IMLebanon

الملك سلمان يحثُّ القيادات اللبنانية على إنجاح الحوار لدرء التداعيات السورية

الملك سلمان يحثُّ القيادات اللبنانية على إنجاح الحوار لدرء التداعيات السورية

سلام لمجلس وزراء الأسبوع المقبل .. وإطلالة سياسية لروكز في ساحة الشهداء

رست معطيات نهاية الأسبوع، بعد سقوط تسوية الترقيات، وخروج العميد شامل روكز من الخدمة العسكرية باحتفال متواضع في ساحة الشهداء قال خلاله انه لن يتقاعد وسيبقى في خدمة الوطن، علي مجموعة من الانتظارات السريعة، أو المرتقبة:

1- ما سيرشح عن زيارة النائب وليد جنبلاط الذي عاد إلى بيروت، أمس، من المملكة العربية السعودية بعد ان استقبله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمّد  بن سلمان بن عبد العزيز للمرة الأولى منذ تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، في حضور وزير الدفاع السعودي عادل الجبير ورئيس الاستخبارات العامة خالد بن علي الحميدان ووزير الإعلام والثقافة عادل الطريفي عن الجانب السعودي، ونجل النائب جنبلاط تيمور ووزير الصحة وائل أبو فاعور عن الحزب التقدمي الاشتراكي، والعشاء الذي جمعه مع الرئيس سعد الحريري في دارته في الرياض.

ولئن كانت المعلومات الأوّلية اشارت إلى ان البحث تناول أهمية استمرار الحكومة الحالية، والاستقرار في لبنان، ومقاربة انتخابات رئاسة الجمهورية، فإن المصادر المطلعة على أجواء المختارة قبل الزيارة، تحدثت عن ان جنبلاط يتحرك انطلاقاً من هواجس لديه بأن تداعيات الحرب في سوريا لها تأثيرات سلبية جداً على وضع الأقليات غير المنخرطة في الحرب في سوريا، والتي زادت مخاطرها بعد التدخل العسكري الروسي في سوريا.

2- تحديد موعد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء من دون الالتزام بالتوقيت بـ48 أو 72 ساعة، لأن الجلسة مخصصة حصراً لإنهاء بعض النقاط في خطة النفايات التي طرأت عليها تعديلات والتي من الضروري ان تنعقد وفقاً لمصادر السراي الكبير التي أكدت لـ«اللواء» ان «الاولوية الآن لوضع خطة النفايات على الأرض، ولان هذا الملف لم يعد يحتمل تأخيراً، لا سيما بعد ان بلغت الدراسات مراحها الأخيرة، وبات «حزب الله» أكثر اقتناعاً بتسهيل تطبيق الخطة، كبادرة حسن نية في تعزيز الاستقرار الداخلي، بعد الخطوة غير المحسوبة التي سيقدم عليها النائب ميشال عون، في ما خص «الثأر» من سقوط تسوية روكز بشل عمل الحكومة ككل، والاستعداد لفتح اشتباك على أرض وفي قاعات مجلس النواب الثلاثاء المقبل، حيث سيعقد المجلس جلسة للتمديد لمطبخه التشريعي، في ما يتعلق باللجان النيابية وهيئة مكتبه.

وتؤكد المعلومات انه في حال حصول انفراج على صعيد أزمة النفايات، فإن هذا الأمر سيشكل انجازاً للحكومة، هو أقرب إلى «التعويم»، وأبلغ ردّ على التوجه العوني لتحويل «السبات الحكومي» إلى نوم عميق لا قيامة للحكومة بعده.

وهذا المعني هو الذي عبرت عنه مصادر السراي الكبير، حينما رفضت الرد على ما قاله عون الثلاثاء الماضي عن الحكومة ورئيسها، معتبرة ان ما أعلنه عون ليس جديداً، بل هو أكّد المؤكد، فالجميع يعلم ان الحكومة معطلة، وهذا ليس بالأمر الجديد مشيرة إلى ان الأولوية الآن ليس للسجال السياسي، بل لحل ملف النفايات الذي لا يحتمل التأخير.

وأشارت مصادر السراي إلى ان الأجواء إيجابية بالنسبة لملف النفايات، والدراسات في مراحلها الأخيرة، كاشفة بأنه فور الانتهاء من الدراسات سيدعو سلام إلى جلسة استثنائية للحكومة، من دون حاجة مراعاة الدعوة المسبقة بـ48 أو 72 ساعة.

ونقل عن الرئيس فؤاد السنيورة قوله عن احتمال ان يصبح هناك اقتراح لمطمر رابع في البقاع، لكي يتشارك الجميع في إيجاد حل لمسألة النفايات التي تحتاج، بحسب قوله، إلى «حلول وطنية تشاركية».

وكانت اللجنة عقدت اجتماعاً جديداً برئاسة الرئيس تمام سلام في السراي بمشاركة الوزيرين نهاد المشنوق واكرم شهيب الذي أعلن ان الأمور تسير بشكل جدي، لافتاً إلى انه عندما يصبح موقع المطمر في البقاع جاهزاً سيكون هناك جلسة لمجلس الوزراء، مشيراً إلى ان هناك دراسة لثلاثة مواقع مقترحة في بقعة جغرافية واحدة لم تنجز بعد فنياً وتقنياً وهيدرولوجياً وللطرقات والأراضي لنوعية التربة.

