة اليأس، وانه يصارع في الساحة لعدم الوصول إلى الطريق المسدود، او الاستقالة من هذا الملف، وفقاً لنصائح شخصية مرموقة أبلغته بأنه ليس ملزماً بمتابعة موضوع دونه صعوبات وقد لا يصل إلى أي نتيجة، مع عودة حملات الحراك المدني إلى وسط بيروت مساء الخميس في الثامن من تشرين الحالي.
وفي أجواء الملفات الملحة والمتعثرة هذه، طرأ تطوران على درجة من الخطورة في مستهل الأسبوع:
الأوّل أمني ويتصل بتفجير عبوة ناسفة على طريق شتورة بحافلة نقل عناصر تابعة لحزب الله في إطار عملية التبديل في سوريا، وهذا الحادث على خطورته مرتبط، كما يقول مصدر أمني، بالمعارك الجارية في سوريا، والتي دخلت مرحلة بالغة الخطورة مع الدخول العسكري الروسي المباشر هذه الحرب، سواء بالقصف بالطيران أو المشاركة في عمليات القنص، أو الاشراف على استخدام الأسلحة الروسية المتطورة في حرب الشوارع.
والتطور الثاني، سياسي، وهو نقل التيار العوني الاشتباك إلى ساحة اللجان النيابية الوحيدة التي ما زالت تعمل، في ظل شلل حكومي وتشريعي وشغور رئاسي مفتوح على المجهول.
وفي تقدير مصادر نيابية ان افتعال اشتباك على مرأى من الكاميرات والمصورين على طاولة لجنة الطاقة والاشغال النيابية، في استعادة مشوهة للاشكال الذي افتعله الوزير جبران باسيل على طاولة مجلس الوزراء مع الرئيس تمام سلام، يهدف الى:
1- إفشال اجتماع لجنة الطاقة الذي كان من المقرّر ان يتطرق إلى الأزمة بين وزارتي المال والطاقة على خلفية الاتهامات المتبادلة بعرقلة المشاريع وعدم تمويلها، ورد المالية بأن المسؤولية تقع على عاتق المسؤولين في وزارة الطاقة الذين لم يزودوا ديوان المحاسبة بالمشاريع المطلوب تغطيتها مالياً.
علماً أن رئيس ديوان المحاسبة كان جاهزاً ولم يتسن له كشف أوراقه ومستنداته.
2- إيصال رسالة ضغط إلى طاولة الحوار التي تجتمع اليوم، بان الموقف لا يمكن ان يستمر على حاله ما لم يعلن المتحاورون حول الطاولة موقفاً مباشراً من طروحات النائب عون ليبني على الشيء مقتضاه، أي مقاطعة طاولة الحوار.
3- شد عصب الشارع العوني المترهل على بعد خمسة أيام من التظاهرة العونية امام القصر الجمهوري «المهجور» لمناسبة 13 تشرين الأوّل، وهو تاريخ يعني للعونيين سقوط مشروعهم عام 1989 باخراج عون من قصر بعبدا عنوة، عندما كان رئيساً للحكومة العسكرية.
حوار حزب الله – المستقبل
على ان هذا المشهد المضطرب ليس هو وحده الذي ميز يوم أمس، فقد بعثت الجلسة 19 للحوار بين تيّار المستقبل و«حزب الله» برسالة اعتراضية على هذه الأجواء التشاؤمية، سياسياً وبيئياً ونيابياً، بالتشديد، بعد الاجتماع، على ثلاث نقاط، تُشير إلى تمسك الطرفين بالاستقرار السياسي والحفاظ على حكومة الرئيس تمام سلام.
وهذه النقاط هي عدم التفريط بالحوار سواء الثنائي أو العام، وإيجاد المخارج لإعادة العمل في المؤسسات الدستورية، أي استئناف جلسات مجلس الوزراء، وحسم مسألتي الترقيات والآلية، والاستعداد للمشاركة في جلسات مجلس الوزراء، بدءاً من 20 الشهر الحالي، سواء بإعادة تشكيل أو التمديد للجان النيابية، أو ملامسة بعض المواضيع الملحّة في تشريع الضرورة، واستمرار الجهود لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، إضافة إلى عدم التأخير بعقد جلسة لمجلس الوزراء، وإزالة كل العراقيل من أمام خطة النفايات مع مراعاة عامل الزمن، لا سيما مع انطلاق موسم الأمطار بدءاً من اليوم، والحاجة إلى تسيير مصالح المواطنين عبر جلسة يجب أن تعقد الأسبوع المقبل لمجلس الوزراء.
وأوضح البيان المقتضب كالعادة الذي صدر في أعقاب جلسة الحوار، والتي لم يغب عنها أحد من المتحاورين من الفريقين في عين التينة، أن «المجتمعين بحثوا الأزمة السياسية، وجرى التأكيد على أهمية الحوار الوطني وتأثيره الإيجابي على الوضع، والتشديد على إيجاد المخارج المناسبة لإعادة العمل في المؤسسات الدستورية وتفعيلها في أسرع وقت».
