رفع الحوار إلى 26 .. وسلام يتجه لدعوة مجلس الوزراء للاجتماع
ترقية روكز في «خبر كان» .. والحريري لنصر الله: من العيب على أبواب عاشوراء هذا القدر من التحريض والتحريف
أعفى الرئيس نبيه بري المتحاورين من عناء العودة إلى ساحة النجمة اليوم بإلغاء جلستي الحوار اللتين كانتا مقررتين، تاركاً مفاجأة غير سارة لحملة «طلعت ريحتكم» واخواتها من حملات أخرى، لا سيما «بدنا نحاسب» التي اوصلت كل ما يتعلق بالكهرباء والفساد إلى المدعي العام المالي علي إبراهيم، في حين كانت حملة النفايات تتجمع فجراً قرب منزل الرئيس تمام سلام مرددة هتافات من بينها دعوة مجلس الوزراء إلى عقد جلسة لتدارك مخاطر بقاء النفايات في الشوارع وما يتهدد المواطنين من أمراض أبرزها خطر الإصابة بالكوليرا.
وبصرف النظر عن هذا الطلب، فإن محور الجولة المسائية من الجلسة الخامسة لجلسات الحوار الوطني، تركز على إقناع «التيار الوطني الحر»، عبر ممثله النائب إبراهيم كنعان بالمشاركة في عقد جلسة مخصصة حصراً للنفايات، انطلاقاً من قرار مجلس الوزراء بدعم خطة الوزير اكرم شهيب المتعثرة، بسبب «الفيتوات» الطائفية والمناطقية والمصالح الخاصة من دون النجاح بالحصول على جواب إيجابي.
وإذا كان قطب مؤثر من المشاركين في الجلسات أكّد لـ«اللواء» ليلاً انه لمس بروز بوادر إيجابية في ما خص الانتقال إلى بحث قانون الانتخاب من دون اقراره، على ان يتم اقراره بعد انتخاب الرئيس، من زاوية السلة المتكاملة التي لا يرى النائب وليد جنبلاط مناخاً لها، فإن الجلسة انتهت الى مجموعة من النتائج ابرزها:
1- رفع جلسات الحوار إلى يوم الاثنين في 26 تشرين الحالي، أي قرابة ثلاثة أسابيع، ومن اسبابها سفر الرئيس نبيه برّي إلى رومانيا وسويسرا للمشاركة في مؤتمرات، وحلول ذكرى عاشوراء بدءاً من الأربعاء المقبل في 14 الجاري، والتي تنتهي يوم الجمعة في 23 تشرين، ويسبقها جلسة انتخاب اللجان النيابية في 20 منه.
2- إشارة الرئيس فؤاد السنيورة إلى ان استمرار حالة التآكل ستؤثر سلباً على التصنيف الائتماني المالي للبنان، مما يجعل المصارف غير قادرة على توفير القروض وفتح الاعتمادات لزبائنها، مما سيضطرها إلى رفع رأسمالها، الأمر الذي فسّره النائب سليمان فرنجية بأنه استخدام الوضع الاقتصادي للضغط علينا.
واكتفى الرئيس السنيورة برده بأن هذه العاصفة إذا ما هبت ستصيب كل ركاب السفينة.
3- تعرّضت جلسة الحوار المقبلة قبل انعقادها إلى تهديدات بعدم مشاركة بعض المدعويين كالوزير بطرس حرب والنائب سامي الجميل، على خلفية رفض المسايرة الحاصلة، بما خص انعقاد جلسة مجلس الوزراء مراعاة لخواطر وزراء التيار العوني وحليفهم «حزب الله»، فإذا لم تنعقد جلسة مجلس الوزراء قبل 26 الجاري، الموعد الجديد لاستئناف الحوار، فإنهم قد يعلقون حضورهم اياه، وقد تضامن الرئيس السنيورة
معهما في هذا الموقف.
4- أما على صعيد المكان، فالصعوبات التي تواجه وصول المتحاورين إلى ساحة النجمة جعلت الرئيس برّي يسارع إلى قبول اقتراح النائب الجميّل بدرس إمكان نقل الحوار إلى عين التينة.