ومع ذلك، فإن إنجاز النفايات لا يعني أن الحكومة ستخرج من مأزق التعطيل طالما أنها لا تستطيع أن تُنجز، ولهذا فإن السؤال عن مصير الحكومة يبقى معلّقاً في الانتظار، رغم أن هناك من يعتقد أن موقف عون من رهن اجتماع الحكومة بتعيين قائد جديد للجيش وللمجلس العسكري لا يسري على حلفائه في تكتل التغيير والإصلاح، ولا حتى من جانب حزب الله الذي ربما لا يوافق على تعيين قائد جديد للجيش قبل انتهاء ولاية القائد الحالي العماد جان قهوجي.

السفير عسيري

3- على أنه بين هذين الانتظارين، فُتحت الساحة على ما يمكن أن تسفر عنه دعوات السعودية المتكررة من حثّ القيادات اللبنانية على إجراء تقارب حقيقي بينها والاتفاق على خارطة طريق، من ضمنها إنهاء الشغور في الرئاسة الأولى، وإعادة تفعيل العمل الحكومي، ودعم مبادرات الحوار الجارية وتوسيعها.

وكان البارز على هذا الصعيد، إضافة إلى ما سمعه النائب جنبلاط من خادم الحرمين الشريفين ومن ولي ولي العهد السعودي، والرئيس الحريري في الرياض، ما نقله السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري إلى الرئيس سلام من مواقف ثابتة ومستجدة في هذه المرحلة تتضمن:

– حرص المملكة العربية السعودية على لبنان ودعوة القيادات السياسية والمسؤولين إلى فتح صفحة جديدة، ووضع حدّ للمواضيع الخلافية التي برزت في الفترة السابقة.

– الإتفاق على خارطة طريق للمرحلة المقبلة، من خلال اتخاذ قرارات وطنية تؤدي إلى الحفاظ على الدولة ومؤسساتها، ولتحقيق المصلحة العليا للبنان في ظل جلسات الحوار القائمة حالياً.

– إن المملكة ستدعم ما ستسفر عنه جلسات الحوار وتتوافق عليه القيادات المجتمعة حول الطاولة، والتي من شأنها أن توفّر الوحدة والأمن والإستقرار لهذا البلد.

وكان السفير عسيري زار السراي وسلّم الرئيس سلام دعوة من الحكومة السعودية للمشاركة في القمة الرابعة للدول العربية ودول أميركا الجنوبية التي تستضيفها المملكة الشهر المقبل.

إطلالة روكز

4- وثمّة انتظار رابع، يتمثّل بالتحوّل الذي يمكن أن يُسفر عنه دخول العميد روكز المعترك السياسي، على صعيد العلاقة داخل «التيار الوطني الحر» بينه وبين رئيس التيار الوزير جبران باسيل، حيث ارتدت الوقفة التي نظمها له «أصدقاؤه» في التيار وفاءً له في ساحة الشهداء طابعاً سياسياً، سواء من خلال الحشد الذي حاول أنصاره تأمينه له، والهتافات التي ترددت في الساحة، أو من خلال حرص العميد روكز على الظهور في الحشد باللباس المدني، معلناً أنه «لن يتقاعد، لأن النضال وحب الوطن لا يقفان عند بزّة أو منصب أو وظيفة»، مؤكداً أن الجيش لن يكون غير  جيش الشعب».

في إشارة إلى أنه سيكون قريباً من النّاس، من خلال أن هذا اللقاء ليس الأول ولن يكون الأخير.

وتبعاً لما تردّد في اللقاء من مواقف من قبل الحاضرين، فإن كثيرين لا يستبعدون أن يتصدّر العميد روكز صفوف «التيار الوطني» إلى مراكز متقدمة، قد تشكّل عنصر منافسة مع «العديل» باسيل، خصوصاً إذا أخذت بعض الأصوات في التيار مداها الأرحب باتجاه ترشيحه لرئاسة الجمهورية.

نصر الله

الإطلالة الجديدة للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله قبل ظهر الأحد لمناسبة أسبوع القائد حسن محمّد حسين الحاج الملقب بأبو محمّد الإقليم، والذي سيقام في ملعب مدرسة اللويزة في إقليم التفاح.

وبطبيعة الحال، فإن هذه الأطلالة ستتم في العاشرة قبل الظهر عبر الشاشة العملاقة، حيث ستكون مناسبة لتناول مجموعة من النقاط أهمها تفصيل ما تداوله في كلمته خلال إحياء الليلة الأولى من ليالي عاشوراء، من عناوين، حول الوضع الحكومي، في ضوء ما اعتبره «افشال كل محاولات التوصّل إلى حلول تعيد الحياة إلى الحكومة الحالية»، لأسباب وصفها بأنها «شخصية وحزبية ونكدية» مما يعني بوضوح الانتقال إلى وضع أشدّ تعقيداً بحسب تعبيره.

ولئن كان نصر الله لم يوضح ما المقصود من تعبير انتقال الوضع الحكومي إلى وضع أشدّ تعقيداً، فإنه لوحظ انه استتبع هذه العبارة بقوله ان الذين افشلوا محاولات ومساعي الحلول، والمقصود هنا تسوية الترقيات العسكرية، سيكتشفون انهم كانوا مخطئين كثيراً.

ومع ذلك، فإن نصر الله لاحظ وسط هذا الوضع المؤسف على المستوى اللبناني ايجابيتين:

الاولى: الاستقرار الأمني بشكل عام، والثانية الحوار القائم بين القوى السياسية، واللتين يمكن ان نبني عليهما،بحسب تعبيره، خالصاً إلى ان الوضع ليس كلّه أسود.