Site icon IMLebanon

عون يستبدل التفاهم بالتصادم ولن يُشارك بالجلسات قبل التعيينات الأمنية

عون يستبدل التفاهم بالتصادم ولن يُشارك بالجلسات قبل التعيينات الأمنية

جنبلاط في الرياض .. وحزب الله يبلغ شهيّب الموافقة على مطمر بالبقاع الشمالي

وضع النائب ميشال عون خيار التصادم خياراً متقدماً على الأجندة السياسية الخاصة به، والتي تبدأ بعدم المشاركة في أي جلسة لمجلس الوزراء ما لم يعين قائد جديد للجيش والمجلس العسكري ومدير عام قوى الأمن الداخلي مع مجلس القيادة، مشترطاً ان يسمي هو الضابط الذي سيكون قائداً للجيش، مشيراً إلى انه لن يُشارك في جلسة مجلس الوزراء الخاصة بالنفايات، لكنه لن يعرقلها، مبدياً حيرة إزاء مشاركته في الجلسة المقبلة للحوار الوطني بعد أسبوعين.

وجاءت مواقف النائب عون في اطلالته التلفزيونية من على محطة O.T.V المملوكة لتياره على خلفية ان هناك خلافاً كبيراً في البلد، وأن أوّل الغيث مقاطعة جلسات الحكومة.. بانتظار ما ستسفر عنه المعارك بالمدافع والطائرات في سوريا.

وإذا كان من المبكر اعتبار ان البلاد دخلت امام مشهد جديد، مع مغادرة العميد شامل روكز الذي ينظم له العونيون اجتماعاً تضامنياً غداً الخميس في ساحة الشهداء، مقر قيادة فوج المغاوير، فإن زيارة النائب وليد جنبلاط للمملكة العربية السعودية التي وصلها أمس يرافقه نجله تيمور ووزير الصحة وائل أبو فاعور، للقاء القيادة السعودية، يدرجها البعض بأنها محاولة قد تكون أخيرة للتباحث في التحولات السياسية المتوقعة على مسرح الأحداث في لبنان، في ضوء المتغيّرات الإقليمية والدولية وتعثر الحكومة والمخاطر المحدقة بطاولة الحوار كفرصة أخيرة لاحتواء تلك التداعيات أو للحفاظ على الاستقرار اللبناني، ريثما ينجلي غبار المعارك في سوريا، وتتوضح المعادلات الجديدة في المنطقة وسط عمليات غير مسبوقة لتحول المنطقة إلى ترسانة من الأسلحة المتطورة، وساحة مفتوحة على الحروب التي لا يبدو ان هناك أفاقاً لقرب توقفها اوانتهائها.

تجدر الإشارة هنا، إلى ان الرئيس نبيه برّي الموجود حالياً في رومانيا في إطار زيارة رسمية طلب من النائب جنبلاط مواصلة مساعيه لإيجاد تسوية توقف اندفاعة عون بالاتجاه السلبي،  ولا تؤدي إلى شل الحكومة بالكامل أو الاطاحة بطاولة الحوار.

ويعتقد مصدر على خط الوساطات ان اشادة عون في مقابلته التلفزيونية بالنائب جنبلاط ووصف ادائه «بالحكمة» والكشف انه بات أقرب إلى السير في خيار النسبية على أساس تقسيم لبنان إلى 15 دائرة انتخابية، وهو الاقتراح الذي يتمسك به عون، تعد بمثابة  إعطاء فرصة، في ما يوصف عادة في لبنان بأنه تسوية ربع الساعة الأخيرة.

ومع ذلك، فإن عون ابقى خيار التصادم قائماً، ومعه الشلل الحكومي، إذ أعلن «اننا «مزروكين» في حالة استثنائية، فلا يمكن الانسحاب من الحكومة، باعتبار اننا لا نستطيع ايقافها لأنها تحل مكان رئيس الجمهورية، لكننا نستطيع ان نعطل بعض الأمور، والموضوع نفسه يتعلق بمجلس النواب، إلاَّ انه المح إلى اننا قد نصل إلى مرحلة الانسحاب سواء من الحكومة أو من المجلس النيابي، لكن عندها ستتغير العلاقة على الأرض، وقد نصل إلى صدام، مشيراً إلى ان «الشيطان في داخلي سيصحى يوماً ما ولا اعرف ما سيفعل».

إنفراج في النفايات

وعلى الرغم من الغيوم السياسية الضاغطة على الوضع اللبناني، فإن بارقة أمل لاحت أمس، وتمثلت بتقدّم المساعي بعقد جلسة لمجلس الوزراء تبحث بإطلاق خطة النفايات، بعدما تبلّغ الوزير أكرم شهيّب أن «حزب الله» نقل إليه اقتراحاً باختيار واحد من ثلاثة أماكن في البقاع الشمالي ليكون مطمراً بالتوازي مع مطمر سرار.