5- في هذا الخضمّ المضطرب، لا يُخفي أحد الوزراء المشاركين في الحوار اعتقاده أن ترقية العميد شامل روكز أصبحت في خبر كان للأسباب التي أشارت إليها «اللواء» في عددها، أمس، والتي جرى التطرق إليها على الطاولة همساً وغمزاً وعلانية، بعدما أيقن النائب كنعان، ممثّل النائب عون على طاولة الحوار أن الفرصة تضاءلت من النواحي الزمنية والدستورية، وأن وزير الدفاع سمير مقبل، صاحب الحق في وضع مرسوم الترقية، من دون حاجة إلى مجلس الوزراء، لن يُقدم على هذه الخطوة لعدم قانونيتها ودستوريتها، وأن الموقف العوني بات أكثر تسليماً بذلك مما جعل كنعان يقول في أروقة المجلس النيابي أن تياره لا يريد مقايضة أو مسايرة أو هبة من أحد.
وخارج قاعة الحوار، حيث أن للمواقف نكهة التأثير على الحدث داخلها، انفجر الموقف إعلامياً بين تيّار «المستقبل» والتيار العوني، وسياسياً لم يتأخر الرئيس سعد الحريري في الرد على الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله الذي اعتبر أن المملكة العربية السعودية كانت مسؤولة عن الدم الذي سال في حرب تموز عام 2006، فقال في سلسلة تغريدات على «تويتر»: «شيء مضحك ومبكٍ ومثير للسخرية قول نصر الله أن السعودية هي المسؤولة عن القتل في منطقتنا»، مشيراً إلى أن «نصر الله لا يجد تبريراً للتورّط في حقول الدم في سوريا سوى رمي الشرور في اتجاه الآخرين».
تزامناً، ردّ تلفزيون «المستقبل» على تلفزيون O.T.V الناطق بلسان التيار العوني، للمرة الأولى، تحت وطأة الهجوم غير المسبوق من التيار على تيّار المستقبل ووصف كتلته النيابية «بخرّيجي حقبة الوصاية وبأقرباء مفجّري برجي التجارة في الحادي عشر من أيلول»، مما يؤشر إلى أن العلاقة بين الطرفين بلغت نقطة اللاعودة، على خلفية المواصفات التي طُرحت في جلسات الحوار لرئيس الجمهورية إلى حدّ أن تلفزيون المستقبل سأل في مقدمة نشرته المسائية: «كيف تكتمل مواصفات الرئيس في مَنْ نسي جنوده وجثث شهدائه في ساحة المعركة وهرب، وفي من تلتفّ حوله زمرة ميليشياوية باتت واضحة للعيان في ما حصل في اجتماع لجنة الأشغال والطاقة النيابية من هجوم على نواب المستقبل، وفي محاولات صهره الوزير جبران باسيل التطاول على رئيس مجلس الوزراء خلال جلسة الحكومة».
تقدّم بطيء
مهما كان من أمر، فإن جلسة الحوار المسائية حققت بحسب قطب سياسي مشارك في الحوار، نوعاً من اختراق يمكن ان يؤسّس لتقدم ضمن مسار طويل وأن كان بطيئاً، وفسر هذا التقدم من ناحية ان المتحاورين دخلوا في نقاش حول قانون الانتخابات، من ان يعترض الرئيس السنيورة، على أساس اننا نستطيع ان نبحث في القانون من دون اقراره، فإذا اتفقنا عليه نستطيع ان ننتخب رئيس الجمهورية، ومن ثم نقر القانون.
واعتبر القطب ذلك، انه دخول في نوع من سلّة للحلول بحسب ما يرغب الرئيس برّي والذي اعترض عليها صباحاً رئيس كتلة «المستقبل» لافتاً نظر بري وكذلك نظر النائب محمّد رعد باننا كنا ذهبنا إلى مؤتمر الدوحة ونحن متفقين على انتخاب رئيس الجمهورية، ولم نبحث في سلة الحلول إلاَّ بعد الاتفاق على ذلك.
ووصف القطب ما يجري في الجلسة المسائية بأنه إيجابي لكنه استدرك بأن المسار ما زال طويلاً.
وفي تقدير القطب نفسه، ان الوضع الحكومي بات دقيقاً، استناداً إلى تعثر تسوية روكز، وانعقاد جلسة لمجلس الوزراء لبحث أزمة النفايات، مما يطرح علامات استفهام بما سوف يكون عليه موقف الرئيس سلام، لا سيما بعد ما يمكن أن يعلنه النائب عون في تظاهرة الأحد المقبل أمام القصر الجمهوري في بعبدا، لاحظ أحد المتحاورين لـ«اللواء» أن الوضع الحكومي استحوذ على معظم نقاشات الجلسة المسائية، من زاويتي الترقيات والنفايات، وإن الرئيس سلام أبلغ المتحاورين بأنه لن يدعو إلى أي جلسة إذا لم تكن منتجة ومفيدة.