الحوار الوطني
أما بخصوص الجلسات الحوارية التي ستعاود إجتماعاتها اليوم في ساحة النجمة، فإن الأوساط العونية أوضحت أن قرار المشاركة ومعايير هذه المشاركة وظروفها السياسية بات محصوراً بالنائب عون نفسه، على اعتبار أن القرار يتوقف على الاتصالات الجارية مع «حزب الله» حول كل الملفات العالقة، والتي باتت عناوين توتر العلاقة بينه وبين تيّار «المستقبل»، وحتى مع الرئيس نبيه برّي، وفي ضوء معلومات لم تتأكد عن أن عون يمكن أن يكون التقى الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، عشية جلسات الحوار.
لكن مصدراً وزارياً لاحظ أن الوضع يتجه نحو المزيد من التأزم، لافتاً إلى أن صورة جلسات الحوار تبدو ضبابية أو حتى قاتمة، متوقعاً أن يحضر عون جلسة اليوم، ويبقى كل فريق يتمسك بمواقفه، مما يعني ان الجلسات الحوارية قد تتوقف وقد تؤجل لمزيد من المشاورات، خصوصاً وإن أولويات البحث لا تزال متباعدة ولا نقاط مشتركة يجتمع عليها قادة الحوار.
وتخوف المصدر الوزاري من أيام غير مريحة تنتظر البلد في ظل كثرة الخلافات.
من ناحية ثانية رفض مصدر نيابي ربط ما حصل في جلسة الاشغال النيابية أمس باستباق انعقاد جلسة الحوار، مشيرا الى ان غاية نواب تكتل والاصلاح هو إفشال اطلاع الرأي العام على المعلومات التي يملكها ديوان المحاسبة والتي تفضح تصرفات الوزير باسيل وفساده عندما كان وزيراً للطاقة.
وأعلن رئيس اللجنة النائب محمّد قباني لـ«اللــواء» انه سيدعو إلى اجتماع جديد للجنة بعد انتهاء جلسات الحوار في ساحة النجمة هذا الأسبوع، مؤكداً انه لا يريد أن يصب زيتاً على النار، موضحاً بأنه يرغب بأن يكون هذا الاجتماع علنياً، لكن هذا الأمر يعود إلى قرار من اللجنة نفسها بحسب النظام الداخلي، وإذا كان الرئيس برّي يوافق على ذلك، لافتاً النظر إلى ان علنية الجلسة لا تعني وجود الكاميرات والنقل المباشر، بل يعني ان التغطية الإعلامية ستكون مؤمنة من قبل الصحافيين المعتمدين في المجلس.
الاستقالة المطوية
من ناحية ثانية، كشف زوّار الرئيس سلام أمس ان البحث يتركز راهناً في موضوع معالجة أزمة النفايات على استحداث مطمر جديد في البقاع على المقلب الشرقي للسلسلة الشرقية، وأن اتصالات تجري مع «حزب الله» لدرس الوضع من الناحية الامنية، موضحين بأن مطمر «سرار» ما زال موضع خلاف، وأن الاتصالات تتكشف لاحداث خرق يؤدي إلى اعتماد هذا المطمر، لا سيما وأن مصلحة الأرصاد الجوية توقعت حصول عواصف وشتاء في غضون الـ48 ساعة المقبلة.
وفي الشأن الحكومي نقل زوّار السراي عن الرئيس سلام انه لن يدعو إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء قبل معرفة نتائج الحوار هذا الأسبوع وإذا لم يلمس حصول نتائج إيجابية سيستخلص العبر، لأنه يريد انطلاقة صحيحة وليست مؤقتة للحكومة، موضحاً انه تلقى وعوداً بحصول تفاهم في الحوار لاطلاق عمل الحكومة.
وانه في حال لم يحصل فإن الهيكل سيسقط على الجميع في هذه المرحلة الدقيقة، بما في ذلك الاستقالة المطوية حتى الساعة.
وكشف الزوار ان الرئيس سلام تلقى دعوات من مراجع دبلوماسية دعته للتروي في أخذ أي قرار في موضوع الحكومة وقرار الاستقالة، وكان لسان حال رئيس الحكومة «انا الغني واموالي المواعيد»، وهو سأل من تمنى عليه التروي: أين المال للنازحين السوريين، واين المساهمات التي أقرّت للبنان في مؤتمرات نيويورك، والكويت واحد واثنين، والمانيا.
وأوضح الرئيس سلام امام زواره ان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أبلغه بأنه سيشكل لجنة مصغرة لمتابعة موضوع الأموال المخصصة للبنان، وانه تمنى ان تكون النتائج سريعة.