وكانت اللجنة الوزارية التي تبحث ملف النفايات عقدت اجتماعها الثاني في السراي الكبير، أمس، برئاسة الرئيس سلام ومشاركة الوزيرين نهاد المشنوق وشهيّب ورئيس مجلس الإنماء والاعمار نبيل الجسر.

وعلمت «اللواء» أن الوزير المشنوق سيكثف في غضون الـ48 ساعة المقبلة لقاءاته واتصالاته مع أهالي وفعاليات عكار تمهيداً لفتح مطمر سرار بعدما تكون الدراسات الجيولوجية قد وفّرت الإمكانية لاختيار المطمر الممكن استحداثه في البقاع الشمالي، قبل أن تعاود اللجنة اجتماعاتها مساء غد الخميس، على الرغم من أن حملة «عكار لعيونك توحّدنا» ما تزال متمسكة برفض إنشاء مطمر في «سرار»، مشيرة إلى أن خيمة الاعتصام مستمرة في العبودية، وأن الاستنفار ما زال قائماً لمنع الجرافات من الوصول إلى سرار.

وعلمت «اللواء» أيضاً أن المواقع المقترحة في سهل البقاع لإقامة مطمر هي بعيدة عن السلسلة الشرقية وعن عنجر، وفي منطقة غير مأهولة وصالحة جداً لإقامة مطمر.

وأوضح شهيّب أن الرئيس سلام سيدعو إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء، ما أن يعتمد موقع البقاع من قبل اللجنة غداً، وذلك من أجل إتمام كل الترتيبات الإدارية والقانونية للبدء بالعمل بالخطة في شكلها النهائي، ومنها عملية إتمام نقل النفايات..

غير أن مصدراً وزارياً، أكد أنه بعد موافقة «حزب الله» على إنشاء مطمر في البقاع الشمالي، فإن خطة النفايات باتت مكتملة، وبالتالي لا حاجة لعقد جلسة لمجلس الوزراء لبحث هذا الموضوع، مشيراً إلى أن الرئيس سلام سيوجّه دعوة لعقد مجلس الوزراء الأسبوع المقبل لبحث المواضيع المتراكمة على جدول أعماله والتي بلغت أكثر من 600 بند، ومعظمها تتعلق بشؤون حياتية أساسية تعني المواطنين.

وكشفت مصادر معنية أن هناك الكثير من المشاريع والمنح والهبات خسرها لبنان بسبب الشلل الحكومي والنيابي، علماً أن عدد المراسيم التي تحتاج إلى تواقيع الوزراء في مجلس الوزراء بلغت قرابة 400 مرسوم.

وفي السياق، كشف وزير الإقتصاد والتجارة آلان حكيم لـ«اللواء» عن زيارة سيقوم بها وزراء حزب الكتائب بعد غد الجمعة إلى السراي الكبير للقاء الرئيس سلام، في إطار مطالبته بعقد جلسة لمجلس الوزراء لمناقشة ملف النفايات ومصالح المواطنين.

ولفت حكيم إلى أنه كان بإمكان المجلس أن ينعقد لتحديد الأماكن الخاصة لإقامة مطامر صحية في البقاع، خصوصاً وأن الحكومة تضم فريقاً سياسياً في إمكانه أن يُبدي رأيه في هذا المجال، مشيراً إلى أنه كان علينا منذ بداية المشكلة أن نسعى الى بذل جهد في موضوع ترحيل النفايات إلى الخارج ودراسة الأسعار، ملاحظاً أنه بعد مرور أشهر حصل تأخير مما يدفعنا إلى التساؤل ما إذا كانت هذه النفايات صالحة للتصدير أم لا.

عاشوراء

أمنياً، مع بدء إحياء ليالي عاشوراء عند السابعة والنصف من مساء اليوم في الضاحية الجنوبية، استنفر حزب الله كل الأجهزة الأمنية لوضع خطة أمنية رديفة تمنع حصول أي اختراق من شأنه أن يستهدف التجمعات التي سيدعو إليها الحزب مُـدّة الليالي العشر، قبل الاحتفال المركزي في الضاحية حيث سيكون هناك كلمة للأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله الجمعة في 23 تشرين الحالي.

النازحون

من جهة ثانية، كشف وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف أنه سيتوجه إلى الأردن ولبنان أواخر الشهر الحالي، في إطار مهمة ترمي إلى التحضير لاستقبال 400 لاجئ سوري في فرنسا، بينهم 200 من لبنان و200 من الأردن، مشيراً إلى أن العملية تهدف إلى إثبات قدرتنا على توفير شروط جيدة لاستقبال لاجئين موجودين في مخيمات في الجهة الأخرى من المتوسط، شرط أن يكون هؤلاء مسجلين لدى المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.

وكانت فرنسا قد تعهدت بأن تأخذ على عاتقها إسكان 2375 شخصاً موجودين حالياً في مخيمات في تركيا ولبنان والأردن في إطار إتفاق أوروبي للإسكان، إضافة إلى 30752 مرشحاً للجوء يجري انتقاؤهم في مراكز إستقبال في إيطاليا أو اليونان.